السودان ودولة الجنوب تفشلان في حسم أزمة النفط
 

مصفاة نفط في السودان



الخرطوم - عبد المنعم الخضر فشلت الحكومة السودانية وحكومة دولة جنوب السودان في التوصل لاتفاق حول أزمة النفط التي تعصف بين البلدين هذه الأيام وعاد وفدي التفاوض من العاصمة أديس أبابا دون أن يتفق الطرفان حول الأزمة، فيما اتهمت الحكومة السودانية بوضع شروط تعجيزية على طاولة المفاوضات متهمة حكومة الجنوب بالتعامل بصورة غير عقلانية مع هذه القضية.

وقال عضو وفد حكومة السودان في مفاوضات النفط دكتور سيد الخطيب في حديث خاص لـ"العربية.نت" إن المفاوضات لم تنهر مشيراً إلى أنه تم الإعلان عن جولة ثانية من المفاوضات يوم العاشر من فبراير القادم، وحول الأنباء التي رشحت عن قرب توقيع الرئيسين البشير وسلفاكير على الاتفاق الإطاري الذي اقترحته الوساطة الإفريقية لحل أزمة النفط بين الطرفين، قال الخطيب إن كل ما يستطيع أن يضيف هو أن الوساطة الإفريقية قالت إن سلفاكير مستعد للتوقيع على الاتفاق الإطاري اذا كانت هناك خطوة من الرئيس البشير حول الإفراج عن السفن المحتجزة التي تحمل نفط الجنوب بميناء بورتسودان، مضيفا أن السودان بالفعل اتخذ القرار بذلك وقام بالافراج عن هذه السفن ، وعليه نحن نتوقع اذا صدق حديث الرئيس سلفاكير ان يتم التوقيع.

وفي رده على سؤال حول توقعاته إذا ما كانت أزمة النفط بين السودان ودولة الجنوب ستنفرج قريبا، أوضح عضو وفد التفاوض أن دولة الجنوب إذا كانت تتصرف تصرف دولة مسؤولة فإن هذه الأزمة يجب أن تزول سريعا، وتابع "لكن هذا الافتراض غير مؤكد حتى الآن أن تكون حكومة الجنوب تتعامل مع هذه القضية تعاملا عقلانيا ومسؤولا".

وكان وفد الحكومة السودانية للتفاوض مع حكومة الجنوب حول النفط قد عاد أمس الى العاصمة الخرطوم قادما من أديس أبابا، حيث اتهم الوفد في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم، دولة الجنوب بالسعي لإسقاط الحكومة عبر إضعاف الاقتصاد ودعم التمرد، فيما حمّل جوبا مسؤولية انهيار التفاوض بالعاصمة الاثيوبية لعدم رغبتها في التوصل لحلول بشأن ملف النفط، ودمغ وفد الجنوب بوضع مطالب تعجيزية في التفاوض بمطالبتهم الخرطوم الاعتراف بأبيي جنوبية (100%) والتنازل عن المناطق الحدودية الخمس المختلف حولها، وأن تتنازل الحكومة السودانية عن كل حقوقها السابقة في النفط، واقترحوا (69) سنتاً لعبور البرميل، في حين أن الوساطة طرحت (3) دولارات.

وكان الرئيس البشير قد وجه وزارة النفط السودانية بأن تكون على أهبة الاستعداد للسماح بالسفن الموجودة حاليا في بورتسودان والخاصة بجنوب السودان بالمغادرة فور التوقيع على الاتفاق الإطاري ، وحسب وكالة السودان للانباء الرسمية فإن هذه الخطوة تمت بوساطة من رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي.

يذكر ان حكومة دولة جنوب السودان قد أوقفت ضخ النفط وتصديره عبر الأراضي السودانية على خلفية اتهامها الحكومة السودانية بسرقة جزء من نفط الجنوب تبلغ قيمته 815 مليون دولار، في حين اتهمت الحكومة السودانية الجنوب بالتنصل عن سداد رسوم عبور نفطه عبر الشمال منذ يوليو في العام 2011م.