التَّنفيذ كأنك تُوكِّل عَنك من يُنفذ، فهو سبحانه وتعالى وكيلٌ على عباده، ما معنى أنه وكيلٌ على عبادةِ؟ يعني تَكفَّلَ أن يُدبِّرهُم أَحسًن تَدبير ويُصلِحهُم أحسَن إصلاح، ويَشرَح صُدورَهم ويُيَسَّر أمورهم، لكــن العَجَبْ أن تَجدهُ وكيلاً للعباد، عالماً بأحوالهم، وهو العزيز الذي أمره ينفذ ولا أحد يرده، كل هذه الصفات فيه، وبعد ذلك لا نتخذه وكيلا، يعني هذا عَيب في التفكير، لأنه أنت لمَّا يأتي أحد يقول لك : هذا وكيل العمارة " ما معنى وكيل العمارة؟ يعني الذي يهتم بشئونها ويراعيها ويراجعها، ولازم منه أن يعرف تفاصيل الذي فيها، فَمَهما كنت تَثِق أن هذا سَتُوَكِّلُهُ على عِمارَتك ويأتي لك بنتائج جيده، مهما كان، لكنه لابد أن يكون فيه نقص وعيب، لكــن أنت تقول : الحمد لله أن ربي رزقني هذا وكيل، أحسن من أني أنا أقوم بمتابعه أموري ..." وهذا وهو جاهل، ناقص العلم، ينام، ضعيف الإرادة، ضعيف القدرة، ليس كل ما يريده يحصل، فكيف بمن لا تأخذه سنة ولا نوم، فكيف بمن هو على كل شيء قدير، فكيف بالعزيز الذي إذا أراد أمر أنفذهُ ولابد، كيف لا يُتَّخذ وَكيلا ؟!! ثم إذا لم تتخذه وكيلا مــــاذا فعلت بنفسك؟ أَهلَكتَ نَفسك، لأن أنت تقول في أذكار الصباح والمساء ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) ، وفي رواية أحمد ( إن تكلني إليها تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة ) يعني أنا لو جئت دبَّرت نفسي، مــاذا يكون ناتج التدبير؟ سأُضيع نفسي، أو أدبر تدبير يَظهَر فيه عَواري، أو أَدبِر تَدبير أقع فيه بذنب، أو أدبِّر تدبير يحصل مني فيه خطيئة، إذاً هذا تدبيرك لنفسك، فلماذا تقتنع بنفسك برغم أنك أنت جَربتَها، و رأيت كيف أنك لمَّا تدبر لنفسك ماذا يحصل لك.
إذاً أنت لابد أن تتصور ضعفك، هذا أول وصف لك، وليس ضعفك أنت فقط، بل أنت وكل الناس الذين حولك، فلا تتشبث بأحدٍ من الخلق، فكلهم على حدٍ واحد لهم واصفٌ واحد وهو الفقر{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } فكلهم على حدٍ سواء من جهة فقرهم، فإذا كانوا كلهم على حدٍ سواء من جهة فقرهم فلمـــاذا تُعَلِّق نَفسَك بالفقراء ؟!! و لمــاذا تَنتَظِر مِنهُم إمدادَك، وتنتظر مِنهُم إسعادك ؟!! لا تنتظر منهم، إنما الإيجاد من الله و الإعداد من الله والإمداد من الله والإسعاد من الله، ألست تعلم أنه هو أضحك وأبكى، فإذا كان هو الذي أضحك وأبكى تَوَسَّل إليه أن يَشرَح صدرك وأن يُهَدِّئ نفسك، وأن يَجعلك ترضى عنه، فمن رضي فَلَهُ الرِّضا، طيب أنت مـمكن تقول: هو وكيلي وأنا وَكلتهُ ومع ذلك يأتيني في مواطن كثيرة شيء أنا ما أرغبه .." نقول : هذا الذي لا ترغبه أنت في أول لحظة تتصور أنك لا ترغبه، لكن إذا استسلمت له ورضيت عنه كشَفَ لَك ما يُثَبِّتَك على رِضاك، لأن العَبد جاهل بما يُصلح نُفسه، وأنا اضرب لكم مثل في تعاملنا مع أبنائنا: الآن ألسنا نُدَبَّر لأبنائنا ما نَراهُ فيه صَالِحُهم، هل كل ما نراه فيه صالحهم يناسب آرائهم وأفكارهم؟ كلكم تتفقوا أنه (( لا )) وقد يأتي قرار يكون ما فيه مصلحة إلا لهم أمَّا أنا خارج المصلحة، ويَنزُل عليهم هذا القَرار مثل الصَّاعِقة، ويَردُوه ويَدفَعوه بِكل ما يَملِكون مِن قُوة، وأنا أنظر إليهم مُستَعجِبة، يعني أنا من سأدفع ثمن هذا القرار، وأنا من سأتعب، وأنتم المنتفعين، فما بالكم تدافعون ما ينفعكم ؟! لمـــاذا تدفعوا شيء أنا متأكدة أنه سينفعكم ؟!! أنت ستقول لقصور عقولهم، ما يفهموا، ونحن دائما نقول لنفسنا : غدا يكبروا ويفهموا .. " فالرَّب سبحانه وتعالى الكامل يُعاملك بنفس الصورة، ولمَّا وَضَعَ تَحتَك سفهاء، يعني أنت كبير وهمً صِغار سُفهاء، من أجل أن تفهم نفس الصورة، من أجل أن تفهم أنه لمَّا تأتيك أفعال الله، لابد أن تؤمن أنه حكيم، ثم تَتَريث وتَنتظر ، وأنه لا يمكن أن يأتي من عند الله إلا الخير، لكن المهم == > من رضِيَ فَلهُ الرضا، ومن سَخِط فَلَهُ السِّخَط.
