"خريف اقتصادي" يهدد الربيع التونسي

[admin]

مخاوف من تحول الربيع التونسي الى خريف بسبب الكساد



في مثل هذا الأسبوع قبل عام تمكن التونسيون من الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، في أول ثورة شعبية خلال ما يعرف بـ"الربيع العربي".

ومع أن مشاكل البطالة مثلت شرارة الثورة التونسية، إلا أن الوضع الاقتصادي داخل البلاد لم يشهد تحسنا يذكر.

قبل عام كانت شوارع العاصمة التونسية أشبه بساحات قتال، حيث شهدت البلاد مصادمات بين الشرطة ومتظاهرين ينادون بالديمقراطية. وكانت هذه الأيام الأخيرة لنظام ديكتاتوري حكم البلاد لنحو 23 عاما.

وفي الوقت الحالي اختفى القمع، ويمكن للمواطنين التجول في الشوارع والابتسامة على وجوههم، ولم يعد عليهم الحديث همسا خشية التنصت عليهم.

ومن الناحية الظاهرية، على الأقل، فقد تغيرت تونس كثيرا.

كنت قد شاركتُ في نقاش سياسي عبر إذاعة "راديو كلمة"، التي لم تعد مجرد إذاعة تبث من المنفى بعد انتقالها إلى العاصمة تونس.

في الماضي شهد النمو الاقتصادي داخل تونس تباطؤا بسبب عمليات اعتقال منتظمة بحق صحفيين ومعارضين.

وكانت رئيسة تحرير "راديو كلمة" سهام بن سدرين سجينة سياسية تحت نظام الحكم السابق.

وتقول بن سدرين: "بصورة ما تحول الربيع العربي إلى شتاء، فالحرس القديم ما زالوا موجودين مع الجديد. ولكن أعتقد أن الأشياء تسير في الطريق الصحيح".

ومع أن هناك شعور عام بالرضا عن سير الانتخابات التأسيسية خلال فصل الخريف، إلا أن بعض جوانب الحياة تدهورت، ما أثار الجدل.

وبالطبع كانت هذه نظرة شباب، وكثير منهم متعلم لكنه عاطل عن العمل، كنت قابلتهم في مركز توظيف بالعاصمة.

امتدت طوابير الشباب، ولم يكن هناك سوى عدد قليل للغاية من الوظائف الجيدة، مما كشف واقعا صعبا يرى الكثيرون أنه لم يحدث تغييرا، حتى بالنسبة لخرجيين حاصلين على تعليم عال مثل أحمد ماتلوث، الذي يبلغ من العمر 28 عاما وعاطل عن العمل منذ ثلاثة أعوام.

ويقول أحمد: "بالطبع الوضع اسوأ. أوشك على بلوغ الثلاثين، وحصلت على مؤهل جامعي، ومع ذلك لا أعمل." ويُرجع الأمر بالأساس إلى الفساد واستمرار المحسوبية.

وتمثل حالة الاقتصاد التونسي مصدر قلق لأن عدم تحسن الأوضاع ربما يؤثر على شكل الثورة.

ويعد قطاع السياحة، على سبيل المثال، جزءا مهما من الاقتصاد التونسي. ومع ذلك كانت شواطئ منتجع الحمامات، ومنتجعات أخرى بارزة، خالية في وقت اعتاد أن يظهر فيه زائرون من شمال أوروبا للاستمتاع بشمس الشتاء. وتراجعت أعداد السياح على مدار العام الماضي بمقدار النصف.

كانت تونس في طليعة دول الربيع العربي. وقد ظهرت بعض التوترات السياسية مع تولي حزب النهضة الإسلامي المعتدل حكومة وحدة مؤقتة، ولكن الاقتصاد سيكون الحكم على نجاح أو فشل ثورة الربيع التونسي.