|
منتدى نور الإيمان كل مايخص الدين الحنيف بدون تعصب او تحيذ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#111
|
||||
|
||||
اسم الله الـوَكيل(2)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لازلنا في شرح اسم الله الوكيل، ونحن اتفقنا في المرة الماضية أن نَمُر على الآيات التي فيها الدلالة على اسم الوكيل، مَر معنا ورود اسم الوكيل في كتاب الله [14] مرة، وهذا دليل على شِدَّة الحاجة إليه،يعني أنا محتاجة أن أتعامل معه بصورة دائمة ومستمرة في حياتي، فصار الأمر الآن يدور حول حاجتك، أي شيء يتكرر ذِكرهُ في كتاب الله ويتكرر التَّعريف بهِ، هذا دَليل على أنك مُحتاج إليه، وأنت الآن لمًّا تتأمل في المسألة تجد حقيقةً أنك محتاج إلى أن تجعل لك وكيلا، لمــاذا أحتاج أن أجعل لي وكيلا؟ لِأن وَصفي الضعف، {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28 لابد أن تُؤمِن أن وَصفك الضَّعف، لا يَغُرَّك الصورة التي يعتبرها الناس مثالية، يعني الناس يعتبرون الصورة المثالية هي أنه يحب أن تكون قوياً، طب أنت وُصِفت أَن أصل حالك أنك ضعيف، حتى على الطاعة أنت ما وصفك وما حالك؟ ضعـيـــــف، فإذا كان وصفك أنت الضعف، يصبح ماذا يجب عليك أن تفعل إذا كان وصفك الضعف وتريد أن تَقوَى وتُحقق مُرادك؟ >> تستعين بالقَوِي، من أجل ذلك لَمَّا أُمرت بإياك نعبد، ما أُمرت بأن تستعمل قوتك، يعني أنت لمَّن تريد أن تستقيم، الاستقامة هي {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وهذه ما تأتي وحدها إنما تأتي ب { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فإذاً أنت لابد أن تتصور حقيقة نفسك أن الله وهبك مواهب، وطبائع في نفسك، وَهَبَك صِفات خاصة، لَكن لمَّا وَهبك هذه المواهب ما تستطيع الانتفاع بها إلا بِعَونٍ مِنه، والحديث صريح (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم) رواه مسلمفهذه هي الصورة الحقيقة التي يجب أن تنكشف لك، طيب نحن نرى قوم لا يستطعمون الله يعني لا يطلبون منه الطعام وعندهم، نقول {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }الانفطار 6 يعني أن الله من أسماءه الحليم، الكريم، الرحمن، فهو يعامل عباده برحمته وبكرمه وبلطفه إلى أن ينتهي الاختبار، متى ينتهي الاختبار؟ لحظة قبض الرُّوح، لحظة قبض الرُّوح هذه كلمة معناهاانتهى الاختبار، فأنت طول ما أنت تعيش في الدنيا، طول ما تُعطَى مِن أَجل أن تَرجِع إلى بابه، تُعطى من أجل أن تُصلِح حياتك، من أجل أن لا تأتي اللحظة التي تقول فيها {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24 فأنت تعيش بعون من الله، في رحمة الله، حتى مشاعر وأحاسيسك هذه ما هي إلا من رحمة الله، الآن النبي صلى ـ لله عليه وسلم ـ كيف لَانَّ للنَّاس؟ يقول الله ـ عز وجل ـ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ}آل عمران159يعني من رحمة الله، الله وهبك أن تكون لَيَّنا، فَلينَك مَع النَّاس هذه موهبة ليست من صفاتك الشخصية، ممكن تقول : لا، هذه من صفاتي الشخصية. نقول : صح، طب من الذي أعطاك الصفات الشخصية ؟! و بعد ذلك تأتي في مواقف تقول : أنا بتصرف عكس شخصيتي. هذه المواقف تحصل من أجل أن تفهم أنه حتى لو كنت تتصور أن طبيعتك التي خلقك الله عليها لَيِّنَة تأتي لحظة ممكن تُصبح عَكسً ذلك، فأنت تتصور أن هذه الطبيعة مِلكَك،يعني أنا هكذا طوال عمري، نقول : هذه الطبيعة أنت ما تملكها، بل الله ـ عز وجل ـ هو الذي يُيَسَّر لَك، ممكن تأتي تقول : ما دام الأمر هكذا، طب أنا ماذا أفعل في الحياة؟ نقول دورك في الحياة هو الاستعانة >> هنا اختبارك، بأن تستعين، وتجعل الله لك وكيلا، هذا هو المطلوب منك وهذا هو الاختبار، في ناس ما اتخذوه وكيل معتقدين أنهم يُصَرِّفون أَنفسهم، فَصَرَّفهُم الله وهو الذي دَبرهم هم في الحقيقة لم يُدبروا أنفسهم لكن عاشوا أغبياء طـــول الحياة، متصورين أنهم هم يُدَبِّروا أنفسهم، و في ناس ربي كشف عنهم هذه الغُمَّة {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}الأنعام122 فهذا الذي في الظلمات دائماً يَصف نفسه أنه ذكي وفاهم، والذي أراه الله النور دائما يكون عاقل، يفهم أنه لولا أن تَداركه الله بالرحمة وباللطف ما كان انكشف له هذا الخبيث، ولا انكشف له هذا السَّيئ، ولا انكشف له هذا الطَّيب. وصلنا الآن إلى أن ((الوكيل)) اسم من أسماء الله التي نحتاجها بعدد حاجاتنا، أنت الآن تعرف أن الله ـ عز وجل ـ لمَّا جعلك في الحياةِ موجودا أنشأ لك الحاجات من أجل أن يَنشَأ مِنك التَّعلقات والتَّوسلات به، يعني كل مره تَعتَصر وتدخل في حَاجة، وأنت طوال الوقت محتاج تأكل وتشرب وتنام، و أولادك ينجحوا ويتربوا تربية جَيَّدة وإلى آخر ما نتكلم عنه، كل هذه الحاجات التي تحتاجها لمـــــاذا الله ـ عز وجل ـ ينشئها لك؟ من أجل أن يبقى منك التَّوسل به، والتَّعلق به، طيب لمَّا تتوسل به وتتعلق به، نشأت لك حاجة ماذا تحتاج الآن ؟ تحتاج إلى أحد يُحَقق لك الحاجة،لأن أنت بنفسك لا تستطيعها أنت فاهم أنك لا تستطيعها، أوراقي هذه في مكتب فلان، و فلان هذا القاسي الذي لا يتعامل مع الناس كما ينبغي، أنت الآن مشاعرك أنك لو ذهبت طرقت باب فلان، هذا ما يأتي معه الكلام الطيب، ستسال من؟ ممكن تسأل الذي أقل منه سكرتيره، تقول له : ممكن تترجى لنا هذا من أجل أن يعطينا.أو ممكن تأتي بواسطة من أجل أن يعطيك، وممكن تطلب رَب الأرباب، وانظر الآن للمقارنة التي تكون في القلب، أولاً من الذي يَخطُر على بَالَك أَوَّل مَرَّة؟ يعني أنت الآن عرفت أن أوراقك في مكتب فلان الموصوف والمعروف أنه صعب الوصول إليه، مَنْ الذي يَمر على خاطِرَك مُباشرة لأن يأتي لك بمرادك؟ على حسب النفسيات وعلى حسب التَّعلقات، في واحد يأتي في بَاله على طول السكرتير، أو فلان الواسطة الذي يعرفه، يُمَرر في خاطرة ويقول : أنا أتذكر أن لي قرابة عند فلان وإن شاء الله ما يكون مسافر. وفي واحد أول ما يأتي على خاطرة، يفزع قلبه إلى الله، فهذا أول اختلاف، طيب بعد ما فزع قلبك إلى الله بعد ما تذكرت الله ـ عز وجل ـ مـــــــــــاذا تظن به؟ كلامنا الآن في اسم الوكيل دائر حول ماذا نظن به يتبع
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان) |
#112
|
||||
|
||||
لأنه من أعظم الذنوب التي يقترفها العبد وهو لم يتحرك من مكانهِ، ذنب سوء الظن بالله، تُوَكَّلهُ على أمرك ثم لا تثق بهِ أنه يَعطيك أو تَظُن فيه أنه يخذلك هذا من أعظم الذنوب وهو ذنب سوء الظن بالله.
