منتدي q8-one.com  

العودة   منتدي q8-one.com > ۝ المنتـدى الــعـــام ۝ > منتدي الفنون الادبيه > الابداعات الفنيه للاعضاء

الابداعات الفنيه للاعضاء هذا القسم خاص بالابداعات ويمنع وضع موضوع منقوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2008-04-17, 12:00 AM
الصورة الرمزية Edgar_Allan_Poe
Edgar_Allan_Poe Edgar_Allan_Poe غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 27
Edgar_Allan_Poe is on a distinguished road
افتراضي سقوط فيلسوف

هنالك أمور غريبة !
أن تسجن الروح داخل الجسد ، والقلب بين الضلوع ، والنهار فى الليل ، والليل فى النهار ! شىء يدعو فى هذا للتفكير ، للتأمل ، للشرود ، وللصمت . يدرك هذا من كان عالمه الليل وعالم غيره النهار . من المستحيل رؤية شعاع الضوء فى عالم الأضواء ، بل يُرى الضوء فى الليل ،فقط فى الظلام الداكن ! يقول (أرسطو) أن الحياة كوميديا لمن يفكر، وتراجيديا لمن يتفاعل،هى حقاً كوميديا محزنة وتراجيديا مصطنعة !




ترك القلم على مكتبه وأمسك كلماته بيديه وأطفأ الأنوار وعاد الى فراشه ، نظر الى ورقته فوجدها مظلمة ثم وضعها فى حلقه ومضغها جيداً ثم أبتلعها ، لتكن أفكاره سجينة بداخله للأبد . الصمت هو الشىء الحى فى غرفته ودقات ساعة الحائط ، ولكنها تصدر ضجيج يشوش عقله ، زحف العقارب كقرع الطبول فى أذنه . عيناه متسمرتين فى السقف ، أيسقط الوحى من أعلى ؟! لا ، بل موطنه عقله ! يشبه (جيفارا) بملامحه ولحيته ، فقط بملامحه ولحيته ! ليته أخذ منه تمرده على القيود ، لقد كان جيفارا مريضًا‏ بالربو‏ ‏الصدري‏، وكانت ‏والدته تلفُّ جسده بالقطن من ‏شدة‏ ‏الحرص،‏ وداومت الأم على تدليل‏ طفلها ‏بهذا‏ الخوف الشديد ‏عليه، لكنه تمرد على هذا الوضع بعد أن شعر ‏بالاختناق‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المعاملة‏ المفرطة في التدليل، وأخرج جسده النحيل من ‏القطن‏ ‏الذي‏ ‏يحيط‏ ‏به‏, ‏‏وبدأ‏ ‏يمارس‏ ‏جميع‏ ‏أنواع‏ ‏الرياضة‏ ‏وأخذ على نفسه عهدًا ‏أنه‏ ‏لا يمكن‏ ‏لأحد‏ ‏أن‏ ‏يفرض‏ ‏عليه‏ ‏أية‏ ‏قيود، ‏ولطالما‏ ‏وصف ‏والد جيفارا ‏بأنه‏ ‏متمرد‏ ‏لحدِّ‏ ‏الجنون . ولكنه على عكسه يرضى بالقيد ، ما السوء فى ذلك ؟ لقد خلقت القيود لسجن الحرية ، لو لم يكن لها أهمية ما وجدت ؟ أليس كذلك ؟ أسفل عينيه توجد هالات سوداء بغيضة لا يكرهها ، بل على العكس تماماً ، لكم أحب اللون الأسود ! جسده نحيل جداً ، عنده أنيميا حادة ، ينظر الى ساعة الحائط بين الحين والأخر لولا حاجته لمعرفة الوقت لحطمها لضجيجها ، وجد الساعة الواحدة مساءاً ، علم أن ميعاد نومه قد أقترب وإن لم يكن يشعر بالنعاس ! ليس بأرادته ، ربما قُيد وأعتاد ! أن اليوم يقرب على الأنتهاء ، دقائق هى حريته لذا عاد الى مكتبه .




هناك أمور غريبة !
تقديس الأمل كأله وتقديم له القرابين من اليأس واليأس واليأس ، من منهما أقوى ؟! ما هى فرصة النجاح فى بلدنا ؟ شىء لا يذكر ! لو كان الأمل أقوى لرأينا أشياء غير الأشياء ولكن ، فرصة الفشل هى الأقوى ، من يفشل يقوده اليأس وأنظر كم عددهم ؟ لو رأينا أن الأمل يقود إناس واليأس يقود إناس ، لرأينا أتباع اليأس كثر ، من منهم أجدر بالألوهية ؟ أله ضعيف أم أله قوى ؟! ربما يقود هذا التفكير الى التشاؤم الذى ينحط بالمفكر الى بئر الحقيقة ولكنه أفضل بكثير من التفاؤل! فيرى (نيتشه) أن التشاؤم علامة انحطاط، والتفاؤل سطحية، ولا أهمية لتفكير سطحى .




