![]() |
http://www.g-ksa.net/vb/Picture/43.gif http://www.al-wed.com/pic-vb/148.gif أهمية السلوك الإيجابي في حياة المؤمن http://www.kaheel7.com/userimages/memory_mind_2154.JPG لو تأملنا تعاليم القرآن والأوامر والنواهي نلاحظ أنها مليئة بالسلوك الإيجابي، ولذلك فإن المؤمن أكثر الناس سعاة في حياته، وهذا ما أثبته العلماء أخيراً .... في مقالة نشرها موقع بي بي سي وجد الباحثون بجامعة تكساس أن السلوك الإيجابي يؤجل مراحل الشيخوخة. وأضاف الباحثون أن الأشخاص الذين ينظرون إلى الحياة بنظرة يملؤها الأمل تقل عندهم ظهور علامات الهرَم مقارنة بالمتشائمين. وقال الباحثون إن نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "سيكولوجي أند إدجينج"، تشير إلى أن العوامل النفسية بالإضافة إلى الجينات والصحة البدنية، تلعب مجتمعة دوراً في تحديد مدى سرعة بلوغ سنّ الشيخوخة. وأجرى فريق البحث بجامعة تكساس تجارب على 1558 من كبار السن لبحث ما إذا كانت هناك علاقة بين الأحاسيس الإيجابية وبداية مرحلة الوهن. وفي بداية الدراسة قبل سبع سنوات كان جميع المتطوعين للمشاركة في الدراسة في صحة جيدة. وقام الباحثون بقياس تطور أعراض الشيخوخة عند المشاركين من خلال قياس فقدانهم للوزن والجهد وسرعة السير وقوة قبضتهم. وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين يحملون رؤية إيجابية للحياة كانوا أقل عرضة لأعراض الوهن من غيرهم. وأكد الباحثون على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لتوضيح السبب في هذه العلاقة. غير أن الباحثين تكهنوا بأن المشاعر الإيجابية قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة عن طريق تغيير التوازن الكيميائي في الجسم. وربما كان السبب في هذه الصلة هو أن التوجه المتفائل يساعد في تعزيز صحة الإنسان من خلال ترجيح نجاح هؤلاء الأشخاص في الحياة. وهنا أود أن أتذكر معكم قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. فهذه الآية تخبرنا بأن المؤمن يفرح برحمة الله تعالى، هذا الفرح هو نوع من أنواع السلوك الإيجابي وهو نوع من أنواع التفاؤل الذي يمنح المؤمن السعادة وطول العمر ويزيد من مناعة جسده ضد الأمراض. يقول الدكتور جلين أوستير رئيس فريق البحث: أعتقد أن هناك علاقة بين العقل والجسم حيث أن أفكارنا وسلوكنا ومشاعرنا تؤثر على الوظائف البدنية وعلى الصحة بشكل عام، إما عن طريق آليات مباشرة مثل وظائف جهاز المناعة، أو عن طريق آليات غير مباشرة مثل شبكات الدعم الاجتماعية. وقد أشارت دراسة أخرى نشرت في المجلة نفسها إلى أن التوجه العقلي قد يؤثر في الأداء البدني. وفي هذه الدراسة طلب فريق البحث بجامعة نورث كارولاينا من 153 شخصا من مختلف الأعمار إجراء اختبارات على الذاكرة بعد أن سمعوا كلمات إيجابية وسلبية. وتضمنت العبارات السلبية الاضطراب والعته والخرف، أما العبارات الإيجابية فتضمنت الإنجاز والنشاط والتميز. وأظهرت النتائج أن أداء الذاكرة عند المشاركين في الدراسة من البالغين كان ضعيفا بعد أن تعرضوا لعبارات سلبية. وعلى النقيض كان هناك اختلاف كبير في أداء الذاكرة بين الشباب والبالغين الذين تعرضوا لعبارات إيجابية. وقال الباحثون إنه دراستهم تشير إلى أنه إذا تم التعامل مع كبار السن على أنهم أعضاء فاعلون في المجتمع فإنهم سيكونون كذلك. وقال توماس هيس رئيس الفريق العلمي: قد تكون هناك أسباب اجتماعية ذات تأثير قوي على أداء ذاكرة البالغين. وهنا نتذكر حديثاً نبوياً رائعاً ومليئاً بالتعاليم الإيجابية، يقول صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير). فهذا يحرِّض المؤمن على أن يكون قوياً ليس في جسده فقط بل في إيمانه وثقافته وأخلاقه وصبره. والصبر هو سلوك إيجابي عظيم لم يدرك العلماء أهميته إلا حديثاً، ولكن الله تعالى جعل جزاء الصبر دخول الجنة بغير حساب، وانظروا معي إلى هذا الوعد الإلهي الرائع: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10]. كذلك فإن القرآن يخبرنا بأن المؤمن لا يحزن أبداً لأن الحزن سلوك سلبي، ولو تأملنا كلمة (تحزن) في القرآن وجدناها مسبوقة بكلمة (لا) دائماً، وهذا يدل على أن المؤمن لا يحزن. وانظروا معي إلى هذه الكلمات النبوية التي جاءت في أصعب الظروف التي مر بها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو في الغار، يقول تعالى: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]. انظروا كيف علَّم النبي سيدنا أبا بكر رضي الله عنه ألا يحزن، والله إن هذا الكلام لا يصدر إلا من نبي صادق يعلم أنه مرسل من خالق الكون سبحانه وتعالى. التفاؤل لزيادة العمر وقد عثر فريق من العلماء على دليل يثبت ما للتفاؤل من محاسن على حياة المرء. فقد توصل فريق من علماء النفس الأمريكيين إلى أن الأشخاص المنشرحي البال المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم في السن، يعيشون لمدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم. الآن تأملوا معي هذه الآية، يقول تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]. إنها آية تحث المؤمن على السلوك الإيجابي في عدم الوهن وعدم الحزن، ويقول العلماء إن إحساس الإنسان بالوهن يضعف من جهاز المناعة لديه، كذلك شعور الإنسان بالحزن الدائم يسبب له الاضطرابات النفسية المختلفة. وجاء في بحث أنجزه الفريق التابع لجامعة ييل في ولاية كونيكتيكات، أن الأشخاص الذين يتملكهم الخوف من الشيخوخة تظهر عليهم أعراض التقدم في السن بسرعة اكبر. ويضيف العلماء في البحث الذين نشروه في مجلة (بيرسوناليتي أند سوشيال سايكولوجي) إن من يتقبلون الأمر برحابة صدر يمكن أن يعيشوا سنوات أطول ممن يحاولون الكف عن التدخين أو يمارسون التمارين الرياضية. إن المؤمن لا يخشى الشيخوخة، بل يحب لقاء الله، ولذلك قال تعالى: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 5]. والمؤمن يكون سعيداً لحظة الموت فلا يخاف ولا يحزن، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30]. وتأملوا كم تحوي هذه الآيات من رسائل إيجابية للمؤمن تجعله يعيش فرحاً سعيداً، فلا يحزن ولا يخاف وبالتالي إن هذه الآيات تعالج القلق حيث تفشل وسائل علم النفس! وقد تبين للباحثين الأمريكيين أن من لا يخيفهم تقدم قطار الحياة يعيشون في المتوسط سبع سنين ونصف أكثر من أولئك الذين يقضون وقتهم حسرة على ما مضى من أيامهم. كما أعرب الفريق الذي تقوده الدكتورة ريبيكا ليفي، عن اعتقادهم بأن التعامل السلبي مع عملية الشيخوخة يكون له تأثير مباشر على التشبث بالحياة. وقال العلماء إن إيجابيات القبول بقانون الشيخوخة أكبر بكثير من العمليات ذات الطابع الفيزيولوجي كخفض ضغط الدم والكوليسترول الذين يعتقد أنهم يمنحان فرص حياة تبلغ أقصى درجاتها أربع سنوات إضافية. وهذا يعني أن العامل النفسي أهم بكثير من العامل الفيزيولوجي، بمعنى آخر فإن التعاليم الإيجابية التي يتلقاها الإنسان ويمارسها لها أثر كبير على سعادته وطول عمره أكثر من تأثير الدواء والعناية الطبية! ولذلك فإن القرآن مليء بالتعاليم الإيجابية والتي لا يتسع لها هذا البحث، ولكن كمثال على ذلك نتأمل قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]. إنها آية مفعمة بالرحمة، ومليئة بالتفاؤل وعدم اليأس، وهذا يذكرني بقصة سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنيه يوسف وأخاه، فلم ييأس من رحمة الله، وانظروا كيف خاطب أبناءه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. انظروا كيف اعتبر القرآن أن اليأس هو كفر بالله تعالى!! لماذا ليعطينا رسالة قوية بأن اليأس من رحمة الله محرم في الإسلام، وهذا ما مارسه المسلمون الأوائل فمنحهم القوة وفتحوا به الدنيا! كما أن تأثير التعامل الإيجابي مع التقدم في السن يكون أوضح من عوامل أخرى كالحفاظ على خفة الوزن والامتناع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية- وهي عوامل يسود الاعتقاد بأنها يمكن أن تضيف في أقصى الأحوال ثلاث سنوات إلى حياة المرء. وقد بنى الباحثون خلاصتهم على بحث شمل 660 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين خمسين عاماً فما فوق. وقد قورنت معدلات الوفاة عند من شملهم البحث بكيفية إجابتهم على استطلاع للرأي أجري قبل 32 عاما. فقد سئل المستجوبون عن موافقتهم أو اعتراضهم على مجموعة من المقولات من قبيل "بقدر ما تصبح كبيراً في السن بقدر ما تصبح عديم الفائدة". ويقول فريق الدكتورة ليفي إن التشبث الأكيد بالحياة يفسر بشكل جزئي العلاقة بين التفكير الإيجابي وطول العمر. غير أن هؤلاء الباحثين يشيرون إلى أن هذا ليس السبب الوحيد لذلك، فبرأيهم يلعب الإجهاد دوراً آخر في التأثير على القلب. وكان بحث سابق قد أظهر أن قلوب وشرايين المتشائمين من التقدم في السنّ لا تستجيب بشكل جيد للإجهاد والضغط. ويقول الباحثون إنه من المحتمل أن التشبع بمواقف المجتمع السلبية من الشيخوخة قد يكون لها تأثير على المرء وفيه من دون أن يعلم بذلك. ويؤكد العلماء إن دراستهم تحمل رسالتين، أولاهما محبطة ومفادها أن النظرة السلبية للذات تقلل من احتمالات الحياة، والأخرى مشجّعة، وفحواها أن النظرة الإيجابية للذات يمكن أن تطيل العمر. ونبه العلماء في الوقت ذاته إلى أن تعامل المجتمعات الغربية بشكل غير إيجابي مع المتقدمين في السنّ يمكن أن يفاقم المشاكل. ونستطيع أن نستنتج من هذه الدراسات ما يلي: 1- التفاؤل يزيد من مقاومة الجسم للأمراض ويمنح الإنسان السعادة في حياته. وهذا سلوك نبوي رائع، لأن سيدتنا عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن أخلاق النبي قالت، كان خُلُقُه القرآن)، فقد طبق القرآن تطبيقاً كاملاً ولذلك حصل على السعادة الحقيقية، ويجب علينا أن نقتدي به في سلوكنا فتكون أخلاقنا هي القرآن. وعلى سبيل المثال هناك قاعدة إلهية رائعة للتعامل مع المصاعب والمشاكل اليومية، وحيث يعجز الطب النفسي عن إعطاء الرضا بالواقع نجد القرآن يمنحنا هذا الرضا، يقول تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: 216]. فلو طبقنا هذه الآية زالت جميع المشاكل والهموم وما تسببه من قلق وخوف، لأن المؤمن يرضا بقضاء الله ولو كان الظاهر أن فيه الشر والسوء، ولكن الخير قد يكون بعد ذلك، فينتظر المؤمن هذا الخير فيكون قد حقق التفاؤل المطلوب وابتعد عن الحزن، وهذا علاج ناجع للقلق. 2- التفكير الإيجابي أهم وأكثر فاعلية في علاج الأمراض من العلاج الطبي! بل إن أطباء الدنيا فشلوا في منح الأمل أو السعادة لإنسان أشرف على الموت، ولكن تعاليم القرآن تمنحنا هذه السعادة مهما كانت الظروف. وانظروا معي إلى ****** الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت، ماذا فعل؟ هل حزن؟ هل كان يائساً ؟ هل كان قلقاً أو مكتئباً أو خائفاً؟ أبداً. لقد قالت ابنته فاطمة رضي الله عنها: (واكرباه) فقال لها (لا كرب على أبيك بعد اليوم)!! انظروا إلى هذا التفاؤل، النبي لحظة الموت كان سعيداً وفرحاً بلقاء ربه، فماذا عنا نحن، هل نقتدي بهذا الرسول الرحيم؟ 3- التعامل مع الواقع برضا نفس وقناعة يجعل الإنسان أكثر سعادة، والإنسان الذي يتذمر ولا يرضى بما قسم له من الرزق نجده أكثر تعاسة ويكون نظامه المناعي ضعيفاً. وهذا يفسر لماذا التفكير بالأمراض والخوف والحزن والتفكير السلبي، كل ذلك يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة! فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تفاؤلاً برحمة الله، وكان يحضّنا على التفاؤل والرضا وكان يقول: (رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً) فمن قالها كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة! إن كل ما سبق تلخصه لنا آية عظيمة خاطب بها الله نبيه وليعلمنا كيف نسلك سلوكاً إيجابياً في حياتنا، يقول تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) [النحل: 127]. الصبر وعدم الحزن وعدم التذمر والضيق، كل هذا له نتيجة ولكن ما هي؟ هذا ما نجد الجواب عنه في الآية التالية: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128]. فهل هناك أجمل من أن يكون الله معك دائماً؟ |
تأثير القول المعروف
http://www.kaheel7.com/userimages/412585825.JPG هذه دراسة جديدة تؤكد الأثر الكبير الذي تتركه الكلمة الطيبة أو الكلمة الخبيثة على الآخرين، حيث وجد العلماء منطقة في الدماغ تختص بالذكريات المؤلمة، لنقرأ.... كثير من الناس يجهلون تأثير الكلمة على الآخرين، فالكلمة الطيبة قد تكون سبباً في شفاء إنسان أو سعادة آخر، وقد تكون الكلمة الخبيثة سبباً في إيذاء الآخرين أكثر من الضرب! والذي دعاني لكتابة هذه المقالة بحث أجراه علماء أمريكيون حول تأثير الكلمة الخبيثة، ولكن قبل أن نتحدث عن نتائج هذه الدراسة التي تم نشرها الدراسة في جريدة العلوم النفسية، أود أن أتذكر معكم آية كريمة حول تأثير الكلمة. يقول تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) [إبراهيم: 24-26]. ويؤكد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذا المعنى عندما أخبر بأن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يدخل بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً! وهذا يعني أن المؤمن ينبغي أن يكون دقيقاً في كلامه ويختار الكلمة الطيبة دائماً لأن الكلمة لها تأثير كبير على الإنسان، فقد ذكر باحثون (على موقع بي بي سي) أن مقولة "إن العصا والحجارة يمكن أن تكسر العظام في حين أن الكلمات لا تؤذي" غير صادقة. فالذكريات المؤلمة المرتبطة بالتجارب العاطفية أكثر إيلاما من تلك المتعلقة بالألم البدني. وقال الباحثون في هذه الدراسة إن التغيرات التي تطرأ على المخ وتسمح لنا بالعمل في إطار جماعي أو مجتمعي يمكن أن تكون المفتاح لفهم هذا الأمر. وطلب في هذه الدراسة من عينة البحث، وهم متطوعون جميعهم من الطلاب، أن يكتبوا عن تجاربهم المؤلمة البدنية والعاطفية ثم يجرى لهم اختبار ذهني صعب بعد كتابة تلك التجارب بوقت قصير. والمبدأ الأساسي الذي اعتمدت عليه الدراسة أنه كلما كانت التجربة التي تذكرها الطالب أكثر إيلاما كلما كان أداؤه في الاختبار أسوأ. وكانت النتائج أفضل لدى تذكر تجارب الألم البدني عن الألم العاطفي. وقال الباحث شينسينج زين من جامعة بوردو في ولاية إنديانا الأمريكية إنه من الصعب إحياء ذكرى الألم البدني مقارنة بالألم العاطفي والاجتماعي. إن هناك جانباً في المخ قد يكون مسؤولاً عن التجارب والكلمات المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان هو القشرة المخية التي تقوم بعمليات معقدة تشمل التفكير والإدراك واللغة. إن هذا الجزء من المخ يحسن قدرة الإنسان على التكيف مع الجماعات والثقافات كما أنه مسؤول عن رد الفعل على الألم الذي له علاقة بالجماعة. ويقول مايكل هوجسمان الأخصائي في علم نفس الطفل في ألمانيا إنه من المرجح أن تكون عدة أجزاء في المخ تتعامل مع الألم العاطفي الذي يعتبر تأثيره أبعد مدى. أي أنه في الألم البدني يمكن رؤية الجراح والكدمات أما الألم العاطفي فهو يخلف في الغالب القلق والخوف. فلو قال تلاميذ لزميل لهم إنهم سيعتدون عليه بعد نهاية دوام المدرسة فهو سيعيش في قلق وخوف أكبر بكثير مما قد يحدث له بالفعل. ماذا نستفيد من هذه النتائج إن مثل هذه الدراسات والتي يقوم بها أناس غير مسلمين تؤكد صدق ما جاءت به رسالة الإسلام، فالله تعالى أمرنا أن نختار كلماتنا بحيث لا نؤذي بها الآخرين، وأن نؤثر إيجابياً على الآخرين، وهذه الآيات تدل على ذلك. يقول تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263]. ويقول أيضاً: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج: 30]. وقد أمرنا الله أن ندعو الناس بالتي هي أحسن وأن نجادلهم مجادلة طيبة ونختار الكلمة الأكثر تأثيراً بحيث نترك أثراً إيجابياً لديهم ليأخذوا فكرة صحيحة عن الإسلام، يقول تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125]. إن مثل هذه الأبحاث يجب أن تزيدنا يقيناً بمدى تأثير الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة كما أخبر بذلك سيد البشر عليه الصلاة والسلام، وانظروا معي كيف قدَّم الله ذكر الكلمة الطيبة على الصلاة التي هي عماد الدين، في خطابه لبني إسرائيل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَوَآَتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة: 83]. كذلك يجب عليك أخي المؤمن أن تعلم أن كل كلمة تطلقها إنما تترك أثراً في دماغ المتلقي، وهذا الأثر لا يزول بمرور الأيام بل يبقى، لذلك احرص على أن تترك الأثر الطيب في دماغ وقلوب الآخرين، فلا تدري قد تكون كلمة تقولها سبباً في دخولك الجنة يوم لقاء الله! |
المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض!
http://www.kaheel7.com/userimages/happieness.JPG هناك العديد من الطرق للشفاء، ولكن هل تعلمون أن السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج الأمراض وزيادة مناعة الجسم؟!!.... جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]. إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم. فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين، ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية، وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة. ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم! وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري، وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟ الجواب نجده في الآية السابقة، وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة، وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق. ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة، وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية، وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه. وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً (حسب وكالة الأنباء الألمانية) فقد جاء على موقعهم ما يلي: توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية. هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية. في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية. وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية! كذلك بينت الدراسات أن ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي. صورة لخلايا عصبية في دماغ الإنسان وهي التي تخزن البرامج اللازمة لإعطاء الأوامر للنظام المناعي ليقوم بأداء مهامه، ولم يتعرف الخبراء حتى هذه الأيام على كيفية تأثير الضغط النفسي على النظام المناعي للجسم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية. لكن من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم. وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان. وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة! قامت الدكتورة جانيس كييكولت-غلازر وزملاؤها، من القسم النفسي والجراحة الداخلية في جامعة كولومبس في مدينة أوهايو، بإجراء فحوصات على شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يعانون من خلافات عائلية. وفي هذا الإطار قام الأطباء بوضع أجهزة قياس تحت إبط الأشخاص الذين سيتم إجراء البحوث حولهم. وكانت إحدى الممرضات تأخذ عينات من الدم قبل الجرح وبعده. وكان الخبراء يقومون بطرح أسئلة معينة على المعني فحصهم، إلى جانب إجراء اختبارات نفسية معينة، إضافة إلى الطلب من الأزواج النقاش حول مواضيع محددة، وكانت نتائج هذه الاختبارات تبين كيفية تعامل الزوجين مع بعضهما البعض، إضافة إلى تقييم العلاقة الزوجية بناء على هذه النتائج. وقد أظهرت النتائج بأن أكثر من ثلث الأزواج الذين تم إخضاعهم للفحص يعيشون حالة عداء فيما بينهم. إذ قام هؤلاء بالتعبير عن غضبهم بكلمات نابية أثناء النقاشات في المواضيع المحددة. كما قاموا بحركات غير مألوفة في الحياة اليومية للزوجين مع اتهامات غريبة. وكان الأزواج الموضوعين تحت الاختبار لا يرغبون بالإصغاء لبعضهم أثناء الشجار. وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم. نتائج هذه الدراسة إننا كمسلمين أكرمنا الله بنعمة الإيمان نفرح بأن الله تعالى قد أوصانا بالنساء وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. والنبي يقول: (استوصوا بالنساء خيراً) [رواه البخاري]. فهذه هي عظمة الإسلام، أنه جاء بالنفع والخير والشفاء لنا. وإذا بحثنا في أقوال علماء النفس ودراسات البرمجة اللغوية العصبية نجد نصائحهم للزوجين ومن أهمها أنك إذا كنتَ تشتكي من مشاكل زوجية في منزلك فحاول أن تقنع نفسك بأن زوجتك مثالية وفتش عن الأشياء الجميلة فيها، وحاول أن تبحث عن الأشياء التي تجذبك إليها، وأن تتذكر أن كل امرأة لديها الكثير من الأشياء الجميلة ولكن يجب أن تبحث وتنظر وترى الوجه المشرق، وعندها سيختفي الوجه المظلم! أحبتي هذه النصائح صدرت عن علماء نفس تخصصوا في علاج المشاكل الزوجية، وهناك آلاف الكتب قد أُلّفت حول هذا الموضوع، ولكن القرآن لخص لنا كل ذلك بسطر واحد، لنتأمل ونتعمق في هذه الكلمات الإلهية الرائعة، والتي أنصح أي واحد يعاني من مشكلة عائلية أن يردد هذه الكلمات: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا). |
وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
في كل يوم يكشف العلماء حقائق جديدة عن أسرار النوم، وربما يكون أهم اكتشاف في هذا المجال أن العلماء وجدوا نشاطاً كبيراً للدماغ أثناء النوم، وأنه يمكن للإنسان الاستفادة من وقته وهو نائم في تعلم أشياء جديدة وهذا الأمر ربما يكون مهماً بالنسبة للطلاب والباحثين والمبدعين. آخر الدراسات حول النوم يعكف العلماء اليوم في معهد ماكس بلانك بألمانيا على تحرّي الذكريات وطرق تخزينها وآلية عمل الذاكرة. وقد فوجئوا عندما وجدوا أن النوم يمثل معجزة عظيمة في التذكر والتعلم! والنتائج التي نشرت في مجلة (Nature Neuroscience, November 2006) تمثل قفزة في معرفة كيفية التعلم والتذكر لدى الإنسان، حيث وجدوا أن قشرة الدماغ تنشط أثناء النوم!!! وقد تبين بنتيجة هذه الدراسات أن المعلومات تخزن في منطقة عميقة من الدماغ تدعى hippocampus لفترة قصيرة ثم تتحرك خلال عدة أيام وبخاصة أثناء النوم العميق إلى قشرة الدماغ في منطقة تدعى neocortex لتصبح في مجال الذاكرة الطويلة الأمد. فقد أكد العلماء Thomas Hahn, Mayank Mehta, Bert Sakmann على أهمية النوم في عملية التعلم والتذكر حيث لاحظوا نشاطاً كبيراً للخلايا العصبية أثناء النوم. http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_01.JPG بينت دراسة أمريكية أن النوم العميق يقلل من مشكلة زيادة الوزن وخاصة عند الأطفال. وتقول الدراسة التي أجريت في جامعة إيفانستون في ولاية إلينوي إن كل ساعة نوم إضافية تقلل من مشكلة زيادة الوزن والسمنة. وأكدت إيميلي سنيل، الخبيرة المسؤولة عن الدراسة أن قلة النوم تؤثر على الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع وخاصة عند الأطفال. النوم مفيد للطلاب من أجل ذاكرة أقوى لعل أكثر الفئات التي تهمها مثل هذه الدراسة هم الطلاب الذين يعانون ليلة الامتحان من الإحساس بأنهم نسوا المعلومات التي درسوها، ويحتارون بين اختيار النوم أو مزيد من المراجعة، فقد وجد الباحثون أن النوم يساعد بصورة كبيرة على حدوث التغيرات المطلوبة مخياً في اتصال الخلايا العصبية والمخ، ولهذه الاتصالات دور أساسي في قدرة المخ على التحكم في السلوك والتعلم والذاكرة. ويعتقد الباحثون أن النتائج قدمت دليلا قويا على أن النوم يساعد العقل على أداء وظيفته جيداً، وأنه يحول الخبرة إلى ذاكرة، وتظهر أهمية هذا الأمر أثناء طريقة استعدادنا للامتحانات. ووجد الباحثون أن التغيرات في المخ متصلة بالنوم العميق أكثر من النوم الخفيف، واكتشفوا أن النوم يلعب دوراً هاماً في تنمية العقل، وهذا الاكتشاف سوف يساعد الباحثين في الإجابة على التساؤل المعقد: لماذا ننام؟ http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_02.JPG صورة كهربائية إحدى الخلايا العصبية في منطقة من الدماغ مسؤولة عن تخزين الذاكرة تدعى hippocampus ويبين المنحني الأحمر النشاط الكهربائي في هذه المنطقة، أما المنحني الأزرق فهو النشاط الكهربائي في قشرة الدماغ حلال نفس اللحظة. وتؤكد الدراسات في هذا المجال أن المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الإنسان يتم في البداية تخزينها في جزء من الدماغ يطلق عليه اسم "هيبو كامبوس" Hippocambus. وفي نهاية اليوم، لا يقوم الدماغ بحذف هذه المعلومات ونسيانها، بل أنه يتم استدعائها من جديد وتخزينها في الدماغ. المرجع Max Planck Institute for Medical Research ويقول البروفيسور مايكل ستريكر من جامعة كاليفورنيا: لو راجع الطالب دروسه جيدا حتى نال منه التعب ثم نام، فإن المخ سيستمر في العمل أثناء النوم بنفس الطريقة، كما لو ظل الطالب طوال الليل يردد ما درسه! وهنا أيضاً نتذكر آية عظيمة لفت القرآن انتباهنا لها في عصر لم يكن أحد على وجه الأرض يدرك أهمية النوم وإعجازه، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23]. فالنوم هو معجزة حقيقية لا يزال العلماء يقفون أمامها مندهشين حائرين، وليتهم اطلعوا على كتاب الله لتزول حيرتهم ودهشتهم! http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_03.JPG أوضح العلماء الدور الهام جداً الذي يلعبه النوم في أداء العقل لوظائفه الفعالة، وذلك من خلال دراسة أمريكية أجريت على القطط، وسوف تكون لها آثار على البشر الذين يريدون تحسين قدرات التعلم والتذكر لديهم، وبخاصة الطلاب. التجارب على القطط أثبتت أن أدائها يتحسن إذا نامت بشكل جيد حيث تصبح أكثر قوة ونشاطاً وحركة! أجرت الدراسة اختبارات على التغيرات التي تحدث في عقول القطط بينما إحدى عينيها مغطاة لمدة ست ساعات، فقد تبين أن عقول القطط التي سمح لها بالنوم لمدة ست ساعات بعد التجربة، أظهرت تغيراً وتكيفاً أكثر من تلك التي لم يسمح لها بالنوم. الدماغ يسترجع الذكريات أثناء النوم يؤكد الباحثون من جامعة شيكاغو أن الحقائق التي ينساها الناس خلال يوم حافل بالعمل ربما يمكن استرجاعها إذا أعقب ذلك النوم بشكل جيد. وطلب الباحثون من متطوعين تذكر كلمات بسيطة، ووجد كثيرون أن ذاكرتهم تخذلهم في نهاية اليوم لكن في صباح اليوم التالي استطاع أولئك الذين ناموا نوماً مريحاًً استرجاع المعلومات بشكل أفضل بكثير. وهذا يعني أن المخ يمكن أن يسترجع خلال الليل الذكريات التي كادت أن تنسى. وعندما يطلب من المخ تذكر شيئاً لأول مرة تكون هذه المعلومة في حالة غير مستقرة وهو ما يعني أنها ربما تكون قد نسيت. وفي مرحلة ما يضع المخ المعلومات المهمة في حالة أكثر استقراراً وثباتاً. لكن الباحثين يرون أنه من الممكن أن تعود الذاكرة المستقرة إلى حالة عدم الاستقرار مرة أخرى عندما يتم استرجاعها. ويعني ذلك أن الذكريات يمكن تعديلها وحفظها مرة أخرى عند مواجهة تجارب جديدة. إن هذه القضية بالفعل تحير العقول، فهل الطبيعة هي التي صممت هذا النظام الدقيق للنوم؟ وهل المصادفة العمياء هي التي جعلت الكائنات الحية تنام، وهي تعلم أن النوم مفيد لها؟ ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله القائل: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21]. http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_04.JPG صورة مأخوذة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي، نرى في الصورة اليسرى دماغ النائم في بداية نومه ولا يبدو أي نشاط عليه، وبعدما تم إسماع النائم عبارات ومعلومات تجاوب دماغه مع هذه المعلومات وبدأ ينشط (انظر المناطق الحمراء على يمين الصورة) ومن هنا تأكد العلماء أن الدماغ يعمل أثناء النوم ويتلقى المعلومات ويخزنها ولذلك أنصح كل أخ وأخت أن يستغلوا فترة نومهم في الاستماع إلى القرآن! النوم ينمي المواهب والمهارات يقول الباحثون: إن النوم المريح والمترافق بمواصلة الممارسة واستمرارها، يمكن أن ينمي ويطور المهارات الفردية الخاصة والمواهب الشخصية، وخصوصا ما يتعلق بتنشيط الذاكرة وتنشيط استذكار ما حدث في الماضي، واستذكار التصورات. يقول الدكتور ستيفان فيشر الذي ترأس هذه الدراسة: إن النوم مفيد بل ضروري لتحقيق مستوى أفضل من المهارات، ويقول رئيس جمعية النوم البريطانية نيل ستاندلي: إن الدراسة الجديدة تؤكد من جديد على أهمية النوم في حياة الإنسان وأنه من الخطأ أن يتصور البعض أن النوم مجرد مضيعة للوقت وبلا فائدة. يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) [الفرقان: 47]. إن هذه الآية تؤكد أهمية النوم، وقد نزلت في عصر كان يُنظر فيه إلى النوم على أنه مجرد عادة ولا فائدة منه، ولكن القرآن حدثنا عن معجزة وآية عظيمة هي النوم، وهذا من إعجاز القرآن. دراسة ألمانية تثبت وجود علاقة بين النوم والإبداع لقد أثبتت سلسلة من الدراسات الألمانية وجود علاقة بين النوم والقدرة على الإبداع، وأن الدماغ يمارس نشاطات "إبداعية" أثناء النوم. ويقول الدكتور كارل هانت، رئيس المركز القومي لأبحاث اضطرابات النوم التابع للمعاهد القومية للصحة في ألمانيا: إن نتائج وانعكاسات مثل هذه الدراسات ستكون بالغة الأهمية على أداء الأفراد على الصعيدين الدراسي والعملي. هناك دراسة قام بها علماء جامعة لوبيك أثبتوا فيها نظريات الكيمياء الحيوية biochemical التي تشير إلى أن المخ يعيد ترتيب الذاكرة قبيل التخزين، وترى النظرية أن تطوير القدرات والإبداع يحدث أثناء هذه المراحل، ويقول الدكتور بورن: قد تقع عملية إعادة الترتيب هذه بطريقة ما تسهل من عملية حل المشاكل والمصاعب. ولكن التفاعلات الدقيقة التي تؤدي لشحذ المخ بتلك المقدرات أثناء النوم مازالت غير واضحة. http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_05.JPG يهتم العلماء الألمان بظاهرة النوم ويحاولون الاستفادة من نتائج تجاربهم، ويقولون: تبدأ التغييرات في المخ التي تؤدي إلى الإبداع وتطوير القدرات في الحدوث أثناء ما يسمي بالموجات البطيئة slow waves أو النوم العميق التي تحدث أثناء الساعات الأربع الأولى من دورة النوم، وقد تفسر الدراسة الألمانية أيضاً فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر الذي يرتبط باضطرابات وقلة النوم، خاصة العميق منه والضروري لعملية شحذ الذاكرة. وكان الباحثون قد ربطوا منذ وقت طويل بين النوم وقدرته على شحذ الذاكرة وتقوية وترتيب الأفكار، بيد أنهم واجهوا صعوبة في تصميم تجربة تؤكد النظرية الشائعة، وتساهم اضطرابات النوم في التأثير بصورة سلبية على شريحة واسعة من المجتمع الأمريكي تبلغ 70 مليون نسمة، وذلك بتراجع حدة الذكاء وارتكاب الحوادث والإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض. النوم الأقل هو الأفضل النوم لمدة ثماني ساعات يوميا كان يعتبر لفترة طويلة المدة المثالية من النوم التي يحتاجها جسم الإنسان، إلا أن بحثاً جديداً يقول إنها قد تقصر من عمر الإنسان. وخلصت دراسة أجريت على أكثر من مليون شخص إلى أن من ينامون ثماني ساعات أو أكثر يومياً يموتون في سن أصغر من نظرائهم الذين ينامون عدد ساعات أقل. كما أن من ينامون أربع ساعات أو أقل يوميا معرضون للموت المبكر أيضاً. إلا أن من ينامون ست أو سبع ساعات يوميا يعيشون حياة أطول. وقام علماء بجامعة كاليفورنيا بهذه الدراسة التي أظهرت علاقة واضحة بين فترات النوم الطويلة وارتفاع معدلات الوفاة. إلا أن فريق البحث لم يتوصل للسبب وراء هذه العلاقة بعد. ويقول البروفيسور جيم هورني من مركز أبحاث النوم في جامعة لوبورو إن من يدافعون عن أقساط النوم الطويلة مضللون. ويمكننا أن نؤكد أن النوم ست أو سبع ساعات يوميا هي فترة كافية، ما يحدد عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم هو إذا ما كنت متيقظاً أو تشعر بالرغبة في النوم أثناء اليوم. كما أوضحت الدراسة أن إصابة البعض بنوبات من الأرق ليس له علاقة بارتفاع نسب الوفاة. لكنها خلصت إلى أن من يتناولون أقراصا منومة أكثر عرضة للوفاة مبكراً. ومن جديد نقول سبحان الله! لقد نزل القرآن في زمن انتشرت فيه الأساطير وكان الاعتقاد السائد لدى كثير من الشعوب أن النوم لساعات طويلة هو الأفضل، حتى جاءت أبحاث القرن الحادي والعشرين لتثبت أن النوم لفترات قصيرة هو الأفضل للإنسان، ونقول: أليس هذا ما أكده القرآن كثيراً في آياته؟ انظروا معي إلى قول الحق تبارك وتعالى في حق المتقين: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17-18]. كذلك أمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ألا يكثر من النوم وأن يعوض ما ينقصه من نوم الليل من خلال النهار، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا) [المزمل: 1-7]. ففي هذا النص الكريم أمر بعدم الإكثار من النوم في الليل، وتعويض ذلك في النهار، وهذا ما يؤكده عدد من الباحثين اليوم! حتى إن بعض الدراسات تقول بأن النوبات القلبية القاتلة غالباً ما تحدث بعد الصبح وتستمر حتى ما بعد طلوع الشمس، وربما ندرك لماذا كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يمضي هذه الفترة بالذات في ذكر الله والتسبيح وتلاوة القرآن!! http://www.kaheel7.com/userimages/sleep_learning_06.JPG يقول الدكتور دانييل كريبكي أستاذ الطب النفسي: لا نعرف إذا ما كان النوم لفترات طويلة يؤدي إلى الوفاة، ونحتاج لإجراء دراسات إضافية لتحديد إذا ما كان ضبط الشخص للمنبه ليوقظه بعد ساعات قليلة سيساعد في تحسين صحته. ويمكننا أن نؤكد لمن ينام متوسط ست ساعات ونصف الساعة يومياً أن هذه المدة كافية. ومن وجهة نظر صحية لا يوجد سبب يدعو للنوم لساعات أطول. وهناك دراسات أخرى تؤكد أن الاستيقاظ في الليل مفيد للصحة وبخاصة القلب، فالنوم الطويل يضرّ القلب، حيث يتعرض القلب أحياناً لنقص الأكسجين نتيجة النوم الطويل، وبالتالي يقولون: إن الاستيقاظ في الليل ولو لمرة واحدة مفيد لإمداد القلب بالأكسجين الكافي وتجنب الموت المفاجئ! وسبحان الله، هذا ما أكده القرآن وهذا ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام عندما كان يستيقظ من الليل فيتفكر في خلق الله ويذكر الله ويقوم الليل! النوم بالنهار لا يقل أهمية عن النوم بالليل يقول الباحثون إن نوم القيلولة مفيد تماما مثل نوم الليل، ويؤكد الباحثون: من منظور التحسن السلوكي, يمكن اعتبار نوم القيلولة مفيداً مثل النوم خلال الليل فيما يخص وظائف الإدراك الحسية.وقد قام فريق البحث من جامعة لوبك الألمانية، بتجارب تشخيصية على 52 متطوعاً، أثبتوا أن المشاركين أدّوا ما طلب منهم خلال التجارب بنفس المستوى بصرف النظر عن موعد النوم، ليلاً كان أم نهاراً. وهنا نعود فنتذكر تأكيد القرآن على أن النوم في الليل والنهار مفيد لنا بل إن النوم في النهار لا يقل أهمية عن الليل كما قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)، فهذه معجزة تشهد للقرآن على أنه كتاب منزل من لدن حكيم عليم، لأن هذه المعلومات جديدة على العلماء بل لم يدركوا أهمية النوم بالنهار إلا في القرن الحادي والعشرين، ولكن القرآن أكد على أهميته بل اعتبره معجزة وآية وذلك قبل أربعة عشر قرناً!! وسبحان الله، بعد كل هذه الحقائق يأتي من يقول إن القرآن كلام بشر! الذاكرة تكون ضعيفة بعد الاستيقاظ مباشرة قام العلماء من جامعة هارفارد بدراسة حول علاقة الذاكرة بالنوم، واستخدموا لذلك جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI ولاحظوا نشاطاً للدماغ في منطقة محددة، ثم ينتقل النشاط لمنطقة ثانية وهكذا يبدو أن الدماغ يقوم بترتيب المعلومات وتنسيقها وتخزينها بحيث تتم استعادتها بسهولة بعد الاستيقاظ من النوم. ولكن دراسة ثانية أظهرت أن التركيز يكون في الحد الأدنى بعد الاستيقاظ مباشرة، ويتطلب من 15-30 دقيقة حتى يتمكن من استعادة قدراته الذهنية. ولذلك ينصح الباحثون أن يقوم الإنسان بعد الاستيقاظ مباشرة ببعض التمارين الرياضية الخفيفة ريثما يستعيد المخ نشاطه. وهنا ربما ندرك لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يذكر الله كثيراً بعد الاستيقاظ مباشرة، ثم يتوضأ ويصلي، أي أنه كان ينفق جزءاً في الصلاة والذكر من وقته قبل أن يقوم بأي نشاط أو يتخذ أي قرار. ولو تتبعنا أقوال العلماء اليوم نجدهم يؤكدون أن الذاكرة تكون في أقل مستوى لها بعيد الاستيقاظ وأنه من الخطأ اتخاذ أي قرار مهم أو قيادة السيارة أو إعطاء رأي في مسألة ما. فنجدهم يحذرون الأطباء المناوبين ورجال الإطفاء والعاملين ليلاً والذين يتطلب عملهم اتخاذ قرارات مهمة بعد الاستيقاظ، ينصحونهم بألا يتخذوا أي قرار أو يقوموا بأي عمل إلا بعد مضي ربع ساعة على الأقل، ونقول إن نبينا عليه الصلاة والسلام كان يقضي هذه الفترة بعد الاستيقاظ مباشرة في ذكر الله والصلاة تمهيداً لممارسة عمله اليومي واتخاذ القرارات. ولذلك يقول تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر: 42]. فهذه الآية تشير إلى أهمية النوم، بل وتربط بين النوم والموت، ولذلك ينبغي أن نهتم بنومنا، وأن نذكر الله قبل النوم وبعد الاستيقاظ، مقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ماذا نتعلم من هذه الدراسات؟ 1- ألا نكثر من النوم، وأن نستيقظ كل يوم لصلاة الفجر، وهذا سيزيد من قوة القلب ويزيدنا صحة ونشاطاً، وأن نعوض ما ينقصنا من نوم الليل خلال النهار. 2- أن نستغل فترة نومنا بالاستماع إلى القرآن، لأن الدماغ سيقوم بتخزين الآيات التي نستمع إليها أثناء النوم، وهذه الطريقة ستساعدنا على حفظ كتاب الله. وأقول إنني مارستُ هذه الطريقة وساعدتني على حفظ القرآن دون أي جهد يُذكر! 3- أول شيء ينبغي القيام به بعد الاستيقاظ مباشرة هو الأدعية المأثورة عن النبي مثل: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)، ثم الوضوء والصلاة وتلاوة القرآن لمدة ربع ساعة على الأقل، إن هذا النشاط سيجعلنا أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المهمة في حياتنا. وأخيراً أقول يا أحبتي إن الإسلام أكثر من رائع، فوالله لم أحس بلذة الحياة إلا بعد حفظ القرآن، ولم أحس بالراحة النفسية التامة إلا عندما أحس بأنني قريب من الله، فإذا كنتَ مسلماً فاحمد الله كثيراً على هذه النعمة، وبالنسبة لمن لا يقتنع بالإسلام نقول له فقط اقرأ كتاب الله وتأمل هذه المعجزات، وتصور تلك الحياة التي ستعيشها قريباً من الله تعالى عندما تكون مؤمناً خاشعاً، وقارن ذلك بالحياة المليئة بالهموم التي تعيشها الآن وأنت بعيد عن ربك، ثم اختر الحياة التي تناسبك! نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا على الحق، وأن يجعل هذه المعجزات وسيلة لكل من في قلبه شك ليتعرف من خلالها على حقيقة الإسلام، وليدرك عظمة هذا الدين، ويدرك الرحمة التي جاء بها سيد البشر صلى الله عليه وسلم. ونختم هذا البحث بهذه الآية العظيمة، يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23]. |
النميمة والاكتئاب
إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتجنب الظن السيء والنميمة والغيبة والتجسس وغير ذلك من العادات القبيحة، يقول تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12]، إنها آية عظيمة شبه الله فيها من يتكلم على غيره بكلام يكرهه فكأنما أكل لحمه وهو ميت! والهدف من هذا التشبيه أن ينفِّرنا من هذه العادة السيئة، لأن الله تعالى يريد لنا الحياة السعيدة. ولكن ما كشفت عنه الأبحاث مؤخراً تؤكد صدق ما جاء في القرآن الكريم. فقد ثبُت علمياً أن الإكثار من الظن بالآخرين وبخاصة المقريبن مثل ظن الزوج بالزوجة أو العكس، إنما يؤدي إلى الكثير من الوساوس التي تصبح مزمنة يصعب التخلص منها. كما كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة فلوريدا الأمريكية أن نشر الإشاعات، والنميمة الاجتماعية، قد لا يؤذيان طلاب المدارس المراهقين جسدياً إلا أنهما يؤديان إلى نتائج ضارة على صحتهم النفسية، و قد تمتد معهم لفترة طويلة من حياتهم من المحتمل أن تصل إلى مرحلة الشباب. وأثبتت دراسات أخرى أن كثرة الكلام والثرثرة وحب التجسس ومراقبة الآخرين، يؤدي مع الزمن إلى ضعف الذاكرة ويؤثر على نظام عمل القلب، حتى إن الدماغ يتأثر بما يسميه العلماء "عقدة التجسس" والتي يعاني منها كثيرون اليوم. وأثبتت الدراسة أن هناك صلة بين ما يصفه الباحثون بظاهرة "الوقوع ضحية العلاقات الاجتماعية" أثناء مرحلة المراهقة، وبين حدوث الكآبة والقلق في المرحلة الأولى من الشباب. ويلجأ بعض الأشخاص إلى تشويه المكانة الاجتماعية للفرد وعلاقاته الاجتماعية، وذلك بحجزه، أو منعه من الاندماج في النشاطات الاجتماعية، ونشر الإشاعات عنه هذا ما يتسبب في تزايد حالات الكآبة والقلق لدى بعض الشباب. إن مرض الوسواس القهري انتشر كثيراً في هذا العصر بسبب التطورات التكنولوجية الرهيبة والمتسارعة، حيث نجد أن بعض الناس لا يستوعبون هذا التطور التقني فيصابون بنوع من أنواع الوسوسة، ونقول كمسلمين إن مصدر هذه الوساوس هو الشيطان الذي تهمله الأبحاث العلمية. فالعلماء اليوم يتحدثون عن كل شيء باستثناء الشيطان! هذا المخلوق الذي هو ضعيف جداً ولكن تأثيره قوي على من غفل عن كتاب الله تعالى. والقرآن علمنا كيف نتقي شر هذا الشيطان ووسوسته بكلمات قليلة ولكنها كالقنبلة على الشيطان. يقول تعالى يأمر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من وساوس الشيطان: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98]. فهل تردِّد هذه الآيات كل يوم عزيزي القارئ؟ وهل تدرك أهمية هذا السلاح في مواجهة أمراض العصر؟ إن المؤمن هو الأكثر سعادة في هذه الحياة، على عكس ما يروج الملحدون له، لأن التعاليم القرآنية جميعها تهدف إلى إسعاد المؤمن الذي رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فهذه هي السعادة الحقيقية. من هنا ندرك أهمية التعاليم القرآنية في الوقاية من الاكتئاب والإحباط وغيرها من الاضطرابات النفسية، ونقول لكل من لا تعجبه تعاليم هذا القرآن أو يعتبر أن القرآن لا يتماشى مع روح العصر والتطور: أليس ما يكشفه علماء النفس اليوم هو نفس ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟! |
الإنسان ذلك الكائن العجيب
http://www.kaheel7.com/userimages/human_body.JPG هل فكرت يوماً أن تنظر إلى جسدك وتساءلت ممَّ يتركب، إنه بساطة عبارة عن ماء وتراب! يقول تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)..... الإنسان هو كائن حي من أعقد الأحياء على وجه الأرض، كشفت البحوث الطبية عن حقائق مذهلة تدل على عظمة الخالق تعالى القائل: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21]. والإنسان يتألف من عدد ضخم من الأجهزة أهمها القلب. فالقلب هو من أعجب الآلات في جسم الإنسـان، فهـو يضخ كل يوم أكثـر من (8000) لتراً من الدم. في دماغ الإنسان أكثر من مئة ألف مليون خلية!! جميعها تعمل بنظام دقيق ومُحكم. وفي كل عين يوجد أكثر من مئة مليون من المستقبلات الضوئية. وفي كل أذن أكثر من ثلاثين ألف خلية سمعية! وفي دم الإنسان أكثر من(25) مليون مليون كرية حمراء وأكثر من (25) ألف مليون كرية بيضاء. في معدة الإنسان يوجد أكثر من ألف مليون خلية! وفي اللسان توجد أكثر من تسعة آلاف حليمة ذوقية. وفي كل يوم يتنفس الإنسان أكثر من(25) ألف مرة يسحب خلالها اكثر من(180) ألف لتر من الهواء! وهكذا حقائق لا تنتهي وأرقام ضخمة أكبر من التصور. كل هذه التعقيدات سخرها الله تعالى لراحة الإنسان واستمرار حياته على أحسن حال، يقول تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) [السجدة: 7]. لقد برز علم الحياة أو الأحياء إلى الوجود مع اكتشاف الإنسان لأسرار الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان. والحقيقة الثابتة التي يؤكدها علماء الأحياء هي أنه لا وجود للحياة من دون ماء. فالماء يمثل نسبة جيدة في تركيب خلايا أي كائن حي، وانعدام الماء يعني الموت! حتى إن عمل هذه الخلايا يعتمد أيضاً على الماء، فهو المحرك للتفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان والحيوان والنبات.وهنالك شبه تأكيد لدى العلماء بأن الحياة بدأت من الماء، وهنا يأتي كتاب الله تعالى ليؤكد هذه الحقائق ويردّ جميع أشكال الحياة للماء، يقول تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ويقول الله تعالى عن بداية خلق الدواب التي تدبُّ على الأرض وأنها مخلوقة من الماء: (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45]. حتى إن الأرض الجافة الميتة التي لا يُرى فيها أي مظهرٍ للحياة عندما يُنْزِل الماء عليها تجد أن أشـكال الحياة قد بدأت من النباتات والحشرات والحيوانات وغير ذلك، يقول تعالى: (والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) [النحل: 65]. إن العلماء اليوم يقولون إن هنالك آثاراً للماء على كوكب المريخ وهذا ما يدفعهم للاعتقاد بأنه يمكن لحياة بدائية أن تكون موجودة على هذا الكوكب. إذن الحقيقة العلمية المؤكدة هي أنه حيث يوجد الماء توجد الحياة، حتى إن الإنسان على سبيل المثال يتركب جسمه من الماء ومعادن وأشباه معادن. يشكل الماء في جسم الإنسان بحدود الثلثين! والثلث الباقي هو مواد جافة جميعها موجودة في التراب والماء أي الطين. لقد تمَّ تحليل مكونات جسم الإنسان وعناصره الأساسية، والإنسان يتكون بشكل رئيسي من الماء فثلثي الإنسان هو ماء! وهنا نتذكر قول الحق عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ولكن ماذا عن مكونات الإنسان غير الماء؟ إنها بالضبط العناصر الموجودة في التراب. فمكونات الجسم البشري هي الكربون والكلور والكبريت والفوسفور والكالسـيوم والحديد.. وغيرها وجميع هذه المواد موجودة في تراب الأرض. وهذا دليل علمي على أن الإنسان مخلوق من التراب. يعتبر الإنسان من أعقد المخلوقات على وجه الأرض، فجسده يحوي تريليونات الخلايا، وكل خلية أشبه بجهاز كمبيوتر فائق الدقة، وتعمل هذه الخلايا بالتناسق والتناغم فلا نجد أي خلل أو اضطراب، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، هذا الإله العظيم ألا يستحق أن نسجد له شكراً؟! يقول عز وجل مخاطباً أولئك الملحدين الذين لا يؤمنون بالحياة بعد الموت: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) [الحج:5]. ويقول تعالى أيضاً عن خلق البشر: (ومن آياته أن خلقكم من تراب) [الروم:20]. وعندما يجتمع الماء والتراب يشكلان الطين، وهذا هو أصل الإنسان. يقول تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) [المؤمنون: 12]. ونتذكر قول الحق عز وجل هنا عن خلق البشر من الماء: (وهو الذي خلق من الماء بشراً) [الفرقان: 54]. إذن الإنسان مخلوق من الماء بنسبة الثلثين تقريباً، والتراب بنسبة الثلث تقريباً. والآيات القرآنية تؤكد هذه الحقائق. إن القرآن عندما يتحدث عن خلق الإنسان وتركيبه إنما يعطينا التفاصيل الدقيقة. إن القرآن يخبرنا بمراحل خلْق الإنسان وتطوره في بطن أمه وبشكل يوافق تماماً أحدث معطيات العلم. فقد ثبت تماماً أن الإنسان يمر بمراحل في بطن أمه وقد سمى القرآن هذه المراحل بالأطوار في قوله تعالى: (وقد خلقكم أطواراً) [نوح: 14]. وقد كان يُظن في الماضي أن عملية خلق الجنين في بطن أمه هي عملية مستمرة، ولكن بعد تطور العلم تأكد أن هنالك عمليات متعاقبة للخلق وفق أطوار محددة وبنظام دقيق وهذا ما نجده في قوله تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق) [الزمر: 6]. فسبحان الله! هذا الكائن العجيب الذي يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولديه قدرات هائلة من الذكاء والتطور والتحكم والسيطرة على كوكب الأرض، هذا الكائن الذي صعد إلى القمر، ووصل إلى المريخ، وتمكَّن من استغلال ثروات الأرض والسيطرة والتحكم بما سخره الله له، هذا الكائن العجيب في نهاية المطاف هو عبارة عن ماء وتراب! |
قلوب يعقلون بها يؤكد بعض الباحثين اليوم أن داخل القلب هناك دماغ يفكر ويفهم ويشعر، والسؤال: هل هنالك إشارات قرآنية تؤكد على دور القلب في الفهم والإدراك؟ لنقرأ هذا البحث الشيق والجديد في طرحه وأسلوبه..... ملخص البحث نقدم في هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن! إنها ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة، بل إن التغيرات تحدث أحياناً في معتقداته، وما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً!! ومن هنا بدأتُ بجمع معظم التجارب والأبحاث والمشاهدات والحقائق حول هذا الموضوع، ووجدتُ بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن الكريم بشكل مفصّل! وهذا يثبت السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة ودقة القرآن الكريم، وأنه كتاب رب العالمين. مقدمة هناك بعض الباحثين يعتقدون أن القلب مجرد مضخة وأنه لا يوجد أي أثر لتغيير قلب المريض، بل قد تحدث تغيرات نفسية طفيفة بسبب تأثير العملية. كما يعتقد البعض أن القلب المذكور في القرآن هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل النفس والروح. فما هي حقيقة الأمر؟ والحقيقة أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم القلب، نرى بأن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء الهام حقه من الدراسة بعد. يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه الأمر بالنبض. وهذا يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا. حقائق القلب القلب هو المحرك الذي يغذي أكثر من 300 مليون مليون خلية في جسم الإنسان، ويبلغ وزنه (250-300) غرام، وهو بحجم قبضة اليد. وفي القلب المريض جداً يمكن أن يصل وزنه إلى 1000 غرام بسبب التضخم. يقوم قلبك منذ أن كنتَ جنيناً في بطن أمك (بعد 21 يوماً من الحمل) بالعمل على ضخ الدم في مختلف أنحاء جسدك، وعندما تصبح بالغاً يضخ قلبك في اليوم أكثر من سبعين ألف لتر من الدم وذلك كل يوم، هذه الكمية يضخها أثناء انقباضه وانبساطه، فهو ينقبض أو يدق كل يوم أكثر من مئة ألف مرة، وعندما يصبح عمرك 70 سنة يكون قلبك قد ضخ مليون برميل من الدم خلال هذه الفترة! http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image1.JPG يزود القلب عبر الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها الدم ويضخها عبر القلب لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون. طبعاً تأخذ الرئتين الأكسجين الذي نتنفسه وتطرح غاز الكربون من خلال عملية التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر جسمك أي الشرايين والأوعية لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر!! علاقة الدماغ بالقلب هل الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء، أم أن العكس هو الصحيح؟ ينبغي عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً!! وهذا باعتراف علماء الغرب أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ، يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا ينبض القلب، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها، فهم ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط، ليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس. ولكننا كمسلمين لدينا حقائق مطلقة هي الحقائق التي حدثنا عنها القرآن الكريم قبل 14 قرناً عندما أكد في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دور في فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأ بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ. ووجدوا بأن القلب يؤثر على النشاط الكهربائي للدماغ. العلماء لم يثبتوا أن القلب ليس له علاقة بالعواطف بل لا يستطيع أحد أن يثبت ذلك، لأنهم لم يستطيعوا كشف جميع أسرار القلب، ولذلك عندما نقول إن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً، والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن. الشيء الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور. ويقول الدكتور Armour إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض. مشاهد مثيرة! تقول المعالجة النفسية Linda Marks بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال: ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم ليس له علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل في نفسية المريض قبل وبعد عملة زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي. ولكن منذ التسعينات تعرفت على إحدى المهتمات بهذا الموضوع وهي "ليندا راسك" التي تمكنت من تسجيل علاقة بين الترددات الكهرطيسية التي يبثها القلب والترددات الكهرطيسية التي يبثها الدماغ، وكيف يمكن للمجال الكهرطيسي للقلب أن يؤثر في المجال المغنطيسي لدماغ الشخص المقابل! البرفسور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها. قام الدكتور غاري ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية. يقول الدكتور Schwartz قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي"! والذي أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصلي. ما هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل. تقول الدكتورة ليندا: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها. مئات ومئات الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه لا ترموني في الماء!! |
القلب مسؤول عن العواطف هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 11/8/2007 نشرت جريدة Washington Post تحقيقاً صحفياً حول رجل اسمه Peter Houghton وقد أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: "إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم، بوعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء من حياتي كما كنت من قبل". أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم! لم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله، لقد فقَد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة، كذلك فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل أو ما نسميه الحدس. حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل!! حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ يقول البرفسور Arthur Caplan رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا: "إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة". القلب الاصطناعي هو عبارة عن جهاز يتم غرسه في صدر المريض يعمل على بطارية يحملها المريض على بشكل دائم ويستبدلها كلما نفدت، هذا الجهاز أشبه بمضخة تضخ الدم وتعمل باستمرار، وإذا وضعت رأسك على صدر هذا المريض فلا تسمع أي دقات بل تسمع صوت محرك كهربائي! إن أول قلب صناعي تم زرعه في عام 1982 وعاش المريض به 111 يوم، ثم تطور هذا العلم حتى تمكن العلماء في عام 2001 من صنع قلب صناعي يدعى AbioCor وهو قلب متطور وخفيف يبلغ وزنه أقل من كيلو غرام (900 غرام) ويتم زرعه مكان القلب المصاب. أما أول قلب صناعي كامل فقد زرع عام 2001 لمريض أشرف على الموت، ولكنه عاش بالقلب الصناعي أربعة أشهر، ثم تدهورت صحته وفقد القدرة على الكلام والفهم، ثم مات بعد ذلك. http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image2.JPG زرع القلب الصناعي لمريض، ويقول العلماء إن النتائج التي وصلوا إليها، والخلل الكبير في الإدراك والفهم الذي يعاني منه صاحب القلب الصناعي يؤكد بأن القلب له دور أساسي في الفهم والإدراك، وأن القلب هو أكثر من مضخة، إن قلب الإنسان أكثر تعيداً مما نتصور! لقد فشل القلب الصناعي كما أكدت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لأن المرضى الذين تمت إجراء عمليات زرع هذا القلب لهم ماتوا بعد عدة أشهر بسبب ذبحة صدرية مفاجئة، دماغ في القلب إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها. نلاحظ أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك. إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب. ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع. ذبذبات من القلب يقول الدكتور بول برسال Paul Pearsall إن القلب يحس ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم مناعة الجسم، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته. ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟ إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذن القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات! ومن الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد "رياضيات القلب" HeartMath أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم!!! http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image3.GIF أجرى معهد رياضيات القلب العديد من التجارب أثبت من خلالها أن القلب يبث ترددات كهرطيسية تؤثر على الدماغ وتوجهه في عمله، وأنه من الممكن أن يؤثر القلب على عملية الإدراك والفهم لدى الإنسان. كما وجدوا أن القلب يبث مجالاً كهربائياً هو الأقوى بين أعضاء الجسم، لذلك فهو من المحتمل أن يسيطر على عمل الجسم بالكامل. المنحني الأسفل يمثل ضربات القلب، والمنحنيات الثلاثة فوقه تمثل رد فعل الدماغ وكيف تتأثر تردداته بحالة القلب. كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ. القلب والإدراك في بحث أجراه الباحثان Rollin McCraty و Mike Atkinson وتم عرضه في اللقاء السنوي للمجتمع البافلوفي عام 1999، وقد جاء بنتيجة هذا البحث أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وقد أثبت الباحثان هذه العلاقة من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، فوجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل. إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة وتؤكد على أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات القلب لديك، تنعكس على نشاطه الدماغي!! أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك. http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image4.JPG في هذه الصورة رجل يعيش بقلب صناعي، إنه يرتبط بشكل دائم بأشرطة من أجل التغذية بالبطارية، إن الذي تجري له عملية تركيب قلب اصطناعي يفقد الإحساس بكثير من الأشياء من حوله وتصبح ردود أفعاله شبه منعدمة، وتحدث تغييرات كبيرة جداً في شخصيته. وهذا يثبت عمل القلب في التفكير وفي ردود الأفعال وفي توجيه الدماغ أيضاً. السبق القرآني في علم القلب إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة: 1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي. 2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم. 3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23]. 4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحدث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154]. 5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100]. 6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93]. 7- تؤكد التجارب الجديدة أن مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى: (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 16]. 8- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41]. 9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2]. الإعجاز في السنة النبوية لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه]. أفضل علاج للقلب يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وقد وجدتُ بالتجربة أن تلاوة هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً تؤدي إلى استقرار كبير في عمل القلب، والله أعلم. وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]. http://farm1.static.flickr.com/45/13...e083cdca_m.jpg |
تأثير القول المعروف
http://www.kaheel7.com/userimages/412585825.JPG هذه دراسة جديدة تؤكد الأثر الكبير الذي تتركه الكلمة الطيبة أو الكلمة الخبيثة على الآخرين، حيث وجد العلماء منطقة في الدماغ تختص بالذكريات المؤلمة، لنقرأ.... كثير من الناس يجهلون تأثير الكلمة على الآخرين، فالكلمة الطيبة قد تكون سبباً في شفاء إنسان أو سعادة آخر، وقد تكون الكلمة الخبيثة سبباً في إيذاء الآخرين أكثر من الضرب! والذي دعاني لكتابة هذه المقالة بحث أجراه علماء أمريكيون حول تأثير الكلمة الخبيثة، ولكن قبل أن نتحدث عن نتائج هذه الدراسة التي تم نشرها الدراسة في جريدة العلوم النفسية، أود أن أتذكر معكم آية كريمة حول تأثير الكلمة. يقول تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) [إبراهيم: 24-26]. ويؤكد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذا المعنى عندما أخبر بأن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يدخل بها الجنة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً تهوي به في جهنم سبعين خريفاً! وهذا يعني أن المؤمن ينبغي أن يكون دقيقاً في كلامه ويختار الكلمة الطيبة دائماً لأن الكلمة لها تأثير كبير على الإنسان، فقد ذكر باحثون (على موقع بي بي سي) أن مقولة "إن العصا والحجارة يمكن أن تكسر العظام في حين أن الكلمات لا تؤذي" غير صادقة. فالذكريات المؤلمة المرتبطة بالتجارب العاطفية أكثر إيلاما من تلك المتعلقة بالألم البدني. وقال الباحثون في هذه الدراسة إن التغيرات التي تطرأ على المخ وتسمح لنا بالعمل في إطار جماعي أو مجتمعي يمكن أن تكون المفتاح لفهم هذا الأمر. وطلب في هذه الدراسة من عينة البحث، وهم متطوعون جميعهم من الطلاب، أن يكتبوا عن تجاربهم المؤلمة البدنية والعاطفية ثم يجرى لهم اختبار ذهني صعب بعد كتابة تلك التجارب بوقت قصير. والمبدأ الأساسي الذي اعتمدت عليه الدراسة أنه كلما كانت التجربة التي تذكرها الطالب أكثر إيلاما كلما كان أداؤه في الاختبار أسوأ. وكانت النتائج أفضل لدى تذكر تجارب الألم البدني عن الألم العاطفي. وقال الباحث شينسينج زين من جامعة بوردو في ولاية إنديانا الأمريكية إنه من الصعب إحياء ذكرى الألم البدني مقارنة بالألم العاطفي والاجتماعي. إن هناك جانباً في المخ قد يكون مسؤولاً عن التجارب والكلمات المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان هو القشرة المخية التي تقوم بعمليات معقدة تشمل التفكير والإدراك واللغة. إن هذا الجزء من المخ يحسن قدرة الإنسان على التكيف مع الجماعات والثقافات كما أنه مسؤول عن رد الفعل على الألم الذي له علاقة بالجماعة. ويقول مايكل هوجسمان الأخصائي في علم نفس الطفل في ألمانيا إنه من المرجح أن تكون عدة أجزاء في المخ تتعامل مع الألم العاطفي الذي يعتبر تأثيره أبعد مدى. أي أنه في الألم البدني يمكن رؤية الجراح والكدمات أما الألم العاطفي فهو يخلف في الغالب القلق والخوف. فلو قال تلاميذ لزميل لهم إنهم سيعتدون عليه بعد نهاية دوام المدرسة فهو سيعيش في قلق وخوف أكبر بكثير مما قد يحدث له بالفعل. ماذا نستفيد من هذه النتائج إن مثل هذه الدراسات والتي يقوم بها أناس غير مسلمين تؤكد صدق ما جاءت به رسالة الإسلام، فالله تعالى أمرنا أن نختار كلماتنا بحيث لا نؤذي بها الآخرين، وأن نؤثر إيجابياً على الآخرين، وهذه الآيات تدل على ذلك. يقول تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263]. ويقول أيضاً: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) [الحج: 30]. وقد أمرنا الله أن ندعو الناس بالتي هي أحسن وأن نجادلهم مجادلة طيبة ونختار الكلمة الأكثر تأثيراً بحيث نترك أثراً إيجابياً لديهم ليأخذوا فكرة صحيحة عن الإسلام، يقول تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125]. إن مثل هذه الأبحاث يجب أن تزيدنا يقيناً بمدى تأثير الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة كما أخبر بذلك سيد البشر عليه الصلاة والسلام، وانظروا معي كيف قدَّم الله ذكر الكلمة الطيبة على الصلاة التي هي عماد الدين، في خطابه لبني إسرائيل: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَوَآَتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة: 83]. كذلك يجب عليك أخي المؤمن أن تعلم أن كل كلمة تطلقها إنما تترك أثراً في دماغ المتلقي، وهذا الأثر لا يزول بمرور الأيام بل يبقى، لذلك احرص على أن تترك الأثر الطيب في دماغ وقلوب الآخرين، فلا تدري قد تكون كلمة تقولها سبباً في دخولك الجنة يوم لقاء الله! |
المودة والرحمة بين الزوجين لعلاج الأمراض!