نحن الآن نقرأ من كلام الله ـ عز وجل ـ ما يبين لنا ما يجب أن يقع في قلوبنا لمَّا تنشأ الحاجات لنا، ماذا نفعل؟ ماذا يكون في قلوبنا من ظنٍ في الله؟ مثلاُ هنا {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48 لاحظوا هذا ثالث موطن يَتَبَيَّنْ لنا فيه أنه لمَّا يكون في من يُريد إيذائك ظاهراً كان أو باطناً، وهذه الآية جمعت الآن بين الكافرين والمنافقين، ونحن مر معنا سابقاً آيتين وحدة كانت في الكافرين وأخرى كانت في المنافقين، لكن هذه الآية الآن جمعت بين الكافر الظَّاهر العداوة وبين المنافق الذي يكون معك ويكيد لك، الآن لمـــاذا تتوكل على الله وتعتقد أنه كافيك؟ لأنه من وَصفهِ أن وكيل، أنه يتوكل شؤون عباده، فإذا كان الآن لك عدو في الظاهر أو عدو في الباطن، ماذا يُقال لك بالتَّكرار؟ لا تَقلق، انتبه ترى أعدى أعداء حسن الظن بالله القلق، مرض القلق إشارة إلى عدم حُسن الظَّن بالله، ولا تقول لي : أن هذا طبيعي . لا تَقنع نفسك أن القلق طبيعي، لازم تظنون أن القلق ظاهرة مرضية، مرض نفسي، عارف لماذا هو مرض نفسي؟ لأنك لمَّا تَسمع عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا قال (حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليهالسلام حين ألقي في النار) الآن أنت مهما كانت مصيبتك هل مصيبتك تساوي أنك أُلقيت في النار ؟! أنت الآن خذ من ما فَتَح الله به على الأنبياء ما يُنَاسِبَك، هذا نبي وابتُلى بأن يُلقى في النار، وأنت بلائك هل وصل أن تلقى في النار؟ (( لا )) هل أنتم الآن في عُرضتاً لأن تُلقوا في النار؟ الجواب (( لا )) أنتم الآن عندكم جزء من البلاء، هذا واحد على مليون من بَلاء أن يُلقى الإنسان في النَّار، الآن هو يُقال لك إذا كان إبراهيم ـ عليه السلام ـ سيقلى في النار فقال " حسبي الله ونعم الوكيل " فَنَجَّاه الله، نحن نريدك أن تنظر لِتَنجِية الله له، (وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادههمإيمانا وقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل)رواه البخاريفي الحالتين لمًّا اتخذوا الله وكيل مـــاذا فعل بهم؟ نَجَّاهُم فأنت مشكلتك ما هيَ؟ قلقك سَببهُ ليس هَول ما تُقدِم عليه، بل سبب قلقك ضَعف ثِقَتك بالوكيل، لأنه أحياناً نكون نحن في زمنٍ ماضي دخلنا في هذه القضية ودخلنا في أقوى منها أيضاً، ودخلنا بها من دون تفكير يعني لا توكلنا على الله ولا توكلنا على غيرهِ، المهم دخلنا فيها ومشينا ولم يكن عندنا هذا القلق، لكن لمَّا أصبح عندناخبرةمن موقف اكتسبناه وبقي في نفوسنا فصار عندنا الرُّعب، ونحن قلنا أن [[ خبرتك بلاءك ]] · فهناك خبرة تجعلك تثق بنفسك وما تتوكل على لله · وهناك خبرة سَيئَة تجعلك تقلق من فعل الله يعني أنت تقول: أنا قبل كذا دخلت في موقف مثل هذا وخرجت منه خسران، أتأذيت، أتألمت، تطلقت. نقول الآن: خبرتك هذه هي بَلاءك هنا، لأنه المطلوب منك وأنت قادم على تجربة مُكررة أن تزيد ثقتك بالله، لأن العدو هنا الذي هو الشيطان، لمَّا تأتي تتوكل على الله ماذا يفعل بك؟ فقط يضع أمامك في شاشتك فَشَلَك القديم، ويُشعرك أنه صحيح أنت اتخذت الله وكيلا لكن لابد أن الواحد يتعلم من تجاربهُ، ويأتي لك بالحديث ( لا يلدغ مؤمن من جحرٍ مرتين )متفق عليهوهذا الحديث على كل حال ليس فَهمه الذي يَفهمه غالب الناس، الفهم الصحيح معناه = > أنه إذا كان مؤمناً قَوي الإيمان لا يقع في الذنب مرتين بعد أن شعر بألمهِ، لكن إذا ضَعف إيمانه يَعيد الكَرَّة مرة أخرى. إذاً أنت الآن لمَّا تَدخل في تجربة وتخرج بنتائج سلبية منها، وأنت مُضَّطر لدخول نفس التجربة مرة أخرى، فالحاصل أنه ما يبقى في ذهنك إلا الذَّاكرة السلبية، مثال == > الولادة، الآن هذه امرأة ولدت أول مرة وتألمت وتعبت وتعذبت، فتأتي المرة الثانية ونقول لها أدعي الله أنه ييسر لك فتدعي الله وهي ميتة قلق من الدَّاخل ما هي شَاعرة أنها لو دَعَت سَتتغيَّر الصورة، غير قادرة تَثق أنه ممكن تأتي مرة ما تكون نفس صورة المرَّة الماضية، المهم في نِهاية الموضوع لابد أن تَتصور أن ما حَصل لها المرة الماضية ليس شرطاً أن يتكرر، أنت لمَّا تَصبِغ نفسك أنه لابد أن يتكرر تُبتلى فيتكرر، يعني أنت الآن تقول يا رب أنا جَرَّبت نفسي، ورأيت الآلام، يا رب أنت وكيلي أنت حسبي ونعمَ الوكيل دَبرني، صَرفني، يَيسر لي، فأنت يا عبد الآن لمَّا تُقدم على آلام، تُقدم على مُهمات، تُقدم على أشياء صعبة، ويكون في ذاكرتك لهذا الشيء كراهية أو ألم أو ضعف، لا تُعامِل القادم بالماضي، لأن مُعاملَتَك القادم بالماضي وأنت اتخذت الله وكيل فيهِ سوء ظن بالله. أنت الآن لمَّا الله ـ عز وجل ـ يبتليك المرة الأولى وتفشل، وأنت مضطر تدخل نفس التجربة مرة ثانية، راجع ما الذي أَضعَفَك المرَّة الأولى، ما هو الشيء الذي جَعلك ضعيف؟ ما هو الشيء الذي كان سبباً في ضَعفك وخُذلانك؟ أنت إذا شهدت على نفسك أن المرة الأولى كانت بسبب ضَعف في الإيمان، في المرة الثانية ماذا تفعل؟ قَوِّي إيمانك، اجعله لك وكيلا. س: أحياناً يكون قلقي ليس من الله بل من ذنوبي أن الله بسبب ذنوبي سيعاقبني؟ ج: أولاً معلومة أن الذنوب لها أثر على الحياة معلومة صحيحة مئة في المئة، أن الذنوب لابد أن تكون مؤثرة على الحياة. 1- لكن وكيلك لَمَّن تكون إليه مُضطَّر و بين يديه منكسر لا يمكن أن يَخذِلَك ه ه في هذه اللحظة، يعني إذا كان الكافر لو دعا دُعاء المضطَّر استجاب الله له ه وهو كافر، فكيف بمن اتخذ الله وكيلا هل سيخذله لذنوبه؟ !! 2- إذا كنت تعلم أن السبب ذنوبك فالزم الاستغفار وتوكل عليه. يعني لو جاء أحد يقول لك : أنا ترى لست قلقل من ربنا، أنا قلق لأني أنا ما أستحق أن يعطيني الله . نقول : لا تسيء الظن بالله عز وجل. ترى هذا نوع إساءة ظن بالله، لمــــاذا هذا نوع إساءة ظن بالله؟ لأنك لمَّا تضطَّر وتلجأ لا يمكن أن الله يخذلك، الآن لو جِئت أسألك عَن الكريم في أَخلاق البَشر، واحد كريم وأنت في لحظة بَطِرت عليه وقلت له : يا أخي كل مرة تأتي لنا بنفس الأكل. وبعد ذلك أتيت يوم جائع وطرقت بابه وهو كريم، وقلت له: أعطي آكل. هل سيقول لك أنت في المرة الماضية قلت لي كذا كذا ؟! إذا كان لئيم وأنت محتاج سَيَرُدَّك، أما إذا كان كريم وأنت مضطَّر ما يَرَدُك، لكن قد يعاتبك في الرَّخاء، يعني يأتي يوم رخاء أنت فيه غير محتاج لأن تأكل وأنت جالس و مرتاح، فيقوم يقول لك : أليس من العَيب أنك تقول لي كذا، فهذا من البطر. هذه من أخلاق الكرماء أنهم في لحظة الحاجة لا يردون من يَطرق بابهم، فهل تعلمين أكرم من الله عز وجل؟ !! ما نعلم أكرم منه، فلا تتصور أنك لمَّا تتخذه وكيلا وتقف بين يديه منكسراً عنده أنه سيخذلك، سيتركك لِمَنْ ؟! طب لو كان بينك وبين الله ذنوب ومعاصي وأنت محتاج ومضر ماذا ستفعل ؟! لابد أن تلجأ له، ما عِندك حَل، يعني أنت في نهاية الموضوع ما عندك حَل، فإذا وجدَّت أن قلقك بسبب ذنوبك وأن الله ـ عز وجل ـ لن يُحقق لك مُرادك و أنت مضطَّر فهذا نوع سوء ظن، لأن اللجوء إليه و الانكسار بين يديه أحد أسباب كفارة الذنوب، هي بِنَفسَها عبادة، الانكسار، واللجوء، والدعاء، والطَّلب بنفسه عبادة، فأنت لا تطلب طلب المستغني، يعني طلب الذي يقول أعطني هذا وبعد ذلك نتفاهم، لا، بل اطلب طلب المنكسر الذليل الذي يرى نعمَ ربهِ عليه، المعترف بنعمه، والزَم الاستغفار إن كنت ترى أن ذنوبك حائلةً بَينَك وبينَ عَطاء الله، أصلا ما عِندَك حَل إلا أن تَلزم الاستغفار، ففي النهاية القَلق ليس هو الحَّل، إنما القلق من الشيطان، لابد أن تتصوروا {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}المجادلة10 أنتم يجب أن تفهموا هذه الخطة العَدائية التي تَجري في دِمائنا، وهي خطة الأِحزان، ما وصفها هذه الخطة؟ أنك كل ما جئت تُقبل على شيء ما يُبَيِّن لَك إلا الجانب السلبي و خصوصاً وأننا نحن نكبر في السَّن، يعني كل ما كبرنا وزادت خبراتنا الماضية، إذا ما كنا مليئين باعتقاد كمال صفات الرب، فإن تجاربنا هذه ستزيدنا قلقاً، انظري للصغير كيف هو جَريء على المواقف والأحداث، والكبير أكثر تَريثاً، الكبير أكثر تَريثاً ليس شرطاً أن يكون هذا من عقل، ممكن يكون أكثر تريثاً لأن شاشته سوداء، كل التجارب عِندهُ سيَّئة، فلمَّا يأتي يُسَلَّم على أحد يقول في نفسه: لو سلمت على فلان سيحسب أني محتاج له. لمــــاذا هذا التفكير؟ لأنه مَرَّ في تَجربة أنه أتى يُسلم على أحد فقال له: نعم ماذا تريد ؟. فوضع هذه في ذِهنه، يأتي مثلاً يريد أن يبتسم لأحد يخاف لو ابتسم له يقول له : ما ورائك، هذه الابتسامة لها معنى. فيقوم مره أخرى ما يبتسم، فشاشته التي أمامه كلها تجارب سوداء ما يستحضر إلا هذه التجارب، من أجل ذلك لمَّا نَكبَر من دُون توحيد وتعلق بالله، تزداد حساسيتنا المُهلكة وليست النافعة، لأن الحساسية النافعة هي التي بينك وبين الله، تشعري أنك أذنبتي وأنت قصرتي في الشكر، تشعري أن الله ـ عز وجل ـ أَنعَم عليكِ، أصبحت حساسة، كل حساسيتك بعلاقتك مع الله،سواء ذنب، خطيئة، نِعمة، لكن الحَساسية لمَّا تَنقلب بَينك وبين الناس، وكل ما ازددت عمرا كل ما زدت حساسية فهذا بسبب عدم وجود حُسن الظن بالله، والنساء أكثر عُرضتاً لهذا الأمر، ومن أجل ذلك لمَّا تأتي مسائل الاكتئاب وإلى آخرهِ، هذا كله بسبب أن الحياة لَمَّن سِرتَها وأنت ما تَعلم عن الله، تَراكم التَّجارب كلها أصبحت سيئة، حتى أحيناً يكون ما عندك تفسير يفسر لك لماذا أنت لمَّا الناس يبتسموا لك أنت ما تبتسم لهم، لماذا لمَّا الناس يكلموك بالطيب ما ترد عليهم، لماذا أصبحت عنيفاُ هذا العنف؟ !! أصبح ما عندك تفسير لهذا كله بسبب تراكم التَّجارب السيئة التي لم يأتي معها عِلم عن الله، و أن كل شيء رزق، وأن حتى الكلام الطيب الذي تسمعه هذا نوع من أنواع الأرزاق، وهذا طبعاً الإيمان العظيم الذي يُحَوَّل الإنسان ما يَطلُب إلا مِن الرَّزاق وما يَنتَظِر إلا مِنه، لا يَحَمد النَّاس على عطاء الله ولا يذمهم على ما لم يؤتهِ الله، أليس هذا ما جاء في الحديث «إن من ضعف اليقين أن تُرضي الناس بسخط الله تعالى و أن تحمدهم على رزق الله تعالى و أن تذمهم على مالم يؤتك الله.إن رزق الله لا يجره حرص حريص و لا يرده كراهية كاره"الراوي أبي سعيد الخدري- خلاصة الدرجة: ضعيف، المحدث: الألباني-المصدر: ضعيف الجامع (رقم 2009 ) كل هذه المعاني عظيمة، يعني أنت تأتي تنام في الليل وتذكرت أن فلان يريد أن يُقَدَّم فيك شكوى، أو فلان يريد أن يفعل فيك كذا، فتبقى طوال الليل قَلِق تنتظر الصباح من أجل أن ترى ماذا فعل، في مقابل أنك لو في لحظة إدخال الشيطان وتذكيره لك هذه الذكرى، في لحظة ذِكراك لهذا المُخيف أو هذا الكَدر أو هذا الشَّخص الذي هو بمثابة البلاء عليك، في لَحظة ذِكراك، في هذه اللحظة التي أتى فيها الشيطان من أجل يَجري فيك الحُزن، في هذه اللحظة تحتاج إلى أمرين معاً :- 1- إلى سرعة الفَزع إلى الله، أنه أنت يا رب تَرُد عني، أنت يا رب ما يأتي منك إلا الخير، أنت مالك الملك تُؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء. 2- مع قوة الاستعاذة لأنه ما يُلقي في قلبك هذهِ الحال إلا الشيطان. يعني أنا أتكلم عن هذا الوضع الذي تكون فيه هادئ لا يوجد في ذهنك ولا شيء، صفحتك صافية، و فجأة يُلقى في قلبك الخوف من فلان الذي يُدبر كذا، وفلان الذي يكرهك سيفعل كذا، وأحياناً تأتيك خيوط بعيدة عن بعض وبعد ذلك يأتي لك الشيطان يُضَفِّرها ويضبط لك الصورة، ومره واحد ترى صورة كأنها أمامك أو كأنه خبر في جريدة، وتُلاقي نفسك تفزع وأنت في مكانك، وطبعاً دائما نقول لأنفسنا (أكيد – وصح – مئة في المئة ) كل هذه العبارات نضعها من عندنا، وبعد ذلك نرى أن هذه كلها خيوط العنكبوت ولا شيء من هذا حصل، طيب افتَرض أنه حقاً وهذا الافتراض بعيد، لأنك ما تعرف كيف يلعب بك الشيطان، يعمل لك مؤامرة من خيوط العنكبوت، لكن لو وجدت نفسك لست قادر تَرد هذه الأفكار افترض جدلاً أن هذا الأمر حقيقتاً، ما الذي ينجيك منه؟ و ما الذي يخرجك منه؟ فإذاً لازال تفويضك إلى الله. الآن أنا عندي ثلاث حالات أحتاج فيها استعمال اسم الوكيل والتفويض :- · الحالة الأولى : هي الحالة التي نتكلم عنها وهي حالة الوَهَم، حالة تَلاعُب الشَّيطان بالإنسان، حالة تَقطيعه لِحالات الأَمن النفسي، الشيطان يأتي يُقَطَّع حالات الأمن النفسي التي تعيشها، لأنك وأنت آمن نفسياً مُحسن الظن بالله، هادئ ما عندك سوء ظن بالله، يعني وأنت جالس في البيت الآن وأنت غير مرتكب لمنكر، أنت فقط جالس في مكانك، فكأن الشيطان يرى حالك هكذا ويقول : كيف ما تذنب؟ . فالشيطان ما ترضيه هذه الحال فماذا يفعل بك؟ يُلقي في نَفسك خَوف من المَخاوف التي تَدور حولك، فلَمَّا يُلقي في نفسك خوف من المخاوف تقوم تَنقلب نفسيتك إلى سوء الظن، وأنه أنا ممكن يحصل لي كذا، ممكن فلان يفعل فيني كذا،ويأتي في ذهنك لماذا فلان سألني أين تسكن. يعني هذه مواقف حقيقية تحصل، أحيانايكون شخص جالس في درس أو في مكان ويسأله أحد أين تسكن، هو ممكن يسأله هذا السؤال لأنه يريد أو يُوَصله معه، فهذا يقول في نفسه: هذا لماذا يسألني أين ساكن، ماذا يريد، ماذا يريد أن يكشف عني، ماذا يريد أن يعرف عني .." فتأتي هذه الكلمة تأتي ورائها سوء ظن بالله إلى أن يأتي المرض النفسي الذي يسمى ب [ نظرية المؤامرة ] يعني إلى أن يصل الإنسان لِمشاعر يعيش أن كل الناس حوله يتآمرون به، وهذه مَشاعر موجودة وأمراض موجودة، و النَّاس غير شاعرين أنها مرض، لكن هذا بسهوله يَدخُل للإنسان، وأول مشكلة فيه أنه أول ما يأتيك هذا الخاطر الذي فيه إساءة طن بالله، كيف تعرف أنه إساءة ظن بالله؟ يُشعِرَك بالخوف من المجهول أو من المَعلوم الذي ليس له حقيقة إما يخوفك من الجهول، تفكر أنه ماذا سيحصل مع أولادي غداُ، مثل الذي يكتب مقالة طويلة عرضة أنه في عام 2100 ماذا سيحصل في الاقتصاد العالمي
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان) |
#113
|
||||
|
||||
- أو ربط للمعلوم ربطاً وهمياً، أنه فلان سيفعل كذا، فتكون في دائرة من سوء الظن أنه ما يأتي من الله إلا باطل، ما يأتي من الله إلا سوء واحد يرى للمستقبل الذي ربنا سيأتي به ويجريه، ينظر له بأنه ما يأتي إلا السَّيئ منه، وهذه انعكاسه لِتَجاربه الماضية، طب في تجاربك الماضية فَتِّش في نَفسك أنت قلبك كان أين، وأين علمك عن الله، ولماذا تقرأ الماضي للنَّقاط الانتقال التي أنت تَراها سيئة، الإنسان لمَّا يَنضُج ومعه توحيد {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ }النمل19 انظري الفارق الشاسع، واحد يرى للذي مضى كُله ما جاء من ورائه إلا خير، أن الله ربنا وعلمنا كذا وعمالنا بحلمهِ، فعلنا وستر علينا، وكُنا لاهيين والدنيا أخذتنا، ومع ذلك ما أخذنا مثل ما أخذ الذي عمره عشرين وعمره ثلاثين، بل علمنا وفَهَمنَا عنه، جاءتنا لحظات توبة، لحظات انكسار، كم من المرات ذهبنا للحج وما نعرف ماذا قلنا فيها، لكن ربي عاملنا بحلمه ثم حجينا ونحن فاهمين ماذا نقول، اعتمرنا ونحن فاهمين ماذا نقول، صلينا ونحن فاهمين ماذا نقول، بعد سنين صَلينا وما ندري عن الصلاة وهي أثقل ما تكون علينا، أليس هذا كُله نعم من الله ـ عز وجل ـ طيب لماذا النَّظرة السيئة؟ إنما هذا من فعل الشيطان، إذاً هذا أول مَوطن تستعمل فيه اسم الوكيل، ما هو هذا الموطن؟ وَقتْ ما يُعاملك الشيطان بِعداوته وأنت صَافي الذَّهن، أين تظهر عداوته؟ في كَون أن قَلقك نوع إساءة ظن بالله، فهو إذا وجدك تاركاً للذنوب قَلَّب عليك هذه الذنوب التي ما فيها ولا حركة فقط و أنت جالس في مكانك، ونَحن اتفقنا أن الأذكار مثل السيف والسيف بضاربه، يعني ممكن أحد يقول: طب أنا قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقلت الأذكار .." نقول : صحيح، قولك للأذكار هذا من أهم العوامل لكن هذا العامل لازم تفهمه جيداً أنه مثل السَّيف والسَّيف بضاربهِ، يعني ماذا تحتاج؟ أنك تملأ نفسك من المعاني، يعني في فرق كبير لمَّا تقول " حسبيا الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " سبع مرات وأنت غير داري ماذا تقول، وبين أنك تقولها وأنت شاعر حقيقتاَ أنك أنت مُوَكَّل أمرك لله.
