منتدي q8-one.com

منتدي q8-one.com (http://www.q8-one.com/vb/index.php)
-   منتدى نور الإيمان (http://www.q8-one.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   لو علمت ما فاتكم من رزق بسبب المعاصى لتحسرتم عليه (http://www.q8-one.com/vb/showthread.php?t=23435)

نسيم الروح 2010-10-22 11:13 PM

لو علمت ما فاتكم من رزق بسبب المعاصى لتحسرتم عليه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال احد المشائخ :

"لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي والذنوب لقتلتم انفسكم حسرات"


فتعال نبحر في روائع أبن القيم الجوزية – رحمه الله -
حول أثر الذنوب والمعاصي على الفرد


يقول رحمه الله


وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله .


1- فمنها : حرمان العلم: فإن العلم نور يقذفه الله في القلب , والمعصية تطفيء ذلك النور . ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه وكمال فهمه , فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا
فلا تطفئه بظلمة المعصية



2- ومنها حرمان الرزق : وكما أن تقوى الله م***ة للرزق فترك التقوى م***ة للفقر , فما است*** رزق الله بمثل ترك المعاصي .


3- ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله: لاتوازنها ولاتقارنها لذة أصلاً , ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تَفِ بتلك الوحشة , وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة




4- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس: ولاسيما أهل الخير منهم , فإنه يجد وحشة بينه وبينهم , وكلما قويت تلك الوحشة بَعُدَ منهم ومن مجالستهم
وحُرِمَ بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَ من حزب الشيطان بقدر ما بَعُدَ من حزب الرحمن , وتَقْوَى هذه الوحشة حتى تستحكم , فتقع بينه وبين
إمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه
وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلُق دابتي وإمرأتي .


5- ومنها تعسير أموره عليه ؛ فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه: أو متعسراً عليه
وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا , فمن عَطَّلَ التقوى
جعل الله له من أمره عسرا . ويجد العبد أبواب الخير
والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أُتيَ .


6- ومنها ظلمةٌ يجدها في قلبه حقيقة : يُحِسُّ بها كما يُحِسُّ بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم , فتصيرُ ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره
فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته
حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر, كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده

7- ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن : أما وهنها للقلب فأمر ظاهر
بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية , وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته من قلبه , وكلما قوى قلبه قوى بدنه ,وأما الفاجر
فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه . وتأمل قوة أبدان فارس والروم
كيف خانتهم , أحوج ما كانوا إليها , وقهرهم أهل الإيمان
بقوة أبدانهم وقلوبهم .


8:- ومنها : حرمان الطاعة فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بَدَلَه , ويقطع طريق طاعة أخرى , فينقطع
عليه بالذنب طريق ثالثة , ثم رابعة وهلم جرا


9- ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته: ولابد , فإن البر
كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر . وقد اختلف الناس في هذا الموضع
فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره
ومحقها عليه . وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي . وقالت طائفة: بل ينقص حقيقة , كما ينقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق
أسبابا كثيرة تكثره وتزيده , وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده
قالوا ولا تمنع زيادة العمر بأسباب كما ينقص بأسباب – فالأرزاق
والآجال والسعادة والشقاوة والصحة والسقم والمرض والغنى والفقر
وإن كانت بقضاء الله عز و جل فهو يقضي ما يشاء بأسباب جعلها
موجبة لمسبباتها مقتضية لها .
وقالت طائفة أخرى : تأثير المعاصي
في محق العمر إنما هو بأن تفوته حقيقة الحياة , وهي حياة القلب .
ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي , كما قال تعالى ( أمواتٌ غيرُ أحياء ) النحل 12 –
فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر الإنسان مدة حياته
فليس عمره إلا أوقات حياته بالله , فتلك ساعات عمره , فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره ولا عمر له سواها .
يوم يقول ( يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) الفجر 24



10- منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا: حتى يَعٌزُّ على العبد مفارقتها والخروج منها , كما قال بعض السلف : أن من
عقوبة السيئة السيئة بعدها , وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها


منقول

__________________


الساعة الآن 07:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab
www.q8-one.com