http://www.kaheel7.com/userimages/happieness.JPG هناك العديد من الطرق للشفاء، ولكن هل تعلمون أن السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لعلاج الأمراض وزيادة مناعة الجسم؟!!.... جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]. إنها آية عظيمة لا نزال نكتشف أسرارها يوماً بعد يوم. فالذي يتأمل هذه الآية يدرك أهمية العطف والرحمة والمودة بين الزوجين، ويدرك أيضاً أن الله وضع لنا طريقاً للنجاح والشفاء والسعادة في حياتنا الزوجية، وهو أن نسلك طريق المودة والرحمة. ولكن وللأسف ابتعدنا كثيراً عن هذا الطريق فبدأت المشاكل بالظهور وبخاصة ظاهرة الطلاق التي انتشرت كالنار في الهشيم! وهناك العنف المنزلي وهناك ظاهرة التفكك الأسري، وهناك ملايين الأزواج لا يحسون بالسعادة مع أزواجهم، لماذا؟ الجواب نجده في الآية السابقة، وقد لخصه الله لنا بكلمتين: (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فطالما بقيت المودة والتعاطف والتراحم بين الزوجين كانت الحياة سعيدة وهادئة، وبمجرد غاب هذين "المؤشرين" عن المنزل اختفت السعادة وانقلبت الحياة إلى جحيم لا يُطاق. ولكن الجديد الذي كشفت عنه الدراسات العلمية أن الشجار العائلي هو سبب واضح لضعف المناعة، وأن آثار هذا الشجار لا تنعكس فقط على الراحة النفسية، وإنما تؤدي إلى هشاشة المناعة لدى الأشخاص الذين يعانون منه. وقد أثبت ذلك دراسة واختبارات أجراها خبراء من الولايات المتحدة مؤخراً (حسب وكالة الأنباء الألمانية) فقد جاء على موقعهم ما يلي: توصلت مجموعة من الخبراء الأمريكيين إلى نتيجة مفادها بأن مناعة الإنسان تتأثر سلبا في حال نشوب الخلافات العائلية. هذه هي نتيجة دراسة أُجريت على 42 عائلة تنشب فيها خلافات زوجية. في الوقت ذاته أكد الباحثون بأن الشجار العائلي وعدم الوفاق بين الزوجين يؤدي في غالب الأحيان إلى تردي الوضع الصحي للعائلة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية. وكان بعض الباحثين السويديين قد أثبتوا أن الخلافات العائلية تؤدي في معظم الحالات إلى نوبات قلبية مضاعفة لدى أولئك الذين يعانون أصلاً من أمراض قلبية! كذلك بينت الدراسات أن ضغط العمل قد لا يؤدي إلى المضاعفات التي قد يؤدي إليها الشجار العائلي. صورة لخلايا عصبية في دماغ الإنسان وهي التي تخزن البرامج اللازمة لإعطاء الأوامر للنظام المناعي ليقوم بأداء مهامه، ولم يتعرف الخبراء حتى هذه الأيام على كيفية تأثير الضغط النفسي على النظام المناعي للجسم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية. لكن من المتوقع أن حركة الأعصاب غير الاعتيادية تلعب دوراً هاماً في إضعاف جهاز المناعة لديهم. وبما أن المناعة على علاقة في شفاء أنسجة الأوعية التالفة لدى الإنسان. وقد أثبت الباحثون أن اختفاء الرحمة بين الزوجين سبب رئيسي للإصابة بالأمراض وبخاصة الأمراض المزمنة! قامت الدكتورة جانيس كييكولت-غلازر وزملاؤها، من القسم النفسي والجراحة الداخلية في جامعة كولومبس في مدينة أوهايو، بإجراء فحوصات على شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يعانون من خلافات عائلية. وفي هذا الإطار قام الأطباء بوضع أجهزة قياس تحت إبط الأشخاص الذين سيتم إجراء البحوث حولهم. وكانت إحدى الممرضات تأخذ عينات من الدم قبل الجرح وبعده. وكان الخبراء يقومون بطرح أسئلة معينة على المعني فحصهم، إلى جانب إجراء اختبارات نفسية معينة، إضافة إلى الطلب من الأزواج النقاش حول مواضيع محددة، وكانت نتائج هذه الاختبارات تبين كيفية تعامل الزوجين مع بعضهما البعض، إضافة إلى تقييم العلاقة الزوجية بناء على هذه النتائج. وقد أظهرت النتائج بأن أكثر من ثلث الأزواج الذين تم إخضاعهم للفحص يعيشون حالة عداء فيما بينهم. إذ قام هؤلاء بالتعبير عن غضبهم بكلمات نابية أثناء النقاشات في المواضيع المحددة. كما قاموا بحركات غير مألوفة في الحياة اليومية للزوجين مع اتهامات غريبة. وكان الأزواج الموضوعين تحت الاختبار لا يرغبون بالإصغاء لبعضهم أثناء الشجار. وقد أثبتت الدراسة بأن فترة شفاء الجروح لدى الأزواج الذين يتعاركون فيما بينهم تطول أكثر منها لدى الأزواج الذين تسود حياة الفرح والسعادة بينهم. نتائج هذه الدراسة إننا كمسلمين أكرمنا الله بنعمة الإيمان نفرح بأن الله تعالى قد أوصانا بالنساء وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. والنبي يقول: (استوصوا بالنساء خيراً) [رواه البخاري]. فهذه هي عظمة الإسلام، أنه جاء بالنفع والخير والشفاء لنا. وإذا بحثنا في أقوال علماء النفس ودراسات البرمجة اللغوية العصبية نجد نصائحهم للزوجين ومن أهمها أنك إذا كنتَ تشتكي من مشاكل زوجية في منزلك فحاول أن تقنع نفسك بأن زوجتك مثالية وفتش عن الأشياء الجميلة فيها، وحاول أن تبحث عن الأشياء التي تجذبك إليها، وأن تتذكر أن كل امرأة لديها الكثير من الأشياء الجميلة ولكن يجب أن تبحث وتنظر وترى الوجه المشرق، وعندها سيختفي الوجه المظلم! أحبتي هذه النصائح صدرت عن علماء نفس تخصصوا في علاج المشاكل الزوجية، وهناك آلاف الكتب قد أُلّفت حول هذا الموضوع، ولكن القرآن لخص لنا كل ذلك بسطر واحد، لنتأمل ونتعمق في هذه الكلمات الإلهية الرائعة، والتي أنصح أي واحد يعاني من مشكلة عائلية أن يردد هذه الكلمات: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا). |
النميمة والاكتئاب
إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتجنب الظن السيء والنميمة والغيبة والتجسس وغير ذلك من العادات القبيحة، يقول تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [الحجرات: 12]، إنها آية عظيمة شبه الله فيها من يتكلم على غيره بكلام يكرهه فكأنما أكل لحمه وهو ميت! والهدف من هذا التشبيه أن ينفِّرنا من هذه العادة السيئة، لأن الله تعالى يريد لنا الحياة السعيدة. ولكن ما كشفت عنه الأبحاث مؤخراً تؤكد صدق ما جاء في القرآن الكريم. فقد ثبُت علمياً أن الإكثار من الظن بالآخرين وبخاصة المقريبن مثل ظن الزوج بالزوجة أو العكس، إنما يؤدي إلى الكثير من الوساوس التي تصبح مزمنة يصعب التخلص منها. كما كشفت دراسة جديدة قام بها باحثون في جامعة فلوريدا الأمريكية أن نشر الإشاعات، والنميمة الاجتماعية، قد لا يؤذيان طلاب المدارس المراهقين جسدياً إلا أنهما يؤديان إلى نتائج ضارة على صحتهم النفسية، و قد تمتد معهم لفترة طويلة من حياتهم من المحتمل أن تصل إلى مرحلة الشباب. وأثبتت دراسات أخرى أن كثرة الكلام والثرثرة وحب التجسس ومراقبة الآخرين، يؤدي مع الزمن إلى ضعف الذاكرة ويؤثر على نظام عمل القلب، حتى إن الدماغ يتأثر بما يسميه العلماء "عقدة التجسس" والتي يعاني منها كثيرون اليوم. وأثبتت الدراسة أن هناك صلة بين ما يصفه الباحثون بظاهرة "الوقوع ضحية العلاقات الاجتماعية" أثناء مرحلة المراهقة، وبين حدوث الكآبة والقلق في المرحلة الأولى من الشباب. ويلجأ بعض الأشخاص إلى تشويه المكانة الاجتماعية للفرد وعلاقاته الاجتماعية، وذلك بحجزه، أو منعه من الاندماج في النشاطات الاجتماعية، ونشر الإشاعات عنه هذا ما يتسبب في تزايد حالات الكآبة والقلق لدى بعض الشباب. إن مرض الوسواس القهري انتشر كثيراً في هذا العصر بسبب التطورات التكنولوجية الرهيبة والمتسارعة، حيث نجد أن بعض الناس لا يستوعبون هذا التطور التقني فيصابون بنوع من أنواع الوسوسة، ونقول كمسلمين إن مصدر هذه الوساوس هو الشيطان الذي تهمله الأبحاث العلمية. فالعلماء اليوم يتحدثون عن كل شيء باستثناء الشيطان! هذا المخلوق الذي هو ضعيف جداً ولكن تأثيره قوي على من غفل عن كتاب الله تعالى. والقرآن علمنا كيف نتقي شر هذا الشيطان ووسوسته بكلمات قليلة ولكنها كالقنبلة على الشيطان. يقول تعالى يأمر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من وساوس الشيطان: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98]. فهل تردِّد هذه الآيات كل يوم عزيزي القارئ؟ وهل تدرك أهمية هذا السلاح في مواجهة أمراض العصر؟ إن المؤمن هو الأكثر سعادة في هذه الحياة، على عكس ما يروج الملحدون له، لأن التعاليم القرآنية جميعها تهدف إلى إسعاد المؤمن الذي رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فهذه هي السعادة الحقيقية. من هنا ندرك أهمية التعاليم القرآنية في الوقاية من الاكتئاب والإحباط وغيرها من الاضطرابات النفسية، ونقول لكل من لا تعجبه تعاليم هذا القرآن أو يعتبر أن القرآن لا يتماشى مع روح العصر والتطور: أليس ما يكشفه علماء النفس اليوم هو نفس ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟! |
الإنسان ذلك الكائن العجيب
http://www.kaheel7.com/userimages/human_body.JPG هل فكرت يوماً أن تنظر إلى جسدك وتساءلت ممَّ يتركب، إنه بساطة عبارة عن ماء وتراب! يقول تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)..... الإنسان هو كائن حي من أعقد الأحياء على وجه الأرض، كشفت البحوث الطبية عن حقائق مذهلة تدل على عظمة الخالق تعالى القائل: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) [الذاريات: 21]. والإنسان يتألف من عدد ضخم من الأجهزة أهمها القلب. فالقلب هو من أعجب الآلات في جسم الإنسـان، فهـو يضخ كل يوم أكثـر من (8000) لتراً من الدم. في دماغ الإنسان أكثر من مئة ألف مليون خلية!! جميعها تعمل بنظام دقيق ومُحكم. وفي كل عين يوجد أكثر من مئة مليون من المستقبلات الضوئية. وفي كل أذن أكثر من ثلاثين ألف خلية سمعية! وفي دم الإنسان أكثر من(25) مليون مليون كرية حمراء وأكثر من (25) ألف مليون كرية بيضاء. في معدة الإنسان يوجد أكثر من ألف مليون خلية! وفي اللسان توجد أكثر من تسعة آلاف حليمة ذوقية. وفي كل يوم يتنفس الإنسان أكثر من(25) ألف مرة يسحب خلالها اكثر من(180) ألف لتر من الهواء! وهكذا حقائق لا تنتهي وأرقام ضخمة أكبر من التصور. كل هذه التعقيدات سخرها الله تعالى لراحة الإنسان واستمرار حياته على أحسن حال، يقول تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين) [السجدة: 7]. لقد برز علم الحياة أو الأحياء إلى الوجود مع اكتشاف الإنسان لأسرار الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان. والحقيقة الثابتة التي يؤكدها علماء الأحياء هي أنه لا وجود للحياة من دون ماء. فالماء يمثل نسبة جيدة في تركيب خلايا أي كائن حي، وانعدام الماء يعني الموت! حتى إن عمل هذه الخلايا يعتمد أيضاً على الماء، فهو المحرك للتفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان والحيوان والنبات.وهنالك شبه تأكيد لدى العلماء بأن الحياة بدأت من الماء، وهنا يأتي كتاب الله تعالى ليؤكد هذه الحقائق ويردّ جميع أشكال الحياة للماء، يقول تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ويقول الله تعالى عن بداية خلق الدواب التي تدبُّ على الأرض وأنها مخلوقة من الماء: (والله خلق كل دابة من ماء) [النور: 45]. حتى إن الأرض الجافة الميتة التي لا يُرى فيها أي مظهرٍ للحياة عندما يُنْزِل الماء عليها تجد أن أشـكال الحياة قد بدأت من النباتات والحشرات والحيوانات وغير ذلك، يقول تعالى: (والله أنزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) [النحل: 65]. إن العلماء اليوم يقولون إن هنالك آثاراً للماء على كوكب المريخ وهذا ما يدفعهم للاعتقاد بأنه يمكن لحياة بدائية أن تكون موجودة على هذا الكوكب. إذن الحقيقة العلمية المؤكدة هي أنه حيث يوجد الماء توجد الحياة، حتى إن الإنسان على سبيل المثال يتركب جسمه من الماء ومعادن وأشباه معادن. يشكل الماء في جسم الإنسان بحدود الثلثين! والثلث الباقي هو مواد جافة جميعها موجودة في التراب والماء أي الطين. لقد تمَّ تحليل مكونات جسم الإنسان وعناصره الأساسية، والإنسان يتكون بشكل رئيسي من الماء فثلثي الإنسان هو ماء! وهنا نتذكر قول الحق عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [الأنبياء: 30]. ولكن ماذا عن مكونات الإنسان غير الماء؟ إنها بالضبط العناصر الموجودة في التراب. فمكونات الجسم البشري هي الكربون والكلور والكبريت والفوسفور والكالسـيوم والحديد.. وغيرها وجميع هذه المواد موجودة في تراب الأرض. وهذا دليل علمي على أن الإنسان مخلوق من التراب. يعتبر الإنسان من أعقد المخلوقات على وجه الأرض، فجسده يحوي تريليونات الخلايا، وكل خلية أشبه بجهاز كمبيوتر فائق الدقة، وتعمل هذه الخلايا بالتناسق والتناغم فلا نجد أي خلل أو اضطراب، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، هذا الإله العظيم ألا يستحق أن نسجد له شكراً؟! يقول عز وجل مخاطباً أولئك الملحدين الذين لا يؤمنون بالحياة بعد الموت: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) [الحج:5]. ويقول تعالى أيضاً عن خلق البشر: (ومن آياته أن خلقكم من تراب) [الروم:20]. وعندما يجتمع الماء والتراب يشكلان الطين، وهذا هو أصل الإنسان. يقول تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) [المؤمنون: 12]. ونتذكر قول الحق عز وجل هنا عن خلق البشر من الماء: (وهو الذي خلق من الماء بشراً) [الفرقان: 54]. إذن الإنسان مخلوق من الماء بنسبة الثلثين تقريباً، والتراب بنسبة الثلث تقريباً. والآيات القرآنية تؤكد هذه الحقائق. إن القرآن عندما يتحدث عن خلق الإنسان وتركيبه إنما يعطينا التفاصيل الدقيقة. إن القرآن يخبرنا بمراحل خلْق الإنسان وتطوره في بطن أمه وبشكل يوافق تماماً أحدث معطيات العلم. فقد ثبت تماماً أن الإنسان يمر بمراحل في بطن أمه وقد سمى القرآن هذه المراحل بالأطوار في قوله تعالى: (وقد خلقكم أطواراً) [نوح: 14]. وقد كان يُظن في الماضي أن عملية خلق الجنين في بطن أمه هي عملية مستمرة، ولكن بعد تطور العلم تأكد أن هنالك عمليات متعاقبة للخلق وفق أطوار محددة وبنظام دقيق وهذا ما نجده في قوله تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق) [الزمر: 6]. فسبحان الله! هذا الكائن العجيب الذي يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولديه قدرات هائلة من الذكاء والتطور والتحكم والسيطرة على كوكب الأرض، هذا الكائن الذي صعد إلى القمر، ووصل إلى المريخ، وتمكَّن من استغلال ثروات الأرض والسيطرة والتحكم بما سخره الله له، هذا الكائن العجيب في نهاية المطاف هو عبارة عن ماء وتراب! |
القلب مسؤول عن العواطف هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 11/8/2007 نشرت جريدة Washington Post تحقيقاً صحفياً حول رجل اسمه Peter Houghton وقد أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: "إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم، بوعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء من حياتي كما كنت من قبل". أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم! لم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله، لقد فقَد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة، كذلك فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل أو ما نسميه الحدس. حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل!! حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ يقول البرفسور Arthur Caplan رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا: "إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة". القلب الاصطناعي هو عبارة عن جهاز يتم غرسه في صدر المريض يعمل على بطارية يحملها المريض على بشكل دائم ويستبدلها كلما نفدت، هذا الجهاز أشبه بمضخة تضخ الدم وتعمل باستمرار، وإذا وضعت رأسك على صدر هذا المريض فلا تسمع أي دقات بل تسمع صوت محرك كهربائي! إن أول قلب صناعي تم زرعه في عام 1982 وعاش المريض به 111 يوم، ثم تطور هذا العلم حتى تمكن العلماء في عام 2001 من صنع قلب صناعي يدعى AbioCor وهو قلب متطور وخفيف يبلغ وزنه أقل من كيلو غرام (900 غرام) ويتم زرعه مكان القلب المصاب. أما أول قلب صناعي كامل فقد زرع عام 2001 لمريض أشرف على الموت، ولكنه عاش بالقلب الصناعي أربعة أشهر، ثم تدهورت صحته وفقد القدرة على الكلام والفهم، ثم مات بعد ذلك. http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image2.JPG زرع القلب الصناعي لمريض، ويقول العلماء إن النتائج التي وصلوا إليها، والخلل الكبير في الإدراك والفهم الذي يعاني منه صاحب القلب الصناعي يؤكد بأن القلب له دور أساسي في الفهم والإدراك، وأن القلب هو أكثر من مضخة، إن قلب الإنسان أكثر تعيداً مما نتصور! لقد فشل القلب الصناعي كما أكدت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لأن المرضى الذين تمت إجراء عمليات زرع هذا القلب لهم ماتوا بعد عدة أشهر بسبب ذبحة صدرية مفاجئة، دماغ في القلب إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها. نلاحظ أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك. إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب. ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع. ذبذبات من القلب يقول الدكتور بول برسال Paul Pearsall إن القلب يحس ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم مناعة الجسم، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته. ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟ إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذن القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات! ومن الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد "رياضيات القلب" HeartMath أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم!!! http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image3.GIF أجرى معهد رياضيات القلب العديد من التجارب أثبت من خلالها أن القلب يبث ترددات كهرطيسية تؤثر على الدماغ وتوجهه في عمله، وأنه من الممكن أن يؤثر القلب على عملية الإدراك والفهم لدى الإنسان. كما وجدوا أن القلب يبث مجالاً كهربائياً هو الأقوى بين أعضاء الجسم، لذلك فهو من المحتمل أن يسيطر على عمل الجسم بالكامل. المنحني الأسفل يمثل ضربات القلب، والمنحنيات الثلاثة فوقه تمثل رد فعل الدماغ وكيف تتأثر تردداته بحالة القلب. كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ. القلب والإدراك في بحث أجراه الباحثان Rollin McCraty و Mike Atkinson وتم عرضه في اللقاء السنوي للمجتمع البافلوفي عام 1999، وقد جاء بنتيجة هذا البحث أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وقد أثبت الباحثان هذه العلاقة من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، فوجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل. إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة وتؤكد على أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات القلب لديك، تنعكس على نشاطه الدماغي!! أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك. http://www.kaheel7.com/userimages/heart-image4.JPG في هذه الصورة رجل يعيش بقلب صناعي، إنه يرتبط بشكل دائم بأشرطة من أجل التغذية بالبطارية، إن الذي تجري له عملية تركيب قلب اصطناعي يفقد الإحساس بكثير من الأشياء من حوله وتصبح ردود أفعاله شبه منعدمة، وتحدث تغييرات كبيرة جداً في شخصيته. وهذا يثبت عمل القلب في التفكير وفي ردود الأفعال وفي توجيه الدماغ أيضاً. السبق القرآني في علم القلب إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة: 1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي. 2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم. 3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23]. 4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحدث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154]. 5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100]. 6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93]. 7- تؤكد التجارب الجديدة أن مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى: (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 16]. 8- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41]. 9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2]. الإعجاز في السنة النبوية لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه]. أفضل علاج للقلب يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وقد وجدتُ بالتجربة أن تلاوة هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً تؤدي إلى استقرار كبير في عمل القلب، والله أعلم. وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]. http://farm1.static.flickr.com/45/13...e083cdca_m.jpg |
http://i32.tinypic.com/r10u9j.gif الطرُق في السماء هذا ما اكتشفه العلماء حديثاً وهو بالضبط ما أشار إليه القرآن في آيات عظيمة تؤكد لنا وجود طرق في السماء... لنقرأ.... في مقالة نشرها موقع وكالة ناسا يؤكدون أن الكون مليء بالمادة المجهولة التي يسمونها المادة المظلمة، هذه المادة تشبه الطرق في السماء، وهذه الطرق تتحرك عليها المجرات.. ويقول الباحث غراي: But in our case the city is a supercluster, the roads are dark matter, and the people are galaxies." يشبّه هذا الباحث التجمعات الهائلة للنجوم بالمدن، أما المادة المظلمة فهي الطرق، وأما المجرات فهي الناس الذين يتحركون عبر هذه الطرق. إذاً الحقيقة العلمية اليوم تقول بأن المجرات والنجوم لا يمكن أن تتحرك في فراغ!! كما كان الاعتقاد في السابق، بل لابد من وجود طرق خاصة بها تسبح عبرها. فالفراغ لا وجود له، إنما هناك مجرات وهناك مادة أخرى تسير المجرات عبرها. إن وجود طرق في السماء ليس غريباً على علمائنا رحمهم الله تعالى قبل مئات السنين، فهذا هو ابن منظور يقول في معجمه "لسان العرب" في معنى قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ): قال أبو إسحاق: وأهل اللغة يقولون: ذات الطرائق الحسنة. وهذا يدل على أن علماءنا استنبطوا من هذه الآية وجود طرق في السماء، وشكلها يشبه النسيج المحكم! المادة في الكون موزعة على ما يشبه النسيج المؤلف من طرق ضخمة جداً تمتد لملايين السنوات الضوئية (كل سنة ضوئية تساوي 10 مليون مليون كيلو متر)، وتتدفق المجرات عبر هذه الطرق وكأننا في مدينة مزدحمة بالمجرات، ولكن ليس هناك أي خلل أو فوضى، بل نظام مذهل ... فسبحان الخالق العظيم! وهنا أود أن أتذكر معكم هذه الآيات التي تأتي مطابقة تماماً لهذا الاكتشاف: 1- يقول تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون: 17]. هذه الآية تشير بوضوح إلى وجود طرق في السماء، وهو ما يتحدث عنه العلماء اليوم! 2- يقول تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فُصّلت: 12]. هذه الآية تتحدث عن شيئين: المصابيح والسماء، وهذا يطابق ما يقوله العلماء اليوم، فالمادة المجهولة هي السماء والمجرات والنجوم هي المصابيح! 3- يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. هذه الآية تشير إلى أن السماء قد بُنيت بناءً حقيقياً، وأنها تتسع وتكبر باستمرار، والعلماء اليوم يؤكدون أن المادة المجهولة عبارة عن طرق تمَّ بناؤها بإحكام وقوة وإتقان، وأنها تكبر وتتسع مع مرور ملايين السنين... سبحان الله انظروا إلى التطابق الكامل... ألا يشهد ذلك على صدق القرآن!1 |
العلماء يتمكنون من رؤية النسيج الكوني لأول مرة
في عام 2000 رأى العلماء ما يسمى النسيج الكوني من خلال الكمبيوتر، واليوم رصدوه بأعينهم من خلال المراصد العملاقة، فهل من إشارة قرآنية إلى هذا الأمر...... تمكن علماء فلك في تشيلي واليابان للمرة الأولى (عام 2009) من رؤية جزء من شبكة مجرات ترسم خريطة كونية لمجموعة تبعد نحو سبعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض. وأشار المرصد الأوروبي الجنوبي، إلى أن هذا الاكتشاف الذي يمكن رؤيته من خلال أكبر أجهزة التنظير في العالم يعتبر الأول من نوعه لبنية مجرات بهذا الحجم وعلى هذه المسافة، ويعطي هذا الاكتشاف مزيداً من المعلومات عن الخريطة الكونية وكيفية تكونها. وأوضح المرصد أن مجموعة المجرات تشكل خيوطاً تمتد على ملايين السنوات الضوئية وتشكل خريطة الكون، مؤكدين أن المجرات تتجمع حتى تشكل كتلاً كبيرة تبدو وكأنها عنكبوت على شباكها بانتظار المزيد لتبتلعه. http://www.kaheel7.com/userimages/7527257.JPG وأشار العلماء إلى أن الخيوط تبتعد مسافة 7،6 مليار سنة ضوئية عن الأرض وتمتد على نحو 60 مليون سنة ضوئية، ومن المرجح أن تكون هذه البنية ممتدة إلى ما بعد المنطقة التي رصدوها لذا تعهدوا بالقيام بالمزيد من الأبحاث. وأكد المرصد أن الفضل في هذا الاكتشاف يعود إلى "استخدام أكبر منظارين أرضيين في العالم"، وهما منظار مرصد "بارانال" في تشيلي ومنظار "سوبارو" من المرصد الوطني الياباني. http://www.kaheel7.com/userimages/01010255.JPG انظروا معي إلى هذه الخيوط القوية والعظيمة، فالخيوط التي نعرفها على الأرض يكون سمكها أقل من مليميتر واحد، ولكن تصوروا معي خيطاً كونياً سماكته 100000000000000000 كيلو متر (مئة ألف مليون مليون كيلو متر)، هذه سماكة الخيط فقط فتصوروا معي كم يبلغ طوله!! وهذا أرفع خيط يمكن أن نصادفه في الكون... لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله! عندما نخرج خارج الكون وننظر إليه نرى خيوطاً تم نسجها بإحكام مذهل. ولكن مادة هذه الخيوط ليست الحرير بل المجرات، والسؤال الذي يطرحه العلماء: مَن الذي صمّم هذا النسيج ومَن الذي حرَّك هذه المجرات وجعلها تصطف على هذه الخيوط المحكمة؟ إنه بلا شك الله تعالى الذي خلق هذه المجرات وأعطاها هذه البنية النسيجية الرائعة، وجعلها أشبه بخيوط العنكبوت حتى إن العلماء اليوم عندما رأوا هذه الخيوط قالوا بالحرف الواحد: إننا نرى خيوط الكون وهي تتشكل وتتباعد عن بعضها مثل خيوط النسيج والكون لا يزال في مراحله الأولى! وهذا يعني أن الخيوط ليست ثابتة بل تتباعد وكأننا نفتق قطعة من النسيج ونباعد خيوطها عن بعضها! إن هذا بالضبط ما أخبر عنه القرآن عندما قال: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. تأملوا معي هذه الآية العظيمة التي نزلت في القرن السابع الميلادي، في ذلك الزمن لم يكن لدى أحد من البشر فكرة عن النسيج الكوني والرتق والفتق، فكيف تمكن النبي الكريم، لو لم يكن رسولاً من عند الله، من التنبؤ برؤية غير المسلمين لهذا النسيج وهذه الخيوط؟؟! فالآية شديدة الوضوح في أن الكفار (وبالفعل العلماء الذين رأوا هذا النسيج هم غير مسلمين بل ملحدين)، وهؤلاء هم الذين تمكّنوا من رؤية الفتق (أي تباعد هذه الخيوط) ووصلوا إلى نتيجة هي اليوم شبة حقيقة، أن هذه الخيوط كانت مضغوطة على بعضها أشبه بقطعة القماش وهي ما سماه القرآن (رَتْقًا)، وبدأت هذه الخيوط بالتباعد أشبه بفتق هذه القطعة من القماش حيث بدأت خيوطها بالانفصال والتباعد بنظام كوني مدهش! العلماء اليوم غير متأكدين بالضبط من حدوث انفجار كبير نشأ عنه الكون، ولكنهم متأكدون ولا يشكون أبداً في وجود نسيج محكم تتباعد خيوطه باستمرار، وهذا يطابق تماماً الوصف القرآني (كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)، فسبحان الله! |