إذاً أنا أحتاج أن أتعامل مع اسم الله الوكيل وأفوض أمري له متى؟ >> لمَّا يَنزِغَك الشيطان نزغاً لإساءة الظن · الحالة الثانية : الموقف الثاني الذي أحتاج فيه لتفويض الأمر لله، لمَّا أُقدم على ما أخاف، يعني شيء تًُقدِم عليه وأنت ما هي مشاعرك؟ خائف منه، والخوف هذا له أسباب كثيرة: ممكن لأنها تجربة جديدة – ناس ما نعرفهم- عندي تجربة سابقة وسأدخل من جديد فيها مرة أخرى فأكون بِنَفس النَّفسية الأولى، فنحن نقول لا تفعل هذا الفعل، أنت اعتبر أن هذه تجربة جديدة تماماً ليس لها علاقة بالأَوَّل. أنت الآن لمَّا تدخل إلى تجربة جديدة نفس التَّجربة سلبيه السابقة، في تفكير الناس المنطقي يقال لك انظر للعيوب التي كانت فيك وتَفادها، فأنت مثلاً الآن مررت بأربع مرات من التجارب، المرة الثانية تفاديت خطأ ارتكبتهُ في المرة الأولى وأيضاً فشلت التجربة، طيب نأتي للمرة الثالثة تفاديت خطأين الذي حصل في التجربة الثانية والأولى، ظهرت لي مشكلة ثالثة غير المُشكَلتين الأوليتين، يعني أنا جربت أعتمد على نفسي وجربت أفعل لنفسي خريطة سَلبِيات وايجابيات، وكل مرة أدخل فيها يخرج لي شيء لم يكن في الحسبان ولم يكن ثغرة في المَرَّة الماضية، طب ماذا افعل؟ هذا الآن الذي يُجعلك لمَّا تُقدِم على شيء أنت خائف منه أهم شيء هنا >> انزع من نفسك الثَّقة بها، يعني أنت الآن لا تجعل محورك في هذه التجربة القادمة أنك أنت ستتفادى الأخطاء التي مَضت فمن ثمَ ستنجح، لأنه أحياناً أقول لنفسي أني سأتفادى الأخطاء التي مضت وتكون الأخطاء التي مضت هي بِحد ذَاتها لو تفاديتها في هذه التجربة هو الخطأ، أحسن مثال على ذلك الزواج : مثلاً امرأة الآن تزوجت أول مرة وفشلت لأنها كانت عاطفية، أو لأنها كانت تتصل وتسأل عنه كل دقيقة، وانتهت هذه التجربة، فجاءت التجربة الثانية وعاهدت نفسها أنها لن تتصل،فطلقها، لمــــاذا؟ لأنها مهملة. الذي أنت تتجنبينه بِعقلك وقلتي يجب أن أتفادها في المرة القادمة أصبح هو الذي سَبَّب المشكلة، فأنت الآن محتاج لمَّا تقدم على ما تخاف، وهو أيضاً في نفس الوقت بالنسبة لك مجهول، سواء هذا الزواج أو هذه الولادة، لأن كثير من النساء يقولوا: أنه من المؤكد أن هذه الولادة مثل الولادة الأولى .." وبعد ذلك لمَّا نكبر نفهم ولا وِلادة كانت مثل الثانية، كل وحدة لها ظروفها الخاصة، فأنت لمَّا تُقدِم على شيء خائف منه حتى لو كان عندك تجربة به اَرمي وراء ظهرك كل تجاربك، وفقط قف بَين يَدَي الوكــيل و وكله أن يُصلح لك أمرك، وأن يسدد ويوفقك ويشرح صدرك ويفتح عليك ويُنَوِّر قلبك أن تصل إلى ما تريد، لأنه أنت الآن لمَّا تمشي بين الناس تحتاج إلى نور، يعني أنه أنت العلائق التي بينك وبين الناس مظلمة، يعني يأتي في موقف ظالم ومظلوم وأنت ترى أن هذا ظالم وذاك مظلوم وفي النهاية يكون الاثنين ظالمين، أو ممكن يكونوا الاثنين مظلومين، وأنت ما تعرف، فلا يوجد طريق إلا أنك تستهدي الله، ومن أجل ذلك{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ} أحييناه بنفسه، طيب و الناس حوله ماذا سيفعل بهم؟ {وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}الأنعام122 أنت في أَمَس الحاجة أنك لمَّا تأتي تتعامل مع الناس يكون معك نور، هذا الشيء يحصل حتى مع أولادنا، يعني أول واحد يأتي نَشد عليه وما نقبل أن يفعل كذا وكذا، وبعد ذلك فسد لأننا شَدينا عليه، جئنا للثاني فأعطيناه وبعد ذلك فَسد لأننا أعطيناه، أصبحنا ما نعرف ماذا نفعل، نرجع لنفس المشكلة، هؤلاء بنفسهم مَجهولين ما تَعرف تتعامل معهم، ما الذي يُنَوَّر لك التَّعامل معهم؟ أن تُوَكَّلَ الله أن يُصلِحك وييسر لك وينور لك ويفتح عليك، لأنه من أسماءه العظيمة التي تنفعك وقت التعامل مع الناس اسمه (( الفتاح )) فكل من عَاملته وأنت تود فتح قلبه عامله باسم الله الفتَّاح، فهو وكيلك، اطلب من الوكيل الذي وكلته أَمرك قلب فلان من أجل أن أتعامل معه وتمشي حياتي وما تنخرب الدنيا، وأنا لي سابقاً تجربة و تجربتين، فأقوم أقول يا فَتاح افتح لي في قلبه، فطلب الفَتح في قلبه مُلك لله، وانظري إلى أولادنا، يكون هذا الابن ماشي معي ويُحبني لكن أي كلام ما أريد أن أسمع منك وأنه أنت أصبحتِ معقدة، وكثير من هذا الكلام نسمعه، فأنت الآن لا تجعل هذا مانع وطول النَّهار تفكر فيه أن ابني يقول عني معقدة، أو أنه لمَّا ذهبتِ لهذه الدروس تَغيرتِ أو إلى أخر ما نَسمع، أنتِ الآن قلبه هذا أليسَ مُلك لله، ألا تعلم أن القُلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهم كيف يشاء، فَسأَل الفتَّاح هو وَكيلك، وأنت وَكلتُه على أَمرك وقُلت يا رب أنت الذي تُصلح لي حالي، يا رب أصلح لي قلبه، أفتح لي في قلبهِ، فمن معاني اسم الفتاح أنه سبحانه وتعالى يفتح قلبه وأنه يزرع فيه الإيمان، فكل الذي تخاف منه و أنت مُقدم عليه و ما تعرف ما هو الباب، ما تعرف كيف تتعامل معه، فاطلب من الوكيل الذي وكلته، اسم الوكيل ورائه صفات أنه فتاح وأنه عليم وأنه حكيم وأنه رزاق و أنه غني مالك لكل شيء، يعني لمَّن يكون وكيلك غني وفتاح وعليم وحكيم، هل تريد وكيل دُونه؟ (( لا )) لا أحد يتخذ من دونهِ وكيلا، فقط هو سبحانه وتعالى قِف عند بابه و وَكَّلهُ أمرك، فإذا وكلته أعطاك، لكن المُهم أن في كل المسألة توكلهُ ولا توكل غيره ولا حتى نفسك، (ولا تكلني إلى نفسي طرفة علين ) إذاً من أجل أن تكون صحيح وقت ما تقدم على شيء مخيف أو شيء جديد، والجديد دائماً له رهبة الخوف، لمَّا تُقدِم عليه أنا محتاجة منك أمرين من أجل يحصل التفويض كما ينبغي : - 1) أولاً أن تَشُل تفكيرك تماماً، وَقَّفهُ، وكل ثُقلَك يكون على التَّفكير في التَّفويض، أنه يا رَب وَكلتَك، يا رب أَصلِح لي الأمر، يا ربي ما لي غيرك، يا رب بارك لي في أولادي وفي زوجي وفي بيتي، مثلاً أريد أن أنتقل من بيت إلى بيتٍ آخر، وأنا في ذهني خريطة طويلة عريضة أن فلان انتقل من بيته ثم مات، و فلان انتقل من بيته وحصل له كذا، فَتَصور وأنت ذاهب تنقل بيتك وفي ذِهنك هذه الخريطة الذَّهنية كلها وشَاعر أن البيت هذا على قدر ما أنت ممكن تفرح به، على قدر ما أنت خائف مِنه، وهذه مشاعر موجودة حقيقتاً، وأحيان كثيرة الذي يَبني البيت ما يتمتع به بل ربما يتمتع به أولادة الذي لا يحملون هذه المشاعر، لكن هو بالنسبة له أصبح هَم كبير، طيب هل من المعقول أن كل من سيبني سيقع تحت هذا العذاب النفسي، إذاً مـــاذا تفعل؟ شِل تفكيرك و وكله، أنه أنت يا رب الذي تنزل البركات على البيوت وعلى الأبناء و الأزواج، وأنت يا رب الذي تفتح القلوب ومغاليق الأبواب، أنت الذي تفتح أسباب الرزق، تيسر الأمر، فأنت في لَحظة إقدامك على الأمر تحتاج أمرين، تحتاج أن تتوقف تماماً عن التفكير، لأنه في لحظة الإقدام على أمر جديد ماذا يفعل الشيطان؟ يَضعك في مَخرطة، تنخرط تماماً،و قد لا تستطيع أن تَقف حتى على قدميك من كثرة ما يأكل فيك الشيطان من الداخل، فأنت شِل تفكيرك تماما 2( ولا تفعل إلا فعلالتفويض، أنه أنت يا رب أعطيني، أنت يا رب أتوسل إليك أن تفتح لي وتيسر لي وتبارك لي، وانظر إلى الأمر الذي تريده فَدور حَول اسم الوكيل أن توكله أن يَفعل لك ما تُريد، لأنه أحياناً تكون المرأة مع زوج ما تعرف ما هي نفسيته ويمكن يكون في قلبها خوف منه وهذا الغالب الذي يحصل، فماذا تريد؟ تريد من قلبه ميل وعاطفة، أو أحيناً ليس شرطاً أن يكون زوج جديد ربما ظروف أحاطت بالحياة فالزوج نفسهُ حصل له نوع تغيير، فماذا أفعل؟ وكِّلي الله في أصلاح قلبه، وكِّلي الله أن يعود به إليك عوداً حميدا، ومِثله الأولاد لمَّا ترينهم تشتتوا وذهبوا بعيدين، وكلي الله أن يردهم إليك رداً جميلا فهو مَالك قلوبهم، فإذا علمتِ أن الله مالك كل شيء وهو الحكيم وهو الكريم وهو الغني و إذا أعطاك ما تريدين ما نقص في ملكه شيء لماذا تطلبي الفقراء، يعني لو جِئت لهذا الزوج الذي تغير عليك وطرقتي بابهُ وقلتِ تعال نتفاهم وهذا الذي في العادة نتصور أنه حَل، [ تعال نتفاهم ] هذه تَضع حَاجز جَديد وكبير بينَّا وبينه، لأنه في النقاش أنا سأقول كلمة وهو سيقول كلمة، وفي الأخير نَخسر بعض من جديد، ونعيد النقطة مرة أخرى من بدايتها، أنا لا أقصد أنه لا نتفاهم، يجب أن تفهموا الفاصل الآن، وهو أنه قبل ما تتقدمين لأي خطوة لابد من التفويض. 3) ثم اطلب من وَكيلك أن يُلهمك ويُرشِدَك الخطوة المُناسبة، فَسترى كيف يُهيأ الله أسباب من تحت الأرض لإصلاح الحال، مَر معنا قصة : أن امرأة كانت في غُرفتها تتناقش مع زوجها على الطلاق ثم يطرق طارق عند الباب، من هذا الطارق؟ خالٌ لها، فجاء قال لها: أنتم من زمان قبل عشر شهور طلبتم مني خمسين ألف من أجل أن تُصلحوا بيتكم، أنا الآن أتيت لكم بهذا المال .." فلمَّا وجدوا المال موجود وهم مُتفقين أن كل واحد يذهب لحاله غَيَّروا رأيهم، شعروا أن رَبي أرسل لهم هاذ الرجل من أجل أن يقول لهم أن بيتكم سيصلح ومشاكلكم ستنحل، وأنتم تعلمون أن غالب المشاكل دائرة حول هذه الأمور، فَربي أتى لهم بالرزق إلى حدهم من أجل أن لا يَخرب هذا البيت، فأنت لمَّا توكل الوكيل سيأتي لك بأسباب ما تعلم من أينَ أتت، وهذا الكلام شرحناه في اسم اللطيف، أن أرزاقه تأتي بألطف ما يكون من صورة. مرت معنا إلى الآن حالتين :- - الحالة الأولى التي تكون وَهَم، مِن نزغ الشيطان، أصلاً ما يكون في أمر حقيقي ولا مَخوف حقيقي، وهذا في الغالب النَّاس يصابوا فيه بأمراض نفسية مثل : الوسواس – القلق الحالة الثانية أن تُقدِم على أمر هو حقيقتاً بالنسبة لك مَخوف، لأن أنت ممكن تأتي تقول هذا الكلام لأحد ثاني فيقول لك : على ماذا تخاف والأمر ما يحتاج كل هذا. ما لنا علاقة بالأشخاص الآخرين، أنت الله ـ عز وجل ـ لمَّا ابتلاك أنت دَون غَيرك بالإقدام على هذا الأمر لأن رِفعَتَك من هذا الباب، يعني أنت الآن أمر تراه أنت بالنسبة لك أنه مخيف أو صعب، وغيرك يراه يسير وسهل فهو الذي يراه يسير وسَهل ما يُبتلى به، وأنت الذي تراه صعب تُبتلى بهِ،لمــــاذا؟ منزلتاً في الجنة لن تَبلغها إلا لمَّا تمر على هذا الصَّعب عليك فتتعلق بالله، لأنه لو ما كان صعب ما حصل عِندك التَّعلق، أليس أنت في الدنيا تختبر ومنزلتك في الجنة على قدر نجاحك في الاختبار ؟! يجب أن تفهم هذه المعلومة جيداً، طب أنت لمَّن تكون في الثانوية العامة هل ستختبر في منهج الثالث المتوسط؟ (( لا )) لن تختبر في منهج بسيط عليك، بَل تُختَبر في نَفس الشَّيء الذي يَصعُب عليك، هكذا الاختبار يأتيك من الله، ما يأتيك إلا الأمر الذي يصعب عليك، طيب ما هوَ النجاح في الاختبار؟ النَّجاح في الاختبار أن تتوكل بكل ما تَملِك من قوة عليه لكن هذا الأمر لوحده ما يكفي لابد أيضاً من الذي يقابله وهو أن تترك التوكل على أي أحد غيره، لابد من التوحيد، ومن أجل ذلك أن تقول ( أصلح لي شأني كله) كل شيء صغيرهُ وكبيرهُ ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) فأنت فاهم أن شؤونك هذه ما يصلحها إلا الله، والله ـ عز جل ـ لمَّن يصلح لك شؤونك من دون طلب يَختبرك بالشكر، ولمَّن يترك لك بَعضشؤونك فيها ثغرة من أجل أن تأتي هذه الثغرة فتكون سبباً لِتَعليك وتَرقيك عنده، وأوصف لكم هذا الأمر باسمين من أسمائه سبحانه وتعالى، (المنان ) و ( الوكيل) فأنت اعتبر حياتك مثل هذا البناء == > بَمَنّهِ كمَّل لك كل جدرانك، أنت سَويْ في صحتك، سَويْ في أعضائك، سَويْ في حياتك الاجتماعية، لك والدين ولك أسرة، هذا الآن كله من المَن، لكن لابد أن تبقى ثغرة في البناء، الثغرة هذه التي في البناء عامل الله فيها باسمه الوكيل فَوكَّلهُ أن يَسدها لك، فتبقى هذه الثغرة فلنقل مثلاً أنها بطول المَبنى يعني بطول الحياة الآن، كل مَرَّة تُوضَع فيها لَبِنَه ثم تترقى تريدها أن تكمل فيبقى تَوكلك عليه وطلبك منه إلى أن تسد كل ثغراتك، لو سددتها وأنت متوكل عليه نَجحت، ولو جئت في ثغرات وتعلقت بنفسك أو بغيرك، ستكون في هذه الثغرة رَسَبت، فتبقى هذه خَانه فيها مُشكلة، ويُعاد عليك الاختبار مرة أخرى إلى أن تسدها بقوة التوكل
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان) |
#114
|
||||
|
||||
عليه فَيسدها الله عنك، ويأتي الذي بعدها والذي بعدها إلى أن إما تنجح بأن تَسد كل ثغراتك قبل ما تموت متوكلاُ عليه أو تترك في من ثغراتك أشياء ما توكلت فيها على الله ـ عز وجل ـ وبِذلك يأتي النَّاس درجات في منزلتهم في الجنة، على قَدر قَوة تعلقهم وتوكلهم على رَبهم، من أجل ذلك انظري السَّبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب فهم وَصَلوا الحَد الأدنى من سد ثغراتهم، بمــــــاذا؟ لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، فأصبح التَّوكل هو سَد هذه الثغرات، فلو أنت استطعت أن تَسُد كل ثغراتك وما يَصير في قلبك ولا التِفات لغيره وصلت إلى هذا الحَد الأعلى الذي فيه دخول الجنة بغير حساب، ولو أنت أقل فأقل، لكنلا تنسىأن غالب مَبنَاك بُنِيَ بمَنَّهِ وكرمه، فهو الذي منَّ عليك وهو الذي يعطي النَّوال قبل السؤال، كل هذا مَنٌ مِن الله، ثم يريك هذا الجزء الناَّقص من أجل أن تأتي منك التوسلات و التعلقات، وفي هذا الجزء الناقص يَدخل ويخرج الشيطان، أما باقي البناء فاختبارك فيه صعب وهو الشكر
الشكر هذه المشكلة الأخرى وهي الشَّكر، الذي قد يصل إلى حد أن يكون مغفولاً عنه، يعني من منا الآن يقول الحمد لله أن لي نسباً معروفا؟ من فينا يقول الحمد لله أن لي بيت أم نحن في انتقاد للبيت بكل التَّفاصيل ؟! وإلى أخر ما نَجد في نفوسنا من كُفرانٍ لِنعمِة الله خفي غير شاعرين به، على سَمعنا وعلى بَصرنا وعلى قُدرتنا، كَم من النساء ينظرن إلى أنفسهن في المرآة فيحتقرن أنفسهن وأنه يا ريتني مثل فلانة في عيني أو في أنفي أو في وجهي أو في بشرتي أو في بدني، كل هذا موجود، فمن أجل هذا أنت الآن لابد أن تُفَكَِر في أن الله يعاملك في حياتك كلها بأسمائه وصفاتهِ فانظر أنت الآن تحت ظل أي اسم تعيش فهو المنان، المعطي، الغني، الحميد. أمَّا مقاييس الثغرات تختلف من شخص إلى آخر، أمر يكون بالنسبة لك صعب ويكون بالنسبة لغيرك سهل، من أجل ذلك لمَّا نأتي عند واحد ابتلي بشرب الخمر مثلاً، هذا بلاء، فأنت تأتيك مشاعر وأنت صحيح سليم تقول : ما الذي حدَّك على هذا؟ لماذا تفعل في نفسك هكذا؟ .." أنت شاعر أن قرار أن لا تفعل سَهل، لكن غيرك هذا بالنسبة له قرار مصيري، وفي هذا الموقف تَفهم الحديث ( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواة الترمذي كيف تفهمه؟ في ناس ـ نسأل الله أن يسلمنا – يشرب ويسكر وبعد ذلك أول ما يفوق يبكي ويرى نفسه أنه فعل جريمة ويشعر من الاكتئاب حالة لا توصف، وبعد ذلك يذهب يأخذ عمره ويفعل ويفعل، ومن ثم يرجع مرة أخرى للذنب، يعني مثل هذه الحالات أنتم فقط اسألوا الله السلامة، أبداً ما يمر في خاطركم أي سؤال آخر غير سؤال الله السلامة، لمـــــاذا؟ لأنه هذه حالات ابتلاء، أنت ترى أنه لمَّا وصل إلى هذه الحال من البكاء والندم إذاً انتهى الموضوع لماذا أنت مرة أخرى تعيد على نفسك التجربة، لكن في ناس ابتلوا بثغرات وبتسلط الشيطان وبدفعه لهم وبتغييب عقلهم في لحظة، وبأشياء لا نعرف نصفها، المهم في النهاية يقع في الذنب مرة أخرى، فأنت السليم من هذا البلاء ترى أنه خلاص خذ قرار هكذا أنت تقول، لكن هو مبتلى فالشيء الذي تراه سهلاً هو عنده صعب، فهذه المقاييس دعوها، لا تأتي تفكر تقول : كل الناس قادرين أن يحفظوا القرآن، وأنا من زمن أفعل وأفعل ولا أستطيع ..." طيب لا بأس، أنت جهادك ليس في أن تحفظ، أنت جهادك في أن تبقى تريد أن تحفظ وتجرب وتعيد و تنسي وتعيد مره أخرى، خلاص هذا هو المطلوب منك، وذاك ربي ييسر له وهو عمره عشرة سنين أن يحفظ القرآن، فأنت الآن فقط امسك الطريق، أنت أجرك جاء من قوة مجاهدك في الحفظ مثلاً، وهو أجره جاء من حفظهِ ونشرهِ وتعليمهِ، أنت أجرك جاء من قيام الليل وهو أجره جاء من قوة الندم والانكسار على ذنبهِ، فأنتم لا تفكروا كيف فتح الله لكل واحد باب،لأن هذا أمر فوق أن يطاق في التفكير، ثم لمَّا ترى مثل هذا تصبح ما تتجرأ أن تقول: ربنا سيدخل هذا الجنَّة، وهذا لن يدخله الجنَّة، وهذا كيف سيدخله الله الجنَّة .." أنت ليس لك علاقة، في داخل القلوب من البلاءات ولاختبارات والنجاحات التي قد لا تراها، من أجل ذلك لمَّا تمر على أحد مذنبٌ كان أو طائع لابد أن تتخلى عن الحكم عليه، هذه نوع من أنواع العبادة أن تتخلى أن تحكم على أحد بجنة أو نار، طيب شخص مات على طاعة وشخص مات على معصية؟ أما الذي مات على طاعة فنحن نرجو الله ، نقول أن هذا صاحب دين وأخلاق والله ـ عز وجل ـ أرانا فيه حسن الخاتمة فنحن نرجو الله، لأن المشكلة لمَّا تحكم علية بحسن الخاتمة لمَّا يأتي أحد يقولك استغفر لفلان ادعوا له، ستقول : والله كانت خاتمة حسنة .." خاتمته حسنه يعني ماذا ؟!! هل معنى ذلك أننا لا ندعي له ؟!! ومن أجل ذلك أصبحنا في أحيان كثيرة نقول للناس لا تتكلموا عن خواتم الناس لأنه يبرد في القلب طلب المغفرة، يأتي أحيانا في العزاء أحد يقول: والله ربي أحسن له الخاتمة .." هذا الكلام يكون للأبناء ولمن قام بتغسيله لأنه يطمئنهم لكن إعادة هذا الكلام مرارا وتكرارا ماذا يفعل في نفس الإنسان؟ يُبَرَّد عن الدعاء. المهم يجب عليكم أن تَفهموا أن تَتَخلوا عن الحُكم لأحد سواء عاصي أو طائع، طبعاً هذا الكلام للذي هو من أهل الإيمان، أما إن كان من أهل الكفر و مات على كفرهِ فهو كافر معلوم أن الله ـ عز وجل ـ أوعَده النار. س : القلق ربما يكون مفيد في أنه يُوَلَّد قوة استعانة؟ ج : أنت الآن أَوَّل ما يأتيك المخوف ماذا تفعل؟ على طول توكل على الله، على طول استعمل التَّفويض،لكن استمرار القلق ماذا سَيفعَل بك؟ سيطحنك، ويُدخِلك باب سوء الظن، فهو لن يكون القلق مفيداً، بل سيكون العكس، لكن أنت الآن لمَّا تُوَكِّلَ الله وتطمئن لفعلهِ، وكل ما ذَكَّرك الشيطان تتذكر أنك وكلت اللهوتطمئن لفعلهِ، فهذه هي العبادة، مهما قال الناس عنك انك باردواترك عنك النَّاس مهما قالوا عنك بارِد المشاعر. س : كيف لي أن أعرف ثغراتي حتى أسددها؟ ج : أما الثغرات وبَيانَها لك فالله ـ عز وجل ـ تَكفَّل لك بهِ، كيف؟ {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2 لابد أن يَفتِنَك، لابد أن يبتليك في مسائل، وطبعاً ليس في كل شيء، لو كان في كل شيء لَهلَكنا، لكن في أشياء مُعَيَّنه يَبتَلينا الله ـ عز وجل ـ بها، يَبتلِينا من أجل أن يَكشِفنا لأنفسنا، لمَّا تكتشف نفسك == > لا تأتي تتجاهل أو تُبَرر، لأنه بعد الاكتشاف تأتي مشكلتين : - 1) مشكلة تجاهل الشيء الذي اكتشفته . 2) أو تُبريرهُ. مثال: الكِبِر هذا مرض في القلب، والإنسان ما يعرفه عن نفسه بل تقول: أنا أحب المتواضعين، وأتواضع، لمَّا يأتي موقف أفعل كذا وكذا .." وبعد ذلك تأتي في موقف ويختبرك الله ويبتليك وتظهر بالمقياس أنك متكبر، فتقوم ماذا تقول؟ تقول : أن هؤلاء الناس ما ينفع معهم إلا هذا التعامل، لازم أفعل معهم هكذا من أجل كذا .." هذا اسمه تَبريرات، لو أنا أتكلم مثلاً عن الخدم، الخدم هؤلاء نستغفر الله العظيم هُم الطريق السريع إلى النَّار لِناس كثيرين، سواء من مشاعر التَّكبُر والاحتقار، بالإضافة إلى الظلم وغيره، مع الخدم هناك قاعدة عند النساء سواء في المملكة أو في الخليج أنهم ما يمشوا إلا إذا عاملتيهم هكذا، مع أنَّك لو قَرأت في السَّيرة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة تعامله مع الخدم وتعامل الصحابة معهم وتعامل التَّابعين سترى أن هذا هو الخط الصحيح، و أول ما أقول لأحد هذا الكلام يقول لي : هؤلاء الصحابة والتابعين، ذاك النبي صلى الله عليه وسلم .." ويقول لَك أن هذا الكلام ما يأتي بنتيجة، نقول له ترى بالتَّجربة، أنت ما دام أن ابتلاك بهذا الشخص افعل واحد من فعلين : - - إما أن ترى أنك تستطيع أن تَتعامل معه، فأكمِل معه واصبر على عُيوبه، خ لأنه لن يأتيك أحد ماشي على الخط المستقيم - أو اعتقه، اتركه، رُدهُ، حتى لو خسرت مالك، خسارة مالك أليست أفضل لك ه منالنَّار. س: صعوبة فعل التَّوكل والتَّفويض مَبنِي على ماذا، هل على ثغرات فِينا أم لأن الأمر صَعب وهي هذه طَبيعَتُه؟ ج : نقول أن هذان العامِلان معاً مُجتَمِعان، نبدأ بالعامل المشتَرك بيننا كُلنا وأنتم لاحظوا أن السَّبعون ألف صِفتهُم الأساسية في كل الصَّفات هي قوة التَّوكل، متى سيكون هذا الوصف لهم؟ لمَّا يَكمُل إيمانهم، يعني التَّوكل هذا فعل يَبدأ سبباً لزيادة الإيمان، يكون بِنفسهِ التَّوكل هذا سبباً لزيادة الإيمان وقوة التَّوكل مَبِنية على قوة الإيمان، يعني أنت ماذا تحتاج؟ يجب أن تفهم أولاً أن التوكل عابدة وستأخذ أجره، يعني كل ما مَر على خاطر ما يُهِمَّك قلت وَكلت الله عليه، هكذا تكون أنت مأجور وأنت في مكانك لم تحرك ساكنا وكل ما زاد الضَّغط عليك ازددت أنت توكلاً عليه كل ما ارتفع أجرك، ولمًّا يرتفع أجرك يزيد إيمانك، فهذه حالة والتوكل بنفسه يحتاج عامل مَعه وهو زيادة الإيمان، يعني أنت لَن تستطيع أن تستمر صابر متوكل معتمد على الله مُحسن الظَّن بهِ إلا إذا غَذَّيت نفسك بأسباب زيادة الإيمان، لأنه أحيانا أولادك يـتأخروا نصف ساعة فيأتيك الشيطان أنه حصل لهم كذا وإلى آخرهِ، وبعد ذلك أنت من أجل أن تَطمأِن هُم أين تحتاج أن تتصل إلى فُلان وغيره، وكل لحظة تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ربي حافظهم، أنا استودعتهم الحفيظ .." إلى أن تصل لحظة تَنفجر فيها، فتقوم تأخذ الجوال تتصل وفي هذه اللحظة وأنت تتصل يقوموا يدقوا الجرس، == > رَسَبت، لكن في الأخير رَسَبت، يعني أنت نجحت في البداية ثم أتيت في آخر لحظة رَسبت، محتاجة للصبر: عملية مدافعة سوء الظن وطلب حفظه ورعايته ووصولهم سالمين مدام ذكرت الدعاء فالرحمة وهبت لك من دعى الله وتوكل عليه ماخذله الله (الطفلة والاسنسير ) في الخارج فتشعري أنك مستحيية من نفسك وأنه كُنتِ صبرتي هذه الدقيقة ونجحتي في الاختبار، طب أنت ممكن تقول لي الآن يجب أن نأخذ بالأسباب؟ نقول: الآن حَالك وَصل إلى حَد الوِسواس .وأنت لمَّا تعرفي تترجمي الموقف على أنه اختبار ستصبري وستتهيأ لك كل الأسباب، وأنه الذي يزيدك صبراً لمَّا تتوسلي إلى الله أن تصبري، وأنتم لا تفهموا من هذا الكلام ترك الأسباب، لكن أنت عارفه تمام أن هذا الاتصال التلفوني أصلاً ليس أخذاً بالأسباب، لأنه هذه أسباب ماذا؟ أنت الآن ماذا تريد؟ يعني هذه الأشياء التي في تفكيرك المفروض تكون متبينة لك أصلاً، يعني هذه الأشياء التي في ذهنك لن تأتي عل فجأة لابد أن تكون متبينة لك، وكل البرامج هذه التي تقوليها هذه كلها مجرد دوران حول حالة، وأنت حتى لو تترجم الموقف بسهوله سترى أن البلد مليئة بالازدحام وأنه وكذا، لماذا على طول تنتقل إلى هذا التفكير، ثم إذا أصابهم أي شيء توسل إلى الحافظ أن يحفظهم، الآن نحن في زمننا الأول بدون اتصالات وجولات ماذا كنا نفعل؟ نحن الآن نعيش على الجولات وشاعرين نفسنا أن كل شيء سنعرفه الآن، افترضي أن السائق الذي معهم ما معه جوال ماذا ستفعلين؟ هل ستموتي ؟! يعني أنتم من تطحنوا أنفسكم،وانظر كيف الشيطان يدفعك، أنت الآن متى تحتاج الصبر؟ ليس في أول البلاء لأنه في أوله أنت معك صبر، لكن تحتاج الصبر لَمَّن تنفذ طاقتك التفكيرية الهادئة، يعني أنت تكون هادئ وطبيعي إلى هنا أنت لست محتاج إلى الصبر إلى الآن أنت في الوضع الهادئ، متى تحتاج إلى صبر؟ لمَّا يتأخر الوقت عن موعد رجوعهم، من هنا بدأت تحتاج إلى صبر، و من هنا لازم تفهم أن الشيطان يضغط عليك، ويَفتح لك الخيال، وتُفكر أنه متى سيأتون الناس يعزوني وماذا سأفعل، تَرى نحن نَرى و نَسمع هذا الكلام عياناً، حقيقتاً، حتى المرأة التي في قلبها قلق على الزوج يكون في ذِهنِها تُخطط ماذا ستفعل لو مات، المُهم فأنت الآن مِن هُنا بدأت تحتاج إلى صبر، والصبر هُنا هو عملية مدافعة سوء الظن بالله والطَّلب من الله، ما دام أنت خائف الآن فاطلب من الله حفظه، واطلب رعايتهُ واطلب منه أن يوصلهم سالمين. يعني أحياناً من رحمة الله بِعبدِه الذي نُسميه نحن أحيناً ب[إحساس الأم] مثال : أحياناً يكونوا أولادك خارج المنزل سواء في المدرسة أو غيرهِ، فتكوني تصلي في البيت العشاء أو الظهر، فَيُلهِمك الله أن تَدعي لهم فَيأتي الشَّيطان يقول لك لماذا تدعين لهم، لَمَّن يقول لك كذا اعلمي أن الإلِهام الذي أتَاك من الله ـ عز وجل ـ هذا رِزق مِن أجل أن يَجعل دُعائَك سَبب في حِفظهم، فهذا المَوقف يَحتاج مِنك إصرار على أنك تدعين لهم، لأنه ما دام ذُكِّرت الدعاء فهذه الرَّحمة وهبت لك بأنك تدعي لهم فيحفظهم الله، ومن المؤكد أن في ذاكرتكم ما يشهد لهذه المواقف وكيف أنك دعيت لهم وأتى بهم الله لك محفوظين، حتى أن أم تقول: أني كنت أصلي صلاة الظهر فأُلقي في قلبي أن أدعي لابنتي بالحفظ بالرغم أنها لم تتأخر، ودعيت لها، وبعد ما انتهيت من الصلاة دخلت ابنتي فرأيت وجهها مُصفَر، فسألتها ما بك، قالت : أنا ذهبت أوَصَّل ابنه خالي لبيتها ونزلت فقفل المصعد بين الدورين، فبقيت أقفز أَقفِز ـ انظري كيف ربي ألهمها ـ إلى أن استطاعت أن تُنَزَّله على الدور الثاني وتفتح الباب وتخرج، وفي دقيقه واحد مابين هذا الموقف أَلهَم الله الأم أن تدعي لها، فالله ـ عز وجل ـ جَعلَكِ تدعي يا أم من أجل أن تزداد قوة تَوكلك عليه، من أجل أن تتذكري في المرات القادمة أنه ربي لمَّا أراد حفظهم أَلهمني أن أدعوا لهم، فمن دَعا وتوكل عليه ما خذله الله، وإلا طفلة في الابتدائي ما الذي يجعل أن يأتي في بَالها أنها تَقفز من أجل أن تُنزَّله إلى أسفل فتستطيع فتح الباب وتخرج منه ؟!! أنت لو كنت كبير ما يأتي في بالك هذا التفكير، فسبحان من حفظهم، حتى يحفظهم بالفِكر أنهم يُفكروا هذا التفكير. المهم الآن السؤال يقول : أن هذا التوكل كلام تقولونه، لكن لمَّا أأتي في المواقف أجد نفسي غير قادر على أني أَنفَذ، بل بسرعة ينفذ صبري. نقول: أولاً يجب أن تعلم أنت متى تحتاج الصبر؟ تحتاج الصبر لمَّا تخرج عن حالتك الطبيعة، وأنت في الحالة الطبيعة ذاك ما كان اسمه صبر، لكن لمَّا يبدأ يَرن في قلبك مشاعر الخوف لأن الوقت تأخر، فمن هنا تصبر وأبقى واعياً أن الله مع الصابرين، يعني أوْعَى الآن أن الله مَعك فَطلُب منه السَّداد واطلُب مِنه التَّوفيق والثَّبات في هذه اللَّحظات، يعني بمعنى أنه في هذه اللَّحظة وهي لحظة نَفاذ صبرك، ترجمها أنها اختبار. حتى اجيب مشاعر التوكل احتاج لصبر الآن هذا التوكل، وهذه القدرة أني أنا أستطيع أن أصبر وما أتصل وما افعل، ما الذي يأتي به؟يأتي به أسباب زيادة الإيمان، يعني أنت محتاج زيادة إيمان من أجل أن يأتي منك التوكل، زيادة الإيمان ألان له أسبابه وهي كثيرة وأهمها على الإطلاق العلم بالله، إدمان تكرار العلم بالله، أولادك الآن هم ليسوا عندك إذاً سَتُعامِلي الله بأي اسم؟ باسم الحفيظ، أنه الحفيظ يحفظهم، وهو الذي يحفظهم على الحقيقة، لأنهم يكونوا جالسين عندي ويكونوا جالسين على كِرسي ليس مُرتفعاً ومع ذلك يَسقطوا وتنكسر رجلهم، ثم في المدرسة يسقطوا من فوق إلى أسفل ويأتوا ولم يصيبهم شيء، إذاً من الذي حفظ هنا ومن الذي ابتلى هناك؟ ما ابتلاهم إلا الله وما حفظهم إلا الله، فلآن بسبب نتيجة نقص الإيمان يَدخُل إلى قُلوبِنا ضِعف التَّوكل، فَنَقص الإيمان يَأتي بِضِعف التَّوكل، وزِيادة الإيمان هذا له أسبابهُ وهو العلم عن الله، فقط تعلم عن الله، بحيث تزيد ثقتك به واستعمل الذي تتعلمه في المواقف، وهو من رحمة الله بك يجعلك تَدخل لقاءات تتكلم عن أسماء الله وتسمع الكلام ثم تخرج شاعر نفسك فاضي ما عندك شيء، ثم تأتي المواقف فَترى الذي سَمعتَه كأنه مَقروء تقرأه، وهذا من رحمتهِ أن كَلَّفَك بالسَّماع وهو تَكَفَّل بِحفظ ما سَمعتَهُ، وتَكفل أن يَنفعك بِه بالوَقت المُناسِب، يَعني أنت الآن فقط افتح أذانك جيداً وافتح قلبك، لأن العلم ما يقع في الآذان ولا في الأوراق بل العلم يقع في القلوب، فتخرج من اللقاء وتشعر أنه ما تغير سلوكك ثم يأتي الموقف الذي فيه شده فتقرأ ما تعلمته قراءتاً وتستعيد ما يجب عليك فهمه استعادتاً تعجزعنها لو كنت حافظاً، لكن التوفيق هذا ليس بِيد إلا الله. إذاً فخذ بأسباب زيادة الإيمان ومن أعظم أسباب زيادة الإيمان هو كَثرة الذَّكر، كن دائماً لِرَبك ذاكرا، كثرة الذِّكر سبَب من أَسباب زِيادة انتفاعك بالعلم عن الله ومن ثم قوة اللجوء إلية والثقة به والتوكل عليه، لأن الثقة هذه كأنها رمل صغير فوق بعضه يوضع، ليس مره واحدة، فإذا سقيته بالماء تيبس وأصبح قوي، وهكذا و هكذا، يعني أنت الآن كأنك تلم شَعثَ نَفسِك، وتَلُم في قلبك الثَّقة بالله، لن تَنبَني مَرة واحدة، لأنه تعال انظر إلى ما سلف من عمرك ومن جهلك عن الله ومعايشتك الحياة بتجاربك والناس حولك والذي يزهدوك في الثقة به، الذي يقول لك : تحرك، افعل شيء، لو أنا منك ما كنت جلست مكاني .." والناس في بَث القَلق ما شاء الله مَدارِس على طول يعطوك من هذه الكلمات وإلى آخر الكلام الذي تروه وتسمعوه .
