|
|
|||||||
| منتدي الفنون الادبيه شعر و قصائد وقصص وفنون أدبيه يُمنع وضع المواد التي تحتوي على موسيقى |
 |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
2010-03-03, 12:43 AM
|
||||
|
||||
الزنزانة
مد يده أمام عينيه فلم يرها...... تحسسها بيده الأخرى حتى تيقن من وجودها كما هي ...
تحسس ذقنه فوجد شعيرات كثيفة قد نمت ... رائحة ملابسه تثير الغثيان ... حاول أن يتلفت بجسده فارتطم بالحائط المجاور .. المكان ضيق ..خانق ...رطب ... شعر بالخوف الشديد ..بدأ العرق ينهمر منه بغزارة ... شعر بشخص ما بجواره فزع قائلا :- - من أنت ؟ و كيف جئت إلى هنا ؟! سمع صوت يجيبه من نقطة ما في الغرفه النتنة : -أنا رفيقك ..نحن معاً في هذا العذاب .. -كيف جاءوا بك إلى هنا ...؟! -مثلما جاءوا بك أنت أيضا . -و لكنني في الحبس الانفرادي لا ينبغي لك أن تكون هنا ؟! -فلتسألهم يا رفيقي ... صمت قليلا و بدا له صوت ضربات قلبه واضحا أخذ نفساً طويلاً تحدث مرة أخرى : -ما الذي جاء بك في هذا الجحيم ؟! -كنت أسير مع زوجتي في الطريق فعاكسها شاب مستهتر فأوجعته ضربا حتى لفظ أنفاسه الأخيره . -ثم ؟! -أوسعوني ضربا و ركلاً و قاموا بتعليقي من جسدي و انهالوا عليّ بقبضة من حديد ثم جردوني من ملابسي و تحرش بي بعضهم يضحكون و هم يجذبوني من شعر العانة و قلموا أظافري و صعقوني بالكهرباء ..ظلوا يفعلوا هذا بي حتى أتيت لهذا السجن أغمض عينيه في قوة قائلا بصوت هامس : -وحوش ..إنهم وحوش... - في أول يوم في هذا الجحيم كان العنبر يسع لمائة و خمسين شخصاً و لم يكن هناك سوى ثلاثون سرير فطالبت بسرير خاص بي ابتسم المأمور وقتها ابتسامته الوحشية و قال لنا : ستدخلون العنبر و تقومون بضم الأسّرة و تسدون بها باب العنبر من الداخل و البطل حتماً هو من يتخذ لنفسه سريراً .هيا يا أبطال أروني شجاعتكم .بالطبع مهندس زراعي مثلي لم يكن يقوى يوماً على ذبح دجاجة حشر مع أعتى مجرمي البلاد ينافسهم على سرير ينام فيه و باب العنبر مغلق بإحكام توقع ماذا الذي حدث ؟! صمت و لم يجبه -بالطبع توجهت مسرعاً نحو أقرب سرير لي و جلست عليه فشعرت بضربة موسي حادة على ظهري ثم وجهي و شعرت بالدماء تغمرني و الجميع قد اشتبك مع بعضهم البعض فوجدتني أصرخ و ضربت مهاجمي و أخذت منه الموسي و أصبته بجرح غائر في عينيه حتى حصلت على سرير . و عندما جاء مأمور السجن فيما بعد سأل عمن أصاب الرجل في عينيه فدلوه عليّ ..فلوح لحراسه بأن اسجنوه بالحبس الإنفرادي لمده أسبوع ... أسبوع في غرفة مظلمة تماما ...لا أعلم ليل من نهار لا طعام لا ماء لا هواء ...أنا أشعر إنني قد جننت ! قلت له :- -و ما نهاية هذا العذاب ...! -سمعت الحارس يهمس لصديقه إنهم سيخرجوا أحدنا اليوم الحقيقة إنني لا أعلم عدد الأيام هنا .حاولت حسابها و لكنني لم استطع حتى يخيل إليّ إنني لبثت هنا مائة عام . قطبت جبيني في شدة كيف لم أشعر بهذا الرجل طوال هذة المده إنني في حبسي الإنفرادي هذا منذ أسبوع مضى ..أمن الممكن أن يك... سمعت الحارس يقوم بفتح باب الزنزانه و بصيص خافت من الضوء أغشى بصري لبرهه قبل أن أفتح عيني مرة أخرى و قد جذبتني يد قوية خارج الزنزانه ..نظرت فوجدت الحارس الغليظ قلت له : هل سأنتقل من هذا الحبس الإنفرادي أجابني بغلظته الدائمة : -نعم ..تقدم للأمام .. أصابتني غبطة و أخذت أضحك في صوت عال و قلت له : -أنا سعيد ..صدقني أنا سعيد ... بكيت بحرقة ممتزجة بسعاده شعور غريب يمر بي الآن بعدها تذكرت أمراً خطيراً فألتفت نحو الحارس :- -ألن تطلقوا سراح زميلي في زنزانة الحبس الانفرادي ؟! تلفت لي الحارس قائلا : -أي زميل ..؟؟ قلت في توتر : -زميلي ..لقد كنا نتحدث منذ ساعات قليلة ... جذبني عائداً مرة أخرى لباب الزنزانه و فتحها بعنف فاصطدمت رأسي بحائط السجن و أنا اسمع صوت الحارس : -لا أحد هنا قلت في ذهول : -و لكننا كنا نتحدث ...معاً منذ قليل ضحك الحارس في شراسة قائلاً : -هذة مزايا الحبس الإنفرادي يا مسجون ... و شعرت بأنفاسه و هي تقترب من وجهي و فحيح خافت من فمه قائلاً : أن تصبح نزيلا لمستشفى الأمراض العقلية و أنهال عليّ ضرباً و صفعاً .
__________________
 أنا شاب لكن عمري ألف عام وحيد لكن بين ضلوعي زحام خايف و لكن خوفي مني أنا أخرس و لكن قلبي مليان كلام عجبي !!!! 
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الزنزانة |
|
|
العرض العادي
