تياب سودانية

[مدام ررحاب]

السلام عليكم و رحمة الله

لا يعتبر الثوب السوداني مجرد زي يميز السودانيات, فمع مرور الزمن اصبح جزءاً من التراث الشعبى لذلك البلد الذي يحرص مواطنوه على إعلان الانتماء إليه بشتى الطرق, خاصة عندما يكونوا خارج بلادهم في إشارة إلى هويتهم وثقافتهم, فضلاً عن كونه معبراً عن الوضع الاجتماعى والاقتصادى للمرأة السودانية التي لا يمكن أن تخلو خزانتها من التحميل

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]بعدة نسخ منه.
فهو يزيد من أناقتها حتى لو لم تكن ترتديه باستمرار, بل حتى الأغنيات الوطنية السودانية وجدت في هذا الزى بعضاً من رائحة الوطن الذى يميزه بين الأوطان.
ويعود تاريخ الثوب السودانى إلى سنوات بعيدة, تزيد من عمق تأثيره فى الحياة الاجتماعية السودانية.
ففي الماضى كانت الفتاة فى السودان, تلتزم بارتدائه بمجرد بلوغها سن الثانية عشرة من عمرها, فهو يدل على إكتمال أنوثتها, ومعبراً عن وصولها سن الزواج.
بطريقة أخرى كان هو وسيلة للفت انتباه الناس إلى أن الصبية قد اصبحت شابة, تستطيع تحمل مسؤولية الزواج والاشراف على المنزل, إلى حد ان الفتاة كانت ملزمة بارتدائه لهذا الغرض, إلى عهد قريب.
ولكن الأمر يختلف بالنسبة للسودانية المتزوجة, فهي لا يمكنها الأستغناء من ارتدائه, لأنه يعتبر إشارة واضحة على أنها سيدة متزوجة.
وتمتد علاقة الثوب السودانى بمفردات العادات الاجتماعية السودانية, لتصل إلى عادات الزواج المتميزة بعاداتها وطقوسها.
والدليل على أهميته أنه يتصدر قائمة الهدايا التي يقدمها العريس لعروسه, ويتراوح عدد ما يقدمه لها من اثواب ما بين 3 الى 12 بألوان مختلفة, ليس هذا فقط, بل يتعين على العريس أيضاً شراء مستلزمات الثوب, بدءا من الحذاء إلى حقيبة اليد المناسبة, وهي العادة التى توارثها أهل السودان على تسميتها بـ الشيلة.
وألوان الثوب تتحدد حسب المناسبة التي سيتم ارتداؤها فيها, فالثوب الأحمر المزركش والمرصع ببعض الحلى, ترتديه العروس بعد انتهاء مراسم الزفاف.
ويوجد انواع آخرى, فمثلاً المصنوع من الحرير فهو للسهرات, وتوجد انواع أخرى من التياب فهى مخصصة للبيوت, أو للعزاء أو تلك التي هي لزيارة الجيران.
وتشمل الخامات، القطن والحرير والبولستر والشيفون والسادة والمشجر والمطرز والمطبوع والفردة الشرقاوية وغيرها الكثير, كما يتميز بعضها برسومات مبهرة وألوان زاهية وحيوية وهادئة.
وتطورت صناعة الثوب السوداني كثيراً, كما اختلفت تصاميمه وألوانه وأشكاله, حسب الأذواق والأمزجة والأجيال.