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان) |
#115
|
||||
|
||||
أيضاً من أسباب زيادة الإيمان الطَّاعات، كثرة الطَّاعة، لا تبخل على نفسك لا بصلاة ضحى، بصغير الطاعات لا تبخل على نفسك بأن تسبح وتُكبَّر وتُهلَّل، لا تَبخل عَلى نفسك بِسُنَن الصَّلاة، لا تبخل على نفسك بالوتر، لا تبخل على نفسك بصغير الطاعات التي هي سبب لزيادة إيمانك، كل ما زدت إيماناً كل ما نَظف القَلب، لا تَبخل على نَفسك أن تأتي بالعَامِل الآخر وهو تَرك المَعاصي، خصوصاً ما تستهين بها من معاصي، خصوصاً مُصيبة مثل مُصيبة الغيبَة، هذه المُصيبة العَظيمة، ومُصيبة مِثل مُصيبة الكذِب، الاستهزاء و الإستسخار بالنَّاس إلى آخر هذه المصائب المُهلكة لِبناء الإيمان في القلب.
فكل هذه العوامل ماذا تفعل بك؟ تَجعَل ما تَسمَعه عن التَّوكل وما تسمعه عن صَِفات الرَّب يَثقُب قَلبَك، لأن القَلب يُصبِح كالمُغَلَّف بِسبَبِ ضِعف الإيمان. فلمَّا يزيد إيمان العبد تزيد قُوة تَوكلهُ، يعني أنت الآن ممكن يصل بك الحال إلى أن يُصبح التوكل سَليقَتَك، متى تُصبح سَليقَتك؟ بعد ما يزيد إيمانك وتكون أصلاً جاهدت، وهو كون أن العبد يزيد إيمانه هل هذا بسهوله ؟!! أصلاً قصة زيادة الإيمان هذه قصة، تحتاج إلى بذل جهد، وقيسي هذا على مسألة الصَّلاة وكَلام السَّلف لأن الصلاة هذه التَّعبير الأعلى عن عَمل القلب الأعلى، يعني أنت في كل ثغرة كأنك أول مرة تفعل هذا الفعل، مثلاً أنا دائماً مشكلتي مع أولادي أما زوجي دائماً أقول لنفسي أنه سهل وما عندي أي مشكله معه، وأعيش التجربة مع أولادي و يأتي أحد يكلمني عن التربية بالاستعانة فَأَطلُب الله وأدعي، لمَّا أشعر أني حَققت التَّوكل فيهم،و ما أن أنتهي من هذه الثغرة أجد ثغرة ثانية انفتحت لي، زوجي هذا الذي كنت مطمئنة عليه وأعرف أتعامل معه يصبح هو بنفسه ثغره وأحتاج أعرف أتعامل معه، وأجد نفسي كأني أول مر أستعين وأتوكل وأثق ، لأنه شيء جديد وصورة جديدة، فأنت سَددَّت نفسك تَصبر على أولادك، يستفزوك تقول يا رب هَدَّيهم واشرح صَدرهم، ثم يأتي بلاء ثاني له انفعالات جديدة وتصرفات جديدة، هناك شخصيات تَستَفزَّك لدرجة أنك تصل إلى حالة الغضب التي تقول أنه هذا أفضل شيء أقطع علاقتي به، وأنت في حياتك ما تعرضت لشيء مثل هذا، فلمَّا تأتي تنصحه وأنت مغتاظٌ منه، فأول مرة تشعر أنك غير قادر أن تنصح بصدق بعد ما كنت طوال عمرك تنصح وأنت صادق، لكن هذا من كثرة ما أغاظك أصبحت نيتك مختلطة، هل أنت تريده أن يصلح أم تريد أن تخرج الذي في نفسك عن طريق هذه النصيحة، فتقول: أنا أول مرة أجمع قلبي على النَّصيحة .. " نقول : نعم، لأن الذي عُرِضَ عليك فِتنَة جديدة، فكأنك من جديد تَأتي تَجمع قلبك وتَنتَفع بما تعلمته، ثم تضعف وتقوى على حسب قوة وضعف إيمانك، ونحن عندنا قاعدة [ تَعَّب بَدَنك ولا تُتعِب قلبك ] دائماً نريد القلب مرتاح ساكن، ما نريده أن يتحرك وهو كل البلاء والاختبار على قلبك ( إن في الجسد مضغة ..) لكن نحن نريده مرتاح، والشيطان يُثَبِّت فينا أن قلوبنا هذه لازم ترتاح، لا، الراحة ليست هنا، ما تأتي الراحة إلا وقت ما يُبَشَّر العبد بالجنَّة. س : هذه العشرة دقائق التي اشعر بها بمشاعر الاضطراب هل هذا صبر سأؤجر عليه أم أنه قلق سأؤثم عليه؟ ج : أنت الآن هذه فِتنه عُرِضَت عَليك، فالشَّيطان يُصوَّر لك المَسائِل بِصورة أنه سيحصل ويحصل، أنت الآن ادفَع التَّفكير وتَصَبَّر على أن لا تُسيء الظَّن بالله، وقول أن ما يأتي من رَب الخير إلا الخير، أَوصِف الله بالكَمال لِنفسِك، هذا هو الصَّبر الذي تُؤجر عليه، أما استسلامك وفَتح باب الخيال، ثم الإضرابات التي تحصل ولحظات الخوف، هذا الذي يُخشى أن يكون قلقاً وسوء ظن بالله. س : ماذا نَفعل في النَّاس المصاحبين لَنا في الحياة ويُترجِموا كل زيادة إيمان على أنه بُرود وإهمَال؟ ج : أنت الآن هذه من البلايا التي تُعرَض عليك، وكما ذَكَرنا في قَواعِد في بناء النفس ذكرنا أنه (( احذر عدوك )) ومن أعدائك الصُّحبة، فلمَّا تَجد نَفسك مستعيذ مستغيث طالب ومتوكل على الله، لازم يأتي أحد يُصوِّر لك هذه الصُّورة على أنها شيء سيء، فأنت اعلم أن هؤلاء ابتلاء كما أن نَفس المَوضوع ابتلاء، فَدافعِهُم وقول حسبي الله وهو نعمَ الوكيل، أنت كِلمهم عن الله، ترى هؤلاء ما هم إلا كما قال الله عنهم {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران175الشيطان له أولياء من البشر منتشرين، فَيُخَوَّفك الشيطان بأوليائهِ، يعني الذي لا يستطيع أن يُسَمِّعك إياه يَأُز أوليائه بأن يقولوا لك هذا الكلام، فأنت كن نافعاً لنفسك ولهم، لا تكتم في نفسك مشاعر التَّوكل، بل أعلنها وتكلم بها، قول أنه أنا على الله متوكل وما يأتي من الله إلا خير فهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، مهما كانوا تحت يدي فلابد أن عيني تَغفل عنهم بالثواني فيحصل لهم ما يحصل، ولا تعتبر أن الاتصال التلفوني عبارة عن أخذ بالأسباب، لو كنت حقيقتاً تريد الأخذ بالأسباب فلا تذهب بهم إلى المدرسة هذا من أهم أسباب حفظهم وعدم تعرضهم للمشاكل، ما معنى أني آخذ بالأسباب ؟!! يعني لو حصل شيء اتصالي التلفوني الآن ماذا سيفعل ؟! هل أنا أريد أسباب حِفظَهم أم أسباب الطمأنينة؟ أسباب الطمأنينة من عند الله، وأسباب حفظهم من عند الله، انتهى الموضوع. س : ونحن قلنا من أجل أن يزيد توكلك وطمأنينتك زِدْ إيمان، فيأتي الشيطان يقول لك أنت الآن ما تزيدي إيمانك إلا من أجل أن يزيد توكلك وما بتزيدي توكلك إلا من أجل يأتيك الذي تريديه؟ ج : نحن نقول في الرَّد على ذلك أن الله ـ عز وجل ـ أنشأ لي الحاجات من أجل أن يحصل مني الانكسار والذُّل، فالعباد نُفوسهم فيها ضعف، فمن أجل أن يَردهم الله إلى بابهِ ماذا يفعل بهم؟ يُنقِص عليهم شيء من حاجاتهم، فيرجعوا إلى بابهِ، أهم شيء أنك تقول أنا سَأعبُد الله وأنا راضي عن فِعلهِ أعطاني أو ما أعطاني، ومن أجل ذلك يأتيك الاختبار هل تستقيم على أمرهِ إذا أعطاك أو لم يُعطك، أم أنك ما تستقيم إلا لو أعطاك، أنت اسأل الله أن يثبتك أن تستقيم سواء أعطاك أو ما أعطاك، وانظري الشيطان له حيل حتى على الصَّغار، جاءتني امرأة كبيرة تقول : وأنا طالبه في المرحلة الابتدائية كُنت أفعل معاصي ثم وَقعت مصيبة،وهي ما تصلى أصلاً، فلمَّا وقعت المُصيبة قالت : أنا الآن لمَّا احتجت له ذهبت أصلى، لا لن أصلي .." فَدرَست في سادس ابتدائي في جملة في التوحيد أن كفار المعاصرين أشد كفراً من كفار قريش، لأن كفار قريش كانوا يوحدوا الله في الشدَّة، لكن الكفار المعاصرين ما يوحدوا الله لا في الشدة و في الرخاء، فَتَنبَّهت أن الشَّيطان يَلعب بها ويقول لها : استحي من الله كيف ما تطلبيه في الرخاء وتطلبينه الآن في الشدَّة. طب هو أصلاً الله أوقع عليك الشَّدة من أجل أن تعود إليه، فأنشأ لك الحاجة من أجل أن إليه تعود، فلا يقول لك الشيطان أنت ما صليت إلا من أجل أن تأخذ حاجتك، طب الله ـ عز وجل ـ أنشأ لنا الحاجة من أجل أن نَذوق طعم الصلة به ثم لمَّن يعطينا حاجتنا نَزداد به ثقةً، أويأتيك من كَلام الشيطان أنه أنت ما استقمت الآن إلا لأنه أنت ذاهب