|
الابداعات الفنيه للاعضاء هذا القسم خاص بالابداعات ويمنع وضع موضوع منقوله |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
داء النسيـــان (قصة قصيرة)
(أريد هذا يا بابا ، وهذا ، وهذا) رغم الضباب الزاحف فوق الطريق الا أن الطفل أنتقى ما أراده ، وبعاطفة الأبوة ولتعويض شىء مما أفتقده الطفل من حنان أمه المتوفية وجد الأب نفسهِ مندفعاً لتحقيق رغبة أبنه العزيز ، دلفا محل الألعاب وكأن الصغير شعر بأمكانية الأمساك بالأحلام فى قبضته فأكثر مما أراد ، ثم غادراً المحل حاملاً الأب سعادة أبنه المتمثلة فى بعض الألعاب والكثير من الدمى ولم ينسى أن يرمق الصغير بين الحين والأخر ليستمتع بمشاهدة السعادة التى تسبح فى عينيه و الفرحة التى ترسو فوق ملامحه ،اما الصغير فأبى أن يحمل الأب أجمل ما أبتاعه ، هذا (الدبدوب ) ذو اللون الأبيض والأبتسامة الساحرة ، هذا صديقه منذ اليوم وغداً ، هذا أخيه الذى لم يجده يوما فى المنزل ، هذا كل شىء ! العرق سال من وجهى بغزارة وكأنى أمطر ، والرعد والبرق ظهرا على ملامحى ، تبدلت قسماتى كثيراً أثناء نومى ، شعرت بذلك . ودقات قلبى التى تطارد بعضها البعض ، والخوف الذى يتنفس أسفل الفراش ، ولم أجد بدا من الأستيقاظ . صرخت بعنف: كابوس ، فسمعت صدى الصرخة فى عقلى يتردد بدوى الموت _كابوس ..كابوس ..كابوس هززت رأسى طارداً الأفكار والهواجس والخوف ، منذ متى وأنا يسكنى عنكبوت الرعب ؟! نهضت من الفراش ، أيقظت المصباح من سباته العميق ، أظن أنه يغفو أكثر مما أفعل ، منذ ثلاثة أيام وأنا وحدى فى المنزل ولم أضىء النور أبداً ، ربما هذا الظلام ، ربما هذا الضباب . دلفت الحمام ، تركت رأسى أسفل المياة ، يغسل ذنوبى ، ولكن ما هى وكم عددها ؟! عدت الى الفراش ، حاولت الأستسلام للنوم ولكن العقل والجسد قاوماه ، والأفكار فى حالة ثورة ، نظرت الى الساعة فوجدتها الثانية بعد منتصف الليل ، أمسكت الجوال وطلبت أحد الأصدقاء بينما أرتدى ملا بسى أستعداداً للخروج ، جائنى صوته الغالب عليه النعاس وهو يجيب : _ الأنك فى أجازة تيقظنى أيها الأحمق ؟ _ وكأنى من طلب الأجازة ؟ كيف حالك ؟ _لا أظنك تهاتفنى الأن يا خالد كى تسئلنى على حالى ، حسنا ، أخبرنى من مات ؟ _ أتنتظر كارثة ؟ _ صدقنى .. لا يأتى منك سوى هذا ! _كفى صداعا ، أرتدى ملابسك ، أنا فى أنتظارك _ لن أفعل بالتأكيد ،عملى السابعة غداً أم تريد المدير أن يغنى معى كما أنشد معك ؟ _سحقاً له .. لا تقلق ، هو من أخطأ فى حقى ، وأنا فى أنتظار أعتزاره _ تنتظر أعتزار رب عملك ؟! ، أضحكتنى ، كما أنك أنت المخطىء لا هو ! _ لا أتذكر ، الوقت يمضى ، أأكملت أرتداء ملابسك ؟ _ أيها الأحمق أنا فوق فراشى ولن أخرج _بل أنا من فى الطريق إليكِ ، أنتظرنى ، وإن غفوت سأيقظك أنهيت المكالمة وألقيت الجوال على المقعد المجاور ثم أنتبهت أكثر للطريق ، حتى أنى لم ألحظ شرودى صفعة على الوجه هى التى تيقظ النهار ،وصراخ وسباب ينطلق مصطدماً بوجه الطفل ، ليغير من ملامح البراءة الى قسمات الخوف والبلاهة والتعجب ، رغم أن كل نهار يحمل فى باطنه الذهاب الى الحضانة يأتى مصاحباً لسباب أمه التى