http://www.kaheel7.com/userimages/53898754.JPG هل تتخيل عزيزي القارئ أنه سيأتي يوم تستطيع فيه أن تصعد على سلم فضائي وتخرج خارج الأرض بسهولة!! لنقرأ ونتدبر .... طرح القرآن العديد من الإشارات الكونية لم يكن أحد يتصورها وقت نزولها. ومنها الصعود إلى السماء، يقول تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) [الحجر: 14-15]. فهذه الآية الكريمة تؤكد إمكانية صعود البشر إلى السماء واستمرارهم حتى يصلوا إلى منطقة تسكَّر فيها الأبصار وتغلق وتنعدم الرؤيا، وبالفعل خرج الإنسان خارج الغلاف الجوي ورأى الظلام الدامس الذي يحيط بالأرض، وتبين له أن النهار مجرد طبقة رقيقة جداً. ولكن هناك آية ثانية تتحدث عن تقنية الصعود وتؤكد إمكانية الصعود إلى السماء من خلال "سلم فضائي"، يقول تعالى: (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [الأنعام: 35]. ففي قوله تعالى: (سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ) إشارة إلى إمكانية تحقق الصعود من خلال السلّم. والعجيب أنه لفتت انتباهي مقالة جاءت تحت نفس العنوان: "سُلَّم إلى السماء Stairway to heaven " فقد أكد الباحثون أن الصعود إلى السماء من خلال سلّم يتم تركيبه هو أمر ممكن علمياً، ولا غرابة في ذلك! فقد كشف العلماء أنهم يعملون منذ أعوام على تطوير مصعد يماثل ذلك المستخدم في الأبنية العادية، لكنه مخصص لنقل ركاب من الأرض إلى محطات ومركبات في الفضاء، مشددين على أن ذلك سيفتح الباب أمام حقبة جديدة في تاريخ العالم، يمكن خلالها تناول طعام العشاء أو حضور السينما في محطات فضائية!! وذكر العلماء أن تطوير هذا النظام - الذي كان حتى فترة قريبة من بنات أفكار الخيال العلمي- ممكن خلال سنوات قليلة مقبلة، سيتمكن بعدها البشر من الوصول إلى الفضاء بصورة أسرع وأرخص وأكثر أمناً من وسائل النقل الحالية المتمثلة في الصواريخ. وقال ديفيد سميثرمن، المهندس في مركز جورج مارشال للأبحاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إن البحث في تطوير هذا النظام جائر علمياً، وإن كان هناك بعض العقبات الواجب تجاوزها. فالفكرة تعتمد على فرضيات بسيطة، أولها أن الأقمار الصناعية أو المحطات الفضائية يمكن تثبيتها في الفضاء عند نقطة معينة، وبالتالي يمكن مد أسلاك منها إلى سطح الأرض، وستثبت تلك الأسلاك في مكانها بالاعتماد على قانون "القصور الذاتي" الفيزيائي. http://www.kaheel7.com/userimages/Space_Lift_1.JPG يقول العالم الأمريكي "ديفيد سميثرمن" إن أبحاث بناء مصعد فضائي مهمة للغاية، لأنها تتيح لها بناء جسر مع الفضاء عوض شحن كل ما نرغب به عبر الصواريخ. والعقبات التي تعترض تطوير هذا النظام ما تزال كبيرة، أبرزها عدم وجود مادة معروفة قوية لدرجة تتيح استخدامها في بناء أسلاك ستحمل الأوزان الثقيلة من الأرض إلى الفضاء، علماً أن طول الأسلاك قد يصل إلى 22 ألف كيلومتر.http://www.kaheel7.com/userimages/st....elevator3.JPG ويحتاج العلماء إلى تطوير مادة خفيفة للغاية وأقوى بـ25 مرة من المواد المعروفة حالياً على الأرض. وهناك مشاكل لابد من معالجتها مثل حماية المصعد والأسلاك من حطام المركبات والأقمار الصناعية الذي يطوف في مدار الأرض، إلى جانب الكلفة الباهظة للنظام، والتي قد تصل إلى 20 مليار دولار. ويمكن إنجازه خلال عشر سنوات من الآن! وتجدر الإشارة إلى أن وكالة ناسا عرضت مبلغ مليوني دولار لمن يقدم دراسة عملية لمشروع "المصعد الفضائي" وهذا يعني أن الأمر مأخوذ على محمل الجد، وهناك علماء يدرسون بالفعل هذا المشروع... الذي طرحه القرآن قبل أربعة عشر قرناً!!! http://www.kaheel7.com/userimages/carbon_nanotube2.JPG سوف يستخدم العلماء تقنية النانو فيما يسمى nanotubes أي أنابيب دقيقة مصنوعة من الكربون، وهي أقوى من الفولاذ بمئة مرة. ولكي نتصور مدى دقة هذه الأنابيب فإن كل خمسين ألف أنبوب يساوي سمك شعرة واحدة فقط! والطريقة التي ستستخدم هي مدّ حبال من هذه الأنابيب من الأقمار الاصطناعية المثبتة في الفضاء باتجاه الأرض، ويمكن التسلق عليها والارتفاع بشكل آلي أشبه بإنسان يتسلق على سلّم، ولكن هذا السلم يمتد لـ 35000 كيلو متر!! http://www.kaheel7.com/userimages/spaceelevator1.JPG إن نقل كيلو غرام واحد إلى الفضاء الخارجي بالطريقة التقليدية (الصواريخ) يكلف ثمانين ألف دولار، بينما بطريقة السلّم الفضائي سوف تكلف 200 دولار فقط. ومن الفوائد الكبيرة لمصعد الفضاء تزويد الأرض بطاقة كهربائية لا تنفذ من خلال استثمار أشعة الشمس في الفضاء وتحويلها إلى كهرباء وإمداد الأرض بها. ومن الفوائد إزالة النفايات النووية والتخلص منها إلى الفضاء الخارجي لعدم تلويث الأرض. إن عرض السلم سيكون بحدود متر واحد، ولكن سماكته نصف سنتمتر. وسوف يحمل في كل مرة بحدود 20 طن، ويرفعها للفضاء الخارجي. وقد عرضت اليابان مبلغ خمسة مليارات دولار لهذا المشروع، ويقول البروفسور Yoshio Aoki مدير جمعية المصعد الفضائي في اليابان، إن هذا المشروع ممكن التحقيق إذا توافرت لدينا مادة قوية جداً ومرنة جداً من أجل بناء هذا السلم الفضائي. أحبتي في الله! ربما يقول بعض المشككين إن فكرة الصعود في سلم إلى السماء مطروحة من قبل نزول القرآن، وعلى عادة المشككين يقولون: إن محمداً صلى الله عليه وسلم اقتبس هذه الفكرة ممن سبقه. ولكي لا ندع مجالاً للشيطان فإن العلماء يؤكدون أن كاتب الخيال العلمي Arthur C Clarke هو أول من طرح فكرة الصعود إلى السماء عبر السلم الفضائي وذلك عام 1979 من خلال كتابه The Fountains of Paradise (المقالة موجودة على موقع مجلة Telegraph) ... لذلك فإن القرآن قد سبق هذا العالم بأربعة عشر قرناً كاملة إلى طرح فكرة المصعد الفضائي في قوله تعالى: (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ) بل إن الآية الكريمة تطرح فكرة جديدة وهي حفر نفق داخل الأرض يمكن أن يصل لأعماق كبيرة جداً قد يسهّل عملية السفر والتنقل بين القارات... وأخيراً ينبغي أن يعلم الجميع أن كل ما يطرحه القرآن هو الحق ولا يوجد في القرآن "خيال علمي" أو أساطير أو أوهام كما يدعي بعض المشككين. فالقرآن ذكر كلام النملة وبالفعل أثبت العلماء أن النمل يصدر ترددات صوتية يتخاطب بها، والقرآن تحدث عن احتمال الكذب عند الطيور وبالفعل كشف العلماء أن بعض الطيور تكذب! والقرآن تحدث عن أمواج عميقة في البحر، وجاء العلم وكشف هذه الأمواج بدون أي شك، والقرآن تحدث عن وجود دخان في الكون، وبالفعل اكتشف العلماء هذا الدخان... وهكذا لم يتحدث القرآن عن شيء إلا وثبُت صدقه عاجلاً أم آجلاً. ولذلك يا أحبتي فإن القرآن عندما يحدثنا عن حالة الضيق التي يعاني منها شخص يصعد في السماء، هذا المثال لم يكن من خيال محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو مثال واقعي من الممكن أن يتحقق... يقول تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 125]. وهذا يقودنا إلى طريقة جديدة في البحث، فكل الأمثلة التي ضرها الله في القرآن هي أمثلة حقيقية وقابلة للتطبيق، ولذلك فإن القرآن يفتح أمانا أبواباً جديدة للبحث. فكل ما جاء في القرآن واقعي ممكن التحقق. فعلى سبيل المثال يقول تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. والسؤال: هل قسوة القلب مجازية أم حقيقية؟ إننا نقول إنها قسوة حقيقية، ولو أُجريت قياسات دقيقة على قلوب مؤمنين وقلوب ملحدين، سوف نرى الفرق واضحاً، لأن قلب المؤمن يكون ليناً كما قال تعالى: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ) [الزمر: 23].... وهكذا مئات الأمثلة. ونقول: إن المصعد الفضائي عندما يتحقق (إن شاء الله) فهذا يعني أن القرآن هو أول كتاب يتحدث عن مثل هذا الإنجاز العلمي، وتجدر الإشارة إلى أن شكل هذا السلم لابد أن يكون متعرجاً وليس مستقيماً، لأن الله تعالى يقول: (يَعْرُجُونَ) أي يصعدون بخط منحنٍ ومتعرج، والله أعلم، وستكون هذه معجزة قرآنية تشهد بصدق هذا الكتاب العظيم، نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع وأن يبصّرنا بهذا القرآن، إنه على كل شيء قدير. |
الألماس في الفضاء
في مقالة بعنوان Diamonds in Space وجد العلماء أن الألماس موجود في الفضاء بكميات كبيرة جداً، وهو يتشكل على الأرض في درجات الحرارة والضغوط العالية. ولكنه يتشكل في الفضاء تحت ظروف مختلفة، حيث درجات الحرارة منخفضة جداً (240 درجة تحت الصفر) والضغط شبه معدوم! طبعاً الألماس ببساطة هو نفسه عنصر الفحم الذي نعرفه، ولكنه يختلف عن الفحم العادي أن ذراته تتوضع بطريقة خاصة لتمنحه الصلابة والبريق. http://www.kaheel7.com/userimages/752727.jpg في هذه الصورة التخيلية نرى حبيبات الألماس الصغيرة جداً تسبح بالقرب من أحد النجوم. وسبحان الله حتى السماء لم يتركها الخالق تبارك وتعالى، فزينها بالنجوم وزينها بالألماس!! وهنا أتذكر قوله تعالى مخاطباً المشككين: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق: 6]، ومعظم حبات الألماس توجد بالقرب من النجوم الحارة وكأنها تزينها. وفي هذه الآية يتجلى معنى جديد لكلمة (وَزَيَّنَّاهَا) التي تعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه السماء، فكما أن الألماس هو زينة للنساء، كذلك هو زينة للسماء، والله أعلم! http://i50.tinypic.com/2w57pxt.gif |
السماء والجاذبية
http://www.kaheel7.com/userimages/gravity-sky-1.JPG لو درسنا جميع آيات القرآن التي تتحدث عن السماء لوجدناها مطابقة لما نراه اليوم رؤية يقينية لهذا الكون الواسع، ماذا يدل ذلك؟ لنقرأ .... يقول عز وجل: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [الروم: 25]. في هذه الآية إشارة قوية إلى الجاذبية، وكما نعلم فإن الجاذبية لم يتم اكتشافها إلا في القرن العشرين، وتبين أن قوى الجاذبية تربط أجزاء الكون فلا يتفكك أو ينهار. وفي عام 1912 أعطى آينشتاين تفسيراً علمياً لسرّ ترابط الكون من خلال أمواج الجاذبية. ولكن القرآن تحدث عن هذا السر قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) فقوى الجاذبية هي مخلوق من مخلوقات الله يعمل بأمر الله، فالسماء والأرض وكل محتويات الكون لا يمكنها القيام والاستمرار والتماسك إلا بوجود هذه القوى الجاذبة، وهي أمر من عند الله تعالى. http://www.kaheel7.com/userimages/gravity-sky.JPG وفي هذه الصورة نرى "سديم النسر" وهو مجموعة من النجوم حديثة الولادة، وغيوم من الدخان الكوني، إنه بناء محكم. وفي مركز الصورة نرى ما يسميه العلماء "Pillars of Creation" أعمدة الخلق. والعلماء يتحدثون عن أعمدة من الجاذبية لا تُرى، ويمكن أن نتذكر قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [الرعد: 2]. فكثير من الآيات تشير إلى حقيقة الجاذبية الكونية، وهذه النجوم لا يمكن أن تتماسك لولا قوة الجاذبية. والعلماء من غير المسلمين يعتبرون أن قوة الجاذبية وُجدت هكذا بمجرد المصادفة، ولكن القرآن يحدثنا عن قدرة الله تعالى وتسخيرة لقوة الجاذبية لإمساك هذه النجوم، يقول عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41]. كذلك فإن العلماء يتحدثون في أبحاثهم عن "أبنية كونية عملاقة" تتألف من المجرات والقرآن سبقهم للحديث عن هذه الأبنية وسماها "البروج" يقول عز من قائل: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16].... وهكذا عشرات الآيات تأتي مطابقة لما يراه العلماء اليوم بأحدث التلسكوبات. ونقول لأولئك المشككين: بالله عليكم هل يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم وهو نبي أمي أن يقدم وصفاً دقيقاً للكون كما نراه اليوم؟ إن هذه الآيات هي دليل صادق على أنه نبي مرسل من عند الله تعالى، وأن كل كلمة في هذا القرآن هي الحق من عند الله، وأذكر في هذا المقام قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [يونس: 53]. ملاحظة: لفت انتباهنا أحد الإخوة جزاهم الله خيراً إلى أن الجاذبية هي اكتشاف إسلامي وليس غربي! وهذا ما نراه واضحاً في كلام البغدادي الذي تحدث عن قوانين الجسم المقذوف والسقوط الحر فقال: "فكذلك الحجر المقذوف فيه ميل مقاوم للميل القاذف؛ إلا أنه مقهور بقوة القاذف؛ ولأن القوة القاسرة عرضية فيه، فهي تضعف لمقاومة هذه القوة والميل الطبيعي ولمقاومة المخروق.. فيكون الميل القاسر في أوله على غاية القهر للميل الطبيعي، ولا يزال يضعف ويبطئ الحركة ضعفًا بعد ضعف وبطئًا بعد بطء حتى يعجز عن مقاومة الميل الطبيعي، فيغلب الميل الطبيعي فيحرك إلى جهته". وهذا يشير بوضوح إلى أن البغدادي يتحدث عن تأثير الجاذبية الأرضية. وكذلك تناول عدد من علماء المسلمين موضوع تسارع الجاذبية الأرضية مثل الخازن في كتابه "ميزان الحكمة"، وهذا يدل على سبق علماء المسلمين للغرب في هذا المجال. http://sub3.rofof.com/img5/012uqwft11.jpg |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
النجم القطبي بوصلة السماء http://www.kaheel7.com/userimages/polar-star-0.JPG كم من النعم من حولنا ولا ندركها ولا نحمد الخالق عز وجل عليها، ومن هذه النعم نعمة النجم القطبي وهو نجم عجيب... لنقرأ ونتأمل.... من رحمة الله تعالى بنا أنه سخر كل شيء لخدمتنا، فسخر الأنهار والبحار والنباتات والحيوانات... وحتى النجوم سخرها لنا كوسيلة للتوجه ومعرفة الاتجاهات. ومن الأشياء التي سخرها الله لنا النجم القطبي. هذه صورة لنجم القطب الذي طالما اهتدى به الناس في ظلمات البر والبحر. يقول العلماء إن النجم القطبي (A) هو نجم عملاق ويبث ضوءاً يفوق ضوء الشمس بألفي مرة، ولكن هذا النجم ليس وحيداً إنما خلق الله له نجماً قزماً (Ab) قريباً منه ليؤنس وحدته، ونجماً آخر بعيداً عنه (B)، ولذلك فهو يشكل منظومة ثلاثية تدور وتسبح بنظام رائع! هذا النجم يبعد عنا مسافة تقدر بـ 430 سنة ضوئية، أي أن الضوء الصادر من هذا النجم يستغرق 430 سنة حتى يصل إلى الأرض، ولو فرضنا أن هذا النجم انفجر اليوم فلن يرى سكان الأرض هذا الحدث إلا بعد مرور 430 سنة! صورة للنجم القطبي ويظهر قريباً من النيزك في هذه اللقطة، وهذا النجم نراه في جهة الشمال دائماً، وقد سخره الله للبشر طيلة آلاف السنين كبوصلة أثناء رحلاتهم في الليل سواء في الصحراء أو في البحار. لقد سخر الله لهذا النجم مساراً محدداً يتوافق مع حركة دوران الأرض أي أن النجم يقع على محور دوران الأرض وبالتالي لا نراه يدور حول الأرض مثل بقية النجوم بل نراه ثابتاً (مع العلم أنه يتحرك مثله مثل بقية النجوم)، وقد اختار الله له المسافة الصحيحة عن الأرض ليُرى بوضوح في الليل، واختار له حجماً مناسباً وقوة إشعاع مناسبة ولولا ذلك لم يتمكن البشر من رؤيته والاهتداء به لآلاف السنين!! كل هذه الصفات جعلت من هذا النجم بوصلة في السماء يهتدي بها البشر ويعرفون الاتجاهات وبخاصة أثناء السفر في البحر، وحتى يومنا هذا يستخدم علماء الفلك هذا النجم لتحديد مواقع النجوم الأخرى ويستخدمه الطيارون ورواد الفضاء أيضاً... وهذه النعمة العظيمة حدثنا عنها الله تعالى، يقول تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16]، فهل نقدّر هذه النعم العظيمة؟ وسبحان الله! على الرغم من هذه الآيات الواضحة نجد من ينكر نعمة الله ويجحد وجود الخالق العظيم، ولذلك قال تعالى في الآية التاليةhttp://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gifأَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 17-18] http://img512.imageshack.us/img512/5513/is0041lw9.gif |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
والليل إذا يغشى http://www.kaheel7.com/userimages/night-000.JPG من خلال الصور سوف نكتشف دقة كلمات القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) ونرى عظمة الخالق تتجلى في كلمات كتابه، لنقرأ ونتأمل.... يقول تبارك وتعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) [الليل: 1-2]. سؤال يخطر بالبال: لماذا جاء هذا النص الكريم بهذا الشكل؟ بكلمة أخرى: لماذا استخدم الله مع الليل كلمة (يَغْشَى) ومع النهار كلمة (تَجَلَّى)، وهل توجد معجزة وراء ذلك؟ والجواب أن الأساس في الكون هو الظلام، وأن النهار هو حالة خاصة، ويؤكد العلماء أن معظم الكون يغشاه الظلام، ونسبة الضوء أو النهار في الكون أقل من 1 % من حجمه! ولذلك فإن الليل يغشى كل شيء في الكون، أما النهار فهو ينجلي في أماكن محددة من الكون. صورة لمجرة تسبح في الكون ويغشاها الظلام من كل جانب، بل إن الظلام يغشى الكون بالكامل، ونسبة الضوء الذي نراه في الكون أقل من 1 بالمئة! إن شمسنا تنتمي لمجرة تشبه المجرة التي نراها في الصورة. انظروا كيف أن الظلام يحيط بهذه المجرة ويغشاها، وعندما نبتعد عن هذه المجرة تظهر مثل نقطة باهتة في الظلام السحيق، انظروا معي إلى هذه المجرات البعيدة والتي يغشاها الظلام من كل جانب: صورة لعدد من المجرات (وكل مجرة تحوي مئات المليارات من النجوم) هذه المجرات تسبح بنظام دقيق، ويغشاها الظلام ويشكل أكثر من 99 % من الجزء المدرك من الكون. ولذلك فإن وجود هذا القسم بالليل وبهذه الصياغة: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)، هو دليل على أن صاحب هذا القسم يرى الكون من فوق، أي هو خالق الكون عز وجل. والدليل على ذلك أن الناس في زمن نزول القرآن لم يكونوا يفرقون بين الليل والنهار علمياً. فكما نعلم فإن النهار هو الضوء وهو عبارة عن "فوتونات" بينما الظلام هو غياب هذه الفوتونات الضوئية. وبالتالي فإن القرآن عندما يستخدم كلمة (يَغْشَى) مع الليل فهذا استخدام صحيح علمياً لأن الليل بالفعل يحيط بالضوء من كل جوانبه. بينما نجد أن هذه الكلمة لا تُستخدم مع النهار أبداً، أي أن الله تعالى لم يقل "والنهار إذا يغشى" بل قال: (وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) ليدلنا على أن النهار أو الضوء يزيح الظلام ويبعده ويأخذ مكانه، وهذا بالضبط ما يحدث. إذاً كلمات القرآن دقيقة من الناحية العلمية. صورة بالأبعاد الحقيقية للأرض والقمر، تأملوا معي كيف أن الظلام يغشى الحجم الأكبر وبالتالي يناسبه كلمة (يغشى)، أما الضوء (أو النهار) فلا يشغل إلا مساحة صغيرة جداً، وبالتالي تناسبه كلمة (تجلى). وتحضرني قصة طريفة عن دقة كلمات القرآن عندما جاء أحد الملحدين الغربيين إلى عالم مسلم وقال له إن كتابكم يحوي خطأً كبيراً؟ فقال له العالم المسلم ما هو؟ فقال: إن كتابكم يقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]، وقد جعل الله لنا سبيلاً عليكم فنحن نتفوق عليكم في جميع المجالات ونسيطر عليكم وعلى أمم الأرض سيطرة تامة؟ فقال العالم المسلم: صدق الله سبحانه وتعالى! فأنتم كفار ونحن مسلمون ولسنا بمؤمنين!! ولو كنا مؤمنين حق الإيمان لما استطعتم أن تسيطروا علينا!! ولو أن الله تعالى قال: " على المسلمين" لكان كلامك صحيحاً ، ولكنه قال: (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) والمسلمون اليوم كثير، ولكن المؤمنين قليل! وهكذا لو تأملنا أي كلمة في كتاب الله تعالى لوجدنا أنه لا يمكن إبدالها بأي كلمة أخرى، وهذا دليل مادي على أن هذا القرآن ليس كلام بشر، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
نظرية التطور الكوني: رؤية جديدة للزمن والقوانين الكونية http://www.kaheel7.com/userimages/time-law-space-0.JPG بعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تدبراً ودراسة تبين لي أن الكون ليس كما ينظر إليه العلماء اليوم، بل هناك أشياء كثيرة تحتاج لرؤية جديدة... نرجو الاطلاع على هذا البحث الهام.... مقدمة نقدم لإخوتنا القراء رؤية جديدة للزمن والكون والقوانين الفيزيائية التي وضعها الله لتنظم هذا الكون وتحفظ توازنه. وأود أن أخبركم في البداية بأن هذه النظرية مستوحاة بالكامل من القرآن الكريم وهي في معظمها تنقد الأفكار السائدة اليوم والتي يعتبرها العلماء ثوابت كونية. فبعد رحلة طويلة مع كتاب الله تعالى تبين أنه لا وجود لشيء ثابت في الكون، ومن هنا بدأت فكرة البحث، فالزمن يتغير ويتطور باستمرار، والقوانين الفيزيائية تتغير وتتطور، والمادة أيضاً تتغير وتتطور. وهذا يتفق مع قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) [الروم: 8]. ثم يقول بعد ذلك: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11]. وبناءً على هذه الآية فإن الخلق يبدأ من الصفر ثم يتطور ويتغير ثم يعود كما بدأ، أي أن هناك "دورة" كل مخلوق في الكون، والزمن هو مخلوق، والقوانين التي تحكم المادة مخلوقة، وكذلك المادة مخلوقة، وجميعها بدأت من الصفر وستعود إلى الصفر، ويبقى الله تعالى! لقد بدأت فكرة هذا البحث منذ 19 عاماً أي في عام 1990 عندما كنتُ أحفظ القرآن الكريم وبنفس الوقت أتابع جديد الاكتشافات العلمية في علم الفيزياء، وقد استوقفني حديث عظيم للنبي عليه الصلاة والسلام يؤكد أن المسافة التي تفصلنا عن السماء الدنيا هي مسيرة 500 سنة، وبين كل سماء والتي تليها مسير 500 سنة. ولكن الأرقام التي كنتُ أقرأها حول المسافة التي تفصلنا عن المجرات كانت أكبر من ذلك بكثير، حيث يعتقد العلماء اليوم أن في الكون مجرات يستغرق ضوؤها حتى يصل إلينا أكثر من 20000000000 (عشرين ألف مليون) سنة! ومن هنا نشأت فكرة لدي تقول: إن سرعة الضوء غير ثابتة بعكس ما يعتقده العلماء بناء على النظرية النسبية، ومن ثم تطورت الفكرة فوجدتُ أن القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون (مثل قانون التجاذب الكوني وغيره) هي أيضاً غير ثابتة. وبعد ذلك تطورت هذه الفكرة لأصل إلى نظرية ملخصها أن المسافات الكونية الكبيرة ليست كالمسافات الصغيرة، أي أن هناك تغيراً في المكان أو الفضاء، بحيث أننا لا يمكن أن نستمر في قياس المسافة إلى ما لا نهاية، بل هناك مسافة محددة يتوقف عندها الكون، وهناك زمن محدد لا يمكن تجاوزه، وهناك سرعة محددة في الكون لا يمكن تجاوزها. النظرية الجديدة المستنبطة من القرآن والسنة طبعاً يا أحبتي لدينا الكثير من الأفكار الإبداعية وكذلك الكثير من الشباب المسلمين، ولكن وبسبب "تخلفنا العلمي" لا نملك وسائل عرض هذه الأفكار إلا من خلال المجلات العلمية الغربية التي تقوم على الإلحاد أصلاً، وهذا لا يتفق مع مبادئ ديننا الحنيف، فأنا مثلاً أرفض أن أطرح أي بحث علمي إذا لم يرتبط بقدرة الله تعالى وبأن القرآن هو الأصل وأنه لا يمكن الفصل بين العلم والدين أبداً. وبسبب ذلك لا نجد من يتبنَّى مثل هذه النظريات المستمدة من القرآن والسنة!! ولذلك فإنني أقدم هذه النظرية اليوم ليتأكد كل من ينتقد الإعجاز العلمي أننا لا نجلس وننتظر الغرب حتى يكشف الحقائق، بل نسعى ونحاول ونجاهد في اكتشاف هذه الحقائق حسب الإمكانيات المتوافرة لنا، والقاعدة التي نعتمد عليها هي آيات القرآن الثابتة، على عكس علماء الغرب الذين لا يملكون أي قاعدة للبحث سوى ما يرونه ويلمسونه. النظرية الجديدة تتألف من ثلاثة أجزاء تتعلق بالمكان والزمن والقوانين كما يلي: تطور الزمن قال صلى الله عليه وسلم: (إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)، وفي هذا الحديث إشارة مباشرة وقوية إلى أن الزمن يتغير وليس ثابتاً، ولكن ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن "تيار الزمن" يجري بسرعة متغيرة مع مرور السنين، ويمكن أن طرح بناءً على الحديث الشريف، نظرية "دورة الزمن" أي للزمن دورة يتكرر فيها تشبه دورة الماء على الأرض (الدورة الهيدرولوجية). ولكن الدورة الهيدرولوجية تتكرر كل عام، أما "دورة الزمن" فتتكرر عبر مليارات السنين. وهذا يعني بالنتيجة أن سرعة الضوء ليست ثابتة كما يعتقد العلماء (300 ألف كيلو متر في الثانية)، بل تتغير باستمرار مع مرور الزمن. لأننا مثلاً لا يمكن أن نسير بالسيارة بسرعة مئة كيلو متر فجأة، لابدّ أن نبدأ من الصفر ثم نسرع ثم نبطئ ونتوقف! وكذلك الضوء عندما خلقه الله تعالى بدأ بسرعة تساوي صفراً ثم تطورت حتى وصلت إلى السرعة التي نراها اليوم، ثم ستتباطأ حتى الصفر. ولكي نفهم هذه النظرية ينبغي أن ننظر إلى الزمن على أنه "كائن حي" له بداية وله نهاية!! وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في آية عظيمة: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) [الأنعام: 2]. فالأجل هو الزمن، فكما أن الله تعالى حدَّد لكل مخلوق أجلاً كذلك حدَّد للزمن أجلاً ينتهي ويتوقف عنده، وذلك يوم القيامة، حيث إما خلود في النار أو خلود في الجنة. ومن هنا يمكن أن نقول إن الزمن بدأ من الصفر عند بداية خلق الكون، ثم تسارع حتى وصل إلى السرعة القصوى، ثم بدأ بالتباطؤ حتى يصل إلى الصفر من جديد، وهذه هي الفكرة الجديدة التي أود أن أطرحها من خلال هذا البحث. وبالتالي فإن سرعة الضوء في بداية خلق الكون كانت صفراً، ثم تسارعت حتى الحدود الحرجة، وهي الآن تتباطأ حتى يأتي زمن يتوقف الضوء عن الحركة ويتلاشى مثله مثل بقية المخلوقات في الكون، وهذا ما نجد له إشارة في قوله تعالى: (هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88]. تطور القوانين القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون مثل قانون التجاذب الكوني، غير ثابتة أيضاً، وفي بداية خلق الكون لم يكن هناك أصلاً أية قوانين، ولكن الله خلقها مع المادة الأولية التي خُلق منها الكون (يمكن أن نقول مجازاً لحظة الانفجار الكبير، وأود أن أسميه الفتق الكوني). وبعد ذلك تطورت هذه القوانين وهي تتغير باستمرار. ولابد أن ننظر إلى القوانين الفيزيائية على أنها "كائن حي" يتطور وأن لها دورة كذلك مثل الزمن. فعلى سبيل المثال فإن قانون الجاذبية الذي يقضي بأن أي جسمين في الكون تنشأ بينهما قوة تجاذب تتناسب عكساً مع مربع المسافة بينهما، هذا القانون ليس ثابتاً، بل في بداية الخلق لم يكن موجوداً أصلاً، وقد خلَقه الله مع المادة والزمن، وسوف يأتي زمن تزول فيه هذه القوانين، وتتلاشى وهنا نجد آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم: 48]. فالأرض سوف تتغير والسموات تتغير يوم القيامة. وفي هذه الآية إشارة إلى تغير طبيعة المادة، وبالتالي تغير طبيعة القوانين التي تحكم هذه المادة مصداقاً لقوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ). تطور المكان لكي تكتمل هذه النظرية لابد أن نتناول "المكان"! أو ما يسميه العلماء "الفضاء" فالمكان أصلاً لم يكن موجوداً في بداية الخلق، وبالتالي نشأ من نقطة صغيرة جداً وبدأ يكبر ويتطور ولازال يتوسع وهذا ما أخبر عنه القرآن في آية عظيمة: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. وللمكان دورة خاصة به يمكن أن أسميها "دورة المكان"، أي أن المكان بدأ من الصفر وسيعود إلى الصفر وفق دورة كونية محكمة تشهد على عظمة خالقها عز وجل. وهنا تتجلى آية لطيفة يقول فيها تبارك وتعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]. الفكرة الجديدة التي يقدمها هذا البحث هي أن كل شيء في هذا الكون متغير، وأن الله تعالى وكلامه لا يتغير. ويمكن تمثيل الكون المرئي بثلاثة محاور: الأول يمثل المكان، والثاني يمثل القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون، والثالث يمثل الزمن. وهناك معادلات تحكم تغير المكان والزمان والقوانين: القانون الأول: تغير القوانين/تغير الزمن (ق/ز)، والقانون الثاني هو: تغير المكان/تغير الزمن (م/ز). إن كل شيء في هذا الكون هو مخلوق مثله مثل الإنسان، يتطور ويتغير ثم يفنى، وهذا ينطبق على الزمن وعلى القوانين الرياضية وعلى المكان أيضاً. المعادلات الرياضية المطلوب إثباتها ينبغي أن نبحث عن نسبة تغير "انسياب الزمن" مع مرور مليارات السنين، ويمكن أن نضع المعادلات البسيطة التالية: القانون الأول: نسبة تغير القوانين الفيزيائية إلى تغير الزمن. القانون الأول: نسبة تغير المكان إلى تغير الزمن. فإذا ما تمكَّنا من معرفة هذين القانونين فسيكون من السهل علينا إعادة حساب عمر الكون، وعمر الأرض وعمر الإنسان على الأرض وغير ذلك من الأرقام التي تم قياسها على أساس أن القوانين ثابتة لا تتغير. يمثل هذا الشكل تغير سرعة الضوء مع مرور الزمن، حيث بدأت من الصفر ثم تطورت وتسارعت حتى تصل إلى الحدود القصوى ومن ثم تتباطأ حتى تتوقف. ونحن الآن ربما نقف بعد منتصف الطريق أي بعد السرعة القصوى في مرحلة تباطؤ الزمن حتى يتوقف يوم القيامة. إن هذا التغير لسرعة الضوء وللقوانين سوف يؤدي إلى إعادة تصحيح جميع القوانين الفيزيائية المعروفة اليوم، لمراعاة تغير الزمن وتغير هذه القوانين مع مرور الزمن. نتائج البحث فيما لو صحَّ هذا البحث ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني الكثير والكثير، وسوف نعدد ذلك في هذه النقاط: 1- بما أن سرعة الضوء غير ثابتة فهذا يعني أن جميع القياسات الكونية مثل حجم الكون ومواقع المجرات وسرعتها وبعدها عنا... كل ذلك سيتغير وسوف تبرز أرقام جديدة أكثر دقة من الأرقام التي بين أيدينا اليوم. أي أن عمر الكون لن يكون 13 مليار سنة كما يقدّره العلماء اليوم، بل سيكون أقل من ذلك بكثير. 2- كل الأرقام التي تحدد عمر الأرض وعمر الآثار وعمر الصخور وتاريخ وجود الإنسان وعمر الكائنات الحية... كل ذلك سيتغير وستكون هناك أرقام جديدة أقلّ من الأرقام الحالية. أي أنه سيتوجَّب على العلماء أن يدخلوا في حساباتهم الجديدة تغير القوانين الفيزيائية وتغير المكان وتغير انسياب أو تيار الزمن. وأخيراً ربما يتساءل القارئ الكريم: هل يتفق علماء الفيزياء مع هذه النظرية، أم أن هناك ما ينقدها وأقول: بناءً على المعرفة الحالية لا يمكن نقد أو إثبات هذه النظرية، وتبقى محل اختبار ودراسة حتى نتوصل إلى الأدلة الرياضية على ذلك. ولكنني كمسلم أعتقد بها لأنها تتفق مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
طبقات الغلاف الجوي السبعة http://www.kaheel7.com/userimages/earths-atmosphere.jpg هل طبقات الغلاف الجوي السبعة هي نفسها السموات السبع التي حدثنا عنها القرآن الكريم؟ سوف نصحح من خلال هذه المقالة هذا المفهوم الخاطئ.... لقد وجد العلماء أن الغلاف الجوي للأرض ليس كتلة مستمرة إنما هو طبقات بعضها فوق بعض، وكل طبقة تتميز بكثافة تختلف عن سابقتها. ولذلك فقد صنَّف العلماء طبقات الغلاف الجوي إلى سبع طبقات كما نرى في الشكل التالي. مع العلم أن الرقم سبعة له دلالات كثيرة في القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن بعض الباحثين اعتبر أن هذه الطبقات هي ذاتها السموات السبع التي جاء ذكرها في القرآن الكريم. ولكن هذا الباحث غفل عن قوله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. والمصابيح هي النجوم، والنجوم كما نعلم تقع خارج الغلاف الجوي بل خارج المجموعة الشمسية، وأقرب نجم إلينا يبلغ بعده 4.3 سنة ضوئية، كما نرى في الشكل التالي! ولو تأملنا المجرات في الكون نرى بأن هذه المجرات تتألف من مليارات النجوم، وهي تزين السماء أيضاً، ولذلك يمكن القول إن كل ما نراه من نجوم ومجرات هو في السماء الدنيا لأن الله يقول: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ)، أي أن هذه النجوم تزين السماء الأولى (الدنيا) أي الأقرب إلينا، وبقية السموات لا يعلم حدودها إلا الله تعالى وخلاصة القول: إن طبقات الغلاف الجوي تقع في السماء الدنيا، ومجموعتنا الشمسية تقع في السماء الدنيا، وكل المجرات تقع في السماء الدنيا كذلك، أما السماء الثانية والثالثة والرابعة... حتى السابعة فلم نتمكن من رؤيتها بعد، ولكن قد يكشف الله للعلماء أسرار هذه السموات في المستقبل، والله أعلم |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