تموت، طيب أنت في كل الأحوال ستموت، فتحمد لله أن جعلك تستقيم في آخر حياتك لو كان هذه آخر حياتك، ( إن الله إذا أحب عبداً عسَّله) يعني وفقه في آخر عمرهِ إلى العمل الصالح، لكن [ عسَّله ] هذه ممكن تأتي في آخر عشر سنين في حياته، ليس شرطاً أن يكون في آخر يوم في حياته، لكن هذا كُله أوهام، وأنت ستموت ستموت، لكن من التَّوفيق أن يأتي العبد فيستقيم كُلما كَبر في السَّن، لأنكم أنتم ترون بأعينكم ناس يكبروا في السن وينتكسوا وهذا إنما من الخُذلان، فمن الرَّحمة والعطاء أن يجعلك الله ـ عز وجل ـ تتقدم في العمر وتتقدم في الطاعة، من الطبيعي أن الإنسان لمَّا يكبر يزداد طاعةً {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}النمل19 واحد موضوع يهمه مثلاً صلاح أبناءه أو له بيت أو معهد أو عمل يريد أن يقوم به وخائف عليه وشاعر أن الأعداء محيطين به، يعني حَواليه من النَّقائص الشيء الكثير فهو كل ما تذكره فَوَّض أمره إلى الله أن يَرد عنه ويأتي له بالمصالح، فالشيطان يقول له : خلاص لا تتعب نفسك لا تفكر في الموضوع .." نحن من أول قُلنا أن الشيء الذي يخيفنا دائماً يذكرنا الشيطان بهِ، فلمَّا وَجَد الشيطان أن تذكريه لنا به سيأتي بعبادة التَّفويض أصبح يَلعب معنا الدَّور الثاني فيقول لنا : لا تتعب نفسك لا تفكر في الموضوع .." لا، بل هذه عبادة، فمن فضل الله علينا أنك لمَّا تعيد نفس العبادة مرة أخرى يعطيك الأجر مرة أخرى، بل لو العبد تَذكَّر مصيبة حَصلت له من زمن فعاملها بالصبر والرضا عن الله كُتب له الأجر كأن هذه المصيبة وقعت الآن وهو صبر عليها، فهذا من فضله سبحانه وتعالى، أنت الآن جالس فيأتي الشيطان يذكرك بنقائص أنقصها الله عليك مثلاً موت أحد من أبنائك، فالشيطان يُريد أن يَقع في قلبك عَدم الرِّضا عن الله، أنت ماذا تفعل؟ عامل تذكرك للنَّقص أنك تصبر وترضى عن الله، وتقول أنه ما أوردهُ الله عليَّ إلا رفعة منزلتي، في هذه اللحظة كأنها وَقعت الآن المصيبة وكأنك تسمع الخبر الآن فصبرت عليه فَرضيت عليه فيعطيك الله ـ عز وجل ـ الأجر، فهذا كلهُ إغاظةً للعدو ومِنَّة من الله أن يساعدك على الثَّبات في الصبر، من أجل ذلك لمَّا تفعلوا هذا الفعل مع الشيطان كل ما ذكركم بالنقائص صبرتم واحتسبتم ورضيتم عن الله وأنت شاعر أنه ما يأتي من الله إلا خيرا بل من نِعَم الله ما وقع علي، فالشيطان سيهجُر تذكيركم بهذا النقص، لأنك ستأخذي أجر وأنت عدوته، فكلما تذكرتي المصيبة لا تعامليها بالبكاء والحزن إنما عامليها بالصبر والرضا عن الله، خصوصاً أنه أنت مَرَّت عليك فتره تساعدك على الصبر والرضا عن الله، فلمَّا تصبري وترضي عن الله تأخذي أجر كأنها وقت المصيبة الآن، فهذا شيء يُحزِن الشيطان، فهو ماذا سيفعل؟ سيهجُر تذكيركم بما يؤلمكم لأنكم ستحولون هذا الذي يؤلمكم إلى موطن من مواطن الأجر وهو يبغض لكَ هذا، يعني نحن الآن داخلين تحت دوامة تَحكم المشاعر فتجد ناس كثيرين فيهم من الضعف أنهم كلما تذكروا ما يحزنهم تراهم من جديد يبكوا ويحزنوا ويأتيهم اكتئاب، وأنت أصلاً ربي ساعدك على الصبر لأنه في زمن طويل عَدَّى على هذا البلاء فهذا يساعدك على الصبر، فلا تُحَزِّن نفسك، لا تُمرض نفسك بالحزن، إنما هذا من الشيطان{لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}المجادلة10 . نحن الآن اتفقنا أن التفويض يحصل في ثلاث مواطن : - - الموطن الأول : يكون لا شيء، لكن الشيطان يُوهِمك وينزغك بأوهام و يأتيك بأفكار تجعلك تخاف من المستقبل أو من المجهول أو من أحد في ماضيك أو أحد محيط بك، فكيف تعامله؟ مباشرة افعل فعلين : - 1) مباشرة افزع إلى الله أن مفوضاً له الأمر الذي تخافه. 2) واستعيذ من الشيطان. - الموطن الثاني : أنت الآن مُقدِم على أمر جديد بالنسبة لك، وداخلك مشاعر خوف وهذا لابد، أوَّل ما يَمر على خاطرك هذا الأمر الذي سَتُقدِم عليه يأتيك معه مشاعر الخوف وتشعر كأنه قلبك اعتصر، مباشرة افزع الله و وكِّله واطلب الله بأسمائه وصفاته، أنت وكيلي أفتح لي في قلوبهم اجعلني مقبولة عندهم، أنت الغني أعطيني، إلى آخر هذا كله، ومَعهُ أن تَشِل تفكيرك، لأن تفكيرك هو الذي سيعذبك، فأنت كل هذا اطلبه من الله فسترى أن الأسباب تتهيأ من أجل صلاح الأمر · الحالة الثالثة : لمَّا يكون القلب وقع فيه شُبهه وشهوات وأمراض، يعني واحد يرى أن الشيطان يُحبب له المُنكر أو يأتي له بشبهات في الله ـ عز وجل ـ وفي صفاته وفي القرآن، أو يَمر على أحد فَيُلقِي هذا الأحد في قلبه شبهة عن دين الله. فهذا موطن من أعظم مواطن التَّفويض لأنه عَدم صلاح القلب سيهلك الذي ورائه، يعني النقطتين التي مضت أَهوَن، لكن هذه النقطة تُدمِّر كل شيء، لمَّا يقع في قلبك شبهات أو شهوات، ما معنى الشُّبهات؟ يعني شيء يُشَبِّه عليك ويُشكِل عليك سواء في صفات الله أو في أقدراه، تأتي تقول : أن حرام هؤلاء يحصل لهم هكذا أو إخوانا في فلسطين أو العراق .." ومن هذا الكلام الذي ليس له في الحقيقة معنى وبكل سهوله يتفكك، ولو كنت منشغلاً بما يَعنيك ما كان أتى لك، لكن الشيطان ماذا يفعل بك؟ يُلقيها في قلبك أو ممكن يدخل لك الشهوات، ما معنى الشَّهوات؟ يعني شيء محرم وأنت يأتي في قلبك حبهُ، وممكن يكون هذا الشيء المحرم مَر عليك في لحظة من اللحظات وقلت في قلبك كيف بالله هؤلاء يحبوا هذا الشيء، فَتُبتَلي به، في هذه الحالة ماذا أفعل لمَّا يكون وقع فيني؟ ترى ما يُقلِع من قلبك مثل هذه المصائب إلا أن تُفوِّض أمرك إلى الله، وتشتكي نفسك إلى الله، اجمع بين أمرين: - 1) بين الفزع إلى الله أن يُصلح لك قلبك 2) وبين مَقتْ النفس، يعني كراهيتها، تكرها في لحظة التَّفكير في هذا الأمر أحيانا الإنسان تأخذه هذه الأمور لدرجة أنه يقول: يا لَيت رَبي حَلَّل هذا الأمر.بدل ما يمقت نَفسه ويرى أنه هذا شيء سيء، وهذا كثير اليوم نَسمعه من الشَّابات لمَّا تَثور فيهم ثَورات الشهوة والحاجة فَتجدهم يتكلموا كلام غير منطقي لكن تَغلَّب عليهم الشيطان، فأنت لمَّا تَغلُب عليك الشهوة أو الشبهة توسل إليه سبحانه وتعالى وهو الوكيل أن يُصلح لك قلبك، وأيضاً مع هذا العامل الثاني وهو مَقتْ النَّفس وكراهية هذه الأفكار، واعلم أن هذا شيء حقير يجب أن لا تتصف به. هذا والله أعلى وأعلم
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان) |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل فهمنا معنا نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم...وكيف تكون؟؟ | GHOST | منتدى نور الإيمان | 11 | 2009-09-04 07:15 PM |
لو سالنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال ماذا سيكون جوابنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ | TORGO | منتدى نور الإيمان | 6 | 2009-08-19 03:55 AM |
الله أكبر :( قرية بالكامل تعلن اسلامها بفضل الله / التعليق ).!!! | THE KING | منتدى نور الإيمان | 4 | 2009-07-14 07:58 PM |
سر معنى:سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا الله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله | -=(Lonley Girl)=- | منتدى نور الإيمان | 2 | 2008-08-05 03:28 PM |