حلت محل الأب بعد رحيله من دنيانا الا أن الصغير يجد صعوبة فى أعتياد ذلك . و حين يعود من الحضانة كل يوم يقف أمام محلات الألعاب مراقباً أياها حزيناً ، بائساً ، وحيداً . يتمنى أن يشترى يوماً (دبدوب) أبيض اللون ذو أبتسامة ساحرة ، وأن يكون صديقه وأخيه ولكن أين النقود؟! ، أنها مع أمه ، وسخط أمه ، وسبابها ، وغضبها . ترى متى ستشترى له هذا الدبدوب ؟! وتوقف ذات يوم بجوار أحدى المستشفيات وجد قطن أبيض ممتزج ببعض الدماء بجوار حائط نصف متهدم مع ما يلقى فى المهملات ، ورغم أن شكل القطن مزرى ومقرف ، الا أن أبتسامة الظفر قد علت وجه الطفل و صاح سعيداً بداخله : لقد وجدت مبتغاى ، سأخلق من هذا دبدوباً أبيض ! يا الله ، أخيراً قد وجدت مكاناً فارغاً لأترك به سيارتى ، النسيم داعب خصلات شعرى ، ولثمنى بسعادة من الجنة ، صعدت شقة صديقى وتركت أصبعى على جرس الباب ، تذكرت الحلم الجميل الذى زارنى أثناء يقظتى ، أثناء القيادة ، شعرت وكأنى أسبح فى السحب لشدة نشوتى . وفتح الباب ووجدت صديقى خارجاً شبه عارى ينظر الى بغضب وهو يقول : _ سحقا لجنونك ، لم أدرك أنك ستأتى حقا ..تفضل أغلق الباب وتركت جسدى يسقط فوق أقرب اريكة وجلس هو فى المقابل ، شردت بعينى فى اللوحة التشكيلية المرسومة بأبداع على الجدار ، بدت معبرة عن العلاقة الأسرية والتفاهم بين الأب والأم ، تابع صديقى بعينه نظرات عينى ثم أشار الى اللوحة وقال : _ دائماً تعجبك هذه اللوحة ، أليس كذلك ؟ _ بالتأكيد هى تعبر عن التفاهم بين الأب والأم _ أجننت ؟ هذه صورة أباحية ! _ أحقاً ؟!ً الفن التشكيلى يفهم على حسب رؤية كل فرد _ أكاد أجزم أنى ألامس فى حديثك الجنون ، هذه صورة فوتغرافية ، ما شأن الفن التشكيلى هنا ؟ أطلقت تنهيدة حارة ثم أشعلت لفافة تبغ بتوتر خرج على هيئة سحب ضبابية كثيفة تصف الظلام الذى بداخلى ثم قلت : _ أشعر أنى لست على ما يرام _الأجازة التى نلتها لأراحة أعصابك ، أليس كذلك ؟ _أنا على ما يرام ،بئساً لهذه الأجازة _ألم تقل أنك لست على ما يرام ؟ _أتعتقد أنهم سيعيدونى الى العمل ؟ _أنت من أخبرتنى من قبل أن المدير قد أعطاها أياك لأراحة أعصابك _ لقد قال لى هذا ؟ _ من ؟ المدير ! _ لا ، بل شخص أخر _ أتريد أن تخبرنى لم فعلت هذا ؟ _ فعلت ماذا ؟ وصمت لبرهة ، أنى أشعر بأنه يعلم شىء لا أعلمه ، أو ربما لا أتذكره ، أشعر وكأنى أشتم بأنفى رائحة تهكم فى كلماته ، أكان يتهكم ؟! قتل الصمت بالكلمات وقال : _ لم أتيت ...فيم كنت تريدنى ؟! ونسيت أننا كنا نتحدث فى شىء ، نسيت أن أسأله ماذا فعلت؟ وجدت نفسى أقول بتلقائية : _ لا أعلم ، كوابيس ، أرق ، ربما الوحدة وتذكرت أن أسأله ماذا فعلت ؟ ولكنه سرق من ساعتى الوقت وقال : _هى الوحدة ، أنت تعيش فى القاهرة منذ مدة ويبدو أنك لم ترى والديك من فترة صداع ، وطرقات على المخ ، أريحنى من هذا ، ماذا تريد أن تقول ؟ كدت أقول له هذا لولا جرس الباب الذى صرخ نظرت أليه وسألته : _ أتنتظر أحد ؟ ،، نظر الى ساعته وقال : فى الساعة الثالثة ونصف صباحاً بالتأكيد لا ! ً عدت الى المنزل مرهقاً ، النهار المشرق سجن الليل الى حين ، تذكرت صديقى حين نهض ليفتح الباب ، حين وجد الكثير من أصدقائنا أمامه ، وكل منهم يحمل زجاجة بيرة ، قالوا له أننى من هاتفتهم طالباً منهم الحضور للسهر والسمر عنده ، أفعلت هذا ؟! مر الوقت علينا ، وشعرنا به ، اما صاحب الشقة فسقط نائماً لشدة أرهاقه ، وضاع منه الذهاب الى العمل ، أعتقد أنه حين يستيقظ سيغضب منى وقد يكرهنى ، مديرنا لا يرحم ، ولكنى لم أشغل عقلى كثيراً فى التفكير ولم ألبث أن تناسيت ما حدث ، أكنت عند صديقى؟! لا أذكر . وزارنى النوم وأحسنت أستقباله ، ليته يأتى بمفرده غير مصاحباً للكوابيس ، سحقاً للأحلام والكوابيس لم لا تتركنى للواقع . حين تجسد الزمن من الطفولة الى الشباب ، خرج الشاب من الملجأ وحيداً كما دخله طفلا وحيداً ،هكذا ظن ! ولكن الأيام أثبتت غير هذا ، أدرك أنه يحمل فى أعماقه الخوف من هذا العالم ، والرعب من أحلامه ، ففقد قارة الواقع وضاعت منه جزيرة الأحلام ، عمل فى جميع المجالات ، مع السباكين والنجارين والحمالاين والنشالين وفشل ! ، ولكن الأيام أوحت له أنه ربما ينجح ، ففى عقله الأفكار ومزيج من الجنون والعبقرية ، لقد بدأ يرى أنه أكثر ذكائاً من غيره وأكثر دهائاً من نفسه ، فبدأ يخطط ليغير من حياته وقد فعل ! _لااااااااااااااااااااااا أستيقظت وأنا أتسائل ترى ماذا حلمت ؟! أى كابوس هذا ؟ نظرت من نافذتى فرأيت الليل ، ورأيت فيه داخلى . أمسكت الجوال وبحثت عن رقم أبى ، يبدو أننى بحاجة الى الحديث معه ، ربما علىّ السفر لبلدتى كى تحتضنى أمى ، نهضت واضعاً يدى فوق وجهى ربما لخوفى من رأيتى فى المرآة ، ولم أخف ؟ ألقيت الجوال على الفراش ، ترى لماذا مسكته منذ قليل ؟! جلست فى الشرفة أتابع السائرين وأرمق القمر بمقت شديد ، لا أحب الليل ، كفى ليل ، كفى ليل . عدت الى الغرفة على أثر صراخ جوالى وجدته صديقى يتصل ، لم أشىء أن أجيب مكالمته ، لن أجيب ، لن أجيب _كيف حالك ؟ يبدو أنك غرقت فى سبات عميق ؟ _أتعلم يا خالد أنك أحقر رجل قابلته فى حياتى _ لماذا تقول هذا ؟ _يا أبن العاهرة لماذا فعلت هذا ؟ أنه يذكرنى وانا لا أريد التذكر ، أردت أن أسئله صباحاً ماذا فعلت ؟ كان يتكلم عن عملى ، أليس كذلك ؟ _أجبنى أيها الحقير _ما الأمر أتتحدث عن أجازتى ؟ _لا أتحدث عن فصلك من عملك ولا آهتم به ، لقد أخبرونى الأصدقاء أنك هاتفتهم وأحضرتهم الى البيت كى يضعوا لى المخدر لأرافق الفراش ، هذا ليس مزاح أيها المعتوه ، لقد فصلت من العمل لغيابى ، أنك ملىء بالحقد , أهذا ما تريد أن أفصل مثلك ، أقسم أن أقتلك ، أقسم أن أقتلـ.. أغلقت المكالمة فى وجهه ، يبدو أن شبكة الأتصالات ليست فى أفضل حال ! ، يبدو أنى لست أيضاً فى أفضل حال ، فيم كان يتحدث ؟ ربما عن أجازتى ، لم أخبرنى أننى قد فصلت ؟ ،أنا فى أجازة ، أقال أيضاً أن سبب الفصل كان تزويرى cv الخاص بى؟ أم عن الأختلاس؟ أنى حزين ومرهق ووحدى ، وحين أشعر أنى وحدى أتجه دائما الى غرفتى وأجلس على الفراش محتضناً الدبدوب الأبيض ذو الأبتسامة الساحرة . تذكرت حين حصلت على وظيفتى وقبضت أول راتب وأتجهت الى محل الألعاب والهدايا وأبتعت هذا الدبدوب ، لا ، بل أبى هو من فعل هذا وأنا صغيراً ، أمسكت قداحتى وأشعلت النيران فى الدبدوب وأنا أصرخ : دبدوب حقير ، سحقاً لك يا أبن العاهرة ، أكرهك ، أكرهك وألقيت به من النافذة . ليس هذا صديقى ، وأتجهت الى الدولاب وأخرجت منه دبدوبا قد صنعته من القطن المنقط باللون الأحمر ،ولكنى أشتم به رائحة القمامة ، تبا لك وأحرقته ، وأحرقته وخرجت من منزلى ، مرتدياً البيجاما ، أسير فى الطرقات حيث تشاء قدمى ، فوجدت نفسى أمام أحد الملاجىء ، أنى أكره الملاجىء ، وهذا الملجأ كم أمقته ، رأيت الناس يشيرون ألىّ ويسخرون ويصرخون : مجنون عارىّ ، مجنون عارىّ ، ترى أين ذهبت بيجامتى؟ لقد خرجت بها من البيت ، أفعلت هذا ؟ ، تبا أنا لا أتذكر شيئاً ، أيها الملاعين أنا لست مجنوناً ، جل الأمر أنى تناسيت أمسى وحطمنى يومى ويقودنى الغد الى الجحيم ، وربما أنقرض ! __________________
__________________
الليل مملكة المتسولين .. والسكون طائر خرافى كالموت .. كالرخ الأسطورى .. شىء ما يجذب النوم عنى وشىء ما يجذب الليل إلى .. وفى قلب النهار ارى الكون ليل .. وفى عين الشمس أبحث عن القمر .. لحظات مضت .. ومضت فيها بريقها حتى قتلت أضواء العيون.. قد أشتريت بالا شىء.. الحياة ! لحظات مضت ولحظات أخرى وسأمضى ...
|
#2
|
||||
|
||||
ماشاء الله عليك ..
بس انا عاوز أعرف حاجه هى الحاجات الحلوه دى من تأليفك ؟؟؟.
__________________
افضل 15 مشارك |
#3
|
|||
|
|||
مشكور ليك على هذا الابداع
|
#4
|
||||
|
||||
دى اعراض زهيمر بس من النوع التقيل
شكرا على الموضوع الرائع واتمنى لك التوفيق فى مواضيعك القادمة
__________________
مساكين اهل العشق حتى قبورهم عليها تراب الذل بين المقابر @@@@@@@@@@@@ ياللي تغركـ ضحكتي بعض الأوقات .. أحيان بعض الضحك معناهـ × موتــــي × أوقات تلقاني أحاكيك بـــ سكــــــــات .. يوم الكلام يموت داخل × سكوتـــــــــي × يوم الحناجر تحتضر فيها الآهــــــــات .. واعجز عن الشكوى ولو طال × صوتــــي @@@@@@@@@@@@ لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الاسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها تبقى الاسود اسود والكلاب كلابا تبقى الاسود مخيفة فى اسرها حتى ولو نبحت عليها كلاب @@@@@@@@@@@@ صمتى لا يعنى جهلى بما يدور حولى ولكن ما يدور حولى لا يستحق الكلام |
#5
|
|||
|
|||
أنت فنان !!
|
#6
|
||||
|
||||
أحسنت والله يا مبدع !!
جزاكم الله خيراً
__________________
رأيت الهَم في الدنيا كثير ... وأكثره يـكون مــن النساء فلا تأمن لأنثي قــط يوما ... ولوهبطت عليك من السماء |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة قصيرة | احمدينيو | المنتدى العام | 2 | 2010-03-08 06:53 PM |
قصة قصيرة ولكنها بحر من الحكمة | prince of alex | المنتدى العام | 0 | 2010-02-26 01:10 PM |
قصة قصيرة وعبرة عظيمة | احمدينيو | سلة المحذوفات | 1 | 2010-01-31 10:24 PM |
أعمــــــــــــاق (قصة قصيرة) | Edgar_Allan_Poe | الابداعات الفنيه للاعضاء | 2 | 2008-11-13 08:48 AM |
قصة قصيرة بانتظار معجزة | THE KING | المنتدى العام | 1 | 2008-03-05 04:14 PM |