تقرير رسمي: الأسر المغربية ترى تحسنا في مستوى المعيشة

[admin]

أبرز بحث جديد صدر عن المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب، وهي مؤسسة رسمية تعنى بالتخطيط والإحصاء، حصول تحسن واضح خلال الفصل الثاني من 2011 في آراء وتقييم الأسر المغربية تجاه مستوى المعيشة، والشغل، والقدرة الشرائية، والتطور المستقبلي لوضعيتها المالية، فيما أبدت الأسر تشاؤمها فقط بخصوص قدرتها على الادخار.

ويرى خبراء أن الواقع على الأرض يُكذب جملة وتفصيلا المؤشرات والأرقام التي أوردتها مندوبية التخطيط بخصوص آراء الأسر المغربية المتفائلة إزاء تحسن مستوى المعيشة والقدرة الشرائية، وأن التذمر من الوضعية الاقتصادية المزرية في البلاد هو السائد وسط هذه الأسر.

ونشرت المندوبية السامية للتخطيط دراستها الجديدة حول تطور مؤشر ثقة الأسر، وتصورها لتطور وضعيتها الخاصة، ومحيطها الاقتصادي والاجتماعي العام خلال الشهور الماضية والمقبلة؛ من قبيل مستوى المعيشة والشغل والأسعار.

وسجل البحث الميداني أن مؤشر ثقة الأسر سجل خلال الفصل الثاني من 2011 ارتفاعا ملحوظا بـ 7,4 نقاط مقارنة مع الفصل السابق، و بـ 7 نقاط مقارنة مع نفس الفصل من سنة 2010، حيث تحسن تقييم الأسر للتطور المستقبلي لعدد العاطلين، إذ ارتفع الرصيد الخاص بهذا المؤشر بـ 15,1 نقطة مقارنة مع الفصل الثاني من 2010، وبـ 6,4 نقاط مقارنة مع الفصل السابق.

وأفاد المصدر ذاته بأن آراء الأسر المغربية حول التطور السابق لمستوى المعيشة، وآفاقه المستقبلية، شهد تحسنا ملحوظا ما بين الفصلين الأول والثاني من سنة 2011، حيث ارتفع رصيد هذين المؤشرين بـ 9,1 نقاط و20 نقطة على التوالي.

وكشف البحث الرسمي أن الأسر متفائلة إزاء التطور المستقبلي لوضعيتها المالية، حيث تحسن رصيدا الوضعية المالية الحالية للأسر، وتطورها المستقبلي بـ 0,5 نقطة و8,6 نقاط على التوالي، علاوة على توقع هذه الأسر أقل حدة لارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ويتمثل المؤشر السلبي الوحيد في هذه الدراسة في رأي الأسر المغربية الذي يتسم بالتشاؤم بخصوص قدرتها على الادخار خلال الأشهر المقبلة، حيث بلغ الرصيد المتعلق بهذا المؤشر 63,3- نقطة، ليسجل بذلك انخفاضا بـ 2,2 نقط منذ سنة، وبـ 1,7 نقطة مقارنة مع الفصل السابق.

وتعليقا على هذه الأرقام والمؤشرات الخاصة بتقييم وآراء الأسر المغرب تجاه مستوى المعيشة والقدرة الشرائية، أفاد الخبير الاقتصادي الدكتور عبد السلام أديب بأن الواقع الحقيقي على الأرض يُكذب هذه المعطيات المنشورة، وأن مشاعر التذمر هي السائدة بين أغلبية الأسر المغربية إزاء معيشتها وقدرتها الشرائية.

وقال أديب في حديث مع العربية نت إن محفظة الأسر المغربية تأثرت بشكل كبير بالغلاء المتفشي في أسعار المواد الغذائية والخضر وغيرها، وازدادت تدهورا بسبب المصاريف الباهظة التي تؤديها الأسر في شهر رمضان والعيد، ولدى الدخول المدرسي الجديد.

واستطرد أديب أن الآفاق الاجتماعية والمالية مسدودة أمام العديد من الأسر، ومن ضمنها آلاف أسر الشباب الحاصلين على الشهادات الجامعية والعاطلين عن العمل، خاصة أن القانون المالي لعام 2012 لا يتضمن أي منصب شغل، متسائلا كيف يمكن الجزم بأن هذه الأسر ترى تحسنا في مستوى معيشتها وقدرتها الشرائية، وفي مؤشر الشغل أيضا.

وخلص المتحدث إلى أن الأوضاع الاجتماعية لملايين الأسر تعد مأساوية وكارثية بدون مبالغة، في خضم وضعية اقتصادية صعبة يشهدها العالم حاليا، ومن ذلك تبخر ملايين الدولارات أخيرا في البورصات الأوروبية، الشيء الذي يكشف عن أزمة رأسمالية هيكلية خطيرة.

وعزا أديب تقديم هذه الأرقام التي تتحدث عن آراء الأسر المغربية حول تحسن مستوى المعيشة والقدرة الشرائية، إلى اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة يوم 25 نوفمبر، حيث إن الحكومة تحاول كسب تعاطف المغاربة ودغدغة مشاعره، كما أنها تسعى لتخدير الشعب من أجل تمرير قرارات لا شعبية ومجحفة في حقه.