نبذة تاريخية تتمتع قناة السويس بموقع جغرافي متميز يجعلها أقصر همزة وصل بين الشرق والغرب، فهي ممر هام للملاحة الدولية يربط بين البحر المتوسط عند بورسعيد، و البحر الأحمر عند السويس، وترجع فكرة ربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر عن طريق قناة إلى أربعين قرناً مضت، وقد أشار التاريخ إلى هذا الأمر من عصر الفراعنة إلى العصر الإسلامي إلى أن تم شق قناة السويس بوضعها ال حالي، والتى تعتبر أول قناة صناعية تستخدم في أغراض السفر والتجارة العالمية، حيث ترجع فكرة حفر قناة تربط بين البحرين المتوسط والأحمر إلى أقدم العصور، حيث أن مصر شقت أول قناة صناعية على وجه الأرض، فقد حفر الفراعنة قناة تربط بين النيل والبحر الأحمر، وجرت هذه القناة ح ينًا وتوقفت حيناً آخر، وعندما فتح المسلمون مصر جدد عمرو بن العاص هذه القناة تنفيذا لأوامر الخليفة عمر بن الخطاب، وعندما اكتشف البرتغاليون طريق رأس الرجاء الصالح في بداية القرن السادس عشر الميلادي تغيرت معه حركة التجارة العالمية، ولم تعد مصر والإسكندرية قلب هذه التجارة، ثم جاء الدبلوماسى الفرنسى دي لسيبس بطرح فكرة إعادة حفر القناة في (22 رمضان 1275هـ= 25 إبريل 1859م)، وافتتحت رسميًا للملاحة في عهد الخديوي إسماعيل في (12 شعبان 1286هـ= 17 نوفمبر 1869م) في احتفالات كبرى حضرها أغلب ملوك وأمراء أوروبا، وكانت مدة الامتياز (99) عامًا من تاريخ افتتاح القناة تعود بعد هذه المدة ملكيتها إلى الحكومة المصرية، وكان الفرنسيون يمتلكون معظم أسهمها. وبعد قيام ثورة يوليو 1952، قام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم القناة في خطاب ألقاه في (18 ذي الحجة 1375هـ= 26 يوليو 1956م) لتصبح الإدارة مصرية خالصة، مما آثار غضب الدول الكبرى والذى أدى إلى العدوان الثلاثى على مصر في (23 ربيع الأول 1376هـ= 29 أكتوبر 1956م)، وعلى أثره تم غلق القناة، ثم أعيد فتحها في (شعبان 1376هـ= مارس 1957م)، وقد أغلقت القناة مرة أخرى أثناء حرب (1387هـ= 1967م) بفعل السفن الغارقة فيها، ولم يعد فتحها إلا في (جماد أول 1395هـ= يونيو 1975م). مراحل تطوير المجرى الملاحى لقناة السويس أستمر حفر القناة عشر سنوات تقريباً بواسطة العمال المصريين، وافتتحت القناة لأول مرة للملاحة البحرية في 17 نوفمبر عام 1869 وكان عمق القناة يوم الافتتاح حوالي 8 أمتار ومساحة القطاع المائى 304 متر مربع وحمولة أكبر سفينة تعبرها 5000 طن ساكن، وهو ما يتناسب مع أحجام السفن السائدة في هذا الوقت، ومع تطور بناء السفن وزيادة أحجامها قامت شركة قناة السويس قبل تأميمها "شركة مساهمة أجنبية" بتطوير المجرى الملاحي للقناة حتى وصلت مع نهاية 1956 إلى أعماق تسمح بمرور سفن ذات غاطس 35 قدم ومساحة القطاع المائي للقناة 1100 متراً مربعاً ، هذا وعندما قامت الحكومة المصرية في 26 يوليو 1956 بتأميم قناة السويس اهتمت الإدارة المصرية لقناة السويس بتطوير المجرى الملاحي للقناة على مراحل على النحو الآتي: في مايو 1962 زادت مساحة القطاع المائي للقناة ليصل إلى 1800 متراً والغاطس المسموح به 38 قدماً، وفى يوليو 1966 تم الإعلان عن برنامج لتطوير قناة السويس على مرحلتين ليصل الغاطس خلالهما إلى 48 قدماً و58 قدماً على التوالي، وبدأ تنفيذ مشروع التطوير في فبراير 1967 ثم توقف بسبب الحرب التي اندلعت في 5 يونيو 1967. ثم إعيد افتتاح القناة أمام الملاحة العالمية في يونيو 1975بعد تطهيرها من العوائق والمخلفات التي نتجت عن حربي 1967 و1973 بنفس القطاع المائي 1800 متر مربع وبنفس الغاطس المسموح به 38 قدم قبل إغلاقها. ثم بدأت مشروعات تطوير القناة من قبل الإدارة المصرية تتوالى وهو ما سمح باستقبال سفن أكبر حجماً تصل إلى 210000 طن ساكن خاصة بعد أن وصل القطاع المائي إلى حوالي 4800 متر مربع وبغاطس يصل إلى 62 قدم، بطول يصل إلى 190.25 كيلو متراً بالإضافة إلى تعديل منحنيات القناة بحيث لا يقل نصف قطر أي منحنى عن حوالي 5000 متراً، وكذلك شق تفريعة جديدة تبدأ من الكيلو 17 جنوب بورسعيد وتتجه مباشرة إلى البحر المتوسط شرق مدينة بور فؤاد لتسمح بالسفن المحملة المتجهة شمالاً بالخروج إلى البحر دون المرور من ميناء بورسعيد، وتتميز قناة السويس بأنها ذات مستوى واحد، ويختلف ارتفاع متوسط منسوب المياه في حدود ضيقة، وأقصى ارتفاع للمد في الشمال حوالي 50 سم، وفى الجنوب حوالي 2 متر. وأكد الفريق/أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس أن القناة يجرى الوصول بالغاطس الى عمق 66قدم بحلول عام 2006 مشيرا بأن هذه المرحلة ستسمح بمرور جميع سفن الحاويات حتى حمولة 17 ألف حاوية كما تستوعب جميع سفن الصب على مستوى العالم، وأشار سيادته بأن القناة مستقبلا ستكون قادرة على استيعاب 99% من جميع وسائل النقل البحرى العالمى بعد الوصول الى مرحلة غاطس 72 قدم فى عام 2012 تستوعب 99% من إجمالى الحمولات الساكنة من الاسطول العالمى لسفن الصب و82% من أجمالى ناقلات البترول و100% من باقى أنواع السفن خاصة سفن الحاويات بجميع أجيالها المستقبلية كما تستوعب السفن الفارغة حتى 560 ألف طن.