السلام عليكم ورحمه الله
[ رواه أحمد عن عائشة رضي الله عنها ] .
كان عليه الصلاة والسلام في أعلى درجات الوفاء ، وأيها الإخوة من أروع ما سمعت من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الحمد لله الذي رزقني حب خديجة )) .
عد حبها رزقاً ، الحمد لله الذي رزقني حب خديجة .
وأنا أقول لكم أيها الإخوة كلامًا خطيرًا جداً ، الحب يصنع بيدك تصنعه أنت ، إذا كنت وفياً إذا كنت كريماً ، إذا كنت رحيماً تحبك زوجتك ، تحبك محبة لا حدود لها ، وتقطف أنت ثمار هذه المحبة ، والبغض يصنع بأيدينا ، الإهمال ، عدم الإصغاء ، عدم الاحترام ، الحرمان أحياناً ، الإهانة ، السخرية ، البغض نصنعه بأيدينا ، والحب نصنعه بأيدينا ، وكانت السيدة عائشة تسال النبي صلى الله عليه وسلم : كيف حبك لي ؟ يطمئنها ، يقول كعقدة الحبل ، عقدة الحبل ، تسأله من حين لآخر ، كيف العقدة ، يقول على حالها ، ومرة حدثته عن أبي زرع ومحبته لأم زرع ، ووفاؤه لأم زرع ، وكرمه على أم زرع ، قال عليه الصلاة والسلام : أنا لك كأبي زرع لأم زرع ، لكنني لا أطلقك ، لأن أبا زرع طلق أم زرع في النهاية ، قال : أنا لك كأبي زرع لأم زرع ، ولكنني لا أطلقك ، تعلم من هذه الشمائل العالية ، تعلموا هذا السلوك العظيم لسيد المرسلين .
أيها الإخوة ، هذه المرأة لم تشارك قومها لهوهم وسفاحهم وتبرجهم ، بل لزمت بيتها وتاجرة بمالها من دون أن تحتك بنفسها مع الرجال ، كانت امرأة في القمة ، وما عرف عنها تبرج ولا اختلاط ، وكانت تتمثل بفطرتها القويمة ، ولقد أخرج الإمام أحمد في المسند عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( كُلّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ ، وَالمَرْأَةُ إِذَا اسْتَعْطَرَتْ فَمَرّتْ بالمَجْلِسِ ، فَهِيَ زَانِيَةً )) .
الزنا درجات ، من الزنا أطلاق البصر ، ومن الزنا أن تتعطر المرأة ليجد الرجال ريحها .
السيدة خديجة أيها الإخوة واست زوجها ، ووقفت معه في أصعب الأيام ، وكانت معه في أحلك الليالي ، وما تكبرت عليه في مالها ، والله أنا اطلعت على قصص عديدة ، من شباب أخطؤوا كثيراً حينما تزوجوا بسناء غنيات ، صفة المرأة الغنية على زوجها ذي الدخل المحدود الاستكبار والاستعلاء والمن ، لكن امرأة غنية جداً وتزوجت رسول الله ، وهو فقير جداً ، ومع ذلك من أعظم صفاتها أنها ما تكبرت عليه في مالها بل أنفقت منه بإذنه ، ولم تكن القوامة لها ، القوامة له وهي تنفق عليه بإذنه ، فكانت مثلاً أعل للنساء من بعدها .
أيها الإخوة ، يقول عليه الصلاة والسلام : (( خَيْرٌ النّكَاحِ أَيْسَرَه )) .
أيها الإخوة الكرام ، أنا أرى أن هذه السيدة خديجة رضي الله عنها التي أكرم الله بها رسوله هي قمة في الكمال ، وقدوة لنساء المسلمين ، فينبغي أن نحرص على قراءة سيرتها ، وعلى معرفة كمالها في معاملتها لزوجها ، وينبغي أن نعرف كمال النبي صلى الله عليه وسلم في وفائه لها ، وفي تقديره لها ،
شكرااا لك اخي اطرحك المتميز لهذا الموضوع