بسم الله الرحمن الرحيم
قصة مذنب
***************
كنتُ ميتاً فى بحور الغىّ والأثم غريقا
كنت عبداَ فى قيودِ الذنب مملوكا رقيقا
مد لى الشيطان من أسبابه حبلاً وثيقا
منكرات كنت آتيها غروبا وشروقا
قال لى أقبل معى أضمن لك العيش الحميدا
شدنى فى بحره وإذا أنا وحدى فريدا
عشت مسحوراً وظننتُ أنه عيشا جديدا
قال لى فى يوم أفعل ورقّنى مثل العبيدا
سكرات كنت ناسيها وغرنى سترُ المجيدا
قال لى اخرج إلى دنيا الشباب فإن فيها
حبا أكيدا
ودعك من تلك القيودِ فإنه عيشاً مُميتا
كم كنت تصبر عن محرم كم كنت تكره من رزيلا
كنت قائماً لليل وحدك كنت فى العلياءِ نورا
سابقات الخير عندك لن تضل بها الطريقا
أوما ترى ذاك الذى من بعد يرضى النعيما
وإليك جمعٌ فى الضلال تصير لهم زعيما
فك عنك أخى القيود فإنه رب رحيما
ظل يبنى فى الهواء ويمد لى أملا بعيدا
من يا تُرى يجيب أخو المعاصى
صاحب القلب الحديدا
ضاق القلب وما لى من معين
أطرقت عيناى وصاحت فى أنين
هل لى إلى ما مضى من حنين
صاحت ربى اغفر لن أعود إلى الذنوبا
ربى ما لى سواك من مجيبا
ربى عائدٌ نادمٌ بعد إنهاكٍ ضنين