انفجار أقدم نجم في الكون http://www.kaheel7.com/userimages/explode-star-old.JPG رصد العلماء مؤخراً أحد النجوم الذي يقع على حافة الكون المرئي، وبسبب انفجار النجم فقد أمكن رؤية الأشعة الصادرة منه، ولكن هل للقرآن حديث عن ذلك؟ لنتأمل.... العلماء يرصدون أقدم نجم يمكن رؤيته حتى الآن في سابقة لا مثيل لها، تمكن عالم الفضاء بجامعة هارفارد، إيدو بيرغر من رصد انفجارات لأشعة غاما صدرت عن نجمة عملاقة يزيد عمرها على 13 مليار سنة، مما يجعلها أقدم شيء يتمكن العلماء من رؤيته في تاريخ الكون. وقد أشار بيرغر إلى أن الانفجار استغرق 10 ثوان فقط، بحيث تمكن العلماء من رصد الضوء الناتج عن انفجارها والذي وقع قبل 13 مليار سنة، وذلك بعد مرور 600 مليون عام على نشأة الكون. انفجر هذا النجم قبل مرور 95 في المائة من عمر الكون الحالي، وبالتالي فهو أقدم شيء تمكن علماء الفلك من رصده حتى اليوم. إن هذا النجم المسمى GRB 090423، أكبر من شمسنا بحوالي 30 إلى 100 مرة، وعند أفوله كان قد أطلق كمية من الطاقة تتجاوز تلك الموجودة في الشمس عندنا بمليون مرة. وقد أكد هذا الباحث أن العلماء طالما ظنوا أن بعد نشوء الكون بستمائة مليون سنة، كانت هناك نجوم عملاقة ولكن "كان يعوزنا الدليل"، وهو ما توافر الآن بعد رصدنا هذا الانفجار الذي وقع قبل هذه المدة الطويلة. وأكد بيرغر أنه في السنوات القليلة المقبلة سيتمكن العلماء من تحديد أعمار المجرات وفي أي مرحلة من عمر الكون تشكلت، وذلك بصورة دقيقة، مما ينهي جميع الخلافات والنظريات المتباينة حول هذا الشأن. يذكر أن الانفجار والذي استغرق 13 مليار سنة كي تصل أشعته إلى الأرض، كان قد رصد بواسطة قمر "سويفت" الصناعي التابع للإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء الأمريكية (ناسا)، وذلك في مرصد "جيمني" بهاواي. انفجار النجوم هو أحد الحقائق الأكثر يقيناً في هذا الكون، وهذه النهاية للنجوم أخبرنا عنها القرآن في العديد من آياته، في زمن كان الناس ينظرون إلى الكون على أنه أزلي ولا يمكن أن يزول! تعليق على هذا الاكتشاف العلمي دائماً نقول إن القرآن لا يناقض العلم اليقيني، وكل ما يكشفه العلماء لابد أن نجد فيه إشارة قرآنية ما تدل على إعجاز هذا القرآن وسبقه العلمي في كل المجالات، وهو ما نحاول إثباته بالبراهين العلمية. ولذلك فإننا نلخص ما يمكن استنتاجه في نقاط محددة كما يلي: 1- إن حقيقة انفجار ونهاية النجوم تحدث القرآن عنها في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن هذا الموضوع، بل كان الاعتقاد السائد أن الكون وُجد هكذا منذ الأزل وسيبقى هكذا بنجومه وكواكبه وشمسه وقمره. ولكن القرآن صحح ذلك في قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) [النجم: 1-2]. وقوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88]. ويقول أيضاً: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) [المرسلات: 8]. وفي آية أخرى يقول عز وجل: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) [التكوير: 1-2]. 2- يقول العلماء إن هذا النجم انفجر قبل 13 مليار سنة (طبعاً هذه حسابات بشرية والرقم الحقيقي لا يعلمه إلا الله تعالى)، ولذلك فإن العلماء لا يمكنهم معرفة موقع هذا النجم وأين مصيره، ولذلك فقد أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وهو قَسَم عظيم فقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة: 75-77]. 3- يقول العلماء إن هذه النجوم كانت وسيلة في الماضي لهداية البشر إلى التوجه أثناء الليل في ظلام الصحراء أو البحر، ولكنهم اليوم يستخدمون هذه النجوم للهداية إلى حقيقة الكون وتاريخه وكيفية نشوئه، وهنا يتجلى معنى جديد لقوله تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) [النحل: 16]. 4- يؤكد العلماء أنه لولا هذه النجوم لم يكن بالإمكان معرفة حقيقة وبداية نشوء الكون، ولذلك فإن هذه النجوم مسخَّرة للدراسة والبحث والاكتشاف، ولذلك قال تعالى: (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]. فالنجوم مسخرة لهداية البشر في الليل، ومسخرة لهم لمعرفة أسرار الكون 5- في رحلات الفضاء وبخاصة بعيداً عن كوكب الأرض تفشل جميع الوسائل في التوجه، ولا يمكن التوجه إلا بالاعتماد على النجوم ومواقعها، ولذلك تبقى هذه النجوم وسيلة للتوجه في الفضاء الخارجي مهما تطورت وسائل العلم، وهنا نجد معنى جديداً لقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [الأنعام: 97]. |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
بغير عمد ترونها http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_universe.JPG هل هناك أعمدة غير مرئية تربط أجزاء الكون وهو ما تحدثت عنه الآية الكريمة؟ وهل يمكن أن تكون هذه الأعمدة هي قوى الجاذبية؟ لنتأمل.... يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [الرعد: 2]. وهنا أود أن أتوقف مع كلمة (عَمَدٍ) وهي الأعمدة التي تقوم عليها السماء، ولكن ما هي السماء؟ السماء هي كل شيء من فوقنا. وتمتد من الغلاف الجوي للأرض حتى آخر مجرة في الكون. والذي ينظر إلى السماء من خارج الكون يرى نسيجاً محكماً. هذا النسيج هو عبارة عن بناء لبناته هي المجرات! صورة تحاكي الكون وكأننا ننظر إليه من الخارج! ونرى مجموعات من المجرات تتوضع على خيوط، وكأنها لبنات بناء وقوى الجاذبية تربط بين هذه المجرات وتتحكم بتوزعها بهذا النظام الرائع، والذي يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى. فكلّ خيط من خيوطه يمتد لملايين السنوات الضوئية وتتوضع عليه مئات المجرات. وجميعها تقوم على قوى الجاذبية التي خلقها الله لضمان تماسك الكون، وعدم انهياره، ولذلك نجد في هذه الآية الكريمة معجزتين: 1- نفهم من هذه الآية أن الله تعالى خلق السماوات من غير أعمدة، وبالفعل فإن الذي ينظر إلى الكون من الخارج يرى كتلاً ضخمة من المجرات ترتبط وتتحرك بنظام وكأنها مجموعة واحدة، وهذه المجرات تم رفعها وتوضعها في أماكنها المخصصة لها من دون أعمدة، بل بمجموعة قوانين فيزيائية خلقها الله وسخرها لاستمرار الكون. 2- ويمكن أن فهم الآية بطريقة أخرى: أن هناك أعمدة ولكنها غير مرئية! ويكون معنى الآية "رفع السماوات بعَمَدٍ ولكن لا ترونها" وهنا وجه إعجازي أيضاً. فقوى الجاذبية التي لا نواها هي الأعمدة التي خلقها الله، ولولاها لما استمر الكون ولما توزعت المجرات بهذه الطريقة وسبحان الله! كيفما فهمنا الآية يبقى الإعجاز مستمراً، وهذا يدل على أن هذه الآية تنزيل من حكيم خبير: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. بينما نجد في الكتب التي كانت سائدة زمن نزول القرآن معلومات كونية خاطئة. فقد كان الاعتقاد السائد أن الأرض تقوم على سلحفاة أو حوت أو ثور... ولم يكن لأحد علم بوجود أعمدة غير مرئية تربط أجزاء الكون وهي قوى الجاذبية! http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups...302/392556.gif |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
نجم يهوي في قلب المجرة http://www.kaheel7.com/userimages/falling_star_00.JPG رصد العلماء نجماً يهوي في قلب المجرة، وربما نجد إشارة قرآنية رائعة في قوله تعالى: (والنجم إذا هوى) لنقرأ ونتأمل .... بدأ علماء الفضاء والمجرات في فحص معلومات جديدة قادمة من وسط المجرة التي تضم الكرة الأرضية، وهي معطيات أولية قد تلقي مزيداً من الضوء على مركز هذه المجرة العملاقة. وشرع العلماء في تحليل تلك المعلومات المثيرة التي تم الحصول عليها من مراقبة مستمرة ومدروسة عبر تلسكوب الجوزاء الشمالي الضخم الموجود في مرصد بجزر هاوائي الأمريكية في المحيط الهادئ وتظهر هذه الصور المثيرة نجما يهوي في سحابة كونية بالغة الضخامة موجودة في قلب مجرة درب التبانة، ويعتقد العلماء أن الكشوف التي أتت بها هذه الصور الجديدة قد تغير الفهم الحالي عن قلب هذا المجرة. وكان النجم الغريب الأطوار، المصنف باسم آي أر أس 8 العلمي، في نظر العلماء مجرد كتلة غازية متجمعة حتى اقترب منها تلسكوب الجوزاء، حيث أظهرت التقنيات البصرية المستخدمة فيه أن هذا الشكل هو لنجم يهوي في سحابة من الغاز والغبار الكوني قريبة من مركز المجرة!! ويعتبر الكشف عن هذا النجم بمثابة فتح في جهود فهم طبيعة مركز المجرة من خلال معرفة العلماء للكيفية التي تتحرك بها النجوم والغازات الكونية نسبة لبعضها البعض، كما أن الدراسة المكثفة لمكونات سحب الغازات والظروف والشروط المناخية التي تحيط بالنجم ستعني أن أسلوباً علميا جديداً في البحث عن تفاصيل قلب مجرة درب التبانة سيتطور لاحقاً. ومركز المجرة يعد في أعين العلماء مكانا غريباً ومثيراً، فمن الممكن مراقبة حلقات من الغازات الكونية وهي تدور حول نفسها، وكذلك نجوم ترتحل بسرعات عظيمة حول ثقب أسود غاية في الضخامة بالمقاييس الكونية. http://www.kaheel7.com/userimages/falling_star_01.JPG صورة لنجم لامع جداً يتحرك في الفضاء الواسع، ويقول العلماء إن جميع النجوم تتحرك بسرعات كبيرة، حيث لا يوجد نجم ساكن، كما كان الاعتقاد في الماضي، بل كما قال تعالى (كل في فلك يسبحون)، فسبحان الله! مصدر الصورة NASA http://www.kaheel7.com/userimages/falling_star_02.JPG صورة للمجرة اللامعة M101 ويقول العلماء إن الكون يحوي مليارات المجرات والتي بدورها تحوي مليارات النجوم، وجميع هذه النجوم تتحرك وتدور ومنها ما يهوي إلى قلب المجرة، ومنها وما يصطدم بنجوم أخرى، وهناك أشياء لا يعلمها إلا الله تعالى. والمذهل في هذا الكشف أن القرآن قد أشار إلى حقيقة سقوط النجوم وتحركها بسرعة هائلة، يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: 1-5]. وهذه الآية تشير إلى عدة خصائص تتمتع بها كل النجوم، وهي أن جميع النجوم تهوي وتتحرك بسرعات كبيرة، وكل النجوم لابد أن تستنفذ وقودها وتتهاوى على نفسها وتنفجر، ولذلك فإن كلمة (هَوَى) الواردة في الآية تعبر عن هذه العمليات بدقة. ولذلك فقد أقسم الله تعالى بهذه الظاهرة الخفية التي لم ندركها إلا مؤخراً على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل كل كلمة جاء بها هي وحي من الخالق تبارك وتعالى، وكأن الله يريد أن يقول لكل من يشك بصدق رسالة هذا النبي الكريم: سوف يأتي زمن تكتشفون فيه ظاهرة سقوط النجوم وسوف تسجل مراصدكم هذه الصور لنجم يهوي، فكما أنكم لا تشكّون أبداً في صدق هذه الظاهرة الكونية العجيبة، كذلك ينبغي أن تدركوا أن قائل هذا الكلام هو الله، الذي أخبركم عن أشياء لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن! ولذلك فإن مثل هذه الأبحاث والدراسات العلمية هي دليل مادي على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام http://img210.imageshack.us/img210/335/123yv5.gif |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif
الانهيار الكوني اعتمد الملحدون في عقيدتهم على مبدأ مهم وهو أن الكون وُجد بالمصادفة وسيبقى إلى ما لا نهاية، فجاء القرآن لينفي هذه العقيدة ويكذب هؤلاء الملحدين ويخبرهم بأن الكون سينهار ولن يبقى إلا الله تعالى. ولذلك قال سبحانه: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88]. ويقول أيضاً: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26-27]. وكلما تطور العلم اكتشف العلماء حقائق جديدة وإشارات علمية تؤكد نهاية الكون وانهياره بشكل مرعب، وهذا هو البروفسور آندريا ليندي في جامعة ستانفورد الأمريكية في قسم علوم الفيزياء وزوجته ريناتا كاوش، يؤكدان أن العالم سيتوقف عن التوسع وينهار في المستقبل القريب نسبياً. ويقول الباحثون إن النظرية الجديدة تشير إلى أن "الطاقة المظلمة" أو الغامضة التي تبدو وكأنها تدفع الكون، هذه الطاقة قد تفقد قوة دفعها تدريجياً، مما يؤدي إلى انهيار الكون، وكأن كل شيء سيقع في "الثقوب السوداء." وهنا نتذكر نعمة عظيمة من نعم المولى جل جلاله، ألا وهي بقاء الكون متماسكاً وعدم تفككه، ولو كانت المصادفة هي التي تحكم الكون، لأدى ذلك إلى تصادمات عنيفة بين أجزاء الكون، ووقوع الحجارة والنيازك والمذنبات وغيرها على الأرض، ولكنها رحمة الله بنا، ولذلك قال تعالى: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. يُذكر أن فريقين من علماء الفضاء اكتشفا في عام 1998 أن الكون ليس يتمدد فقط، بل أنه يتمدد بسرعة قصوى. وهذه الحقيقة أصبحت اليوم من المسلمات، وهي تنقض ادعاءات الملحدين أن الكون ثابت، وهذا ما أخبر عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. وقد اعتمد الباحثون في نتائجهم المدهشة التي توصلوا إليها على ملاحظات ما يطلق عليه "السوبر نوفا" وهي النجوم المتفجرة التي يمكن مشاهدتها في الجانب الآخر من الكون. ومن أجل تفسير سر هذه الظاهرة استمد العلماء فكرة من العالم اينشتاين تقول إنه يوجد، في فضاء يبدو فارغاً، نوع من الطاقة الفارغة يشار إليها أحيانا بالطاقة المظلمة، التي تدفع كل شيء على حدة. ويتوقع العلماء أن تنفصل المجرات عن بعضها البعض، وتصبح مثل جزر منفصلة من نجوم ميتة يصعب رؤية بعضها البعض أيضاً. أي أن النجوم ستنطفئ تدريجياً ويختفي ضوؤها وهذا ما أخبر عنه القرآن أيضاً في قوله تعالى: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ) [المرسلات: 8-9]. فهذه الآية تؤكد أن النجوم لن تدوم إلى الأبد بل سينفد وقودها وتنخفض شدة إضاءتها تدريجياً حتى تنطمس كلياً، والتعبير القرآني دقيق علمياً لأنه يتفق مع العلم الحديث. وتؤكد الآية الثانية أن السماء ستنفرج وتتشقق وهذا ما يصرح به العلماء اليوم أيضاً. ويقول العلماء: ستصبح مجرتنا "درب التبانة" مثل جزيرة منفصلة في بحر غير متغير من فضاء أسود تماماً في غضون 15 مليار عام القادمة (والمدة الحقيقية لا يعلمها إلا الله تعالى)، يقول عز وجل: (وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) [التكوير: 2]. وهذا ما يعتقد به العلماء فيقولون: مع مرور الزمن ستنطفئ النجوم في جميع المجرات تدريجياً، تاركة مجاميع باردة من كواكب مجمدة ستبلعها "الثقوب السوداء". ويقول العالمان من جامعة ستانفورد إن عمر الكون يقدر بـ 14 مليار عام، لذا فقد وصل الآن في مرحلة منتصف العمر. أما البروفسور ليندي فيقول: إن علماء الفيزياء يعرفون أن الطاقة المظلمة يمكن أن تكون سلبية، وأن الكون يمكن أن ينهار في المستقبل البعيد جداً، ربما في تريليونانت من الأعوام، لكننا نرى الآن أن الكون ليس في بداية دورة حياته، بل في منتصفها. ويستدرك العالم بالقول "إن الخبر السارّ هو أنه لا يزال لدينا الكثير من الوقت لنتحقق من وقوع ذلك." وهنا أود أن أقول: إن الساعة ستأتي بغتة وسيحدث الانهيار الكوني بشكل مفاجئ، وليس كما يتوقع بعض العلماء أن الكون لا يزال أمامه مليارات السنين، لأن الله يقول: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النحل: 77]. ويقول أيضاً: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) [الأحزاب: 63]. دراسة جديدة تؤكد أن الكون مسطح لقد تمكن علماء الفضاء الذين يعملون في تلسكوب متطور منصوب في هضبة بعيدة في الصحراء التشيلية من الحصول على أكثر الصور تفصيلاً ووضوحاً لما يعرف بأول ضوء ظهر في الكون. والدراسة التي تم من خلالها الوصول إلى هذه النتائج الصورية الباهرة توفر أول التأكيدات المستقلة للنظريات التي تتحدث عن أصل المادة والطاقة وكينونتهما. وتعتبر الصور الملتقطة أول الاختبارات العلمية التطبيقية لنظريات نشوء الكون وتطوره، وهي أول دليل علمي يفيد بأن الكون مسطح، وتهيمن عليه المادة والطاقة المظلمة. وقد نجح التلسكوب، الذي يعرف باسم جهاز تصوير خلفيات الفضاء السحيق، في التقاط أدق وأبسط الاختلافات بين الموجات المتناهية الصغر في عمق الفضاء، أو ما يعرف لدى العلماء باسم "أصداء الانفجار (الانبلاج) العظيم". وتلك الموجات الفائقة الصغر عبارة عن إشعاعات سابقة تسبح في الفضاء منذ مدة تقدر بنحو 14 مليار عام، أي منذ ظهور أول الذرات في الكون، حسب نظرية الانفجار العظيم. وتبيّن الخرائط المصورة للذبذبات والاختلافات أول تشكيلات الكون المحيط بنا، بمعنى أنها البذور أو الأصول الأولى للمادة والطاقة، التي تطورت وتحولت بدورها إلى ما نعرفه الآن من مئات الآلاف من التجمعات الكونية للمئات من المجرات والبرازخ والتجمعات النجمية والكوكبية. هذه التجمعات أخبر عنها القرآن وسمَّاها "البروج" يقول تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 16]. وكما نعلم فإن البرج هو عبارة عن بناء ضخم ومتقن الصنع، ومثل هذه الأبنية موجودة في الكون بكثافة عالية، ويطلق عليها العلماء اسم "البناء الكوني". يتكون هذا الجهاز الكبير من 13 تلسكوبا تعمل بالموجات الفائقة الصغر متصلة ببعضها، وهي منصوبة على ارتفاع 5080 متراً فوق سطح البحر في أكثر الصحارى جفافا في العالم، وهي صحراء أتاكاما في تشيلي. وتقول "ريتا كولويل" مديرة المؤسسة الأمريكية القومية للعلوم: إن نتائج هذه الدراسة تعتبر الأفضل والأكثر أهمية من نوعها حتى الآن "فكل صورة جديدة للكون في بدايته تزيد من معرفتنا بكيفية مولد الكون وبداياته، ومع استمرار تمدد الكون واتساعه تزداد وتتوسع معرفة الإنسان بأصل الكون وكيفية تمدده". ويقول رئيس فريق البحث انتوني ريدهيد: "لقد رأينا، وللمرة الأولى، كيف منحت تلك البذور الأولى الحياة للمجرات والتجمعات الكونية الهائلة الحجم، وهو ما يضع النظريات التي تجتهد في إثبات كيفية نشوء الكون تحت المجهر. إن الصور الدقيقة التي التقطها هذا التلسكوب تعتبر أول الاختبارات العلمية التطبيقية لنظريات نشوء الكون وتطوره، وهي أول دليل علمي يفيد بأن الكون مسطح ببعدين فقط، وتهيمن عليه المادة والطاقة المظلمة". ونقول: إن القرآن أشار بوضوح إلى أن الكون مسطح في قوله تعالى عن نهاية الكون: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]. وانظروا معي إلى الكلمات (نَطْوِي، السِّجِلِّ) والتي تشير إلى شكل الكون المسطح، وهذا سبق علمي للقرآن. تدعم المعطيات التي توصل إليها العلماء مستفيدين من التلسكوب، وخصوصا تلك المتعلقة بتوزيع درجات الحرارة، التعديلات التي جرت على فكرة نظرية الانفجار العظيم، وهي الفكرة التي تعرف باسم "نظرية التضخم". يذكر أن فريقا من علماء الفضاء الدوليين كان قد كشف في أبريل/ نيسان من عام 2000 عن أول أدلة دامغة تدعم النظرية القائلة بأن الكون مسطح، وهو ما يعني أن خطوطه المتوازية لا تلتقي ولا تتداخل. ومنذ ذلك الوقت واصل العلماء، مستخدمين أكثر من أسلوب للرصد والمتابعة العلمية، في تحليلاتهم لأصغر وأضعف التبدلات والتغييرات التي يمكن أن تطرأ على درجات الحرارة في الموجات الكونية الفائقة الصغر. وتساعد المعطيات والمعلومات العملية الجديدة العلماء على توسيع معرفتهم بالأسرار العصية التي تحتويها الطاقة السوداء أو المظلمة، والتي يبدو أنها تقاوم الجاذبية ولا تتأثر بها، بل وتجبر الكون على التمدد والتوسع بسرعات متزايدة باستمرار. الكون لن يتفتت إلى أجزاء صغيرة كشفت دراسة علمية جديدة نشرت في مجلة الطبيعة، عن واحد من أعقد أسرار الكون، إذ بينت أن كوننا مسطح وليس محدباً كما كان يعتقد. وجاءت هذه النتائج بفضل رحلة قام بها منطاد هوائي فوق القارة القطبية الجنوبية. وبالنسبة لعلماء الفلك فإن وصف الكون بأنه مسطح يعني أن القواعد التقليدية للهندسة تنطبق عليه، أي أن الضوء يسافر في خطوط مستقيمة وليست منحنية. ويميل الرأي العلمي منذ بعض الوقت إلى القول بأن الكون يتخذ شكلاً مسطحاً، لكن المعلومات الأخيرة جاءت لتضفي مصداقية أكبر على هذا الرأي. وقد تنبأت الدراسة نفسها بأن الكون سوف يتوقف في نهاية المطاف عن التمدد طبقاً لنظرية الانفجار الكبير التي نجم عنها، لكنه لن ينهار إلى قطع صغيرة! وويقول البروفيسور بيتر أيدي أحد أعضاء الفريق الذي أجرى الدراسة: إن هذه النتيجة مذهلة للغاية، وإنها ستؤدي إلى إعادة كتابة ما ورد عن تاريخ الكون. وتحتوي المعلومات التي أوردتها الدراسة خريطة دقيقة للتوهج الباهت الذي أعقب الانفجار الكبير. وهو ما يسمى بخلفية الموجات الكونية متناهية الصغر. ويقول العلماء إن هذه الحرارة تعادل الدفء الضئيل الذي يمكن أن ينجم عن شيء تقل درجة حرارته عن الصفر المئوي. ويسمح التنوع الصغير في درجات حرارة هذه الموجات، وهي لا تزيد عادة عن 0.1%، يسمح للعلماء باختبار أنماط مختلفة لكيفية نشوء الكون وتمدده. وقد صممت هذه الخريطة بواسطة فريق دولي يقوده البروفيسور الإيطالي باولو دي بيرنارديس الذي يعتبر رؤية بعض المكونات الٍرئيسية في حالتها الجنينية، أمراً مثيراً بالفعل. وقد تم تصميم هذه الخريطة باستخدام تلسكوب حساس للغاية علق في منطاد هوائي على ارتفاع أربعين ألف متر فوق القارة المتجمدة. وعكف الفريق العلمي منذ انتهاء المهمة وحتى كشف نتائج الدراسة على معالجة مليار مقياس سجلها المنطاد. وكان من الممكن أن تستغرق الفترة اللازمة لحساب هذه المقاييس حوالي ست سنوات إذا تمت الاستعانة بجهاز كمبيوتر عادي، لكن فريق الدراسة استعان بالكمبيوتر العملاق في معمل الأبحاث الوطني الأمريكي -لورانس بيرلنكي- الأمر الذي اختصر زمن الحسابات إلى ثلاثة أسابيع! وعلق "واين هو" الأستاذ في مدرسة العلوم الطبيعية الأمريكية عليها قائلاً: إن نتائج الدراسة تؤيد الرأي القائل بأن الكون مسطح في ظل كثافة عالية وأنه لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنه سينهار إلى قطع صغيرة. ونقول يا أحبتي إن القرآن أكد هذه الحقائق حيث أن الله تبارك وتعالى لم يتحدث في كتابه عن تفتت الكون إلى أجزاء، بل تحدث عن طيّ للكون! يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) وهذا يتفق مع المشاهدات الجديدة. إعادة خلق الكون يتحدث العلماء اليوم عن إعادة خلق الكون كما بدأ، ويقوم العالم Neil Turok من جامعة كامبردج بوضع الأساس لنظرية جديدة تقول بأن الكثير من الظواهر الكونية تعتمد على عملية إعادة الخلق، مثل دورة الماء، ودورة المناخ، ودورة الكربون ودورة حياة النجوم ودورة الصخور وغير ذلك كثير. وهنا نجد الآية القرآنية التي تحدثنا بوضوح شديد عن هذا الأمر: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]. ويؤكد أن هذه العملية أي عملية إعادة الكون هي عملية مناسبة وتتناسق مع النظام الكوني العام. وقد لاحظ العلماء أن هنالك تسارعاً في توسع الكون بسبب وجود المادة المظلمة التي تشكل أكثر من 96 بالمئة من مادة الكون. هنالك الكثير من الآيات التي تؤكد على إعادة الله للخلق وتكرار هذه العملية وهذا ما يتحدث عنه العلماء اليوم، يقول تبارك وتعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت: 19]. ويقول أيضاً: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 11]. الانشقاق الكبير وجد العلماء أن الكون يتسارع في توسعه، أي أن المجرات تسير بسرعة متغيرة مع الزمن، أو بمعنى آخر تتغير سرعة المجرات مع الزمن وتصبح أسرع. ويمكننا أن نتخيل سيارة تسير بسرعة 100 كيلو متر في الساعة، فهذه سرعة ثابتة. ونتخيل سيارة ثانية تسير بسرعة متزايدة تبدأ من الصفر ثم تصبح10 كيلو متر في الساعة ثم 20 كيلو متر في الساعة ثم 30 ثم 40 ثم 50 وهكذا... فهذه تسير بحركة متسارعة، وكذلك يفعل الكون في توسعه، فهو لا يتوسع بنسبة ثابتة بل متزايدة بشكل كبير. والسؤال الذي طرحه العلماء: ما الذي يجعل هذا الكون يتسارع في حركته؟ افترضوا في البداية وجود مادة مظلمة تؤثر على المجرات وتشدها بعنف فتتسارع في حركتها، وبعد إجراء الحسابات وجدوا أن حجم هذه المادة يجب أن يكون 96 بالمئة من حجم الكون! ومن هنا بدأ العالم Robert R. Caldwell بطرح نظريته حول الانشقاق الكبير أو التمزق الكبير Big Rip فقال إن كل شيء في الكون اعتباراً من الذرات وما هو أصغر منها مروراً بالبشر والكواكب والنجوم إلى المجرات... كل شيء سوف يتمزق ويتجزَّأ إلى قطع صغيرة، ويبدأ ذلك بانشقاق كبير. يقول روبرت كالدويل إن الطاقة المظلمة التي تملأ الكون والتي لا تزال مجهولة بالنسبة للعلماء، سوف يكون لها أكبر الأثر على انكماش الكون وتقلّصه ومن ثم النهاية المرعبة له ضمن انسحاق كبير. ولو تأملنا الآيات القرآنية نلاحظ أنها تؤكد على انشقاق الكون، يقول تعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. ويقول أيضاً: (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) [الحاقة: 15-16]. فالسماء القوية والشديدة ستضعف وتصبح "واهية" وهذا ما يتفق مع الدراسات الحديثة في علم الفلك. بل إن الله تعالى وبسبب أهمية هذا الحدث الكوني أنزل سورة كاملة هي سورة الانشقاق، يقول تعالى في بداية السورةhttp://www.sohbanet.com/vb/images/smilies/frown.gifإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) [الانشقاق: 1-2]، ليخبرنا بأن الكون لن يدوم للأبد، بل سيتشقق وينهار، وقد شاء الله أن يكتشف العلماء أدلة مادية على ذلك، لتكون برهاناً ملموساً للمشككين، بأن يوم القيامة آت لا ريب فيه. http://www.alshamsi.net/islam/sign/a1.gif |
http://img257.imageshack.us/img257/4597/66279113se3.gif
شموس تبتلع كواكبها http://www.kaheel7.com/userimages/21548752.JPG كشف العلماء أن الكون ليس هادئاً كما نتصور، بل هناك نجوم تنفجر وأخرى تبتلع الكواكب، على عكس النظام الشمسي المحكم، والذي يثير دهشة العلماء، وهذا ما جاء في خبر علمي، لنقرأ.... دراسات كثيرة تؤكد أن نظامنا الشمسي مميز عن بقية الأنظمة، وأن مجموعتنا الشمسية مستقرة جداً في عملها، على عكس مجموعات شمسية كثيرة، فقد عثر علماء فلك إسبان على أدلة تشير إلى احتمال ابتلاع عدد من النجوم الشبيهة بالشمس كواكبها الدائرة في مدارها، وعثر فريق من العلماء في معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري على نجم يطلق عليه إتش دي 82943 ، تنبعث في محيطه غازات من نوع نظائر ليثيوم 6 التي لا توجد عادة في الطبقات الخارجية للنجوم الشبيهة بالشمس لأنها تتلاشي في المراحل المبكرة من عملية نشوء النجوم، لكنها تبقى غير متغيرة في الكواكب. ونشر العلماء تقريرهم هذا حول الاكتشاف، الذي تمكّنوا من التوصل إليه بمساعدة مقياس طيفي حسّاس للغاية، في مجلة نيتشر العلمية البريطانية. يؤكد الفريق العلمي أن التفسير الوحيد لوجود هذه الغازات هو أن النجم ابتلع مجموعة أو مجموعتين من كواكبه، ويعتبر هذا النجم شبيهاً جداً بالشمس، ولكنه أكبر منها قليلاً وأكثر إشعاعاً، ويقع على بعد ثماني وسبعين سنة ضوئية مما يجعله قريباً نسبياً من كوكب الأرض. وللنجم كوكبان يدوران حوله، أحدهم تبلغ كثافته ضعف كوكب المشتري، والآخر أقل منه بقليل. وقد حيرت النجوم خارج مجموعتنا الشمسية عدداً من الفلكيين منذ اكتشافهم لها عام اثنين وتسعين لأنها تدور في فلك قريب جداً من النجوم التي انبثقت عنها. والتفسير الوحيد الممكن هو احتمال أن تكون هذه النجوم لها جاذبية دفعت عدداً من الكواكب نحو النجوم التي انبثقت عنها، وأحيانا ابتلعتها بينما دفعت عدداً آخر إلى مدار غريب الأطوار أو قذفت بها خارج النظام تماماً، وقد تم اكتشاف أكثر خمسين نظاماً خارج مجموعتنا الشمسية حتى الآن، وبينت دراسة تحليلية مقدار غرابة نظامنا الشمسي بكواكبه العملاقة مثل المشتري وزحل البعيدين عن الشمس. ولا يعرف الفلكيون ما إذا كان اكتشافهم هذا له علاقة بكون النظم الشبيهة بنظامنا الشمسي هي نادرة حقاً أو هي مشكلة بسيطة متعلقة بالتكنولوجيا الحديثة المتوفرة لدينا القادرة على التقاط النظم الغريبة. وتشير الدراسات إلى وجود عدد كبير من النجوم التي تحوم في فلكها بقايا عناصر فضائية. وبينت دراسة لأكثر من 450 نجماً شبيهاً بالشمس احتواءها على عنصر الحديد في الجزيئات المحيطة بها أو على سطوحها، مما يدل على أن تلك النجوم قد أتخمت نفسها بابتلاع العناصر الفضائية. رسم يمثل المجموعة الشمسية: الشمس في المركز وتدور حولها الكواكب بنظام لا يمكن أن يحدث معه أي تصادم أو خلل أو خطأ، وهذا ما يثير دهشة العلماء عندما يتأملون هذا النظام الدقيق، على عكس كثير من الأنظمة الكونية الهائجة وغير المستقرة، ويتساءلون: ما الذي يجعل مجموعتنا الشمسي مستقرة وتسلك نظاماً محدداً؟ نقول إنه الله تعالى القائل: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. لحظة تأمل لقد وضع الله لنا هذا المشهد ليكون إشارة إلى رحمته عندما حفظنا على هذه الأرض، بل إن الله تعالى قد جهز الأرض بعدة طبقات مغنطيسية محيطة بها (المجال المغنطيسي للأرض) لحفظ الأرض من شر الشمس. يقول تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل: 61]. فهذه الآية تحدثنا عن نعمة من نعمه عز وجل، وكيف هيَّأ لنا كوكب الأرض ليكون صالحاً للحياة، ووضعه في المدار المناسب حول الشمس، فلو أن الأرض كانت قريبة من الشمس لاحترقت المخلوقات على ظهرها بسبب حرارة الشمس. ولو أنها كانت بعيدة عن الشمس لماتت المخلوقات بسبب تجمدها. وهناك نعمة أخرى أيضاً، وهي أن الله برحمته جعل النظام الشمسي مستقراً، على عكس الكثير من الأنظمة النجمية، فكل شيء يدور بنظام، لا تصادم، ولا انفجارات، ولا انحراف عن المسار الذي قدَّره الله لكل كوكب من كواكب مجموعتنا الشمسية، ولذلك يقول تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. ويقول أيضاً متحدثاً عن نعمة عظيمة وهي أن السماء المحيطة بنا تحفظنا، وهي محفوظة بأمر الله تعالى من الانهيار أو أن تتصادم أجزاؤها، يقول عز من قائل: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32]. فمثل هذه الاكتشافات العلمية ينبغي أن تكون حافزاً لنا أو وسيلة نتذكر نعمة الخالق تبارك وتعالى، وبنفس الوقت نتذكر إعجاز القرآن عندما حدثنا عن مثل هذه النعم العظيمة. بل إن وجود هذه الآيات في كتاب الله تعالى هو أصدق دليل على أنه كتاب منزل من لدن حكيم عليم. ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو من ألَّف القرآن (كما يدعي بعض الملحدين)، فما حاجته للخوض في مثل هذه القضايا؟ ولماذا يحدثنا عن قانون كوني (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ)، ولماذا يحدثنا عن نعمة استقرار الأرض (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا)، ولماذا يحدثنا مثلاً عن نعمة الغلاف المغنطيسي (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا)... هذه الآيات تدل على أن قائلها هو الخالق تبارك وتعالى، فسبحان الله العظيم! |
