مكارم الاخلاق

[صانع الخيال]

ياجاهلا في قيمة الإنسان

يامجحفاً في وصفه

أضميرك يأمر بالجحود والنكران ؟

أضحكتني بعبارة مكذوبة العنوان

ليه التجني .. ومقصدك التمني

وحذف أوراق الادب لعالم النسيان

ليه التجاهل وأنت تعرف من أنا

أنا نديم الفضيلة ورفيق الهنا

ورثت عن اسلافي الود

تلقيت مكارم الاخلاق من المهد

وستبقى مكسباً لايفنى

حتى يوارى جسمي اللحد

اصنع من الحروف رحيق الشهد

وأضرم من المفردات نيران البرق

وقطرات المطر وحنين الرعد

أنا الشاعر الحنون العاشق

أنا شموخ الحر

وهيبة القرناس وجرأة الباشق

قد يحزنني ..!

تجرد الحياء من وجه الحقائق

لكنني لا التفت لتطبيل منافق

أو همس فكر ضرير فاسق

لايهزمني غدر الأحباب

ولا يستفزني تطفل الذباب

ولا يرعبني عواء الذئاب

فالفكر رائد والقول السائد:

لايضر السحاب نبح ال****

أنا في هجير الزمن الغادر

إن تأخر الركب خوفا وتواضعا ورهب

فقلمي الى معترك الصريف يبادر

أبحر في ثنايا الحروف

واعشق ركوب موجها الهادر

أنا الود الذي يبقى

آنا الروح التي تشقى

تتجرع المرارة تارة

وتارة من العذوبة تسقى

ومع ذلك أموت ولا يموت العهد

أنا من يطوع القلم

ليوشح الصفحات مزيج النشوة

والعذوبة والجراح والألم

لافخر أني أنا

أعيد بعض مما فقد هنا

تزيدني رفعه مذمة جاهل

ولافخر أن يغتالني تجاهل

ويسلبني البعض من وحي أفكاري

ولا ريب أن يقتبس من نوري

وتحرق أقلام بجذوة من ناري

يناشد الليل معالم داري

إن اشتد الظلام الحالكـ

يطل البدر برفقة النجم الساري

أن يستأنس الزائر

ويحتار فكر الحائر

فالمناهل لاتنضب

فلا يحتار القارئ

فهنا مناهل نثري

ودوحة بظلالها أشعاري

أنا معاناة إنسان

رضع المواجع واقتات الحرمان

فلا عجب أن يطاله الجحود

وأصوات النشاز وقوافل النكران

عجبا يازمن

كيف أصاب القلوب الوهن

فأصبحت تباع الذمم بأسواق المجاملات

سلعة بائرة رخيصة الثمن

كيف تحجب بالغرابيل أنوار الشمس

تغيَب الأمانة قسرا

وتبقى الصفحات بلا بوح أو همس

فبقدرة قادر تطمست تلك المعالم طمس

فيصبح أمس هو اليوم واليوم هو أمس

إن يكن عكس هذا

فلن أسأل الجاهل كيف ولماذا

فكل فكر ولب له قراره

يحق له تزوير القرار وإصداره

فيبقى الظرير بظلامه واحتياره

فعين المحب تعمى

والحر تكفيه الاشاره

فأياك اعني واسمعي ياجاره