الموضوع: من هو الله
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2010-08-28, 11:33 PM
الصورة الرمزية MAGIC7
MAGIC7 MAGIC7 غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصور
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: EGYPT
المشاركات: 768
MAGIC7 is on a distinguished road
افتراضي


سوف اعرض هنا مقالة وشرح مفصل لصفة من صفات الله عز وجل
الا وهى الوكيل

اسم الله الـوَكيل (1)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبهِ أجمعين، الحمد لله الذي يسر لنا هذا اللقاء وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعله لقاءا مباركاً مرحوما، اللهم آمين.

لازلنا في أسماء الله، واليوم إن شاء الله الاسم الذي سنتكلم عنه هو اسم الوكيل، الآن كما تعلمون أن أسماء الله ـ عز وجل ـ كلها لها علاقة معاً ومرتبطة ببعض، وأسماء الله ـ عز وجل ـ كلها تُسَددِ في نَفسِ الإنسان ثغرات متَّصلة بِبَعض، وكما تعلمون أن الله ـ عز وجل ـ عرَّفَ نفسهُ إلى عبادهِ من أجل أن تستقيم حياتهم ويفهموا ما هو المُراد من عَيشِهم، وذكرنا في قواعد في بناء النفس القاعدة الأولى التي تعتبر أهم القواعد في التعامل مع الحياة : أن ابتلاءك في الحياة ليس اختباراً لقوتك الذَّاتية إنما اختباراً لقوة استعانتك.
وهذه بالنسبة لَنا قاعدة ذهبية، على أساسها تختلف تعاملاتنا مع الحياة، يعني إذا فهمت أن حياتك وممارستك للحياة عبارة عن اختبار لقوتك الذاتية، فمــــاذا ستفعل؟ ستصارع بنفسك، ستدافع بنفسك، ستدبر نفسك،ستتخيل أنك أنت المسئول عن تدبير نفسك، هذا لو تصورت أن الاختبار واقع في قُواك الذاتية، لكن لو فَهِمت أنه أنت أصلاً ليس لك قُوى، وهذا الكلام ليس وَصفَنا لأنفُسِنا، إنما هو وصف الله ـ عز وجل ـ لعبادهِ، في أوائل سورة الإنسان قال الله تعالى {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} ما بهِ؟ ما وصفهُ؟{لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } مرَّ علينا دهراً طويل لسنا بشيء، وسيمر على العالم دهر طويل ونحن لسنا فيه، فأنت الآن كما وصفكَ الله في سورة النساء{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } فكونك تفهم أنه أنت لستَ الوحيد الضَّعيف، لأنه أحياناً أحد يقول : أنا ضعيف الشخصية، أنا ضعيف ..." نقول : (( لا )) لست أنت الضَّعيف فقط، بل كل النَّاس خُلِقوا ضُعفاء، لكن في شخص يَلتقط لنفسهِ صورة خارجية أنه قَوي ويقوم بتمثيل هذا الدُّور، وهناك شخص يكتشف أنه ضعيف لكن ما يَعرف ما مصدر قوته، وآخر يعرف ما مصدر قوتهُ، فأنت اختبارك ليس في قواك الذاتية، فأنت ليسَ لك قوة ذاتية، إنما اختبارك في قوة استعانتك، قَوة الاستعانة هذه كيـــف تأتي؟ == > تأتي بقوة المعرفة عن الله، يعني أنت الآن لمَّا تريد أن تذهب إلى طبيب، والناس يمدحوا لك هذا الطبيب، فتذهب وأنت قلبك ممتلئ بهِ ثقةً، أنا أقول هذا الكلام في الأوضاع العادية، يعني الناس العادية لمَّا أنت تُخاطبهم وتُوَثِّقُهم في طبيب، فيذهبوا له وهم به واثقين، من أجل ذلك يذهبون له وهم مرتاحون، الآن نحن ما مشكلتنا مع الله ـ عز وجل ـ، لمـــاذا لا نستعين به ؟؟ لأننا لا نَعرفهُ، ولم يأت أحد فَيُثني عليه عِندنا، لِذلك ما امتلأت قلوبنا ثقةً بهِ، ولذلك ما استعنا بهِ، فالجهل الآن بالله هو الذي سَبَّبَ ضعف التعلق به، هو سَبَّبَ إلى أن نأتي إلى دَورَنا الحقيقي الذي يجب أن نقوم بهِ ونتركه، لأنه أنت لو اعتقدت أن أنت لك قوة مــاذا ستفعل في نفسك؟ ستبقى طوال الوقت تُصارِع، مُتخيِّل أنه أنت بقواك الذَّاتية ستفعل، لست متصور أن المطلوب منك هو قوة استعانتك، طيب، عندما يُقال لك: لابــد من أخذ الأسباب، والشَّريعة أمرت بالأخذ بالأسباب ؟!! ماذا نقول؟ نقول : نعم، أخذ الأسباب هو قلب الاستعانة، لكــــن كيف آخذ الأسباب؟ أولاً لابد من الاستعانة بالله أن يُهيأ لي الأسباب، أصلاً هذه الأسباب أنت ماذا تعتقد بها ؟؟ أليست هذه الأسباب من عطاء الله؟ نعم، هي أصلاً من عطاء الله، يعنى لو تعاملتِ باسمه ((الفتاح)) مثلاً، أولاً هذا الاسم ما معناه؟ من معانيه أنه سبحانه وتعالى يفتح مغاليق أسباب الخير، و أنه يفتح مغاليق القلوب،فأنت لو جئت تكلميني عن الأسباب، سأقول لك : نعم، أنا أعلم أن الله خلق الكون على مبدأ التَّسبب، ولا يوجد شيء إلا وله سبب، لكـــن أيضاً اعلم هذه المعلومة المهمةأن الأسباب هذه مُلك لله ـ عز وجل ـ ، مـــاذا تعتقد؟ هل تعتقد أن الأسباب تَسبق الله أم تعتقد أن الله هو الأول الذي ليس قبله شيء؟ بل الله ـ عز وجل ـ الأول الذي ليس قبله شيء، إذاً كل الأسباب أنا أتوسل إلى الله الفتاح، الأول أن يرزقني إياها، وأن َيفتحها علي، وأن َيشرَح صدري للتَّعامل معها، وأن ينفعني بها، وبعد ذلك تأتيك آية واضحة تقول لك{أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }إذا نظرت إلى حقيقة المسألة ستجد أن البذرة والماء والحول والقوة التي عندك، هذه كلها من عند الله، ثم مَن فَالق الحَّب والنَّوى؟ ومَن مُخرِج الثَّمرات؟ ستجيب نفس الإجابة، إذاً من الذي على الحقيقة يزرعه؟{أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }إذاً قوة تعلقك بالله معناها أن تتعلق به أن يُهيأ لك الأسباب، تتعلق به أن ينفعك بالأسباب، تتعلق به أن يُعطيك نتائج الأسباب، فلا تتصور أن اختبارك في قُواك الذَّاتية، بل كل اختبارك دائر في قوة استعانتك به، لكــــن لمــاذا لا نستعين؟ لِضَعفِ معرفتنا به، فضعف المعرفة يُوَلِّد ضَعف الثِّقة به، ثم تَشعر أنك ممكن أن تُدَبِّر نفسك أحسن من تدبير الله، يعني بَدل ما تَحمل كل هُمومك وتَضَعها عِندَ بَابِ الله، تقوم تشعر أنك لابد أن تقوم بتدبير شأن نفسك، وبعد ذلك تقوم تَقنَع نَفسك وتقول : ربنا قال خذوا بالأسباب..." نعم لمَّا ربي قال لك خذ بالأسباب، أمرك أولاً أن تَنزِع قلبك إليه،{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} في نفس الحالة،{ فَإِذَا عَزَمْتَ } هذا فعل ماذا البدن أم القلب؟ القلب، ما معنى [ إذا عزمت ]؟ يعني إذا اجتمعت إرادتك، مثلاً : قررت غداً أن تستضيف أصدقائك، وغداً هو اليوم المناسب، خلاص عَزَمت وهو الذي على تعبيرنا قررت، في هذه اللحظة، لحظة اتخاذ القرار وليس في لحظة تنفيذه بل في لحظة اتخاذه، مـــاذا تفعل؟ تتوكل على الله، والأمر صريح أنه وقت ما تَعزِم على الأمر، وقت ما تريد أن تؤدب أولادك، وقت عزمك على هذا، مــــــاذا تفعل؟ توكــل على الله، إذاً معنى هذا أنك قبل ما تكلمني عن أسباب تحقيق مُرادك، وعن أسباب تأديب أولادك، وعن الأسباب التي تُنجِح لك موقفك مع ضيوفك غداً، كل هذا قبل ما تكلمني عن الأسباب == > افزع إلى الله، فهو نِعمَ الوكيل، نِعمَ من وَكَّلت، يعني أنت عزمت الآن، فإذا أَردْت
__________________
(عش ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, وأعمل ما شئت فكما تدين تدان)


رد مع اقتباس