سَخَط الله ـ عز وجل ـ عندما ينزل على أحد يجعل العبد يَنقَلب، فكل ما يكون خيراً ينقلب في تصوره فيصبح في تصورهُ شراً، إذاً العبد لو وَكَّلَ ربه لابد أن يقع في قلبه الثقة، لأن الله ـ عز وجل ـ موصوف بالكمال فما يأتي منه إلا كل خير، لكن نُفوسنا هي التي فيها أمراض تحتاج إلى علاج وأنت تعلم أننا لو أردنا أن نعالج أبداننا نذهب للطبيب وممكن يقول الطبيب : أن المسألة فيها شَق، فيها عمليه .." أنت الآن وأنت ذاهب للعميلة أو حامل ابنك للعملية، مــاذا تشعر؟ تشعر أنك ستهلكه أم أنك ستذهب به إلى الشفاء ؟ بالطبع ستذهب به إلى الشفاء، بالرغم أنك أنت فَاهم أنهم سيشقون بطنـه وسيفعلون ويفعلون، فأحياناً النَّفس هذه فيها أمراض لن تُشفى إلا بِمِشرَط، لن تشفي إلا إذا أتاك من الأقدار ما تؤلمك فَتُخرِج مِن نَفسِكَ المَرض.
إذاً الآن اسم (( الوكـيـــل )) متى نحتاجه؟ بِعَدَدِ أنفاسَنا، نوكلهُ يدبر شؤوننا، وأنت الآن تعلم أنك طوال الوقت تتقلب في التدبير، تُدَبِّر نَفسك، تُدَبِّر أولادك، تُدَبِّر أَكلَك، تُدَبِّر ضُيوفك، تُدَبِّر بيتك، طوال هذا الوقت كل ما كَثُرَت حاجَتَك للتَّدبير كُلما كَثُرت حاجتك لاستعمال اسم الوكيل.
سنرى قصة وردت في البخاري تُبَيِّن التَّعامل مع اسم الوكيل، من عَجيب ما قصه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بني إسرائيل في هذا الباب، ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فأتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر
يعني هذا الآن استلف من صاحبه، أخذ المال وذهب إلى بلد آخر، وانتهى وقضى حاجته، فجاء الوقت الذي يجب أن يرد فيه المال، فلمَّا بحث عن مركب ينقله من تلك الجزيرة إلى هنا لم يجد، فأخذ خشبتاً فنقرها فأدخل فيها ألف دينار، الذي هو الدَّين الذي عليه، يعني مَسَك هذه الألف دينار ولَفَّها بالصحيفة ثم وَضعها في خشبه ثم أدخلها في زجاجة.
فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قَدِمَ الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال هل كنت بعثت إلي بشيء قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشدا ( صحيح وقد علقه البخاري في أماكن من صحيحه 1498 ، 2063 ، 2291 ، 2404 ، 2430 ، 2734 و 6261)
.الآن لو وَكَّلت الله ـ عز وجل ـ بأمر حتى لو كان بينهم مثل هذه البُحور سيوصلهُ الله ـ عز وجل ـ لصاحبهِ، يعني لا أحد ثاني أخذ الخشبة، ولا أحد ثاني فتح الورقة، ولا أحد ثاني استلم هذه الدنانير، وهذا مما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من قصص بني إسرائيل، و وردت في صحيح البخاري، فهو جعل الله ـ عز وجل ـ عليه وكيلاً ونعمَ الوكيل، بيدهِ الأمر، بيدهِ مقاليد كل شيء، الآن أنت استوعب هذا المفهوم، أنه أنت لمَّا اتخذته وكيل، وَكلته على أَمرِك، يعني قلت : يا رب دَبِّرني أنا عاجز لا أستطيع أن أدبر شأن نفسي .." ننظر الآن ما صفاتهُ؟ على كل شيء قدير، بكل شيء عليم، حكيم، رحيم، فلمَّن يدبرك سَيُدَبِّرك بهذه الصفات، فأنت الآن لمَّا تأتي ويكون قوة تعلقك بهِ، يعني لمَّا تتخذه وكيلاً على الحقيقة ويكون قوة تَعلُقك به صادقه لا يمكن أن يَخذِلك، لكــن لابد أن تتصور أن المسألة تحتاج إلى توحيد، يعني مــاذا[ توحيد في التوكيل] ؟ أنه أنت ما تتخذ غيره وكيلا، أصلاً الله ـ عز وجل ـ يختبرك، وقت ما يتعلق قلبك به توكلا عليه، يأتك من الناس من يقول لك : تعال أنا أفعل لك، تعال ترى أنا عندي واسطة، تعال ترى أنا أفعل كذا وكذا أو أنا عندي كذا وكذا ..." أنت ستقول لي أن هذه من الأسباب، نقول : قبل أن تقفز إليها، لأن هذه ممكن يكون اختبار وليست أسباب،فقط اختبار، فأنت ألان من أجل أن تعرف تفرق، يجب عليك قبل أن تقفز إليها تعلق بهِ سبحانه وتعالى، واستعن به، و استهده، أخذه يا رب أم لا آخذه، استخير، المهم أنك أنت تعلم أنك لمَّا توحده بكونه وكيل لك، تأتيك البلاءات، والصعوبة كلها في أن تجعلهُ وَحدَهُ وَكيلك، لأن في مواقف تَجد نَفسَك أنك أنت عاجز، لكـــن في مواقف أَجِد نَفِسي فيها قوة، فتخيل لمَّا تكن نفسك فيها قوة أن تُدَبر نفسك، وتأتي تقول : أنا مُعتاد أن أفعل هذا الأمر،وأنا طوال عمري أقوم به وهذه ليست المرة الأولى أقوم بهِ...." يعني نفسك ستكون حاجز بينك وبينَ أن توكل الله، لأنا نحن اتفقنا سابقاً أن خبرتك نقطة بلائُكَ، بمعنى أنه كلَّما ازددت خبرة في أمر، مـــا الذي يحصل لك؟ كلما زادت ثقتك في نفسك وكلما شعرت أنك في غنى عن الاستعانة بالله، وهذا ما هو إلا خُذلان، فكلما ازددت خبرة قَلَّت استعانتك بالله ـ عز وجل ـ ثقةً بنفسك، مع أنك في أذكار الصباح والمساء تقول ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) يعني أنت تقول يا رب لا تجعلني أدبر نفسي ولا بمقدار طَرفة عين، يعني ولا حتى في اقل الأمور، وفي أول الدعاء تقول ( أصلح لي شأني كله ) أنت يا رب أصلح لي شأني كله، دبرني واجعله صالحاً لي، وبعد ذلك لو تأملت في [ أصلح لي شأني كله ] وفهمت ما معنى الصًّلاح وما معنى أن تكون صالحاً، فهمت أن [ أصلح لي شأني كله ] ليس معناه أنه يجب أن يوافق هواك، لا، يعني يا رب دَبرني في شأني ما يَزيدَني صَلاحاً أن أُجاوِرَك في جَنَّتَك، لأن ما معنى " هذا عبدٌ صالح " صالح لمــاذا؟ يعني عبدٌ صالح لمجاورة الله في الجنًّة، فالعِباد يَصلِحونَ للمجاورة بعد أن يُصلِحّهم الله، فأنت تقول ( أصلح لي شأني كله ) يعني أجري عليَّ في شئوني وتدبيري ما يجعلني، صالحاً لمجاورتك، ثمًّ بدأت بِدَفعِ عَدوَّك الأكبر الذي لو تُرِكتَ له لفسدت، (ولا تكلني لنفسي طرفة عين ) وفي رواية لأحمد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها : ( إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورةٍ وذنب وخطيئة وأني لا أثق إلا برحمتك) فهذا كلام واضح أن العبد إذا اتَّكل على نفسهِ في تدبير شؤونه ضَــــاعْ.
