فبعد ما تركها جلست هكذا
===========
دخل محلاً لبيع الفاكهه .. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه ..
فقال : عندك مانجو ؟
قال صاحب المحل العجوز : لا .. هذه في الصيف فقط ..
فقال : عندك بطيخ ؟ قال : لا ..
فتغير وجهه وقال : ما عندك شيء .. ليش فاتح المحل !وخرج ..
ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه ..
فلما مشى جلس صاحب المحل هكذا
**************************
نعم ..بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده .. ولا يكاد أن يعجبه شيء ..
فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهواً ..
ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطئاً ..
ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً ..
فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده .. دائم الملاحظات ..
يدقق على الكبيرة والصغيرة ..
من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة .. وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..
لأنه لا يقيم لمشاعر الناس اعتباراً.. يجرحهم بكل سهولة ولا يعتقد أنه قد أخطأ بشيء! -..
التحميل
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط
هنا]
*************************
احرص على انتقاء كلماتك مع الآخرين.. كما تنتقي أطيب الثمر والورد..
ولا تجعل كلامك سهاماً جارحة فيكرهك الناس..
=============
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها وهي تصف حال تعامله صلى الله عليه وسلم معهم :
ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط .. إن اشتهاه أكله وإلا تركه ..
نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء ..
وقال أنس رضي الله عنه : والله لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين ..
ما علمته قال لشيء صنعته : لم فعلت كذا وكذا ؟
ولا عاب عليّ شيئاً قط ..ووالله ما قال لي أفَّ قط ..
هكذا كان .. وهكذا ينبغي أن نكون ..
================
وأنا بذلك لا أدعو إلى ترك النصيحة أو السكوت عن الأخطاء ..
ولكن لا تكن مدققاً في كل شيء .. خاصة في الأمور الدنيوية .. تعود أن تمشّي الأمور ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لاحظ خطئاً على أحد لم يواجهه به وإنما يقول :
ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ..
يعني : إياكِ أعني واسمعي يا جارة ..
نحلة .. وذباب !!
كن نحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث .. ولا تكن كالذباب يتتبع الجروح !!