http://img257.imageshack.us/img257/4597/66279113se3.gif
لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_21548.JPG لنتوقف لحظة تأمل في كوننا الذي نعيش فيه، ونقارن حجمه وعمره بأعمارنا وأحجامنا، عسى أن ندرك ضآلة هذا الإنسان المتكبر، وأنه بالفعل لا يساوي شيئاً أمام عظمة الخالق تبارك وتعالى.... إنه كون عظيم توجد فيه مسافات شاسعة لا يتصورها عقل، تتجمع فيه النجوم بشكل رائع يدل على إتقان صنع الله تعالى، وقد خلق الله هذا العدد الهائل من المجرات والنجوم ليؤكد لنا أن الله أعظم وأكبر. ولكن الملحدين يقولون إن الأرض لا تشكل إلا "ذرة" صغيرة من حجم الكون، فلماذا تُعطى هذه الأهمية في القرآن، ونقول: إن القرآن نزل ليخاطب عقولنا، ولولا الأرض لما وُجد الإنسان أصلاً! والآن لنتأمل هذه الصورة لجزء صغير من مجرتنا درب التبانة لمنطقة تسمى M13 وهي عبارة عن تجمع للنجوم يحوي أكثر من 100000 نجم، ويبعد عنا 25000 سنة ضوئية. وهذا التجمع هو واحد من 150 تجمعاً في مجرتنا. إن كل نجم من هذه النجوم هو شمس كشمسنا أو أكبر منها. هذه الشموس تقترب من بعضها إلى مركز العنقود وتصطدم وهناك نجوم تموت ونجوم تُخلق نتيجة الاصطدامات، وفق نظام مهيب لا يعلم حقيقته إلا الخالق تبارك وتعالى. لذلك عندما نرى مثل هذا المشهد المهيب يجب أن نتذكر عظمة الخالق تبارك وتعالى، وبالمقابل نتذكر ضآلة حجمنا أمام هذا الكون! فطول الإنسان مقارنة بأبعاد الكون هو أقل من: 1 / 100000000000000000000000000 أي جزء من مئة تريليون تريليون (التريليون واحد بجانبه 12 صفراً) أما عمر الإنسان مقارنة بعمر الكون فيبلغ أقل من: 1 / 100000000 أي جزء من مئة مليون. إن هذه الأعداد تثبت أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، وهذا ما أخبرنا به القرآن بقوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57]. والله تعالى أكبر وأعظم! ملاحظة: يقدر العلماء عمر الكون بحوالي 13 بليون سنة، ويقدرون حجم هذا الكون بأكثر من عشرين بليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة (سرعة الضوء في الفراغ بحدود 300000 كيلو متر في الثانية الواحدة). |
الشهاب الثاقب: آية من آيات الخالق عز وجل
http://www.kaheel7.com/userimages/asteroids_00.JPG نتأمل حقيقة من الحقائق الكونية ونحمد الله تعالى أن جعل الغلاف الجوي حافظاً لنا من هذه الشهب التي تضرب الأرض في كل ثانية، ومع ذلك لا نكاد نحس بها، لنتأمل.... يقول تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) [الصافات: 10]. لماذا سمَّى الله هذه الأجسام التي تخترق جو الأرض بالشهب الثاقبة، وماذا تثقب؟ وهل تتطابق هذه الصفة مع ما كشفه العلماء حديثاً من أسرار حول الشهب التي تخترق الغلاف الجوي وتحترق على حدوده؟ إن الإنسان العادي الذي يراقب السماء يرى جسماً يلمع فجأة في السماء ثم يختفي، وبالتالي لا يمكن له أن يصف هذا الجسم إلا إذا درسه دراسة علمية صحيحة. وحديثاً تبين للعلماء أن الشهب ما هي إلا حجارة تسبح في الفضاء فإذا ما اقتربت من الغلاف الجوي للأرض حاولت اختراقه ولكن الغلاف الجوي يتصدى لها ويحدث احتكاك كبير ينتهي بتبدد هذه الشُّهب واحتراقها كما يلي: عندما يدخل النيزك غلافنا الجوي يخترق الهواء بسرعة عالية جداً وهذه السرعة كافية لتسخين الهواء لدرجات حرارة عالية وكافية لتبخير جزء من النيزك وبالتالي انتشار حرارة كبيرة نرى أثرها من خلال الومضة التي يصدرها النيزك قبل تفتته وتبدده وذوبانه. كذلك كلمة (ثاقب) تشير إلى السرعة الهائلة التي يسير بها هذا الشهاب، وقد تبين بالفعل أن تسبح بسرعات كبيرة جداً في الفضاء. وتقول الدراسات إنه في كل يوم هناك 1000 طن من النيازك تسقط على الأرض ومعظمها بحجم ذرات الغبار. الشهاب الثاقب هو عبارة عن حجر مثل هذا يسير في الفضاء بسرعات هائلة وفجأة يقترب من الأرض ولكن الغلاف الجوي يكون له بالمرصاد، وتصوروا لو أن حجراً بهذا الحجم سقط على رؤوسنا فجأة ماذا ستكون النتيجة؟؟ ويؤكد العلماء إن معظم الأحجار التي تصطدم بالغلاف الجوي بحجم الحصى، وهو ما يسمى بالحاصب، فهل ندرك بعد هذه الحقائق معنى قوله تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك: 17]. وهنا نود أن نقول إن صفة (ثاقب) التي أوردها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، هي صحيحة جداً من الناحية العلمية، لأن السرعة التي يتحرك بها هذا الشهاب تكفي لثقب أي مادة مهما كانت صلبة!! وهذه المعلومة لم يكن أحد يعرفها زمن نزول القرآن. فلو فرضنا أن القرآن كلام بشر لكان الأجدر به أن يصف الشهب بالمضيئة وليس بالثاقبة! صورة لشهاب ثاقب لحظة اختراقه للغلاف الجوي، انظروا كيف يتبدّد ويحترق ولا تتأثر الأرض به، ولو أن هذه الشهب هبطت على الأرض لأحرقتها، لأن الأرض تتعرض كل يوم لملايين الشهب، ولكن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً ونحن غافلون ومعرضون عن هذه المعجزة المبهرة والآية العظيمة، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32]. إن هذه النيازك تسلك مسارات معقدة في الفضاء حول الشمس، وتسبح بنظام مذهل ولولا وجود هذا النظام ما بقينا على وجه الأرض حتى الآن! لأن الحجارة تحيط بنا من كل جانب، وتسبح حول الأرض ولكن الله تعالى يصرفها عنا، ويوجهها باتجاه الشياطين الذين يحاولون الخروج خارج الأرض للاطلاع على ما تحمله الملائكة من أخبار المستقبل. وهنا يتجلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) [الحجر: 16-17].فهذه الآيات العظيمة تتطابق بشكل مذهل مع الحقائق العلمية، فالسماء تبدو لنا بواسطة المراصد العملاقة بألوان زاهية وكأن المجرات تزينها! والسماء تحوي بروجاً كونية مثل النسيج الكوني الذي يزين السماء وهو عبارة عن بلايين المجرات التي تصطف وفق مشهد مهيب وبديع يشهد على عظمة الخالق تبارك وتعالى. وقد حفظ الله هذه السماء بواسطة ملاين الشهب التي تصطدم يومياً مع غلاف الأرض (سماء الأرض) وتحترق وتحرق معها الشياطين الذين يحاولون الصعود خارج الأرض. طبعاً نحن لم ندرك بعد حقيقة الشياطين علمياً ولكن قد يأتي ذلك اليوم عندما يكتشف العلماء أسراراً كونية جديدة تكشف عن حقيقة الجن والشياطين، ونحن كمؤمنين نؤمن بكل ما جاء في القرآن بغض النظر عن الدليل العلمي. ولكن الملحد يطلب دائماً الدليل العلمي، ولذلك أودع الله في كتابه هذه العجائب لتكون دليلاً على صدق كتاب الله، وحجّة على كل من ينكر صدق رسالة الإسلام، والله أعلم. |
http://img151.imageshack.us/img151/6...com477agq0.gif العلماء يؤكدون جهلهم بأسرار الكون http://www.kaheel7.com/userimages/Ea...rk_horizon.jpg لا يزال العلماء يبحثون عن أسرار الكون ولكنهم أخيراً ورغم التطور الكبير يعترفون بأنهم لم يعلموا أكثر من 5 % عن الكون، فهل من إشارة قرآنية لذلك؟.... كلما تقدم العلم وتطورت الاكتشافات الكونية أدرك العلماء ضعفهم وعجزهم أمام عظمة الكون، وأدركوا جهلهم بأسراره وعجائبه. ومهما تطور العلم سيبقى علم العلماء محدوداً وقليلاً، وهذا ما أكده القرآن في قوله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85]. وهاهم علماء الغرب اليوم يعترفون بأن علمهم محدود وأنهم لا يزالون يجهلون الكثير من أسرار الكون، فقد قال رئيس مركز الطيران والفضاء في ألمانيا يوهان ديتريش فورنر إن العالم بما وصل إليه من تقدم لم يكتشف أكثر من 5% من أسرار هذا الكون العجيب. والطريف أن العلماء لم يفهموا أيضاً سوى 5% من هذه الاكتشافات المتوافرة لديهم وتبقى نسبة 95% مجهولة يمكن أن نطلق عليها مواد داكنة وطاقة مجهولة. وتوقع فورنر وجود كائنات فضائية خارجية لن يمكن للبشر التعرف عليها من خلال الوسائل والقوانين الطبيعية السارية حاليا. أما مايكل جريفن رئيس وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) فيرفض الأفكار التي تتبنى وجود مخلوقات كونية، وقال إنها من قبيل الخيال ولم تثبت صحتها علمياً ولكنها تساعد على أي حال في فهم البشر للكون. ويدافع العالمان عن التكاليف المذهلة لمشروعات الفضاء والرحلات المكوكية، فهذه الأبحاث تقدم خدمات كثيرة، حيث أن الطائرات تسير حالياً بمساعدة الأجهزة الملاحية المرتبطة بالأقمار الصناعية، كذلك القنوات التلفزيونية الفضائية والاتصالات وتوقعات الطقس والأبحاث الطبية حول أمراض المناعة والدورة الدموية، وجميعها تعتمد في عملها على أبحاث علم الفضاء. يعتقد العالمان بعدم وجود أي كوكب آخر غير الأرض يمكن للبشر في الوقت الحالي العيش فيه، ولكن الرغبة في كشف الغموض والبحث عن المجهول ستدفع البشر في رأيهما إلى مواصلة البحث في المستقبل. ونقول إن معرفة البشر بالكون هي أقل من 5 % بكثير فهناك كواكب كثيرة لم يكتشفها الإنسان، وهناك عوالم كثيرة مثل عالم الجن وعالم الملائكة وغير ذلك، لا تزال مجهولة للعلماء! ومع أن بعض العلماء يعتبر أن فكرة المخلوقات الكونية غير موجودة في عالم الواقع، إلا أن هناك رغبة ملحة في داخلهم تدفعهم للبحث عن مثل هذه المخلوقات. وهذا يدل على أنه في داخل الإنسان أسئلة كثيرة حول نشوء الكون ومن خلق الوجود ولماذا خُلق الكون وهل توجد كائنات حية أخرى؟ ومثل هذه الأسئلة لا يمكن أن تكون الطبيعة قد أودعتها في الإنسان، بل إن الذي وضعها هو خالق الإنسان تبارك وتعالى، وهنا ربما ندرك معنى جديداً لقول الحق تبارك وتعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 172]. ويمكننا أن نقول إن البرامج الضرورية لاستمرار الحياة، ولإدراك الإنسان قدرة الخالق تبارك وتعالى، قد أودعها الله في كل خلية من خلايا جسدنا! أي أن الإنسان بفطرته يجد نفسه يتساءل عن سر الخلق وعن خالق الكون ولماذا وُجد في هذه الحياة وإلى أين يسير وماذا بعد الموت... كلها أسئلة لم تقم الطبيعة بتخزينها داخل الإنسان بل هو الله تعالى القائل: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) فالله تعالى قبل أن يخلق البشر وضع في أعماق خلايا هذا الكائن أسئلة ينبغي أن تقوده للإيمان بالله تعالى، ولكن الإنسان يتكبر ويجحد ويُنكر! إن اعتراف العلماء بقلة معلوماتهم عن الكون رغم التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث، يعني أن الله تبارك وتعالى –خالق الكون- لا يسمح لأحد من خلقه أن يحيط بشيء من العلم إلا بإذنه، ولذلك قال تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) [البقرة: 255]. ويقول تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) [الكهف: 51], فمهما حاول البشر فلن يعرفوا أسرار الكون إلا بما يسمح به الله تعالى لهم. وأود أن أتوقف مع هذه الآية الكريمة وأقول إنها تدل على أن كل ما يكتشفه العلماء هو محاولة لفهم الكون، ولكن الحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله، وهذه الحقيقة موجودة في كتاب الله فهو كتاب الحقائق، ونحن عندما نتدبر آيات القرآن من الناحية الكونية إنما نحاول فهم هذه الآيات ولا يعني أن فهمنا هذا صحيح مئة بالمئة! إنما هو من قبيل الاجتهاد فإن أصبنا فلنا أجران وإن أخطأنا فلنا أجر إن شاء الله، مادام الإخلاص هو منهجنا في البحث. ونقول إن العلماء لن يصلوا إلى الحقيقة إلا إذا اطلعوا على القرآن واتبعوا منهجه، فالقرآن يخبرنا عن الحقائق ويضع لنا الأساس العلمي للبحث، بينما نجد العلماء اليوم يتخبطون في أبحاثهم، من دون هدف ومن دون قاعدة، أما القرآن فيحدد لنا الهدف ويبين لنا الطريق، يقول تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20]. فهذه الآية تتألف من أربعة أجزاء: 1- (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) توجيه إلهي لنا لكي نسير في الأرض ونبحث ونكتشف، ولكن ماذا نكتشف؟ الإجابة نجدها في الجزء الثاني من الآية. 2- (فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) حدد لنا طريقة البحث، أي أن نبحث في أسرار بداية الخلق ونشوء الكون، ولكن لماذا نبحث وما هو الهدف؟ الإجابة في الجزء الثالث من الآية. 3- (ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ) هنا نجد الهدف من هذا البحث ألا وهو إدراك أن الله تعالى كما بدأ خلق الكون قادر على إعادة الخلق من جديد! 4- (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وهذا هدف ثانٍ ألا وهو أن ندرك قدرة الله على كل شيء، فهو قادر على خلق الكون، وقادر على إعادة خلق البشر، وقادر على محاسبتهم، فلا تحزن أيها الإنسان، لأن الله سيعطيك حقك في الدنيا والآخرة. ولذلك في آية واحدة رأينا منهجاً متكاملاً للبحث عن أسرار الخلق والهدف من هذا البحث والنتيجة، بالله عليكم، هل يمكن لبشر أميّ يعيش في القرن السابع الميلادي أن يتكلم بكلام مثل هذا؟! |
تعدد الأقمار والشموس في الكون http://www.kaheel7.com/userimages/galaxy_sun_0.JPG تحدث القرآن عن الشمس والقمر ولكن أثبت العلماء أن الكون يحوي بلايين الشموس والأقمار، فهل من إشارة قرآنية لهذا الأمر؟.... يتساءل بعض القراء حول معنى قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [فصلت: 37]، يخبرنا رب العزة تبارك وتعالى عن سجود كل شيء له، ويقول الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: يقول تعالى ذكره: ومن حجج الله تعالى على خلقه ودلالته على وحدانيته وعظيم سلطانه اختلاف الليل والنهار ومعاقبة كل واحد منهما صاحبه والشمس والقمر... ونلاحظ من خلال هذه الآية أن الله تعالى قال: (خَلَقَهُنَّ) بصيغة الجمع، وفي ذلك دلالة على تعدد الشموس. فالحديث في الآية عن الشمس والقمر، والذي يقرأ سياق الآية يظن أن الكلمة ستأتي بصيغة المثنى (خلقهما)، فلماذا قال (خَلَقَهُنَّ) مع العلم أن الحديث عن الشمس والقمر؟ في القرآن يا أحبتي توجد إشارات خفية لا يمكن أن تظهر مباشرة، بل يجب أن ننتظر حتى يتطور العلم ويكشف حقائق علمية وكونية لنتمكن من فهم الآية بشكل صحيح. فالله عز وجل يتحدث في هذه الآية عن الليل والنهار والشمس والقمر، هذه كلما من معجزات الخالق التي أمرنا أن نتفكر فيها. ولكن أمرنا الله تعالى أن نسجد له، ولا نسجد للشمس ولا للقمر. ولكن التعبير القرآني جاء كما يلي: (لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) فلو كان الحديث في هذه الآية عن الشمس والقمر في مجموعتنا الشمسية فقط لقال (خلقهما) ولكن كلمة (خَلَقَهُنَّ) تدل على الجمع إذاً هناك أكثر من شمس وأكثر من قمر!! وفي زمن نزول القرآن أي قبل 1400 سنة لم يكن أحد يعرف شيئاً عن وجود أقمار غير قمرنا وشموس غير شمسنا، ولكن الاكتشافات الجديدة في علم الفلك أثبتت وجود ما لا يقل عن مئة ألف مليون شمس مثل شمسنا، وهذه موجودة في مجرتنا فقط، فكيف لو أحصينا عدد الشموس في الكون؟! طبعاً كل نجم نراه في السماء هو شمس! كذلك أثبت العلماء وجود كواكب غير الأرض بل هناك كواكب شبيهة بالأرض، وبعض من هذه الكواكب يوجد لها أقمار تدور حولها تماماً مثل القمر الذي يدور حول الأرض، ويؤكد العلماء أن عدد الأقمار في الكون يقدر بالبلايين وأكثر. صورة تخيلية لمجرتنا درب التبانة، وهي مجرة تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم وكل نجم يشبه الشمس في عمله، ويقول العلماء يوجد في هذه المجرة بلايين الكواكب وكذلك بلايين الأقمار، كل هذا في مجرة واحدة فكيف إذا أحصينا عدد الشموس والأقمار في الكون والذي يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة!!! وجه الإعجاز إذا تأملنا الآية الكريمة نلاحظ أنها تشير إلى وجود عدد من الشموس من خلال قوله تعالى: (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ)، ويخبرنا العلماء أيضاً أن الأقمار متعددة وكثيرة، فجميع الكواكب تقريباً لها أقمار تدور حولها. وهناك بلايين الكواكب تنتشر في الكون في المجرات البعيدة، ومعظمها لها أقمار، ولذلك قال تعالى: (لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ). وهذا يدل على أن القرآن قد أشار إلى تعدد الشموس والأقمار قبل أن يكتشف ذلك العلم بأربعة عشر قرناً. ومن هنا ندرك الإشارة القرآنية الرائعة لتعدد الشموس والأقمار في قوله تعالى: (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) فسبحان الله الذي خلق كل شيء، في كلمة واحدة تتجلى معجزة لمن يفهمها ويدركها، يقول تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) [العنكبوت: 49]. |
إخوة يوسف وعدد الكواكب http://www.kaheel7.com/userimages/planets_11.JPG هل هناك إعجاز علمي في قصة سيدنا يوسف عليه السلام يتعلق بعدد الكواكب في المجموعة الشمسية؟ وهل صحيح أنه يوجد أحد عشر كوكباً فقط؟ .... انتشرت في الآونة الأخيرة معجزة مزعومة عن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية وأن القرآن قد أشار إليها في قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف: 4]. فما هي حقيقة هذا الأمر؟ أقول يا إخوتي إن بعض الناس يتسرع في إطلاق كلمة "معجزة" على أي ظاهرة يراها أو يظنها، والمؤمن كيِّس فطِن وينبغي عليه أن يتثبَّت من صدق المعلومة قبل نشرها أو الاعتقاد بها. فالآية الكريمة ليس من الضروري أن تشير إلى عدد الكواكب في المجموعة الشمسية، فسيدنا يوسف رأى 11 كوكباً، والله تعالى لم يخبرنا أنه لا يوجد في مجموعتنا الشمسية إلا 11 كوكباً، بل هذه الكواكب هي رموز لإخوة سيدنا يوسف عليه السلام. يقول أحد علماء الغرب الذين تعمقوا في دراسة الكون والمجرات، وبعد أن قام بدراسة إحصائية لعدد المجرات والنجوم في الكون، واحتمال وجود كواكب أخرى خارج المجموعة الشمسية: إن عدد الكواكب في الكون والتي تشبه الأرض يبلغ أكثر من عدد النجوم في مجرتنا، بل هناك آلاف البلايين وربما أكثر!! ولذلك لا يمكن أن نحصر عدد الكواكب بأحد عشر كوكباً فقط، فعدد الكواكب التي تدور حول الشمس عشرة بما فيها الأرض، وإذا استثنينا الأرض نجدها تسعة، وربما يكشف العلماء عن كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية، لأننا لم نتمكن بعد من الخروج خارج حدود النظام الشمسي. هذا هو النظام الشمسي الذي قدَّره الله لنا، ويتألف من الشمس وعشرة كواكب رئيسية بالإضافة إلى عدد من الأقمار تدور حولها، وكذلك آلاف الكويكبات الصغيرة، وملايين الحجارة التي تسبح حول الشمس بنظام محكم، فلا تصادم ولا خلل ولا مشاكل، بل نظام مقدَّر يدل على قدرة الخالق تبارك وتعالى. ولذلك لا تزال معلوماتنا ضئيلة وحتى لو اكتشف العلماء أن عدد الكواكب في النظام الشمسي هو أحد عشر، فهذا لا يدعونا للقول إن القرآن حدد هذا العدد قبل أربعة عشر قرناً، بل ربما يكشف العلماء كواكب جديدة، ويمكن أن نقدم النصائح التالية: 1- إن الآية الكريمة (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) لا تتحدث عن عدد الكواكب في المجموعة الشمسية، ولكن تتحدث عن عدد إخوة يوسف، والكوكب هو رمز في الحلم يرمز للأخ، أما العدد 11 فيرمز إلى عدد إخوة يوسف. والأحلام تأتي مرمزة أو مشفَّرة كما نعلم. 2- إن عدد الكواكب التي تدور حول الشمس مجهول وقد علمنا منه عشرة ولا يزال العلماء يكتشفون المزيد. وهناك بلايين الكواكب تنتشر في أرجاء الكون والعدد لا يقتصر على أحد عشر. 3- ينبغي التأكد من أي معلومة قبل بثها عبر الإنترنت استجابة لقول الحق تبارك وتعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 7]. ولذلك لا نريد أن يكون الإعجاز العلمي مدخلاً للمشككين والملحدين لنقد هذا الدين الحنيف. |
ما مصير من يموت على سطح القمر؟ http://www.kaheel7.com/userimages/moon_77.JPG هناك سؤال يتردد كثيراً حول مصير من يموت في رحلات الفضاء خارج الأرض وكيف سيُبعث يوم القيامة، ونقدم من خلال هذه المقالة إجابة علمية سؤال طرحه أحد الإخوة الأفاضل: كيف سيُبعث يوم القيامة من يموت في الفضاء الخارجي أو على سطح القمر أو على كوكب آخر فيما لو تمكن الإنسان من الصعود إلى الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية؟ والجواب أن الله تعالى يقول: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) [طه: 55]. فهذه الآية تؤكد أن الله خلق الإنسان من تراب الأرض وسوف يعيده إليها ميتاً ثم يخرجه من الأرض ليحاسبه على أعماله يوم القيامة. ويقول أيضاً: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [الروم: 25]. وهذه آية تؤكد هذه الحقيقة أيضاً، أي حقيقة إخراج الناس من الأرض. وهناك آية عظيمة تشير إلى أن الإنسان لابد أن يموت على الأرض ويخرج منها يوم القيامة، يقول عز وجل في قصة سيدنا آدم: (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) [الأعراف: 24-25]. وهذه الآية تؤكد ثلاث حقائق: 1- حياة الإنسان لا تكون إلا على الأرض: (فِيهَا تَحْيَوْنَ). 2- الإنسان لابد أن يموت على الأرض: (وَفِيهَا تَمُوتُونَ). 3- سوف يحيي الله الموتى ويبعثهم من الأرض: (وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ). وقد يقول قائل: كيف يمكن لمن يموت في الفضاء أن يعود جسده إلى الأرض؟ ونقول: إن الفضاء الخارجي يحوي بلايين الأحجار والغبار والدخان الكوني وغير ذلك وجميعها عندما تقترب من الأرض فإنها تدخل عبر الغلاف الجوي ولكن من رحمة الله تعالى بنا أنها تتبدد وتحترق ولا يدخل منها إلا القليل. وقد أثبت العلماء أن الإنسان عندما يموت ويتحلل جسده فإن منطقة صغيرة فيه اسمها (عجب الذنب) وهي موجودة في أسفل العمود الفقري، هذه الكتلة الصغيرة لا تفنى مهما كانت الظروف. وقد قام أحد العلماء بإجراء اختبار على مادة (الجزيئات العضوية) وهي أساس الحياة، حيث عرضوا هذه المادة لأقصى الضغوط ودرجات الحرارة فصمدت ولم تتغير، ولم يتمكنوا من تحطيمها، وبالفعل فإن هذه المواد تأتي إلى الأرض محملة على النيازك. فقد وجد العلماء أن النيازك الساقطة على الأرض تحوي مواد عضوية حية، وهذه المواد لم تحترق أثناء احتكاكها مع الغلاف الجوي على الرغم من الحرارة الهائلة، وبالتالي نقول: إن البقايا الإنسان الذي يموت في الفضاء تبقى تدور حول الأرض ولابد أن تدخل الغلاف الجوي وتعود إلى الأرض وسوف يبعث الله هذه البقايا من جديد، لأن الإنسان كما قلنا بعد أن يفنى جسده يبقى جزء صغير (عجب الذنب) منه خُلق الإنسان ومنه يُبعث من جديد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. أول إنسان يصعد على سطح القمر عام 1969 ويرتدي بدلة واقية من الأشعة القاتلة القادمة من الشمس وليتزود بالأكسجين. لاحظوا معي الأرض الجافة والصحراء القاحلة على وجه القمر، لا يمكن للحياة أن تبدأ أو تستمر، القمر مليء بالحفر، والغبار القمري الخانق، مليء بالجبال والشقوق وله تضاريس متعرجة وهو غير ممهد وغير صالح للحياة. |
انفجار نجم في حافة الكون http://www.kaheel7.com/userimages/inspire-wishes.JPG في كل لحظة هناك انفجار لنجم يحدث في مكان ما من الكون، ولا يدركها العلماء إلا بعد مرور سنوات طويلة عليها، لنقرأ هذا الخبر العلمي والتعليق عليه. .... في خبر علمي جديد ( حسب CNN ) فقد سجل انفجار ضخم لنجم كان في منتصف طريقه نحو حافة الكون، رقماً قياسيا من حيثإمكانية مشاهدة جسم بعيد من الأرض بالعين المجردة. والنجم الهرم، الذي كان ضمن مجرة غير معروفة، انفجر مُطلقاً حزماً من أشعة "غاما" على بعد 7.5 بليون سنة ضوئية من الأرض، ليبلغ سطوع الانفجار الأرض فجرالأربعاء. فقد استطاع القمر الصناعي "سويفت" التابع لوكالة علوم الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" من رصد الأشعة الناتجة عن الانفجار، بينما قال أحد مديري الوكالة، نيلغيريلز: لم يصدف أن شاهدنا سابقا انفجارا بهذا السطوع ومن هذه المسافة. وأضاف أن مشاهدته بالعين المجردة كانت واضحة بشكل كافٍ، بينما لم يصل "ناسا" أيةتقارير عن احتمال ان يكون هواة الفلك ومراقبة المجرات، قد شاهدوا الانفجار الذي دامأقل من ساعة. يقول عالم الفلك في جامعة بنسلفانيا ديفيد بوروز: إن اللافت في الحدث ليس حجمالانفجار إنما المسافة التي كان يتحرك بها النجم، مضيفاً أنه كان في منتصف الطريقإلى حافة الكون. وقد أوضح غيريلز أن النجم كان قبل انفجاره أكبر من كوكب الشمس بأربعينضعفاً، كما أن شدة الانفجار أدت إلى تبخر أي كوكب قريب منه. وتجدر الإشارة إلى أن مسافة 7.5 بليون سنة ضوئية تفوق بكثير أبعد نجم أمكن مشاهدته بالعينالمجردة، والبالغ 2.5 مليون سنة ضوئية، علماً أن السنة الضوئية تبلغ 10 مليون مليون كيلو متر تقريباً. ومن هذا الخبر العلمي يمكن أن نأخذ النتائج التالية: 1- إن الكون أكبر بكثير مما نتصور، وكلما تصور العلماء أنهم وصلوا إلى حافة الكون يكتشفون نجوماً جديدة تجعلهم يعتقدون أن الكون أكبر، ولذلك قال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57]. 2- يقول العلماء إن هذا الانفجار وقع قبل بلايين السنين، ولم يصلنا ضوء الانفجار ولم نعلم به إلا مؤخراً، بل إن العلماء لا يمكنهم أن يعلموا أين يقع هذا النجم الآن! وهذا يؤكد أن المواقع الحقيقية للنجوم لا يعلمها إلا الله تعالى، ولذلك أقسم بها أن القرآن حق، يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة: 75-77]. 3- لقد حدثنا الله عن حقيقة انهيار النجوم بل وأقسم بانهيار النجوم أن النبي على حق، ولم يكن أحد يعلم زمن نزول القرآن شيئاً عن انهيار النجوم، يقول تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 1-4]. ولذلك يا أحبتي ينبغي علينا كمؤمنين أن نقرأ أي خبر علمي قراءة إيمانية، ونستفيد من هذه الأخبار في تطوير مداركنا وتوسيع فهمنا للكون، ليس من باب حب المعرفة، بل لأن الله تعالىأمرنا أن ندرس السماء والأرض ونتعمق في أسرار الكون لنزداد إيماناً ويقيناً، لأن الغرب لم يستفد شيئاً من هذه الحقائق ولن تغن عنه من الله شيئاً، لأن علومه قائمة على الإلحاد. ولذلك قال تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101]. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أولي الألباب الذين قال فيهم: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191]. |
بناء السماء وزينتها: من معجزات الله في الكون