نحن اتفقنا أن النسيان هذا أمر طبعي وعادي، و من أجل ذلك قال الله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55، يعني أنت مثل هذه المفاهيم لن تستملك قلبك من أول ما تسمعها، وأنت تسمعها أول مرة تكون كأنها خاطر، ثم مع تكرارها تَتشبع بها، ثم مع تكرارها والصَّدق في إرادة التمسك بها فالله ـ عز وجل ـ يسددك في المواقف، التسديد ما يأتي إلا من عند الله ـ عز وجل ـ لكن مِثل هذا ما يَنفع فيه إلا الإعادة والزيادة حتى يتشبع قلبك، وكلما زِدَّت كلما زادت عدد المواقف التي تُوَفَّق فيها، لكن ليس من مره واحده، خلال اليوم كل ما زِدَّتَ سَماعاً عن وصف الله، كل ما زدَّتَ لجوءاً له، قَلَّت عَدد السَّاعات التي ينفصل فيها قلبك عن اللجوء لله، نحن تأتينا ساعات ولحظات ودقائق تنفصل فيها قلوبنا عن التعلق بالله، كل ما ازددت ذكراً كلما تذكرت بالعلم، وكلما فهمت عن صفاته ـ سبحانه وتعالى ـ كلما قلًّت هذه الساعات التي ينفصل عقلك فيها عن ذكر الله عز وجل.
أنت عندما يُمكِّنَك الله يعني يُصبح عندك خبرة مــــــــاذا تفعل؟ أولاً ذَكِّر نفسك أنك لم تكن تعلم وأن الله علَّمك، لابد أن تُذكر نفسك بأُصولك، يعني أنت لو ما فعلت هذا ستدفع الثَّمن قريباً، مِثل أي واحد، مثلا : في النساء، تكون وحده متمكنة من طبختها، ومتمكنة من هذا الفعل، فتقول لها : افعلي لي كذا و كذا .. " فهيَ ترد تــقول : هذا أمر سهل، فقط أعطيني ربع ساعة، ..." مثل هذه ماذا يفعل الله بها؟ في الغالب أن الله يَخذلها، يخذلها تأديباً، لأن هيَ نَكَبَت نَفسها، نكبت نفسها بماذا ؟ بأنها شعرت بقوة قدرتها، ولأن الله تعالى يعاملك بحلمهِ، فأنت أمام الناس تتكلم تقول : هذا الشيء سهل عليَّ وأنه هذا الأمر مثل شربة الماء..." ويتركك الله ـ عز وجل ـ ويعاملك بحلمهِ، لكـــن كلما ازددت عِبادةً وطاعةً كُلما تَأَدَّبتَ بِسُرعَة قَبل ما تَفلِت، وهذه كلما أتت بسرعة كلما دلَّ على أنك من الله قريب، طيب خلاص أنا تمكنت من الشيء، أولاً دائماً ذَكِّر نفسك أن الله علمك، ثم اعلم أن هذا الذي تمكنت منه ممكن بكل سهوله تأتيه عوائق لا تستطيع أنت أن تصلحها، قليل صداع يأتيك في رأسك ما تستطيع أن تنظر على الجهاز، أو الناس الذين يشتغلوا على النت وواثقين أنهم سيرسلوا أغراضهم ، ففي لحظة وحدة ينقطع النَّت، وأحياناً تقول: انقطع من عندي، سأذهب إلى الجيران .." فيكون الكيبل في البحر الأحمر انقطع، هذا الكيبل لمَّا انقطع مرتين وراء بعض في سنتين وراء بعض، الناس الذين كانت قلوبهم معلقة بالنِّت أتتهم صدمة، لأن أناس كثير سافروا ومعتمدين على أن فلان سيرسل له كذا و فلان سيعطيه كذا، وفجأة يقول لك لازم ننتظر على الأقل ثلاث أو أربع أيام إلى أن يَصلح، يعني أنت خارج مُطمَأِن أنك أنت مُدبر كل شؤونك، وأنه أنا الآن سأفتح بريدي وأُلاقي على بريدي كذا وكذا، وبعد ذلك أصل في النهاية ولا أجد بريد يفتح ولا أي شيء من هذا يحقق، أنت المفروض تتأدب من هذا الموقف وتفهم أنك أنت ما تستطيع أن تُدبِّر شأنك، ما تستطيع أن تُدَبِّر أُمورَك، إنما اجَعل نفسك قَوي في تَوكلُك على الله، يعني أحياناً كثيرة نأتي نتوضأ
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)
|