خروف العيد يسحب البساط من قمة العشرين في الصفحات الاقتصادية
الرياض- محمد عبد الوهاب انتصر "خروف العيد" على قمة العشرين المنعقدة حاليا في باريس ،وسحب البساط منها في الصفحات الاقتصادية العربية محتلا المساحات الأكبر من التغطية الصحفية اليوم ،وتفننت كل صحيفة في التركيز على زاوية تبدو جديدة إلى حد ما في قضية الخروف الوطني، والأخر متعدد الجنسيات ،بينما توارى بشكل واضح الاهتمام بالملفات الساخنة على طاولة العشرين والتي تشغل حاليا وسائل الإعلام العالمية سواء الاقتصادي منها السياسي ،ولم تسلم من ذلك التوجه كبريات الصحف في مصر والسعودية وغيرهما رغم ارتباط ملفات العشرين بشكل رئيسي بحركة الاقتصاديات العربية .
وعلى مستوى السعودية الدولة العضو في قمة العشرين فرض خروف العيد نفسه بقوة على جميع الصحف اليومية بلا استثناء فيما اقتصرت تغطية القمة على تصريحات أطلقها وزير المالية ورئيس وفد المملكة إلى القمة الدكتور إبراهيم العساف حول اضطلاع السعوديةبدور مهم ونشط في اجتماعات لجان المجموعة وفرق عملها التي تبحث وتضع الحلول والتوصيات لعدد كبير من القضايا التنموية والاقتصادية والمالية مؤكدا دعم بلاده للدول الشقيقة والصديقة الأقل دخلا ،وشدد على أن المملكة ساهمت وما زالت تساهم بفعالية في المحافظة على التوازن في سوق البترول بما يعزز وضع الاقتصاد العالمي ويلبي احتياجاته من الطاقة .
وفى سياق الاهتمام منقطع النظير بخروف العيد ركزت صحيفة "عكاظ " على جزئية تدغدغ المشاعر وتثير اهتمام القارئ السعودي والمسلم بشكل عام تتعلق بان الخراف المستورة من استراليا تتغذى على مخلفات حيوانية كالخنازير،وهو ما دفع وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية المهندس جابر الشهري إلى نفى تلك " الشائعات " ،وشدد على أن هذه المعلومات غير دقيقة ،ومن نشرها لا يملك أدلة علمية، مشيرا إلى أنه سيساءل قانونيا، :"وقد يكون عرضة للتقاضي من قبل حكومتى المملكة وأستراليا؛ لأن هذا الشخص يسيء إلى سمعة البلدين".
وقال الشهري: من يأتي بمعلومة يجب أن تأخذ من طرف دقيق والتحري عنها، مؤكدا أن من أثار هذه المعلومات يريد الإساءة إلى البلدين، وأوضح أن الأغنام الأسترالية تتغذى على المراعي الطبيعية، :" وليس منتجات حيوانية كالأسماك، ومخلفات الدواجن، والخنازير".
وأضاف أن من أثار هذه الإشاعة في أحد المواقع الإلكترونية ليس بمختص كما يدعي، بل يبحث عن الإثارة، كما أنه لم يزر أستراليا ولم يطلع على طرق تربية الماشية هناك، وكيف تمر بمراحل صحية قبل أن تصدر إلى المملكة، مؤكدا أن كل إرساليات الأغنام من أستراليا تخضع للحجر والتحصينات ولكشوف ظاهرية ومخبرية قبل تصديرها إلى المملكة.
وأشار إلى أن القوانين في أستراليا تمنع تغذية الحيوانات على مواد المنتجات الحيوانية الممنوعة والتي تشمل أي شيء مصدره حيواني، كمسحوق اللحم، العظم، الدم، طحين الريش، وطحين الأسماك، الدواجن، وأي أعلاف مركبة تحتوي من أي هذه المواد، وهذا المنع يعود إلى العام 1915. وشدد على أن الحكومة الأسترالية تحترم اتفاقياتها مع المملكة وهي متقيدة بأنظمة منظمة الصحة الحيوانية والتي أصدرت تشريعا دوليا يحظر استخدام أي نوع من البروتينات في تغذية الحيوانات المشتراة.
أما صحيفة " المدينة " فواصلت قضية ارتفاع أسعار الأضاحي ،وقالت أن المواطن يلجأ لبطاقات الأضحية الأرخص سعرا ، والبعض يشترك في ذبح الأبقار للهروب من لهيب الأسعار، ورصدت 5 أسباب وراء ارتفاع أسعار الأغنام هذا الموسم أهمها قلة المعروض وزيادة الطلب وارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا والاعتناء بالحيوان لحين ذبحه والمزايدة في حراج الأغنام من قبل الدلالين ، فيما نشرت غالبية الصحف بيانا من أمانة الرياض كشف عن 8 أساليب لغش الأضاحي.
وحمل الدليل الارشادى اسم ''دليل الإرشادات الصحية عند شراء الذبيحة''، والذي يبين صفات الذبيحة الصحية، وسلالات الأغنام، ومراحل التسنين، والأعراض المرضية الظاهرة عليها، وبعض أساليب الغش التي تمارس عند البيع، إضافة إلى بعض الفوائد الشرعية للأضحية.
وكانت قمة مجموعة العشرين في كان أمس تحولت إلى غرفة عمليات طارئة لإنقاذ أوروبا من أزمة اقتصادية أوصلتها مفاجآت رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو إلى حافة الانهيار حيث أعلن تراجعه عن دعوة مواطنيه لاستفتاء حول خطة الإنقاذ الأوروبية ضمن صفقة مع المعارضة يتنحّى بموجبها عن منصبه، فيما أشارت مسودة البيان الختامي للقمة إلى توجه نحو زيادة موارد صندوق النقد الدولي، واتخاذ إجراءات صارمة ضرورية لانتشال الاقتصاد الأوروبي، كما أعربت الصين عن استعداد مشروط لضخ 100 مليار دولار في صندوق الإنقاذ الأوروبي.
|