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_heaven_00.JPG ما أكثر الحقائق الكونية التي جاء بها القرآن وأثبتها العلماء يقيناً في القرن العشرين والحادي والعشرين، وفيما يلي بعض الحقائق في بناء السماء والمادة المظلمة وغيرها... ما أكثر الآيات التي تستحق التدبر والتفكر، وما أكثر المعجزات التي جاء بها القرآن لتكون دليلاً وشاهداً على عظمة هذا الكتاب، وأنه لا يناقض العلم أبداً. ففي زمن نزول القرآن ومنذ أول آية نزلت اعترض الكفار على هذا الكتاب! لقد اتهموا النبي عليه الصلاة والسلام بأنه هو من كتب القرآن، وقالوا: إن هذا القرآن هو أساطير الأولين، وأن هنالك أناساً علموا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكتب هذه الآيات. ويصف لنا القرآن هذا الموقف بقول الحق تبارك وتعالى على لسان المشركين: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5]، وهنا نتساءل: كيف ردّ القرآن عليهم هذا القول؟ وكيف أقام عليهم الحجة، لقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه أن يقول لهم (قل) يعني قل يا محمد: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 6]، وكأن الله تبارك وتعالى يريد أن يخبرهم بأنهم إذا أرادوا أن يستيقنوا بصدق هذا القرآن لا بد لهم أن يدرسوا أسرار الكون، فإذا ما رأوا هذه الآيات الكونية ورأوا التطابق الكامل مع آيات القرآن فهذا يدل على أن القرآن كما قال الله تبارك وتعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. فإذا ما وجدنا هذا الكتاب العظيم مطابقاً للعلم فهذا يعني أنه كتاب الله، وإذا ما وجدنا فيه التناقضات فهذا يعني أنه من عند غير الله، لأن الله تعالى الذي خلق الكون هو أعلم به وأعلم بخلقه ولا يمكن أن يخطئ المولى تبارك وتعالى ولكن البشر من الطبيعي أن تجد الخطأ في كتاباتهم. وفي آية أخرى أنكر المشركون البعث يوم القيامة، وأنكروا عودتهم للحياة مرة أخرى يوم الحساب فقالوا: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ ق: 3]. أي لا يمكن أن نعود للحياة، فماذا خاطبهم الله تعالى؟ قال لهم: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ ق: 6]، والفرج كما يقول الإمام القرطبي في تفسيره هو الشق، وقال أيضاً ما لها من فروج أي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق، فهي بناء محكم. عندما جاء القرن العشرين، رصد العلماء مساحة كبيرة من السماء فوجدوا أن هنالك عدداً كبيراً من المجرات تتوضع في هذا الكون ولكن هنالك فراغات كبيرة بينها، ووجدوا أن هنالك مناطق من السماء ليس فيها أي مادة، فقالوا إن في السماء فروجاً أي مناطق فارغة ليس فيها أي مادة أو أي مجرات أو أي غبار كوني أو أي شيء آخر. وهنا حدث تصادم (ظاهري) بين العلم والقرآن، كما زعم بعض المشككين في ذلك الوقت، فقد قالوا إن القرآن يقول عن السماء (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) وها نحن نكشف هذه الفروج في السماء، فالسماء فيها فتحات، أو فيها مناطق فارغة وهذا يناقض القرآن، ولذلك فإن القرآن ليس كتاب الله تبارك وتعالى. عندما نتأمل هذا القول نقول دائماً: أن القرآن هو الصحيح دائماً، مهما تطور العلم يبقى القرآن هو الأساس، وهذا ما حدث فعلاً أنه بعد تطور هذه العلوم بدأ العلماء يلاحظون أن حركة المجرات في الكون لا تتناسب مع حساباتهم، فالمجرة التي رصدوها مثلاً ينبغي أن تسير بسرعة معينة حسب بعدها والحسابات والمجرات المحيطة بها، ولكنهم وجدوا أن هنالك مادة تؤثر بشدة على هذه المجرات فأسموها "المادة المظلمة". بعدما تطور علم الفلك وهذا منذ سنوات قليلة فقط، قالوا هنالك مادة مظلمة تملأ الكون بنسبة أكثر من 96 %، وقالوا أيضاً إن ما كنا نظنه فراغات أو فجوات في السماء إنما هي مادة مظلمة لا تُرى وهي مادة كثيفة وقوية جداً ومتينة بل إنها تسيطر على الكون بأكمله، وهنا يلتقي العلم مع القرآن فعندما قال تبارك وتعالى: (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) فهذا هو القول الحق وهو ما كشفه العلماء أخيراً!! ولكن على الرغم من ذلك اعترض بعض المشككين وقالوا: إن نظرية المادة المظلمة هي مجرد نظرية، لم يتم إثباتها لأن العلماء يقولون إن هذه المادة لا يمكن أن ترى، ولا يعرفون ما هي طبيعتها فهي مادة مجهولة بالنسبة لهم، وقال هؤلاء المشككون: إن هذه مجرد نظريات.. ولكن وأخيراً وفي منتصف العام 2007 تمكن العلماء من التقاط صورة للكون وصوروا هذه المادة المظلمة. ويقول علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء: إن هذه الحلقة من المادة المظلمة هي حلقة ضخمة جداً يبلغ طولها أو قطرها اثنان ونصف مليون سنة ضوئية ونحن نعلم أن الضوء يسير بسرعة 300 ألف كم في الثانية الواحدة، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة عندما يسير بهذه السرعة الكبيرة 300 ألف كم في الثانية الواحدة. فتأملوا معي كم يقطع هذا الضوء خلال 2.5 مليون سنة، إنه يقطع مسافة هائلة جداً هذه مجرد حلقة صغيرة من المادة المظلمة كشفها العلماء وصوّروها بأجهزتهم حديثاً. وهنا تتجلى أمامنا حقيقة جديدة هي أن الكون عبارة عن بناء محكم، وأن الله تبارك وتعالى قد أحكم بناء هذا الكون ووزع المادة فيه بنظام دقيق جداً. يقول العلماء إن معظم مادة الكون هي المادة المظلمة، وتشكل المادة المظلمة مع الطاقة المظلمة بحدود 96% أو أكثر بقليل، والمادة العادية التي نعرفها، مثل المجرات الدخان الكوني، الغبار الكوني، المذنبات، الكواكب، النجوم، هذه لا تشكل إلا أقل من 4 % ومعظمها لا يرى لأنها نجوم ومجرات بعيدة خافتة لا تكاد تُرى، ويقولون إن كل ما نراه من الكون هو أقل من 1 % ولذلك فإن الله عز وجل عندما أكد لهؤلاء المشككين أن هذا القرآن هو قول رسول كريم ماذا قال لهم؟ يقول تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحاقة: 38-40] فالله تبارك وتعالى يستخدم آياته الكونية ويقسم بها على أن هذا القرآن هو كلام الله رسول كريم وليس قول بشر كما يدعي هؤلاء. لقد حدثنا الله تبارك وتعالى عن السماء في كثير من آيات القرآن: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]. ويقول أيضاَ: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]. ويقول أيضاً: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]. وهنا لاحظ العلماء حديثاً جداً أيضاً أن هذه المجرات متوضعة عبر المادة المظلمة التي لا ترى ولكنها مادة قوية وشديدة وتتحكم بتوزع المجرات في الكون، أي أن المادة المظلمة غير المرئية تتحكم بما هو مرئي في الكون، وهنا قد نجد إشارة إلى أن هذه المادة قد تكون هي السماء التي حدثنا الله عنها، لأن الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [الملك: 5]، والعلماء يقولون إن المادة المظلمة تملأ الكون، وهذه النجوم والمجرات والنجوم البعيدة اللامعة هي مثل المصابيح المعلقة، يسمونها في اللغة الإنكليزية Flash-Lights أي مصابيح كاشفة تكشف ما حولها من دخان وغبار وغير ذلك. والشيء الآخر أنهم وجدوا طرقاً في هذه السماء، فقد وجدوا أن المادة المظلمة تنتشر على شكل طرق، أي أنها ليست مادة مسمطة أو كتلة واحدة، بل هي محبوكة على شكل طرق، أو على شكل نسيج، وهنا تتجلى معجزة القرآن أيضاً عندما حدثنا عن هذا الأمر فقال تبارك وتعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]وبعض المفسرين فسر هذه الآية بقوله: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) أي ذات الطرق، وفعلاً يقول العلماء وبالحرف الواحد: (إن المادة المظلمة تنتشر على شكل طرق تتخلق فيها المجرات وتجري أشبه بطرق سريعة في مدينة مزدحمة). هذه صورة الكون كما وجدها علماء وكالة (ناسا)، حيث أنهم وجدوا أن هذه المادة المظلمة أو السماء تنتشر على شكل طرق، والله تبارك وتعالى حدثنا عن هذا الأمر عندما قال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) [المؤمنون: 17]، ويقولون أيضاً إن هذه المادة المظلمة محكمة وشديدة وتم بناؤها بإحكام شديد. الله تبارك وتعالى أيضاً ذكر هذا الأمر عندما قال: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12] وصف هذه السماوات بأنها شديدة، وقوية ومتماسكة. ولذلك فإن هذه المادة المظلمة قد تكون هي السماء التي حدثنا عنها القرآن، والتي خاطب الله تبارك وتعالى بها الناس على لسان نبيه نوح عليه السلام عندما قال: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا) [نوح: 15-16] فسيدنا نوح يحدثنا عن سبع سماوات، والقرآن دقيق في هذه الآية، عندما قال: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ) لأننا لا يمكن أن نرى هذه السماء رؤية مباشرة، إنما نستطيع أن نراها من خلال الحسابات والأرقام والأجهزة ونستطيع أن نعرف كيف تم بناؤها، كما قال تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا) تأملوا كلمة كيف، أي: أيها الإنسان ابحث في الكيفية التي تمت فيها بناء هذه السماء (كَيْفَ)، وهذا النداء الذي أطلقه القرآن قبل أربعة عشر قرناً يطبقه اليوم علماء الغرب وهم لم يقرؤوا القرآن. ففي بحث علمي حديث لثلاثة من كبار الباحثين والذي نال جائزة (كارفورد) لعام 2005 وأطلقت هذا البحث الأكاديمية السويدية للعلوم يقول فيه الباحثون: (إن هذا الكون يظهر غنىً في البناء) أي ليس هو مجرد بناء، بل هو أكثر من بناء حتى، من الذرة إلى المجرة إلى الكواكب إلى الغبار الكوني إلى كل شيء في هذا الكون تم بناؤه بإحكام عجيب، وهذا ما قاله القرآن عندما أمرنا أن ننظر ونتفكر. وخرجوا بنتيجة بحثهم أنه لا توجد أي فراغات في هذا الكون، وهذا ما قال به القرآن: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ). لماذا ذكر الله هذه الحقيقة الكونية في كتابه؟ ولماذا حدثنا عن مادة مظلمة لا ترى؟ ولماذا حدثنا عن السماء ونحن نعلم أن السماء الدنيا هي كل ما نراه من مجرات هو ما دون السماء الدنيا؟ هنالك أناس يسمون طبقات الغلاف الجوي السماوات السبع، وهذا خطأ يقيناً، لأن السماوات السبع هي أبعد بكثير من مجال رؤيتنا، فأبعد مجرة مكتشفة ويبلغ بعدها بحدود أكثر من 20 ألف مليون سنة ضوئية، ونحن لا زلنا ضمن حدود السماء الدنيا لأن الله تبارك وتعالى يقول: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].وهنا يأتي الهدف! كأن الله تبارك وتعالى يقول: أيها الإنسان انظر إلى هذا الكون الذي حدثتك عنه، فإذا ما رأيت هذا الإحكام، وهذا الإعجاز الكوني يتجلى في خلق الله تبارك وتعالى، وقد حدثتك الله عنه في القرآن، فلا بد أن تدرك أن صاحب هذا الكون، هو صاحب هذا الكتاب وأن خالق الكون تبارك وتعالى هو من أنزل هذا القرآن. كذلك فإن الله تبارك وتعالى عندما يقول: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [الحاقة: 38-40]. تماماً كأن الله تبارك وتعالى يريد أن يرسل لك رسالة خفية، أيها الإنسان المشكّك: كما أن الله تبارك وتعالى حدثك عن أشياء لا تراها، وحدثك عن آيات كونية لا يمكن رؤيتها، وأنت اليوم في القرن الحادي والعشرين بعد تطور الأجهزة بشكل مذهل، وبعد اكتشاف هذه الحقائق من قبل آلاف العلماء، وذلك باستخدام مئات المراصد الكونية المتوضعة على الأرض وخارج الأرض وملايين الأجهزة من الكمبيوتر جميعها تعمل ليلاً نهاراً بهدف اكتشاف هذه الحقائق الكونية، عندما تدرك أن الله تبارك وتعالى حدثك عنها، فلا بد أن تدرك أن هذا الكلام هو قول رسول كريم، ليس كلام بشر، لأن البشر لا يمكن أن يجزموا بهذه الحقائق فنحن نعلم أن القرآن نزل في القرن السابع الميلادي، وعندما نجد فيه حديثاً عن السماء وأنها ذات حبك، وذات طرق، وأن الله بنى فوقنا سبع طرائق وأنه أيضاً تبارك وتعالى وصفها بأنها شديدة (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12]، ويأتي العلماء اليوم ليصفوا هذه المادة المظلمة بنفس الصفات التي أطلقها القرآن قبل أربعة عشر قرناً.. فماذا يعني ذلك؟! إنه يعني شيئاً واحداً: أن هذا القرآن هو كتاب من عند الله تبارك وتعالى وليس لبشر أي حرف فيه، كذلك فإن الله تبارك وتعالى يعلمنا كيف نرد على أعداء القرآن بشكل علمي، فالله تعالى يقول: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ). ويقول أيضاً: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [يونس: 101]. ويقول أيضاً: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) [العنكبوت: 20]. وهكذا آيات كثيرة إنما يعلمنا كيف نخاطب غير المسلمين بلغة العلم ولغة الحقائق العلمية لأننا عندما نقول لهؤلاء العلماء إن ما تكشفونه من أبحاث عن (المادة المظلمة) وصفاتها قد ذكرها الله في القرآن الكريم، فهذا دليل قوي ومقنع على أن هذا القرآن كتاب الله تبارك وتعالى |
هل تحدث القرآن عن سرعة الضوء
http://www.kaheel7.com/userimages/30...mAndLight1.JPG هناك آية عظيمة تخفي وراءها إشارة إلى سرعة الضوء التي لم يتوصل العلماء إليها إلا حديثاً وهي قوله تعالى: (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون).... لقد وضع رواد الفضاء أثناء رحلتهم إلى القمر عام 1969 مرايا زجاجية على سطح القمر، وبواسطة هذه المرايا يرسل العلماء من الأرض شعاعاً ليزرياً لينعكس عليها ويعود إلى الأرض، وبعملية حساب بسيطة يمكنهم أن يعرفوا المسافة الدقيقة التي تفصلنا عن القمر. إن الذي يراقب القمر من خارج المجموعة الشمسية يرى بأن القمر يدور دورة كاملة حول الأرض كل 27.3 يوماً، ولكن بسبب دوران الأرض حول نفسها نرى القمر يتم دورة كاملة كل 29.5 يوماً. http://www.kaheel7.com/userimages/orbit41414.jpg يدور القمر حول الأرض بالنسبة لنا كل شهر دورة كاملة، ولكن بسبب دوران الأرض وبنفس الاتجاه أيضاً فإن الشهر يظهر لنا بطول 29.5 يوماً، بينما الحقيقة أن القمر يستغرق فقط 27.3 يوماً. والسؤال: ما هي المسافة التي يقطعها القمر أثناء رحلته حول الأرض في ألف سنة؟ إن الفكرة التي طرحها أحد العلماء المسلمين* هي أن الآية الكريمة تشير إلى زمنين متساويين، وهذا نوع من أنواع النسبية، يقول تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47]. إذاً لدينا يوم ولدينا ألف سنة، فكيف يمكن أن نساوي بينهما؟ وما هو العامل المشترك؟ يعتبر العلماء أن سرعة الضوء هي سرعة كونية مميزة لا يمكن لأي جسم أن يصل إليها عملياً، وكلما زادت سرعة الجسم تباطأ الزمن بالنسبة له، ومتى وصل أي جسم إلى هذه السرعة (أي سرعة الضوء) توقف الزمن بالنسبة له، وهذا ملخص النظرية النسبية. http://www.kaheel7.com/userimages/earth-moon1414.jpg صورة تظهر المسافة والحجم الحقيقي للأرض والقمر، وأثناء دوران القمر حول الأرض يدور بمدار غير دائري (مفلطح) فيبلغ بعده عن الأرض 384 ألف كم وسطياً. ويدور القمر حول الأرض بسرعة وسطية تبلغ 1 كيلو متر في الثانية. إن سرعة الضوء في الفراغ حسب المقاييس العالمية هي 299792 كيلو متر في الثانية، لنحفظ هذا الرقم لأننا سنجده في الآية بعد قليل. إذا سمينا اليوم الذي ذكرته الآية باليوم الكوني (تمييزاً له عن اليوم العادي بالنسبة لنا) يمكن أن نكتب المعادلة التالية وفقاً للآية الكريمة (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ): اليوم الكوني = ألف سنة عادية إذاً لدينا علاقة خفية بين طول اليوم وطول الألف سنة، فما هي هذه العلاقة الخفية التي أرادها القرآن؟ 1- حساب طول الألف سنة: بما أن حساب الأشهر والسنين عادة يكون تبعاً لحركة القمر فإن الشهر بالنسبة لنا هو دورة كاملة للقمر حول الأرض. فكما هو معلوم فإن القمر يدور حول الأرض دورة كل شهر وبعد 12 دورة يتم السنة، وهكذا في نظام بديع ومحكم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالله تعالى يقول: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا) [التوبة: 36]. بعملية حساب بسيطة على أساس الشهر الحقيقي نجد أن القمر يقطع مسافة تقدر بـ 2152612.27 كيلو متر حول الأرض في دورة حقيقية كاملة. وهذه المسافة تمثل طول المدار الذي يسير فيه القمر خلال دورة كاملة أي خلال شهر. وإذا أردنا حساب ما يقطعه القمر في سنة نضرب هذا المدار في 12 (عدد أشهر السنة): 2152612.27 × 12 = 25831347 كيلو متر. وإذا أردنا أن نعرف ما يقطعه القمر في ألف سنة نضرب الرقم الأخير بألف: 25831347 × 1000 = 25831347000 كيلو متر 2- طول اليوم الواحد: اليوم هو 24 ساعة تقريباً أما قيمة هذا اليوم يالثواني فتبلغ حسب المقاييس العالمية 86164 ثانية. الآن أصبح لدينا قيمة الألف سنة هي 25831347000 كيلو متر وهي تمثل "المسافة". ولدينا طول اليوم وهو 86164 ثانية وهذا الرقم يمثل "الزمن". ولكي ندرك العلاقة الخفية بين المسافة والزمن، نلجأ إلى القانون المعروف الذي يقول: السرعة = المسافة ÷ الزمن لدينا المسافة معلومة، والزمن معلوم: مدار القمر في ألف سنة (المسافة) = 25831347000 كيلو متر. طول اليوم الواحد (الزمن) = 86164 ثانية. بقي لدينا المجهول الوحيد في هذه المعادلة وهو السرعة، نقوم بتطبيق هذه الأرقام حسب هذه المعادلة لنجد المفاجأة: السرعة الكونية = 25831347000 ÷ 86164 = 299792 كيلو متر في الثانية، وهي سرعة الضوء بالتمام والكمال!!! إذاً الآية تشير إشارة خفية إلى سرعة الضوء من خلال ربطها بين اليوم والألف سنة، وهذا سبق علمي للقرآن لا يمكن أن يكون قد جاء بالمصادفة أبداً! تساؤلات هناك بعض التساؤلات التي يمكن أن تصادف الإخوة القراء بعد قراءة هذا البحث ويمكن أن نلخصها في نقاط: 1- لماذا اعتبرنا أن هذه الآية تشير إلى سرعة الضوء؟ 2- لماذا لم يتحدث القرآن صراحة عن سرعة الضوء؟ 3- هل يعني هذا البحث أن الأمر الإلهي يسير بسرعة الضوء؟ والحقيقة أن القرآن يحوي إشارات خفية لا يمكن لأحد أن يراها مباشرة، بل تبقى مئات السنين حتى يأتي العصر المناسب لتنكشف المعجزة وتكون دليلاً على صدق هذا القرآن وأنه الرسالة الخالدة المناسبة لكل زمان ومكان. إن الآية ربطت بين "يوم" و "ألف سنة" وكما لاحظنا فإن العلاقة بين اليوم الكوني والألف سنة العادية (مما نعد) هي رقم قيمته 299792 وهذا العدد يمثل سرعة الضوء بدقة شبه تامة، فكيف نفسر وجود هذا العدد في القرآن؟ أسرع من الضوء يقول تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة: 5]. وقد طرح المشككون سؤالاً: هل يسير الأمر الإلهي بسرعة الضوء؟ ونقول إن الآية الكريمة تشير إشارة خفية إلى سرعة الضوء، أما قوله تعالى: (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) فهذا يعني أن الأمر الإلهي يعرج إلى السماء السابعة في يوم واحد، أو ألف سنة مما نعد، ولكن ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني إشارة خفية إلى وجود سرعة أكبر بكثير من سرعة الضوء!!! فنحن نعلم أن أبعد مجرة مكتشفة بحدود عشرين ألف مليون سنة ضوئية، أي أن الضوء يحتاج إلى عشرين ألف مليون سنة، وهذه المجرة هي دون السماء الدنيا، لأن كل ما نراه من مجرات هي زينة للسماء الدنيا لأن الله يقول: (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [فصلت: 12]. إن الضوء يقطع في يوم واحد مسافة مقدارها: 25831347000 كيلو متر، وهذه المسافة ضمن حدود المجموعة الشمسية، ولذلك فإن سرعة الضوء غير كافية لعبور السماء الدنيا في يوم واحد ولابد من وجود سرعة أعلى من سرعة الضوء بكثير، وهذا ما يعتقده بعض العلماء اليوم! فقد بدأ العلماء يلاحظون بعض الظواهر الكونية مثل ظاهرة المادة المظلمة، وبدأ الاعتقاد لديهم ينمو بأن الضوء ليس هو الأسرع في الكون بل هناك سرعة كونية أعلى بكثير! وقد طرحت الفكرة لأول مرة من قبل عالمين في بريطانيا وأمريكا في أواخر القرن العشرين، هكذا يقول العلماء. وحتى تاريخ كتابة هذا البحث لا توجد أية قياسات تثبت هذه النظرية، ولكن القرآن يؤكد وجود سرعة كونية أعلى من سرعة الضوء، ولذلك يمكن أن نقول إن القرآن أشار إلى هذه النظرية قبل أربعة عشر قرناً، وهذا نوع من أنواع الإعجاز. بقي لدينا إشارة خفية في الآية إلى شكل الطريق الذي يسلكه أي جسم في الفضاء وهو الطريق المتعرج، فجميع المراكب الفضائية والنيازك غير ذلك من الأجسام تسير في الفضاء وفق مسار متعرج وليس بخط مستقيم، بسبب وجود مجالات قوية من الجاذبية تغير مسار أي جسم في الفضاء، وحتى الأشعة الكونية والضوء وغير ذلك من أنواع الطاقة فإنها تسلك طرقاً متعرجة أيضاً لأنها تتأثر بحقول الجاذبية العنيفة في الكون، والله أعلم. لفت انتباه لقد لفتت انتباهنا إحدى الأخوات الفاضلات إلى ملاحظة وهي إلى أننا اعتبرنا اليوم الكوني 24 ساعة (تقريباً) وكل ساعة 3600 ثانية، فمن أين جئنا بهذا التقسيم؟ وأقول: إن هذا التقسيم هو اجتهاد بشري والهدف منه استخراج الإشارة القرآنية لسرعة الضوء، وليس بالضرورة أن يكون اليوم الكوني كذلك، وقد يكون في هذه الآية العظيمة إشارات أخرى لسرعات كونية كبيرة. فقد حدثنا الله تعالى عن سرعة الأمر الهي وقرنها بسرعة البصر فقال تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر: 50]. وهناك آية ثانية تتحدث عن لحظة حدوث القيامة وأنها تأتي مفاجئة بلمج البصر، يقول تعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النحل: 77]. وقد تحوي هذه الآيات إشارة إلى السرعة الكونية القصوى التي يبحث عنها العلماء ويتحدثون عنها، ولكن هذه المسألة تحتاج لمزيد من البحث والتدبر. يقول تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة: 5]. ويقول أيضاً: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج: 4]. لنتأمل التعبيرين في الآيتين: 1- (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ). 2- (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ). والسؤال الذي نود أن نختم به هذا البحث: لماذا ذكر الله في الآية الأولى (مِمَّا تَعُدُّونَ) بينما الآية الثانية لم يذكر فيها هذه العبارة؟ ماذا يعني ذلك؟ هذا السؤال سيكون موضوع بحث قادم بإذن الله تعالى، ونرجو من جميع الإخوة والأخوات التدبر والتفكر في هاتين الآيتين وتزويدنا بأي فكرة تصلح لبناء بحث علمي، نسأل الله أن يتقبل من الجميع |
البروج الكونية
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_towers_00.JPG ما هي حقيقة البروج الكونية؟ ماذا يقول علماء القرن الحادي والعشرين؟ وماذا يقول القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي؟ لنقرأ ونـتأمل ونتدبر هذه الآيات العظيمة... يقول تبارك وتعالى في محكم الذكر: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]. سوف نعيش في رحاب هذه الآية الكريمة وما تحويه من معجزات كونية مبهرة، وهذه المعجزات أيها الأحبة لم تتضح إلا حديثاً جداً في القرن الحادي والعشرين، وقد أودع الله تبارك وتعالى هذه المعجزات في آيات كتابه لتكون دليلاً على صدق هذا الكتاب، والله تبارك وتعالى هو القائل: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53]. ولكن قبل ذلك دعونا نأخذ فكرة عن الكون، وما يحويه من بناء محكم ومجرات لا يعلم عددها إلا الله تعالى، وغبار كوني ودخان كوني ومادة مظلمة لا يعلم طبيعتها إلا الخالق تبارك وتعالى. ففي البداية.. طالما نظر الناس إلى كوننا على أنه كون ثابت، وأن الأرض التي نعيش عليها هي في مركز الكون، وأن الشمس والقمر والكواكب والنجوم تدور حول هذه الأرض، وهكذا تصور العلماء الكون على أنه كون ثابت وأن الأرض تقع في مركز الكون وهي ثابتة لا تتحرك، وأن النجوم تدور حولها في أفلاكها. عندما جاء العصر الحديث، اكتشف العلماء أن كل ما نراه من نجوم في السماء هو جزء ضئيل من مجرتنا درب التبانة. هذه النجوم التي نراها في السماء بالعين المجردة هي جزء من هذه المجرة والمجرة هي تجمع من النجوم يحوي مئات البلايين من النجوم. وبعد ذلك اخترع العلماء العدسات المقربة أو التلسكوبات فاستطاعوا أن ينظروا خارج مجرتنا، فرأوا أن الكون يزهر بالمجرات، وقدروا عدد هذه المجرات بأكثر من مائة ألف مليون مجرة كلها تسبح في هذا الكون الواسع بنظام دقيق. ولكن في البداية ظن العلماء أن هنالك فضاءً كونياً كبيراً، واعتبروا أن المسافات التي بين النجوم والمجرات فارغة لا تحوي شيئاً ولذلك أطلقوا مصطلح Space أي "فضاء" ولكن بعد ذلك تبين لهم أن هذا الفضاء ليس فضاءً بكل معنى الكلمة، اكتشفوا وجود مادة مظلمة تملأ الكون، حتى إن بعض الحسابات تخبرنا بأن نسبة المادة المظلمة والطاقة المظلمة وهي مادة غير مرئية لا نراها ولا نعرف عنها شيئاً تشغل من الكون أكثر من 96 % والمادة المرئية والطاقة المرئية أيضاً الطاقة العادية يعني لا تشغل إلا أقل من 4 % من حجم هذا الكون. لقد بدأ العلماء يكتشفون بنية معقدة لهذا الكون، فاكتشفوا بأن المجرات تتوضع على خيوط دقيقة وطويلة تشبه نسيج العنكبوت، واكتشفوا أيضاً أن المادة المظلمة تنتشر في كل مكان وتسيطر على توزع المجرات في الكون. وبعد ذلك أدركوا أنه لا يوجد أي فراغ في هذا الكون فأطلقوا كلمة Buildingأي "بناء" على هذا الكون، وهذه الكلمة جديدة عليهم لأنهم رؤوا في هذا الكون بالفعل بناءً محكماً، ولكن هذه المعلومة ليست جديدة على كتاب الله تبارك وتعالى، فقد وصف الله عز وجل السماء في آيات القرآن بأنها بناء، لا توجد ولا آية واحدة تتحدث عن السماء وتصفها بأنها فضاء، لا.. إنما دائماً نجد القرآن يستخدم كلمة البناء، يقول تبارك وتعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ ق: 6]، ويقول في آية أخرى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 21-22]، ويقول في آية أخرى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) أي بقوة (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47] هذه الآية تتحدث عن التوسع الكوني الذي ينادي به العلماء اليوم. وفي آية أخرى يقول تبارك وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ) [غافر: 64]، ويقول أيضاً مقسِماً بالسماء: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) [الشمس: 5]، وهكذا آيات كثيرة تأتي دائماً بصيغة البناء لتؤكد لنا أن الكون بناء، وهذا ما وجده العلماء يقيناً في القرن الحادي والعشرين. وجد العلماء بأن الكون عبارة عن بناء محكم، ولذلك فالأبحاث الصادرة حديثاً، والتي ينال أصحابها الجوائز عليها، تهدف بالدرجة الأولى الأبحاث الكونية الحديثة إلى اكتشاف بنية الكون، تهدف إلى اكتشاف البناء الكوني. وهنا تتجلى معجزة القرآن، فالعلماء عندما أطلقوا على الكون اسم (فضاء) كانوا مخطئين، واليوم يعدلون عن هذه التسمية إلى ما هو أدق منها فيستخدمون كلمة (البناء) من أجل وصف الكون، ولكن هذه الكلمة موجودة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً في كتاب الله تعالى تبارك وتعالى، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن الكريم دقيق من الناحية العلمية واللغوية، فجميع كلماته تأتي مناسبة تماماً للحقيقة الكونية التي يصفها. ولكن.. ماذا يعني قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا) ما معني كلمة (قَرَارًا)، وكيف نحسُّ بهذا القرار؟ إننا نعيش على هذه الكرة الأرضية، والله تبارك وتعالى زوّد هذه الأرض بحقل للجاذبية بحيث أنه يجذبنا إليها في كل لحظة، فنحس بالاستقرار. إن رواد الفضاء مجرد أن غادروا الغلاف الجوي، وارتفعوا خارج الأرض فإنهم على الفور يفقدون أوزانهم ويحس رائد الفضاء وكأنه يسبح في بحر عميق، فإذا أراد أن يأكل اضطرب لديه نظام الأكل، لأنه تعود على نظام الجاذبية الأرضية، وإذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم لأنه ليس لديه أرض يستقر عليها وينام عليها، بل إنهم أحياناً يضعون نوابض على رؤوسهم ليضغطوا هذه الرؤوس فيحسّون بشيء من الثقل ليتمكنوا من النوم، وتضطرب لديهم الذاكرة، وتضطرب لديهم الدورة الدموية، ونظام عمل القلب يضطرب، وكثير من الأشياء. كل هذه النعم لم نحس بها إلا بعد أن غادر رواد الفضاء وخرجوا خارج الأرض ووصفوا لنا ما يحسون به، وهناك علم قائم بذاته اليوم، يدرس المشاكل التي يسببها فقدان الجاذبية الأرضية، وهذا العلم يهتم بالدرجة الأولى برواد الفضاء، وبالناس الذين يمضون فترات طويلة سواء في الفضاء الخارجي أو في الغواصات في أعماق البحار. ومن هنا ندرك أهمية هذه الجاذبية وأهمية هذا القرار وهذا الأمر لم يكن أحد يدركه في زمن نزول القرآن ولكن الله تبارك وتعالى ذكرنا بهذه النعمة فقال: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [غافر: 64]. لو تأملنا جميع الأبحاث الكونية الصادرة حديثاً، نلاحظ أن هذه الأبحاث تؤكد أن الكون ليس فيه أي فراغ على الإطلاق، وهذا ما وصفته لنا الآية في قول الحق تبارك وتعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ) [ ق: 6]. في البداية اعتقد علماء الفلك عندما رأوا فجوات في السماء أن الكون يحوي هذه الفجوات العميقة والضخمة جداً، فأطلقوا عليها اسم (الفجوات الكونية ) أو (الثقوب الكونية ) واعتبروا أنها عبارة عن فراغات لا يوجد فيها أي شيء، ولكن بعد أن اكتشفوا المادة المظلمة ماذا وجدوا؟ وجدوا أن هذه الفراغات ليست بفراغات حقيقة، إنما تحوي مادة مظلمة غير مرئية تساوي أضعاف ما يحويه الكون من المادة العادية المرئية، وهنا أيضاً يتجلى القسم الإلهي عندما قال تبارك وتعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ، وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ) [الحاقة: 39] إذاً هناك أشياء لا نبصرها وهي أعظم من الأشياء التي نبصرها. البروج إذا تأملنا هذه الآية الكريمة (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ) [ ق: 6] نلاحظ أن الكون فعلاً فيه بناء هندسي رائع، فالعلماء بعدما اكتشفوا النسيج الكوني، يتحدثون عن (حُبُك) موجودة في هذا الكون، يتحدثون عن نسيج محكم يملأ هذا الكون، يتحدثون عن أعمدة كونية، حتى أنهم اكتشفوا منذ مدة جدران كونية كل جدار يبلغ طوله ملايين السنوات الضوئية، جدار مليء بالنجوم والمجرات (جدار كوني) وهنالك أعمدة كونية أيضاً، وهنالك جسور كونية، وهنا ربما نتذكر قول الحق تبارك وتعالى عندما قال عن نفسه: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ) [الفرقان: 61] فما هي البروج الكونية؟ لقد فسر بعض العلماء هذه الآية على أن البروج الكونية هي: النجوم التي تصطف بطريقة معينة توحي إليهم ببعض الحيوانات مثل الثور والعقرب والجدي وغير ذلك، فأطلقوا على هذه أسماء البروج وعددها اثنا عشر برجاً، ولكن تبين للعلماء بعدما اكتشفوا الكون وأسراره والأبعاد بين المجرات والنجوم: أن هذه النجوم التي تظهر لنا وكأنها على نفس المستوى، تبين أن هذه النجوم لا علاقة فيما بينها، قد يكون هنالك نجم نرى بجانبه نجماً آخر وقد يكون هذان النجمان بعيدين عن بعضهما جداً، وليس بينهما أي علاقة أو قوى جذب، إنما فقط الذي يصلنا هو الإشعاع، وقد يكون بعض هذه النجوم مات واختفى، وبعضها لا زال موجوداً، فجمعيها الله أعلم بمواقعها الحقيقية. ولذلك عندما أقسم الله بالنجوم لم يقل: (فلا أقسم بالنجوم) (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ، إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) [الواقعة: 75-78]. إذاً النجوم التي اعتبرها العرب قديماً، وبعض الحضارات القديمة بروجاً، ليست هذه التي يتحدث عنها القرآن، فعندما قال الله تبارك وتعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا) لا يقصد هذه البروج التي لا يوجد أي صفة علمية لها، إنما يقصد الله تبارك وتعالى – والله أعلم – الأبنية الكونية وهي التي ما يتحدث عنها العلماء اليوم. يتحدث العلماء اليوم عن جدار عظيم بطول 500 مليون سنة ضوئية، ويتحدثون عن جسور كونية هائلة تمتد لمئات الملايين وأحياناً لآلاف الملايين من السنوات الضوئية، ويتحدثون عن بناء كوني مبهر، فهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ) بل إن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه السماء فقال: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) [البروج: 1]. إن هذا البناء الكوني، وهذه الأبراج الكونية عظيمة جداً، ومع أن العلماء لا يتحدثون اليوم عن بناء متكامل (برج متكامل) إنما يتحدثون عن أعمدة، وجسور، وجدران، وقد يكتشفون حديثاً أو بعد مدة أن في الكون أبنية كل بناء يشبه البرج في بناءه وهندسته وارتفاعه، وسوف يكون بذلك القرآن أول كتاب يتحدث عن هذه الأبنية الكونية العظيمة في قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ). اكتشف العلماء حديثاً بناء كونياً عظيماً يبلغ طوله 200 مليون سنة ضوئية، ويتألف هذا البناء الذي يدعى Lyman من عدة مجرات تصطف على خطوط تشبه البناء الهندسي الجميل، وبين هذه المجرات هناك فقاعات من الغاز الكوني يبلغ قطر كل منها بحدود 400 ألف سنة ضوئية، أي ضعفي طول مجرة الأندروميدا! هذه الفقاعات تشكلت بنتيجة انفجار النجوم، ويقول العلماء إن هذه الفقاعات سوف تقوم بتشكيل نجوم أخرى لاحقاً. ويقول الباحث "رويسوكي ياماوتشي" من جامعة توهوكو إن أي جسم بهذا الحجم والكثافة هونادر الحصول حين تكوّن الكون في الماضي. ويحاول العلماء اكتشاف المزيد من البنى الكونية، ولديهم إحساس بأن هذا الكون هو عبارة عن مجموعة من الأبنية الضخمة! إن هذا البناء تشكل بعد نشوء الكون بـ 2000 مليون سنة، وقد تم اكتشاف هذه البنية الضخمة بواسطة تلسكوبي سوبارو وكيك. ا اكتشف علماء من أستراليا وتشيلي مجموعة مجرات جديدة تبعد بحدود 10800 مليون سنة ضوئية، ويقولون إن المجرات التي شاهدوها تمثل شكل الكون قبل 10800 مليون سنة، وكما نعلم فإن السنة الضوئية هي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة، علماً بأن الضوء يسير بسرعة تقدر بـ 300 ألف كيلو متر في الثانية، وبالتالي يقطع في سنة واحدة 9.5 تريليون كيلو متر، أي أن السنة الضوئية هي 9.5 تريليون كيلو متر. ما هو الهدف من ذكر هذه الحقائق الكونية؟ لماذا ذكر الله تبارك وتعالى حقيقة البناء الكوني: هل لمجرد حب المعرفة؟ أم هناك هدفاً عظيماً من وراء هذه الحقيقة؟ يقول تبارك وتعالى مذكراً عباده: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) تأملوا معي هذا الخطاب للناس جميعاً مهما كانت عقيدته أو لغته، الخطاب هنا ليس للمؤمنين فحسب بل يشمل الناس جميعاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: 21]، والسؤال: ما هو الدليل على أن الله تعالى هو قائل هذه الكلمات؟ يأتيك الدليل مباشرة: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا)وبالفعل يقول العلماء إن الأرض ممهدة ومفروشة بطريقة دقيقة جداً تصلح للحياة بعكس القمر مثلاً، القمر غير صالح للحياة على الإطلاق بسبب الفوهات الكثيرة فيه، وبسبب الحفر والجبال والوديان والشقوق التي فيه. ثم يقول تبارك وتعالى في الآية التالية: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) أي إذا كنتم في شك من هذا القرآن: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 22-23]، فهذه الحقائق الكونية التي أودعها الله في كتابه هي أصدق دليل في هذا العصر على صدق هذا الكتاب وأن الله تعالى قد رتبه بطريقة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثلها. وخلاصة القول: ذكر القرآن حقيقة البناء الكوني الذي اكتشفه العلماء حديثاً، وذكر حقيقة الجاذبية الأرضية وفائدتها وأهميتها في استقرار البشر، وهي أمر لم يكتشف إلا في العصر الحديث، وذكر كذلك حقيقة البروج الكونية وهي ما يتحدث عنه العلماء اليوم، وأكد أنه لا فراغات أو فجوات أو فروج في السماء، وهو ما يؤكده العلماء اليوم... وهكذا حقائق لا تُحصى تأتي جميعها لتشهد على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام ونقول لكل من لم يقتنع بعد بإعجاز القرآن العلمي: ماذا نسمي هذه الحقائق السابقة؟ هل نسميها إعجازاً أم أنها كلام عادي؟ عندما يصف القرآن السماء بكلمة (بناء) ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليطلقوا الكلمة ذاتها على الكون أي كلمة Building أي (بناء)، ماذا نقول عن هذا التطابق الكامل؟ هل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن هذا التطابق جاء بالمصادفة؟! إن هذا التطابق هو دليل مادي ملموس على أن القرآن نزل ليكون صالحاً لكل زمن ومكان، وهو صالح لعصرنا هذا ويخاطب علماء العصر بلغتهم: لغة الحقائق العلمية، فهل تقتنع معي يا صديقي الملحد بأن هذا القرآن هو الحق؟ إذاً استمع معي إلى هذا البيان الإلهي العظيم: (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ * وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) [يونس: 37-41 |
الفتق الكوني: حقائق جديدة
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_rip_00.jpg هل نظرية الانفجار العظيم صحيحة؟ وهل يمكن أن نفسر بها آية الرتق والفتق في القرآن؟ وما هي الحقائق الجديدة التي تثبت أن الكون كان أشبه بنسيج ثم تباعدت خيوطه وانفتقت، لنقرأ..... أرسل لي أحد الإخوة الأفاضل (جزاه الله خيراً وكل من يساهم معنا ولو بمعلومة نافعة) ببحث جديد نشر على موقع science news بعنوان: From Dark Matter to Light أي: من المادة المظلمة إلى الضوء، وهذا البحث نشر أساساً على مجلة Astrophysical Journal والذي لفت انتباهي أن الباحثين مقتنعون اليوم تماماً أن هناك خيوط كونية تتوضع عليها المجرات، وهذه الخيوط تتباعد عن بعضها تماماً كما تتباعد خيوط النسيج!! ولكن دعونا نقف لحظة عند قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. (الرتق) في اللغة هو عكس (الفتق)، وفي معجم القاموس المحيط: فتقه أي شقَّه، وهاتين الكلمتين تُستخدمان مع النسيج، فعندما يمزق النسيج ويباعد بين خيوطه نقول (فتق الثوب)، والرتق هو العكس، أي جمع وضم هذا النسيج. وفي تفسير ابن كثير: "ألم يروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً أي كان الجميع متصلاً بعضُه ببعض، متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر". إذاً فهم ابن كثير من الآية أن الكون (السموات والأرض) كان عبارة عن مادة متلاصقة متقاربة من بعضها متراكمة فوق بعضها، وطبعاً هذا كان في بداية الخلق. ثم باعد الله بين السماء والأرض وفصل بينهما. ولو تأملنا ما جاء في البحث السابق نرى بأن الباحثين يتحدثون بدقة عما تحدث عنه ابن كثير!! فهم يقولون إن الكون في بداية أمره كان عبارة عن مادة على شكل نسيج متقارب ومتراكم بعضه فوق بعض، ثم بدأت خيوط هذا النسيج تتباعد خلال بلايين السنين. والعجيب أنهم صوَّروا هذه العملية (أي عملية الفتق وتباعد خيوط النسيج) باستخدام السوبر كمبيوتر، ووصلوا إلى نتيجة شبه يقينية أن خيوط النسيج الكوني تتباعد عن بعضها باستمرار تماماً كما تتباعد خيوط القماش نتيجة تمزقه! صورة تبين لنا بواسطة الكمبيوتر أن الكون في بداياته (450 مليون سنة بعد خلقه) كان عبارة عن خيوط من المادة متماسكة ومتقاربة مثل خيوط القماش (الصورة اليمنى)، ثم بدأت هذه الخيوط بالتباعد وكأننا نمزق هذا القماش والصورة اليسرى تصور لنا الكون بعد 6000 مليون سنة من خلقه تأمل الفراغات السوداء كيف كبُرت وكيف تتباعد الخيوط عن بعضها، وهذه الخيوط هي مجرات. والله أعلم. المصدر http://www.sciencenews.org/articles/20080322/bob10.asp تأملوا معي الصورة اليمنى التي تمثل الخيوط الكونية، وتأملوا معي الصورة اليسرى التي تمثل هذه الخيوط ولكن بعد فترة من الزمن، ونلاحظ أن الخيوط تتباعد وكأننا أمام قطعة نسيج تنفتق وتتمزق ولكن بإحكام مذهل! ويلاحظ العلماء أن المجرات تتدفق على طول الخيوط، باتجاه العقد في هذا النسيج، وكل نقطة مضيئة في هذه اللوحة هي تجمع للمجرات، فتأملوا عظمة هذا الرتق الكوني! المرجع: مختبر ماكس بلانك ألمانيا. التفسير الحديث للآية القرآن نزل قبل 1400 سنة ولا زال المسلمون يحاولون فهمه وتدبره واستخراج عجائبه، والقرآن مليء بالآيات الكونية، وهذه الآيات لا يجوز لنا أن نهملها بحجة أنه لا يجوز تفسيرها بالنظريات العلمية، لأن المؤمن مطلوب منه أن يتدبر القرآن باستمرار، وعندما يصل لآية كونية لا يجوز له أن يتجاوزها بل يتفكر فيها لأنها جزء من القرآن. فقد فسر علماؤنا في العصر الحديث هذه الآية على أنها تتحدث عن الانفجار العظيم، وهي نظرية لم تثبت بعد ولكنها أفضل الموجود لتفسير نشوء الكون. وملخصها أن الكون كان كتلة صغيرة ثم انفجر وتباعدت أجزاؤه ثم شكل الذرات ومنها تشكلت النجوم والمجرات والشمس والقمر والأرض كما هو الوضع عليه اليوم. نظرية الانفجار الكبير صحيحة جزئياً، فهي من حيث المبدأ صحيحة أي أن الكون كان كتلة واحدة ثم انفصلت أجزاؤها مشكلة المجرات والنجوم والكواكب، ولكن يوجد بها خطأ لأن الانفجار لا يُنتج النظام الذي نراه في الكون، بل الانفجار ينتج الفوضى والدمار. ولكن مشكلة هذه النظرية أنها لا تقول لنا من أين جاءت الكتلة الأولية؟ مَن الذي أحدث الانفجار؟ وكيف يمكن لانفجار عشوائي أن يخلق كوناً منظماً بهذه الدقة الفائقة؟ ولذلك استأنس علماؤنا بهذه النظرية على الرغم من عيوبها لأنها أفضل الموجود. ولكن بعدما تطور العلم وبدأ العلماء يتحدثون عن الخيوط العظمى، وأن هذه الخيوط من المادة كانت متماسكة وقريبة من بعضها في بداية نشوء الكون، ثم بدأت تتباعد وفق نظام محكم يعتبره العلماء من أعظم الظواهر الكونية، هذه النظرية الجديدة والتي هي أقرب للحقيقة اليقينية، لأنها مشاهدة، فالمجرات تم رصدها في الكون ووضعها على شبكة ثلاثية الأبعاد على الكمبيوتر العملاق، وطُلب منه أن يضع كل مجرة في مكانها فكانت المفاجأة للعلماء أنهم رأوا خيوطاً من المجرات تتشابك وتتباعد عن بعضها عبر بلايين السنين. ولذلك يا أحبتي نستطيع أن نقول إن وجود هذه الخيوط الكونية المتقاربة في بداية الخلق هو الرتق الذي حدثنا عنه القرآن، وتباعد هذه الخيوط بنظام محكم هو الفتق، وهكذا يتحقق معنى الآية لغوياً وتفسيرياً. كيف فهم ابن عباس هذه الآية هناك تفسير رائع لابن عباس رضي الله عنه يقول فيما معناه: كانت السماء رتقاً لا تمطر، وكانت الأرض رتقاً لا تُنبت، ففتق الله السماء بالمطر، وفتق الله الأرض بالنبات. وبالفعل ثبُت علمياً أن الأرض كانت في بداية خلقها ملتهبة لا تنبت، والغلاف الجوي لم يكن قد تشكل أي لا توجد أمطار، ثم تشكل الغلاف الجوي للأرض وتشكلت الغيوم وبدأت السماء تمطر، وبدأت الأرض تنبت بعد أن تبردت وتشكلت الجبال والأنهار والبحار. هذه عظمة القرآن أن كل إنسان يستطيع أن يفهمه حسب ثقافة عصره، ولا نجد أي تناقض في فهم كتاب الله تعالى وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل أمرنا بالتدبر من أجله، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. هل هناك تناقض في القرآن؟ وهنا أود أن أتوقف معكم لأقول يا أحبتي: لا مشكلة إذا أخطأ مفسر في تفسير آية، لأن القرآن هو الحقيقة المطلقة التي لا تتغير، أما التفسير فهو يمثل فهم البشر للآية. وبما أن الناس يختلفون في مستوى فهمهم وبما أن العلم يتطور فلابد أن يكون هناك تطور في التفسير، وهذا لا يسيء للقرآن، بل يؤكد على أن هذا القرآن مناسب لكل عصر من العصور، لأنه لا يوجد كتاب على وجه الأرض (إلا القرآن) يمكن تفسيره بشكل منطقي وبما يتفق مع العلم مهما تطور العلم! وفي هذا رد على من ينكر الإعجاز العلمي بحجة حرصه على القرآن، فالأخطاء التي تصدر من البشر تبقى للبشر، ويبقى القرآن منزهاً عن الخطأ. والمؤمن إذا اجتهد فأخطأ فله أجر (بشرط أن يكون مخلصاً) وإذا اجتهد فأصاب فله أجران. وهذا يثبت أنه لا تناقض في القرآن ولا اختلاف، بل تعدد في التفاسير وتعدد في فهم النص القرآني، لأن القرآن نزل للبشر كافة. وأقول يا إخوتي بصفتي باحث في هذا العلم إن من يكتب في الإعجاز العلمي لا يجزم بأن تفسيره العلمي للآية هو الصواب المطلق، وحسب اعتقادي أن معظم كتاب الإعجاز العلمي يعرفون ذلك، ويدركون أن أبحاثهم هي اجتهادات وليست قرآناً!!! القرآن مطلق وثابت ولكن التفسير يتغير حسب تطور العلم وهذا لا يسيء للقرآن أبداً، إلا أولئك الذين في قلوبهم زيغ ومرض فنجدهم يتتبعون أخطاء الباحثين بهدف التشكيك في كتاب الله تعالى، ولكن من عظمة القرآن أنه حدثنا عن أمثال هؤلاء قبل أربعة عشر قرناً. تأملوا معي هذا النص القرآني العظيم: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]. وقد يقول قائل: لماذا أنزل الله الآيات المتشابهات؟ هل ليضلنا عن الحق؟ أليس هذا ظلم للناس؟ إذاً لماذا يعذبهم؟ وأجيب بسؤال: هل تعرفون أحدث طريقة للامتحانات في الجامعات الأمريكية؟ إنها طريقة الإجابات المضللة!! حيث يطرحون على الطالب سؤالاً ويضعون له أربع إجابات مضللة أي خاطئة وإجابة واحدة صحيحة، وعليه أن يختار، وهنا يظهر الطالب المجد من الطالب الكسول. ولا أتوقع أن أحداً يقول إن الأساتذة يضلون الطلاب! مع العلم يحاول الأساتذة وضع الإجابات المضللة قدر الإمكان، لذلك يضعون عدة إجابات مضللة. ولكن الله تعالى وضع لنا طريقاً شديد الوضوح، ووفر علينا العناء والتفكير فأنزل هذا القرآن، وأمرنا أن نطبق ما فيه، فهل هذا إضلال أم هداية؟؟ إن وجود وسائل الضلال مثل الشيطان والشر والشهوات هي أمور لابد منها، ليختبر الله صدق إيماننا به ومدى طاعتنا له. فالملحدون والمشككون ماذا يفعلون: (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) أما المؤمنون ماذا يقولون: (يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا). ولذلك ماذا قال تعالى بعد ذلك؟ لقد علمنا دعاء عظيماً ينبغي أن نكرره، فالله تعالى هنا كأنما يعطيك الإجابة الصحيحة ويلقنك ما ينبغي عليك قوله وفعله، ولذلك علمنا هذا الدعاء: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 8-9]. فبالله عليكم! بعد أن بين لنا الله طريق الهدى وسخر لنا أسباب الهداية، علَّمنا كل شيء من خلال الكتاب والسنة، ووضح لنا طريق الشر ونهانا عن الفواحش وعن الضلال وحذرنا من الشيطان وأساليبه في الإغواء وأراد لنا الخير، فهل نسمي هذا إضلالاً أم نسميه هداية؟ بالله عليكم لو أن طالباً في قاعة امتحان، جاءه الأستاذ وأعطاه الجواب الصحيح، وأصرّ الطالب على وضع الإجابة الخاطئة، فرسب في الامتحان، فماذا نسمي ذلك؟ ومن هنا الذي ظلم نفسه؟ هل نقول إن الأستاذ ظلم الطالب أم أن الطالب ظلم نفسه؟ هذا هو الله تعالى! يريد لنا الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، فيا ربنا لا تؤاخذنا بظلم هؤلاء لأنفسهم، واجعلنا من عبادك الطائعين الفائزين في الدنيا والآخرة: (رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران: 53 |
الأنهار الكونية
http://www.kaheel7.com/userimages/060320221139asa.JPG وهذا اكتشاف علمي جديد يستخدم فيه الغرب نفس الكلمة القرآنية، لنقرأ عن هذه الأنهار من النجوم والتي تتدفق في مجرتنا، وندرك عظمة هذا الدين.... علماء أمريكيون اكتشفوا مؤخراً نهراً طويلاً تتدفق فيه النجوم وتجري بشكل يسحر العقول ويحير الألباب، وهذا النهر يبعد عنا 76000 سنة ضوئية، ويجري في هذا النهر بحدود 50000 نجم! ويؤكد العلماء أن مثل هذه الأنهار تنتشر بكثرة في الكون وتجري عبرها النجوم بشكل يشبه جريان الماء في الأنهار على الأرض. ولو تأملنا اكتشافاتهم نلاحظ أنهم يستخدمون كلمة Stream وهذه الكلمة تعني بالضبط (يجري)، وهي الكلمة التي يستخدمها القرآن للتعبير عن حركة الشمس وكما نعلم الشمس هي نجم من النجوم، ويوجد في مجرتنا أكثر من مئة ألف مليون شمس جميعها تجري بنظام محكم. وقد عبَّر الله تعالى عن حركة الشمس بكلمة (تجري) فقال: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]. الذي لفت انتباهي في الدراسة المنشورة في مجلة Astrophysical Journal Letters في آذار/مارس 2006 أن صاحب الاكتشاف وهو الباحث Carl Grillmair وهو باحث أمريكي يعمل في California Institute of Technology's Spitzer Science Center أنه يحاول أن يربط بين الأنهار التي في السماء والأنهار التي على الأرض! صورة من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا يؤكدون فيها وجود أنهار غزيرة من النجوم تتدفق في مجرتنا، سبحان الله! ويقول في بحثه: إن دراستنا للأنهار التي تجري فيها النجوم ضرورية جداً لمعرفة كيف تشكلت المجرات، تماماً مثل دراستنا للأرض والجبال لمعرفة كيف تشكلت الأنهار. والعجيب يا أحبتي أن الله تعالى عندما حدثنا عن جريان الشمس جاء في الآية التالية مباشرة الحديث عن أنهار الأرض وجبالها وحركة القشرة الأرضية عليها! يقول تعالى في سورة الرعد: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد: 2]، ثم قال في الآية التالية مباشرة: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3]. وهنا ندرك أن الحديث عن جريان الشمس والقمر، والأنهار لم يأت عبثاً إنما هناك إشارات قرآنية تدل على أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون من عند بشر بل هو كلام رب البشر سبحانه وتعالى. بل إن العلماء يقولون إن هذه الأنهار الكونية لا يمكن لأحد أن يراها أو يتنبأ بها قبل عام 2006 وذلك بعد أن استخدم العلماء تقنية تعرف باسم الترشيح المتناظر matched filtering ولا زالت الاكتشافات في بداياتها، وأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بوجود نجوم تجري في السماء قبل مجيء القرن الحادي والعشرين. وهذا يدل على أن القرآن سبق العلماء بهذا التعبير (يجري) عندما استخدمه مع الشمس، فهو دقيق ومطابق للواقع، ومقبول علمياً اليوم. وانظروا معي إلى هذا النص الإلهي الرائع وكيف جاء الحديث عن جريان الشمس ثم عن جريان السفن في البحار، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [لقمان: 29-31]. وبالفعل يقول العلماء إن حركة النجوم في المجرة (ومن ضمنها الشمس) تشبه إلى حد بعيد حركة السفينة في البحر، فكلاهما يجري ويسبح ضمن تيار أشبه بالأمواج، والحركة تكون صعوداً وهبوطاً، ولذلك قال تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. وكلمة (يَسْبَحُونَ) دقيقة جداً من الناحية العلمية. ولولا ذلك لما رأينا العلماء يدرسون الأنهار في السماء، ولو أن العلماء لم يجدوا هذه المصطلحات دقيقة لم يستخدموها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التطابق الكامل بين القرآن والعلم، ونقول كما قال الله عن كتابه: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. |
المصابيح الكونية
http://www.kaheel7.com/userimages/flash_lights_0.JPG لقد سمى الله تعالى النجوم بالمصابيح في قوله (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) فهل جاء هذا للتشبيه فقط، أم أن هذه النجوم هي مصابيح بالفعل؟ هل تصدقون أن العلماء اليوم يسمونها "مصابيح"؟؟!... في بحثٍ أجراه العلماء مؤخراً وجدوا أن أول نجوم تشكلت في هذا الكون هي (الكوازارات) أو النجوم اللامعة (شديدة اللمعان)، وهذه النجوم قديمة جداً يبلغ عمرها عدة بلايين من السنين. والسؤال ماذا وجد العلماء حول هذه النجوم؟ عندما التقطوا صوراً للكون البعيد بمجراته ونجومه، وجدوا وكأن هذه المجرات تظهر بألوان زاهية، ويقول العالم الألماني بول ميلر في بحث له بعنوان (لمحة عن النسيج الكوني في الكون المبكر): إن هذه المجرات التي خلقت في بداية الكون وهذه النجوم تزين السماء كاللآلئ على العقد. لأننا إذا نظرنا إليها من خلال المراصد نجد بالفعل أن هنالك ما يشبه الأحجار الكريمة (أحجاز الزينة) متوضعة ومتناثرة بألوان زاهية تدل على عظمة هذا الخالق سبحانه وتعالى. ويقول العلماء: إن هذه الكوازرات أو النجوم اللامعة تعمل مثل المصابيح في الكون، إنها تعمل مثل المصابيح لأنها تضيء ما حولها. فعندما صور العلماء غيوماً من الدخان الكوني غيوم كثيفة جداً رأوا هذه الغيوم بواسطة تلك النجوم يعني هذه النجوم تعمل مثل المصباح الذي يضيء الدخان وهذا الوصف يتجلى قول الحق تبارك وتعالى عندما قال: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) [فصلت: 12] فانظروا إلى هذه الكلمات العلمية الدقيقة (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فهذه النجوم التي سماها الله تبارك وتعالى مصابيح يسميها اليوم علماء الغرب مصابيح أيضاً - الكلمة القرآنية ذاتها. صورة للنجوم اللامعة أو المصابيح الكونية وهي تبدو بألوان رائعة تظهر مثل مجموعة من المصابيح التي تزين السماء! ويعجب العلماء من الطاقة الهائلة التي تبثها هذه النجوم لتضيء ما حولها لبلايين الكيلو مترات، ويقول عنها أحد العلماء: إنها حقاً تعمل مثل مصابيح كاشفة تكشف لنا الطريق! إذاً يسمي القرآن هذه النجوم بالمصابيح، والعلماء اليوم بعدما تأكدوا يقيناً أن هذه النجوم تعمل عمل المصابيح أسموها (بالمصابيح). فهذا هو الدكتور تشارلز يقول: إننا للمرة الأولى نرى كمية هائلة من الدخان حول إحدى المجرات، فهذه الكمية الكبيرة من الدخان والتي تلف المجرة فإن ضوء النجوم يصل إلى هذا الدخان لنرى هذا الدخان، ولولا هذه النجوم لم نتمكن أبداً من رؤية الدخان الكوني. النجوم اللامعة تضيء الكون من حولها بشكل أذهل العلماء، حتى إن بعض هذه المصابيح الكونية لها شدة إضاءة تعادل ألف مجرة مثل مجرتنا، وبعبارة أخرى إن مصباحاً كونياً واحداً يبث من الضوء ما يبثه تريليون نجم معاً، فتأمل شدة إضاءة هذا المصباح الكوني!! يقول تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) إن مصطلح (الزينة) يستخدمه العلماء اليوم لأنهم رأوا هذه المجرات كاللآلئ تزين السماء، كذلك فإن كلمة (مصابيح) أيضاً يستخدمها العلماء اليوم (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) هنا تتضح أمامنا الصورة الكونية الرائعة التي رسمها لنا القرآن، فهذا يعتبر من الإعجاز التصويري للقرآن لأن القرآن يصور لنا الأشياء قبل أن نراها أو نكتشفها. تظهر هذه الصورة التي التقطتها وكالة ناسا وعرضتها بتاريخ 21/9/2007 أن الغبار الكوني وبكلمة أدق الدخان الكوني هو المسؤول عن تشكل النجوم، وبخاصة تلك النجوم اللامعة التي تشكلت في بداية الكون. وأن هذه المصابيح الكونية هي التي تضيء الدخان من حولها، ولولا وجودها لم نتمكن من رؤية الدخان الكوني. الدخان هو أصل الكون! يؤكد القرآن في آية رائعة أن السماء كانت ذات يوم دخاناً، وهذا ما أثبته العلماء اليوم، بل ويتحدثون كل يوم عن اكتشاف جديد يتعلق بهذا الدخان. ويقول العلماء بالحرف الواحد: The dust particles that are mixed with the gas are tiny, only a fraction of a micrometer in size, and could therefore better be described as ``smoke´´. وهذا يعني: أن ذرات الغبار الممزوجة بالغاز دقيقة فقط أجزاء من الميكرو متر، ومن الأفضل أن نصفها كـ "دخان"!!!! انظروا معي، هؤلاء علماء غير مسلمين يقولون إنه من الأفضل أن نسمي الغبار الكوني (دخان) إنهم يستخدمون الكلمة القرآنية ذاتها، ولا أملك إلا أن أقول صدقت يا الله في كل كلمة أنزلتها، فسبحان الله! صورة للغبار المنتشر بين النجوم بكميات ضخمة جداً، وقد تبين أنه عبارة عن جزيئات قطرها عدة ميكرونات من السيلكون والفحم والأكسجين وهذه مركبات الدخان. هذا الدخان كان يملأ الكون ومنه تشكلت الأرض والكواكب والشمس والنجوم... وهذا هو موقع CNN يعرض لسؤال قديم جديد يطرحه العلماء: "من أين أتينا؟" فالنباتات والإنسان تشكلا من الدخان الكوني، الذي جاء معظمه من بقايا النجوم المحتضرة،ولكن من أين جاء الدخان الذي ساعد في تكوين النجوم تلك؟ وقد يكون أحد التلسكوبات التابعة لوكالة ناسا الفضائية، تمكن من الكشف عن أحدالأجوبة، وهو الرياح المندفعة من الثقوب السوداء هائلة الحجم. فقد تعرف تلسكوب "سبيتزر" الفضائي على كميات كبيرة من غبار فضائي صادر عن شبهنجم، يبعد عنا ثمانية مليارات سنة ضوئية. وقام علماء الفلك باستعمال التلسكوب لتحليل الموجات الطولية لضوء النجم، لمعرفة ماذا كان يوجد في الغبار الفضائي، فعثروا على دلائل تفيد بوجود زجاج ورمل وبلور ورخام وياقوت أحمر وآخر أزرق، وفقا لما صرحت به "سيسكا ماركويك كيمبر" من جامعة مانشستر في انجلترا، حيث يعتبر الدخان مهماً في عملية التبريد لتكوين النجوم، والتي تكون في الغالب غازاً، وعادة ما تتماسك بقايا الدخان معا مشكلة كواكب ومذنبات وكويكبات، كما أوضحت بذلك الفلكية "سارة غالاغر" من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. وقالت ماركويك كيمبر: "في النهاية، كل شيء مصدره الغبار الفضائي (الدخان الكوني)، فهو يجمع قطع الأحجية بالكامل لمعرفة من أين أتينا." ويذكر بأن علماء الفلك يظنون بأن النباتات التي تشكلت خلال مليارات السنين، وتلكالبعيدة عن أشباه النجوم، جاءت من الدخان الذي أفرزته النجوم المحتضرة، وذلك ما حدثمع كوكب الأرض.ولكن ذلك يترك سؤالا مطروحا، وهو المتعلق بمصدر الدخان الذي تشكّل في السنين الأولى من الكون، وهو الدخان الذي ساعد في تكوين الأجيال الأولى من النظمالنجمية.تقول الباحثة ماركويك كيمبر: لقد تشكل في رياح الثقوب السوداء"، وتتصادم جزيئات الغاز في حرارة النجم الشديدة، لتشكل عناقيد، ثم تنمو هذه العناقيد أكبر وأكبر، حتى يصبح بمقدورنا أن نسميهاذرات غبار (والأدق دخان). ويقول علماء من وكالة ناسا: Cosmic dust particles are very small. To understand their size and consistency, they may best be visually compared to cigar smoke وهذا يعني أن ذرات الغبار الكوني صغيرة جداً ولكي نفهم حجمها وتركيبها من الأفضل أن نقارنها بدخان السيجارة. إن هذه السحب الكونية لو كانت مؤلفة من الغبار لاحترقت، ولذلك فإن المنطق العلمي يفرض أن تكون مؤلفة من الدخان، وهذا ما أكده أحد علماء وكالة ناسا بقوله: Cosmic dust particles are about the size of a particle of smoke and because of their small sizes, most survive without 'buring up. أي أن ذرات الغبار الكوني هي بنفس حجم ذرات الدخان، وبسبب حجمها الصغير نجدها تسلم من الاحتراق أو الاشتعال. وتأملوا معي كيف تقوم النجوم (المصابيح) بإضاءة السحب الدخانية. انظروا معي كيف أن علماء أشهر وكالة فضاء في العالم يحاولون أن يفهموا طبيعة الغبار الكوني الذي تشكل في الكون المبكر، ولم يجدوا أفضل من كلمة (دخان) ليعبروا بها عن حقيقة هذه المادة، فما معنى ذلك؟ وما معنى أن نجد كتاباً مثل القرآن أنزل في القرن السابع الميلادي يعطينا الكلمة ذاتها، بل ويحدد زمن تشكل هذا الدخان وهو بداية نشوء الكون؟ إن هذا التطابق ليس له إلا تفسير واحد: القرآن كتاب الله! يقول تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) [فصلت: 11]. لنتأمل هذا الإعصار الكوني الذي حدث على مسافة 450 مليون سنة ضوئية (حسب وكالة ناسا) ولولا وجود الدخان لم يكن لهذه الأعاصير أن تحدث، لنتأمل أيضاً النص الإلهي الرائع ونتصور كم من الآيات يحوي: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 11-12]. ما الذي يدرينا أن هذه الحقائق يقينية؟ قد يقول قائل: هذا الدخان الكوني يبعد عنا ملايين السنوات، ويستغرق ضوء هذه النجوم الذي انعكس على هذا الدخان ليصل إلى الأرض عدة ملايين من السنوات بل أحياناً مئات الملايين حسب بعد النجوم والمجرات. والسؤال الذي قد يثيره البعض: كيف تقحمون هذه النظريات العلمية في كتاب الله تبارك وتعالى؟ وأقول: إن القرآن الكريم هو كتاب الحقائق المطلقة، فكل كلمة في هذا الكتاب هي الحق من عند الله تبارك وتعالى، ونحن عندما نجداً تعارضاً بين العلم والقرآن، أي إذا خرج أحد العلماء بنظرية قال: إن الكون سيتمدد إلى ما لا نهاية، وهذه النظرية موجودة اليوم ويطرحها بعض علماء وكالة ناسا يقولون: إن الكون سيتمدد إلى ما لا نهاية ولن يكون له نهاية أبداً، هذا الكلام يناقض القرآن، هناك نظرية ثانية يقول فيها بعض العلماء: إن الكون سيعود وينطوي وينغلق على نفسه كما بدأ، وهذا الكلام نحن نتبناه ونعتقد به، لماذا؟ لأن الله عز وجل حدثنا عنه عندما قال: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104] وهذه الآية من الآيات المبهرة التي تحدثنا بدقة عن الأحداث التي سيمرّ فيها الكون في نهاية حياته. عندما نرى هذه الآيات المبهرة ينبغي علينا أن نحمد الله أن نقول: (الحمد لله). لماذا نحمد الله تبارك وتعالى؟ لأنه منَّ علينا بهذه الآيات لتثبتنا على الحق، ولنكون أكثر إيماناً، وأكثر يقيناً بهذا الكتاب العظيم. |
الساعة الآن 04:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
TranZ By World 4Arab
www.q8-one.com