أطفأ الأنوار وجلس على فراشه ، وأبتلع أفكاره سريعاً ، شعر بخطوات خارج غرفته ، وأدرك أنه النوم .أنفتح باب الغرفة وأرتفعت أجفان الشاب لأخرها ونظر الى السقف ، تقدم والديه بخطوات حزينة ، ممسكاً الأب بالكثير من الأدوية بيده ، والأم بزجاجة ماء وكوب ، أقتربا بالمقاعد الخشبية بجوار الفراش وجلسا ، سكب الأب بالدواء الشراب فى حلق الشاب ثم تلاه بالقرص المنوم وبعض من الماء ، لقد كان الشاب صادقاً ، ها هو النوم قد أتى !



لم تستطع الأم سجن دموعها ، ولم تسجنها؟ فربما حين تهرب من عينيها تريحها ، وأكثرت من البكاء بينما زوجها يرتدى بيجامته ، وحاول الا يبالى بأنهيارها ولكن كيف وصراخها يخرق الجدران ؟! ترك جسده يسقط على الفراش بينما هى منهارة على المقعد المقابل ، وضع الوسادة فوق رأسه ولكن صراخها ما زال فى أذنه ، ألتفت إليها وقال بضجر :



_ يا ليلة سوداء ! ما بكِ يا امرأة ؟
_ متى سيشفى أبنى ؟
_حين يشاء من خلقه
صرخت بكل أحبالها الصوتية : متى سيشفى سعيد من هذا المدعو بالأكتئاب ؟
_ حين يذهب عنه الأكتئاب !
وظلت تردد ، متى ؟ ، متى ؟ حتى وصل ضجر زوجها مبتغاه وفاض عنه أرهاقه وقال :
_ انا سائق تاكسى يا أمرأة ولست طبيباً أحمق ، يجب أن أستريح لأعمل غداً ، وأعدك أنى سأجد حلاً أخر بالغدً ، كفى لطماً ، فقط أدعى أن يأتى الغد

وكيف يأتى الغد عليها ؟ لقد نام زوجها أما هى فخوفها على أبنها كألغام تمنع النوم من الأقتراب ، ولابد أن يأتى الغد والوقت يعاندها ، ألقت نظرة على أدوية أبنها وتوقفت عينيها على الأقراص المنومة . وماذا فى ذلك ؟ كيف كانت ستنام من دونها كل ليلة ؟





أنه أحمق تماماً ، كيف لم يسمع نصائح أصدقائه من البداية ، قيل له : يا أسطى معتصم أدوية نفسوية أيه ؟ ودكاترة مين ؟ أبنك معموله عمل . وتأكد من صدق كلماتهم ، لقد أخذ أبنه الى طبيب نفسى ولكن الأبن أكتفى بالصمت أمامه فلم يجد الطبيب الأحمق سوى كتابة بعض الأدوية البلهاء كى لا يظهر فشله ! لقد جرب الطرق الحديثة لمدة شهرين وفشلت . لقد أثبت أن الطرق القديمة هى الأكثر فعالية ، لعن غبائه وظل يلعن حتى وصل الى مبتغاه ، ترجل من السيارة وفتح لأبنه باب التاكسى ثم قاده حتى وجد سعيد نفسه فى شىء من الجهل والتخلف ، أنه زار . وكثرت المحاولات لطرد العفريت الذى يسكنه ، وحين شعر مولانا بأن العفريت ثقيل الدم ولن يخرج بسهولة أضطر الى طريقة أكثر فعالية ، سيضرب الجنى الحقير حتى يخرج بخرزانة قاسية . ووجد الشاب نفسه يتعرض لضرب مبرح ، ظل يصرخ ويُضرب وكلما صرخ دل هذا على ألم الجنى ، وكلما أستغاث أكثروا ضربه مولانا و هو يردد : هتخرج يا أبن الكلب ولا ؟ هتخرج يا ابن الستين ولا ؟ ، وسالت الدماء على وجه الشاب وصرخ : يا الهى أنى بخير، أقسم بالمصحف أنى بخير . فنظر اليه مولانا من أسفل لأأعلى وظل يضرب وهو يقول لوالده وأحد مساعديه :
_ أخشى أن يكون الجنى يحتال علينا !




