عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2009-02-23, 10:14 PM
الصورة الرمزية radwan
radwan radwan غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: مصر ام الدنيا
المشاركات: 1,682
radwan is on a distinguished road
افتراضي

الشركاء

إجلس أيها الأبله . . (!!) قالتها أمينة في لهجة حاسمة ، مرعبة.
أنتِ . .؟!!

نعم . . إسرائيلية.
تلفت الرجل الهلع حواليه وهو يرتعد:
ماذا تريدين مني . . ؟

بدأنا المشوار معاً . . ولا بد أن نكمله معاً حتى النهاية.
مشوار . . ؟ معاً. . ؟ أنا لم أبدأ . . أنا لا أعرف . . أنا . . أنا . .
لا تكن مراوغاً أنها النتن، فأنت تعلم جيداً أنك تعمل معي لصالح الموساد. وحياتك وحياة اسرتك رهن إشارة واحدة مني.
يا يسوع . . انقذني . . خلصني. .
وبينما جسده ينتفض كالطير المذبوح . . كانت تنثر أمامه عشرات الصور التي تجمعهما معاً في أوضاع فاضحة، وتفتح جهاز التسجيل ليجيء صوته وهو يدلي بأرقام التليفونات السرية للقادة الفلسطينيين، فاقشعر بدنه وتصبب عرقاً. . وقال خاضعاً في صوت يسيل منه الرعب:
وماذا بيدي يا سيدتي . . ؟
الموساد تريد منك تعاوناً أكثر.
كيف . .؟
سأعرّفك.
أن لا أفهم بالسياسة.
ولكنك تحب الخمر والجنس والمال.
أنا غبي . . تعس.
ستدفع لك الموساد مائتين وخمسين ليرة كل شهر.
أرجوك سيدتي . . الموساد . .؟
كلب مثلك يجب أن يكون وفياً لأسياده.
انفتح على حين فجأة باب إحدى الغرف . . فالتفت مارون وهو يرتعد . . وصدر عنه صرخة تفيض هلعاً عندما رأى ثلاثة رجال ذوي نظارات سوداء ووجوه جامدة . . كانوا وقفوا متجاورين وأيديهم الى الخلف كالتماثيل. مرت ثوان كالدهر لم ينطق أحدهم بكلمة . . بينما مارون يتمتم بما يشبه البكاء.
ماذا تقول يا مارون . .؟ قالت أمينة بلهجة كالأمر.
ماذا تريدون مني؟
أتكره إسرائيل؟
أنا لا أكره أحداً . . لا . . لا .. بل أكره عرفات . . نعم . . أكره عرفات ورئيسي في العمل . . ماذا تريدون؟
أولاً . . وقّع هنا . . إنه إقرار بالصداقة والتعاون.
تناول مارون الورقة وأراد قراءتها . . لكنها صرخت فيه بعنف، وقد انتهزت فرصة وقوعه تحت السيطرة والشلل العقلي الفجائي الذي أصابه، صفعته بشدة على وجهه والشرر يتطاير من عينيها، فتملكه الفزع وقفز واقفاً يتحسس وجهه، فأطبقت على كل ما بقي لديه من إدراك وهي تهدده بأن فريقاً من الموساد يحاصر بنته . . ورصاص الفلسطينيين يتهدد صدره، وبحسم صرخت فيه أن يوقّع . . فوقّع على الورقة والقلم يرتعش كالبندول بين أصابعه . وأردفت:
أريد زيارة الغرفة السرية بالسنترال المركزي التي حدثتني عنها. وسوف أقوم بالتناوب – أنا وأنت – بتسجيل المكالمات بين القيادات الفلسطينية ..!!
تسجيل . .؟
نعم . . ألم تسمع أيها الغبي عن العمليات الفدائية داخل إسرائيل. . ؟
أنا لا أقرأ في السياسة . .
ولن تقرأ على قبرك: "طوبى للذي تختاره يا رب".
بإمكاني التنصت أثناء نوبات عملي ولكن . .
ستتعلم جيداً كيف تسجل المكالمات أنت ومانويل عساف.

مانويل . .؟
ألا تكفي مائة ليرة؟
مائة ليرة . . ؟
هو يبيع امرأته بليرة.
. . . . . .
هذه مهمتك أنت . . ولا دخل لي بها.
كان المسكين كالفأر المذعور الذي وقع في المصيدة، سنوات طويلة من حياته مرت به وهو يستمرئ المغامرة ويستلذ اصطياد الفرائس. ولم يتوقع يوماً أن تجيء لحظة ينقلب فيها حاله، ويصبح هو الفريسة المرتجفة، بين يدي امرأة كانت الى عهد قريب ناعمة . . مثيرة . . رقيقة . . انقلبت فجأة الى وحش مسعور، تنبعث رائحة الموت في لفتاتها . . ويسمع له وقع في صوتها الشيطاني الرهيب.

__________________
افضل 15 مشارك


رد مع اقتباس