كثرت الزغاريط وتجسد الفرح الى الرقص ، الجيران والفتيات والعجائز أسفل وداخل منزل الأسطى معتصم يرقصون ، والشاب ينظر الى حوله محاولاً أخفاء نظرة التعجب التى تحاول أن تقفز فى عينيه ، وأنتهت مظاهر الفرح وعادت أسفل جلودهم ، وخرج المهنئين ولم يعدوا ، وجلس الأب مرة أخرى مع ولده ثم ألتحقت أليهم الأم بعدما أعدت الشاى وقال الأب وهو ينظر الى أبنه كمن يرى وليده لأول مرة :

_ لن تصدق كم أنا سعيد ، أحمد الله على سلامتك
_ها ؟ أنا بخير يا والدى ، أنا بخير
_ الجلوس فى المنزل سيزيدك ضيقاً ، يجب أن تخرج للعمل ، أترك شهادتك الملعونة وسأتى لك بتاكسى تعمل عليه
وتدخلت الأم قائلة : ايوه والنبى يا أخويا ، أجعله رجل ، لا يحزن ولا يتضايق
_ ولكن يا أبى لا أريد أن أعمل سـائـ
قاطعه متحفزاً : الله الله الله ، الجنى رجع تانى ولا ايه ؟
تحسس الشاب كدمات وجهه وقال : لا .. لا ..لن يرجع ، كما تشاء يا والدى




أنغلق باب غرفته ثم أطفأ الأنوار وجلس على الفراش متسمراً بعينه الى السقف ، تحسس بأنامله لحيته وتذكر أوامر والده : يجب أن تحلق لحيتك فهى تذكرنى بأيامك السوداء . شعر بالضيق والأكتئاب لأول مرة ، أضاء الأنوار ثم جلس على مكتبه .


أيتها الورقة المسكينة
يظنونى كُنت مريض ،أنى الأن مريض! يريدونى شخص ثرثار مثلهم ، ولكن الأفكار تصرخ بالكلمات وهم عاجزين على فهمها ، لو تحدثت فستصمت أفكارى. يقول سقراط تكلم حتى أراك ، ولكن أين أنت ؟ لو كُنت أمامى لتحدثت كثيراً ، الأن لن يفهمنى أحد سواى . ولكن دعكِ منى أيتها الورقة ،فهنالك أموراً غريبة تحدث !أريد أن أخبرك بها ، ولكنى لا أستطيع .لا تتركينى أيتها الورقة . لو حييت مثلهم فسأموت ، أنى الأن أشعر بالظلام ولا أجد شعاع الضوء ، أنى الأن أشعر بأن شىء صغير يتسلل خارجى وكهف عملاق أُجذب بداخله ، أهذا هو اليأس ؟ أنى لا أريد أن أُقيد بأفكارى ولا أريد أن يجلدنى مولانا !
__________________
الليل مملكة المتسولين ..
والسكون طائر خرافى
كالموت .. كالرخ الأسطورى ..
شىء ما يجذب النوم عنى
وشىء ما يجذب الليل إلى ..
وفى قلب النهار ارى الكون ليل ..
وفى عين الشمس أبحث عن القمر ..
لحظات مضت ..
ومضت فيها بريقها حتى قتلت أضواء العيون..
قد أشتريت بالا شىء.. الحياة !



لحظات مضت ولحظات أخرى وسأمضى ...
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2008-06-30, 09:56 PM
الصورة الرمزية THE KING
THE KING THE KING غير متواجد حالياً
مراقب
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: اسكندريه
المشاركات: 4,738
THE KING is on a distinguished road
افتراضي

الف شكر على موضوعك يا مان ..
وابداعك صدقنى ملهوش حدود وانت بجد تستحق الإشراف على هذا القسم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2008-09-28, 09:10 PM
eltohamy eltohamy غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 891
eltohamy is on a distinguished road
افتراضي

كلام جميل

بس حزين


تحياتى لك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علاج سقوط الشعر - ازاله القشرة - التقصف - دبي - الأمارات حوريه الجمال سلة المحذوفات 0 2010-10-09 03:18 PM
مصطلحات كتبها فيلسوف رهيب MAGIC7 المنتدى العام 2 2010-09-11 11:30 AM
ما أروع سقوط المطر!!!!!! karmen منتدي الفنون الادبيه 9 2009-08-13 09:43 PM


الساعة الآن 12:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab
www.q8-one.com